أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - الأحزاب التركية واللعب بالورقة الكردية؛ هل يعيد الأتراك سيناريوهات أجدادهم بالضحك علينا مجدداً؟!















المزيد.....


الأحزاب التركية واللعب بالورقة الكردية؛ هل يعيد الأتراك سيناريوهات أجدادهم بالضحك علينا مجدداً؟!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 8138 - 2024 / 10 / 22 - 20:12
المحور: القضية الكردية
    


إن أي متابع لسياسات تركيا قديماً وحديثاً سيجد دائماً؛ بأن الورقة الكردية كانت حاضرة في كل المراحل ولكن وفق أجنداتهم التي تخدم بالأخير مشاريعهم وسيناريوهاتهم، أي بمعنى إنهم استخدموها لأجندات تخدم توجه تلك السياسات التي تعزز مكانة تلك القوى من جهة ومن جهة أخرى تخدم مشاريعهم السياسية؛ القومية الكمالية التركية قديماً وحديثاً الإسلامية الأردوغانية التركية. يعني بالمحصلة دائماً في خدمة تركيا، إن كانت بصبغتها القومية الكمالية أو الإسلامية الأردوغانية حيث أتاتورك ومع بداية تشكل تركيا الحديثة مع جماعة “الاتحاد والتركي وتركيا الفتاة”، استطاعوا في بدايات القرن العشرين الضحك على الكرد من خلال استمالة زعماء عشائرهم للوقوف معهم في حروبهم في قفقاس ضد الروس، وبعدها ضد الأرمن الذين وقفوا مع روسيا المسيحية ضد تركيا الإسلامية.

وهكذا حملونا وزر جرائم لا ناقة لنا فيها ولا جمل حيث كانت لأجل ترسيخ كيان تركيا الحديثة، وبعد أن تم لهم ذلك واستطاع أتاتورك أن ينجح في مفاوضاته مع الدول الاستعمارية الأوروبية وإلغاء “بنود معاهدة سيڤر” واستبدالها ب “لوزان”، تنكر لكل وعوده للكرد؛ بأن تركيا الحديثة ستكون دولة للكرد والأتراك، بل ومارست تركيا خلال كل الفترة الكمالية والتي امتدّت لبداية هذه الألفية الجديدة كل صنوف القهر والاستعباد والإذلال وجرائم حرب وتغيير ديموغرافي بحق شعبنا في باكوري كردستان (تركيا)، ومن ثم لتأتي المرحلة الأردوغانية وهي الأخرى تعد بمرحلة جديدة ديمقراطية وتفتح الحوار مع الكرد إلى أن تستقر الأمور لهم، لنكتشف مجدداً؛ بأنها لم تكن أكثر من استهبال واستغباء لنا حيث لا جديد في الأمر، إلا في لون الاستعباد من قومي أتاتوركي نازي إلى التزاوج بين الديني والقومي الفاشي مع أردوغان.

باختصار استمرت سياسات تركيا السابقة مع بعض الحقوق الثقافية التي جاءت نتيجة نضالات شعبنا مع تفجر الأوضاع في تركيا، بعد الثمانينيات مجدداً وذلك بعد أن استطاعت تركيا اخماد الثورات الكردية التي أن أندلعت في منتصف العشرينيات من القرن الماضي مع ثورة شيخ سعيد پيران وسيد رضا وثورات البدرخانيين وغيرهم والتي أعقبتها خمود وسكون كردي لبداية السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي حيث استطاعت جنرالات تركيا في قمع شعبنا هناك، بل ووصلت بهم الأمر؛ بأن أدعت تركيا بأنها ”وأدت وقبّرت القضية الكردية” وذلك من خلال رسم كاريكاتوري نشرتها حينها الصحافة التركية لقبر مكتوب على شاهدتها عبارة كردستان، وذلك في دلالة واضحة بأنهم قد قبروا كردستان للأبد وأنتهت تركيا من القضية الكردية، لكن ومع تفجر الثورة مجدداً على يد مجموعة من الشباب اليساريين الكرد في باكوري كردستان، بزعامة أوجلان وحزب العمال الكردستاني، تحطمت تلك السردية التركية عن وأد القضية الكردية بحيث أضطر أردوغان للاستعانة بالبارزانيين لفتح حوار مع المنظومة العمالية وزعيمها المعتقل منذ أكثر من ربع قرن، ولكن وللأسف تراجعت تركيا وحكومة العدالة هي الأخرى، مثل أتاتورك وحكومته النازية عن كل تلك الوعود التي أعطيت للكرد!!

