أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد يعقوب الهنداوي - من تاريخ عادل عبد المهدي















المزيد.....


من تاريخ عادل عبد المهدي


محمد يعقوب الهنداوي
كاتب

(Mohamed Aziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8137 - 2024 / 10 / 21 - 15:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الذكرى الخامسة لانتفاضة تشرين

معرفتي برئيس الوزراء "المستقيل" (عادل عبد المهدي) مباشرة ونتيجة معايشة يومية، سياسية وشخصية وعائلية، وعشنا سويا في نفس البيت لأكثر من أربع سنين وخبرتُه عن قرب وبكل دقة. ومن هذا المنطلق نشرت عددا من المقالات على صفحتي، بعضها عن الشهيد (رياض البكري) تحديدا، وغيرها مما ارتبط مباشرة بأدوار (عادل عبد المهدي) وعلاقاته وتحركاته.

وما أكتبه وأنشره، وهذا المقال عنه خاصة، يستند في أغلبه الى معلوماتي الشخصية وتجربتي المباشرة، وما تبقى استندت فيه الى أرشيفات موثوقة، وفي أحيان نادرة الى ما بلغني من آخرين أثق بهم وبمعلوماتهم، لكن هذه الثقة لا ترقى بأية حال الى استعدادي للدفاع عن تفاصيلها فيما يخص ما عرفته منهم، خلافا لما يستند الى تجربتي الخاصة المباشرة التي أنا مسؤول عنها بكل تفاصيلها وحيثياتها.

عشت مع (عادل عبد المهدي) في بيت واحد في كل من دمشق (حي المزرعة – خلف متنزه زكي الأرسوزي)، وكان بيت جلال طالباني قريبا جدا منا وكنا غالبا ما نلتقي به وبزوجته هيرو إبراهيم أحمد، وكذلك بفؤاد معصوم ونوشيروان مصطفى (مؤسس حركة التغيير – كوران) وآخرين، وكذلك في شقتنا في (تلة الخياط) في حي (شارع فردان) ببيروت الغربية.

وجاءت تلك التجربة، والعمل السياسي المشترك مع عادل، بعد انهيار الحركة الكردية المسلحة في أعقاب اتفاقية 6 آذار 1975 بين صدام التكريتي وشاه ايران، والتي ترتب عليها أيضا انهيار ما تبقى من تنظيمات (الحزب الشيوعي العراقي – القيادة المركزية) بقيادة إبراهيم علاوي وخليل الغزالي وعلي الأعسم وشاكر بدر الساعدي وهاني الساعدي وآخرين، والتي انتهت بقيام (فاروق مصطفى رسول) مسؤول إقليم كردستان ومعه شيخ علي البرزنجي وعفان جلميران وطارق هوليري وعزيز رش، بتسليم رفاقنا واسلحتنا الى البعثيين مقابل صفقة مالية كبيرة جدا ليس هذا أوان الحديث عنها.

في أعقاب ذلك استغل (عادل عبد المهدي) تشردنا وضياعنا وانعدام أية نقطة ارتكاز أو استرشاد لدينا، وزعم انه من كوادر القيادة المركزية الرئيسيين وانه يسعى الى التعاون معنا لإعادة بناء التنظيمات المنهارة. وكان يعيش في بحبوحة نسبية في دمشق ويمتلك بيته الخاص (هو بيت أمه السورية في الأصل التي ورثته عن أبيه عبد المهدي أمين المنتفجي).

وحصلت أنا على منحة دراسية من جامعة دمشق، وهي منحة كانت متاحة بسهولة كبيرة لكل الطلاب العرب الوافدين الى دمشق، حيث درست الفلسفة وعلم الاجتماع في جامعة دمشق. وكنت أعيش على تلك المنحة وأقتسمها، على شحتها، مع الشهيد (رياض البكري) ومع (سامي شورش) الذي انقلب لاحقا الى مرتزق صفيق لبيت البارزاني، إضافة الى شبهات أخرى أحاطت به.