ولنصل لغاية اليوم حيث نجد مرة أخرى دعوات للحوار مع الكرد وحل القضية، والغريب في الأمر بأن تأتي بدايةً من أكثر المغالين والأكثر تشدداً وتطرفاً بخصوص القضية الكردية؛ ونقصد دولت بهجلي، زعيم الحركة القومية الفاشية والتي هي أكثر قومجية من حزب أتاتورك، حزب الشعب، نفسه حيث شعارهم “الذئاب الرمادية” وهي شبيهة بالنازية، بل وأسوأ بكثير وبالأخص تجاه القضية الكردية وما يمارس في مناطق الاحتلال التركي لمناطق كردية في روژآڤا (شمال سوريا)، ليس إلا بعض من سياسات هذا الحزب الفاشي الطوراني.. نعم بدأت مع توجه بهجلي لكتلة حزب المساواة والديمقراطية DEM Parti ومد يده لهم ومسلماً عليهم والقول؛ بأن “المرحلة تحتاج لسلام فلنحقق السلام في داخل تركيا أولاً”!!، يعني ((أخونا)) تحول بقدرة قادر وبرمشة عين من “ذئب رمادي” إلى “حمامة سلام” محطماً كل قوانين الطبيعة السرمدية، ثم لحقه أردوغان ببعض الوعود بحل القضية وذلك على لسان بعض الوكالات والصحفيين والكتاب المقربين من دائرة الحكم المشكل بين الفاشيتين الدينية والقومية.

وها هو بهجلي يعود ويطلق قنبلة دخانية جديدة لتعميتنا عن الحقائق وهو يقول؛ يمكن دعوة السيد أوجلان لإلقاء كلمة في البرلمان التركي وذلك داخل مجموعة حزب المساواة والديمقراطية، طبعاً هذه استكمال لم قاله فريق أردوغان؛ بأن يمكن اعادة الحوار مع اوجلان بخصوص القضية الكردية، ولكن هل سيقدر أن يقنع قيادة قنديل -وبالمناسبة مقالة القيادي في البارتي السوري؛ عبد الحكيم بشار، والتي تناولتها سابقاً، لم تأت من فراغ، بل إنها جزء من الحلقة التي تديرها الاستخبارات التركية بهذا الخصوص- أي بمعنى هناك عدد من الفرق التي تعمل في هذا الصدد ولكل منهم دوره لاستكمال الحلقة أو بالأحرى الأنشوطة حول الرقبة الكردية لخنقها مجدداً وخاصةً مع بوادر وصول رياح عاصفة للشرق الأوسط قد تقلع الكثير من أنظمتها التوتاليتارية الاستبدادية ومنها نظامي تركيا وإيران.

ولكي لا تجد المعارضة التركية؛ ونقصد حزب الشعب الجمهوري الأتاتوركي، بأنها باتت خارج اللعبة وبأن حكومة العدالة مع القوميين المتطرفين باتوا يستفردون بالقضية الكردية واللعب بها واستثمارها سياسياً في أي انتخابات قادمة؛ رئاسية أو بلدية، فهم أيضاً باتوا يلعبون بها وقد رأينا تصريحاتهم السابقة، بل حتى تحالفهم في الانتخابات البلدية الأخيرة مع حزب المساواة والديمقراطية ضد فريق الحكومة والتي تكللت بنجاحهم وهزيمة كبيرة لأردوغان وفريقه السياسي، ولاستمرار هذا التحالف وعدم الإفراط به ويأتي ليستثمر به الفريق الآخر وخاصةً بعد التصريحات الأخيرة ل بهجلي، فإن رئيس حزب الشعب؛ أوزغور أوزال، قام يوم أمس بزيارة الزعيم الكردي المعتقل؛ صلاح الدين ديمرتاش، ولم يكتف بذلك، بل وصرح أيضاً، وذلك رداً على الفريق الآخر؛ بأنهم ليسوا فقط مع دعوة أوجلان لإلقاء كلمة في برلمان تركيا، وإنما مع أن يقود الكرد دفة الحكم في تركيا!

طبعاً الحكي ما عليه كُمرك، كما يقال، يعني إذا القضية قضية وعود وكلام وعبارات معسولة للضحك على الكرد الحمقى، فيا أهلاً وسهلاً كلنا راح نزايد بها، لكن أي حقوق وأي حكم وقيادة وأنتم تقولون؛ حكم وقيادة تركيا! طيب أليس من الأولى أن تغيروا اسم الجمهورية لتعبر عن الشعبين وليس عن شعب واحد؛ هم الأتراك، وذلك لكي نصدقكم، ولا القضية راح تحلوها على طريقة “شيخ الحقوقيين” كذباً ونفاقاً وهو يخرف من ذاكرة عنصرية بمصطلح ابتكاري جديد للتعريف بالكرد، وذلك حينما عرفنا بمصطلح غريب عجيب ليقول؛ “الأكراد العرب”، نعم لا يختلف مقولة أن “يحكم الكرد تركيا” عن مقولة المخرف؛ هيثم المالح، “الأكراد العرب”!! ولذلك نقول لكم جميعاً؛ تباً لكم ولمقولاتكم وأكاذيبكم ومخرجاتكم والتي هي ليست أكثر من الضحك مجدداً على هبلنا وعقولنا الساذجة، وكنوع من الانحناء أمام العاصفة لتمر ومن ثم لتعودوا وتنكبوا بنا مجدداً وللأسف.

بالأخير نعود ونجدد ما قلناه سابقاً؛ بأننا لسنا من دعاة الحرب والصراعات، بل نأمل حقاً الدخول في المفاوضات وحل القضية الكردية بطرق سلمية وفي مختلف أجزاء كردستان، ولكن ليس في الغرف المظلمة وخلف الستائر، بل في الضوء وبرعاية وضمانات دولية حيث دون ذلك سيعني مرة أخرى؛ بأنكم تريدون الضحك علينا واستهبالنا واستعبادنا دائماً، وهذا ما لا يريده الجيل الجديد من السياسيين الكرد، أو على الأقل هكذا يفترض بهم، وإلا فإنهم سيثبتون لنا وللعالم؛ بأن الهبل والحماقة هي جزء وصفة أصيلة من الشخصية الكردية.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا تبحث عن -حسن خيري- آخر!!
- شرقنا والأيديولوجيات القاتلة
- لا ثقة بأردوغان وتحالفه السياسي
- تعليقات وتوضيحات حول الأيديولوجيا والتكنولوجيا!
- كردستان وأهميتها في رسم الخرائط والمشاريع المستقبلية
- قتلتنا خطابات وشعارات الأيديولوجيين
- عام على الطوفان؛ ماذا تم تحقيقه لصالح شعوب المنطقة؟!
- تركيا باتت تدرك بأنها المستهدفة بعد إيران وبأن كردستان قادمة
- نحن والعرب إما ننجو أو نغرق معاً في مستنقعات الآخرين
- رداً على بعض الإمعات الذين ينفون الوجد التاريخي والحضاري للك ...
- الكرد -من يومين صاروا قومية كردية-!!
- هل حان الوقت لإعادة التاريخ الكردي؟
- هل الأوطان تستحق التضحية بالإنسان؟
- هوية سوريا؛ وخزة صباحية لبعض العروبيين
- هل أوج آلان وحده نفى وجود روژآڤاي كردستان؟
- كردستان حلمنا، لكن يبدو هناك من يريد حرماننا من الأحلام أيضا ...
- لم ما زالت كردستان مستعبدة دولية؟
- عفرين وناميبيا
- عفرين كانت وستبقى كردستانية
- قراءة موجزة في معضلة قنديل والعدوان التركي الأخير


المزيد.....




- ترامب يفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية.. ماهي؟
- ترامب:إجراءاتنا ضد المحكمة الجنائية الدولية قد تشمل حظر المم ...
- ترامب يوقع مرسومًا بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية ...
- ترامب يعاقب المحكمة الجنائية الدولية ويعلن الطوارئ الوطنية ض ...
- غزة.. دمارٌ وركامٌ ورياحٌ عاتية أجهزت على ما تبقى من ملاجئ و ...
- ليبيا.. ترحيل طوعي لمهاجرين مصريين غير شرعيين
- الاحتلال الإسرائيلي يفرض تدابير تحول دون الانجاب في قطاع غزة ...
- بسبب إسرائيل.. ترامب يقر عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية ...
- جالانت: أعطينا أوامر للجيش بقتل الأسرى مع آسريهم
- البنتاغون ينشر فيديو لترحيل أول دفعة من المهاجرين إلى غوانتا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - الأحزاب التركية واللعب بالورقة الكردية؛ هل يعيد الأتراك سيناريوهات أجدادهم بالضحك علينا مجدداً؟!