وكنا، نحن الأعضاء الحزبيون الشباب، نعتمد على رفاقنا الأكبر منا سنا وتجربة وخصوصا الشاعر مظفر النواب (الذي كان عضوا قياديا في القيادة المركزية آنذاك) وشقيقي الخائن عبد الحسين الهنداوي والخائن الآخر كاظم الموسوي، وكلاهما زكّى (عادل) ومنحه ثقته المطلقة ودعانا الى الثقة به والعمل معه. وتبين ان كليهما كان يعرف ان عادل لم يكن على أية صلة بالشيوعية من قبل على الاطلاق، بل ويعرفان تاريخه السابق الذي أخفياه عنا، وهي التفاصيل التي لم نكتشفها إلا بعد ثلاث سنين ونصف تقريبا وبعدما بذلنا جهدا كبيرا في بناء تنظيمات شيوعية حقيقية انتهت كلها الى الضياع والتضحيات المجانية.

أما مظفر النواب فكان قد تحول كليا الى التوجه القومي العربي البحت وتخلى عن عراقيته تماما لصالح تشبثه المطلق والمستميت بعلاقاته الفلسطينية، وهو ما سينعكس على كامل نتاجه الشعري بدءا من 1975 الى اليوم، وهذا واضح جدا لكل المطلعين على ومتابعي شعره.

وبحكم أني كنت أكتب الشعر وأعشقه، كنت الأكثر قربا الى مظفر النواب وتفاعلا مع محيط أصدقائه من السوريين والفلسطينيين في دمشق، فقدمني الى الكثيرين منهم ومنحني ثقته وتزكيته الكاملة بحضورهم. لكن هذه العلاقات أدت لاحقا وسريعا جدا الى توريطي في مأزق انتماء بعضهم الى (المنظمة الشيوعية العربية) التي أعلنت مسؤوليتها آنذاك عن عدد من التفجيرات التي نفذتها في دمشق وبيروت والكويت.

ومع حملة المخابرات البعثية على هذه المنظمة وجدت نفسي في معتقلات البعث الفاشي السوري متهما بالانتماء اليها، فتعرضت للتعذيب والضغوط علي يد رائد المخابرات (محمد ناصيف) وبلغ الأمر حد وضعي على لائحة المحكومين بالإعدام (دون محاكمة).

وفي تلك الفترة، كان من زوارنا الدائميين الى البيت (أحمد العزاوي) و(محمد الطائي) و(مازن النعيمي) و(عبد الإله النصراوي) و(جواد دوش) و(عوني القلمجي) ضمن عدد آخر من قادة المعارضة السياسية العراقية المنضوية تحت لواء ما يسمى (التجمع الوطني العراقي) آنذاك، وكان أبرزهم جلال الطالباني وقياداته المتقدمة الذين كنا نلتقي بهم رسميا أسبوعيا على الأقل، وفي بعض الأحيان كنا نسهر معا مرتين او ثلاث مرات في الاسبوع في جلسات عائلية إذ كان بعضهم يصطحب زوجته أيضا الى تلك السهرات ومنهم (هيرو إبراهيم احمد) زوجة جلال الطالباني وابنها (بافل)، وكذلك زوجة (أحمد العزاوي) السورية وبناته الصغار.

وحين اعتقالي من قبل المخابرات السورية في ربيع 1976، كنت مطمئنا الى ان اعتقالي لن يدوم بسبب معرفتي بقوة علاقات عادل مع (أحمد العزاوي) الذي كان يتولى آنذاك منصب (مدير أمن دمشق)، وكان مقربا جدا لحافظ الأسد وله اليد الطولى والكلمة النافذة. لكن ظني لم يكن في محله اذ طال اعتقالي، وحين خرجت من المعتقل أخيرا علمت أن (أحمد العزاوي) كان قد اغتيل في مكتبه الخاص في مبنى (القيادة القومية) في قلب دمشق.

وفي روايتها للأحداث التي جرت في غيابي، قالت لي (رجاء الرفيعي) زوجة (عادل عبد المهدي) ان (أحمد العزاوي) طلب منها أن تتصل به صباح اليوم التالي (في أواخر أيار 1976) لتذكره بإرسال أمر إطلاق سراحي، وحين اتصلت به قال لها ان أمر إطلاق السراح حاضر وأنه سيخرجه الآن من درج مكتبه ويرسله فورا. ثم، والكلام لرجاء الرفيعي: "سمعت صوت انفجار مدوٍ في التلفون وانقطع الخط"!

واستنادا الى كلام (رجاء الرفيعي) فان القنبلة التي قتلت (أحمد العزاوي) كانت مزروعة في درج مكتبه وانفجرت حين حاول سحب ذلك الدرج. وكان المتهم الأول بقتله آنذاك هو (باقر إبراهيم) الذي لم يلبث ان تولى رئاسة (مكتب شؤون العراق) في (القيادة القومية) للبعث السوري، خلفا لأحمد العزاوي الذي سبق له وتعرض لمحاولة اغتيال بتفجير سيارته في باب بيت (عبد الله الأحمر) المسؤول البعثي السوري الكبير، وأصيب نتيجة لها بتشوهات عديدة ولم يكن اثرها قادرا على السير دون مساعدة لأشهر عدة.

وألخّص هنا بعض المعلومات الأساسية عن (عادل عبد المهدي) رئيس وزراء المافيات الحاكمة في العراق، الذي ارتكب من خلال مسؤوليته المباشرة عن إدارة الوضع الأمني وقيادة القوات المسلحة في البلاد، أبشع جرائم القتل والاختطاف والعدوان على المتظاهرين الثوار من أبناء شعبنا طوال الأشهر الخمسة الماضية، ولا يزال، سواء مباشرة، من خلال تعيينه قيادات عسكرية معروفة بتاريخها الاجرامي مثل (جميل الشمري) جزار الناصرية أو (رشيد فليح) المسؤول الى جانب عصابات ما يسمى (قوات الصدمة) عن مجازر البصرة بحق ثوارنا الشباب، أو من خلال التستر على والتواطؤ مع مافيات القتل الطائفية التي استهدفت زهرة شباب العراق برصاص القناصين وقذائف (مسيل الدموع) القاتلة.

ورغم ما عرفه العراقيون، والبغداديون وأهل الناصرية خاصة، عنه وعن جرائم عصابته بعد قيام مجموعة منهم بسرقة ملايين الدولارات من مصرف الزويّة ببغداد وقتل ثمانية من حراسه المساكين، لكن سرعان ما تمت "لفلفة" القضية وتناسيها وكأنها مجرد حادث عرضي عابر لم يتسبب في قتل موظفين بسطاء وسرقة إحدى مؤسسات الدولة من قبل مافيا يقودها ويحركها نائب رئيس الجمهورية، وتلك كانت صفته الرسمية وقت وقوع الجريمة واكتشافها.

لكنه نجح فعلا في تشتيت الانتباه عن صورته الحقيقية وتاريخه الملوّث ونشر فقاعات ملونة عن انحداره من أوساط "برجوازية شريفة"، في وقت لم يكن في العراق برجوازية أصلا! وعن دور "تنويري" مزعوم لأبيه الاقطاعي الرجعي الذي كان من أبرز عتاة المتخلفين ودعاة قمع اليسار والحركات التقدمية في العراق وأشرسهم، بشهادة صديقه القديم الحميم وشريكه في معاداة التقدمية واليسار (ساطع الحصري) الذي مدحه في مذكراته التي نشرت عام 1968.

والأبشع من كل هذا ان بعض الصحفيين المحسوبين على اليسار العراقي، المتفسخ أصلا، يروج لخرافة أن عادل عبد المهدي يمكن ان يكون في صف الشعب ويمارس دورا تقدميا بحكم أنه كان "شيوعيا"...

وأورد هنا بعض الخطوط العريضة لحقائق عن هذا الشخص الملتوي ذي التاريخ القميء الطافح بالإجرام والمعادي لكل ما هو يساري وتقدمي، ولديّ الكثير جدا من التفاصيل الدقيقة عن شخصه وحياته وعائلته... سأنشرها في الوقت المناسب.

• ولد عادل عبد المهدي عام 1942 لعائلة رجعية ولأبٍ سيئ السمعة من عتاة الاقطاع المستبدين والمتاجرين بالدين.

• كان أبوه عبد المهدي أمين المنتفجي من أوائل الراكضين لخدمة الاستعمار البريطاني وأهدافه، ومكافأة له تم تعيينه "نائبا مقيما" في مجلس النواب الكارتوني الذي أقامته سلطات الاحتلال منذ انشائه عام 1925 وحتى الغائه في تموز 1958، وأصبح نائبا لرئيس المجلس في دورته السادسة (1948-1949).

• في الفترات التي لم يكن (عبد المهدي أمين المنتفجي) عضوا في مجلس النواب، فلأنه كان عضوا في مجلس "الأعيان" الذي يعينه الملك بقرار من البريطانيين. كما جعلوه وزيرا لأكثر من مرة في الحكومات الملكية فتولى وزارة المعارف ثم الأشغال ثم المواصلات، ووزارة التموين، وكان مثال الخادم الأمين للانكليز والمستبد الشرس على ابناء الشعب.

• يعرف كل من قرأ عن تاريخ الاقطاع في العراق انه، وبموجب القانون العشائري السائد آنذاك، فان 70 بالمائة من سكان العراق لم يكونوا مشمولين بالقانون المدني بل بأحكام "قانون العشائر" الذي بموجبه كان الفلاح لا يستطيع ترك الأرض التي يعمل بها والتي تعود ملكيتها للإقطاعي، ويحق للإقطاعي بهذا القانون قتل الفلاح أو تعذيبه أو دفنه حيا والتمثيل بجثته دون أن يحق لأحد مقاضاته قانونيا، كما لم يكن الفلاح يتلقى أية مبالغ مالية عن كده وكدحه، بل "يتكرم" عليه الاقطاعي ببعض الحبوب والمواد الغذائية مقابل استعباده المطلق.

• كانت حفنة من الاقطاعيين تمتلك أكثر من 70% من مجمل أراضي البلاد ويحكمون أكثر من ثلثي عدد السكان.

• كانت سلطة الإقطاعي تفوق سلطة الملك إذ أجاز له قانون العشائر قتل كل من يخالفه واغتصاب زوجته وبناته أمام عينيه من دون أن يمتلك أحد حتى حق الاحتجاج أو أن تطاله يد القانون.

وجاء "الولد على سرّ أبيه":

• كان عادل عبد المهدي منذ صباه شرسا مستهترا متسيبا فاشلا كارهاً للدراسة كثير المشاكل والشغب وعدوا لأي فكر تقدمي أو تحرري.

• ما ان وقع انقلاب 8 شباط 1963 حتى كان في طليعة ومن أشرس مجرمي الحرس القومي، فارتكب الكثير من الجرائم بحق الشيوعيين والتقدميين والعوائل المناضلة البريئة، الى جانب رفاقه السيئين أحمد العزاوي واحمد أبو الجبن المشهورين بعدائهما لكل ما هو يساري وتقدمي وتنويري واشتراكهم في قتل الكثير من الشيوعيين والثوريين.

• ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد كان فالح عبد الجبار ضمن نفس الزمرة القذرة من عصابات الحرس القومي.

• في أعقاب انقلاب 18 تشرين 1963 العارفي ضد البعثيين هرب عادل عبد المهدي الى مضايف أبيه ليختفي في المناطق التي يمتلكونها في ناحية النصر في الناصرية.

• ومع عودة البعثيين الى السلطة سنة 1968، عاد عادل عبد المهدي الى بغداد ليصبح مسؤول علاقات خارجية بمديرية الأمن العامة ببغداد وموظفا في وزارة الخارجية.

• بناء على طلبه، تم تنسيبه الى السفارة العراقية في باريس ليتولى مهمة اختراق الحركة الطلابية الشيوعية العراقية التي كانت قوية آنذاك في أوربا، وخصوصا التنظيمات الطلابية القريبة من جماعة الكفاح المسلح والتنظيمات الجيفارية والمعادية للبعثيين والقوميين.

• جرى ترتيب وضعه القانوني على أساس أنه طالب بعثة حكومية ليدرس الإدارة في جامعة السوربون الفرنسية بباريس وتدفع له الحكومة العراقية جميع تكاليف حياته ودراسته واقامته مع عائلته ومصاريف أخرى، مع انه لم يكن يحمل حتى شهادة الثانوية.

• أثناء وجوده في باريس، وبحكم تمتعه براتب وموارد مالية كبيرة ومضمونة، أقام علاقات صداقة كثيرة مع الطلاب العراقيين، الذين كان يدعوهم الى بيته أو الى سفرات الى الريف وينفق عليهم بسخاء، وتقرب من خلالها الى أولئك الأشخاص المحسوبين على الشيوعيين والماركسيين ومن أبرزهم القومي الناصري المتطرف طالب البغدادي الذي كان على علاقة بالأمن البعثي وعاد الى بغداد وعمل استاذا للاقتصاد السياسي بجامعة بغداد عام 1975، ومزهر المرسومي ووثاب السعدي وشاكر بدر الساعدي وآخرين.

• في 1972، وبعد انهيار تنظيمات الكفاح المسلح في جنوب العراق وهزيمة تيار القيادة المركزية المنشق عن الحزب الشيوعي العراقي، وتعاون زعيمها الخائن عزيز الحاج مع المخابرات البعثية وتوليه مسؤولية التنسيق المخابراتي مع السفارة العراقية في باريس من خلال وظيفته الرسمية (ممثل العراق في منظمة اليونسكو)، تقرر نقل عادل عبد المهدي للاستفادة من نشاطه في بلد آخر يمثل فيه نشاط العراقيين المعارضين خطرا على النظام البعثي في بغداد.

• طلب نقله الى سوريا لاختراق أوساط المعارضة العراقية هناك مستفيدا من علاقات القرابة التي تمتلكها عائلته هناك حيث أن أمه سورية وكانت تمتلك بيتا في حي المزرعة بدمشق، وابن أختها الممثل السوري الراحل هاني الروماني، وجميع اقاربها يعيشون في الشام. وانتقلت معه زوجته رجاء الرفيعي وطفلته أمل التي ولدت بباريس.

• رغم ان عادل عبد المهدي لم يقض سوى سنتين في فرنسا، وهي فترة لم تكن كافية له حتى لتعلم اللغة الفرنسية، فقد زعم انه "أثناء إقامته في فرنسا عمل في العديد من المراكز البحثية، وتقلد منصب رئيس المعهد الفرنسي للدراسات الإسلامية، وترأس تحرير عدة مجلات باللغتين العربية والفرنسية. وهي أكاذيب صفيقة لأنه لا زال حتى اليوم لا يحمل أية شهادة أكاديمية حقيقية ولا يتكلم لا اللغة الفرنسية ولا الإنكليزية، فهو معروف بعقليته الاجرامية التي تعوقه عن تعلم أية لغة أو معرفة أو علم نافع.

• هذا تكذيب مباشر ودقيق أيضا لما كتبه عن نفسه (أو بأيدي مرتزقته) في وسائل الاعلام ومواقع الانترنت، من أنه حصل على "الماجستير في العلوم السياسية من (المعهد الدولي للإدارة العامة) بباريس عام 1970"، وأنه "حصل على الماجستير في الاقتصاد السياسي من جامعة بواتييه في فرنسا"، تماما كما هي أكذوبته من أنه "حكم عليه بالإعدام في فترة صدام حسين"، فهو لا زال جاهلا باللغة الفرنسية كما أنه ظل جاسوسا للبعثيين ولا زال وفيا لبعثيته وينفذ نفس سياساتهم القذرة الى اليوم تحت غطاء "المجلس الإسلامي الأعلى" والمناصب الحكومية التي يتولاها.

• زوجته رجاء الرفيعي هي ابنة حسن الرفيعي المتصرف السابق للواء الكوت ولواء كربلاء، وعمها محسن الرفيعي كان مدير المخابرات في زمن عبد الكريم قاسم وهو من اتفق مع البعثيين والقوميين أثناء تخطيطهم لتنفيذ انقلاب 8 شباط 1963، فقام بتقديم تقارير مفصلة كاذبة لعبد الكريم قاسم عن مزاعم تخطيط الشيوعيين للقيام بانقلاب عسكري ضده وأشار على قاسم وقتها بضرورة الزجّ بأكبر عدد ممكن من الشيوعيين في السجون، وهو ما تمّ بالفعل بموافقة قاسم، وحين جاء الانقلابيون في 8 شباط وجدوا الكثير من قيادات الشيوعيين وكوادرهم المتقدمة في السجون حاضرين للذبح وهو ما جرى بأمر المرجعية الدينية اللا شريفة التي أصدرت فتوى بأن "الشيوعية كفر والحاد وقتل الشيوعيين واجب" بتوقيع المرجع الشيعي سيد محسن الحكيم جدّ عمار الحكيم، زعيم المافيا الحالي.

• من دمشق عمل عادل كجاسوس وعنصر تنسيق بين الخلايا الجاسوسية البعثية العاملة ضد النظام السوري في دمشق وبين الأمن العراقي ببغداد وبالتنسيق مع مازن عبد الحميد عضو قيادة قطر العراق، ومنير شفيق مدير مركز الدراسات الفلسطينية ببيروت آنذاك، وآخرين، وقاموا معا بالعمل لصالح المخابرات العراقية من دمشق وبيروت التي انتقل اليها عادل وعائلته في خريف 1977 ليسكن في (شارع فردان) الشهير.

• في هذه الفترة نفسها، استغل عادل عبد المهدي ظروف انهيار الحركة الكردية في ربيع 1975، إثر اتفاقية 6 آذار 1975 بين شاه ايران وصدام التكريتي، والتي انهارت معها بقايا تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي - القيادة المركزية (المعروفة بجماعة "الكفاح المسلح") واستسلام قادتها الخونة إبراهيم علاوي وفاروق مصطفى رسول وعفان جلميران وطارق هاوليري وشيخ علي برزنجي للنظام البعثي، فسعى الى تأسيس منظمة جديدة تزعم انها استمرار لنفس الحركة أطلق عليها اسم (جماعة "وحدة القاعدة") وذلك في خريف سنة 1975، وتحت هذه الواجهة، وبالاتفاق مع الخائن فاضل ملاّ محمود رسول، قدم عادل عبد المهدي نفسه لأوساط المعارضة العراقية في دمشق بوصفه "مسؤول تنظيمات الخارج" لهذا التنظيم وبأنه "شيوعي ماوي".

• وتحت هذا الستار حاول إقامة تنظيم أوسع بالاتفاق مع زمرة (عبد الأمير الركابي) والمجموعة التي أطلقت على نفسها اسم (الحزب الماركسي اللينيني العراقي) والتي لم تكن في الواقع سوى منظمة مخابراتية بعثية. وفشلت المحاولة بسبب السمعة الشديدة السوء التي عرف بها (عبد الأمير الركابي) وزمرته في أوساط الشيوعيين العراقيين ببغداد وغيرها.

• وتحت هذا الستار أيضا قام عادل عبد المهدي وفاضل ملا محمود رسول، إضافة الى جرائم كثيرة أخرى، بتسليم اثنين من أفضل الكوادر الشيوعية الثورية العراقية الى أجهزة الأمن البعثية التي قامت بإعدامهما بعد فترات طويلة من التعذيب الرهيب، وهما الشهيد طاهر حمه مراد من السليمانية والشهيد رياض البكري من مدينة الثورة ببغداد، وسأنشر لاحقا تفاصيل أخرى عن هذا الموضوع تحديدا.

• بالتنسيق مع فاضل ملا محمود رسول (ابن عم فاروق مصطفى رسول شريك بيت الطالباني بملكية شركة آسيا سيل للاتصالات) وأخيه فؤاد ملا محمود رسول تم التخطيط والتنسيق لعملية اغتيال عبد الرحمن قاسملو، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني آنذاك، تنفيذا لقرار المخابرات العراقية بتصفيته لمنع تقاربه واتفاقه مع النظام الإيراني.

• تم قتل قاسملو في فينا بالفعل وبحضور فاضل ملا محمود رسول الذي تمت تصفيته في نفس العملية أيضا في 13 تموز 1989.

• بعد عودة الخميني من باريس الى ايران، عاد عادل عبد المهدي الى بغداد حيث تم تكليفه بمهمة جديدة فانتقل الى ايران أيضا ليعمل لصالح المخابرات البعثية من هناك مستغلا لقبه الموروث بوصفه من (آل شبّر) فهو من أهل البيت"، فتقرب من بيت الحكيم وانتمى للمجلس الإسلامي الأعلى الذي ترأسه (محمود الهاشمي) في البداية قبل أن يتولى رئاسته محمد باقر الحكيم رسميا، وواصل عادل عبد المهدي تعزيز موقعه الى أن تمت الاطاحة بنظام صدام التكريتي في حرب 2003 ليعود قائدا إسلاميا ثوريا هذه المرة.

• كان أخوه باسل عبد المهدي ولسنين طويلة اليد اليمنى الدائمة لعدي صدام حسين وأقرب اليه حتى من أولاد طبرة، حلفاؤه الأوفياء، وتم تعيينه بعد سقوط النظام وزيرا للرياضة والشباب ولا يزال متنفذا كبيرا في السلطات العراقية ببغداد الى اليوم.

• لا زالت اقطاعياته عامرة في الناصرية (منطقة النصر تحديدا) حيث دواوين الشيخ عادل وممتلكاته الممتدة على شطوط الفرات والغراف وأراضيه التي أعاد مصادرتها من الفلاحين الذين شملهم الاصلاح الزراعي أيام قاسم، وحيث يتم شراء أصوات سكان المنطقة بالجملة من خلال رشوة شيوخ العشائر وشراء ضمائرهم المعروضة للبيع بأتفه الأثمان.

من المضحك ان كلا من هوشيار زيباري وإبراهيم الجعفري وعادل عبد المهدي يزعم أنه "لَعب دوراً مهماً في إجراء المفاوضات مع الإدارة الأمريكية لشطب ديون العراق الخارجية، وإقناع المانحين الدوليين بإسقاط جزء كبير من تلك الديون"، فالجميع يعلم ان كل هؤلاء ليسوا إلا أقزاما حقيرة ودمى تافهة لا حول لها ولا قوة ولا قيمة لمزاعمها فالأمريكان يقررون ما يريدون أن يحصل وهم وحدهم من يستطيع تنفيذ ما يريدون، فيما تتراكض مافيات الأحزاب العراقية كلها لاهثة وراء الفتات متملقين الأمريكان وملتزمين حرفيا بأوامرهم كعبيد أتباع وكمرتزقة باعوا وطنهم وشعبهم مقابل ما يسرقون...



#محمد_يعقوب_الهنداوي (هاشتاغ)       Mohamed_Aziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والألوهية والظلم الطبقي وأزمة الانسان والحضارة
- ذكرى استفتاء استقلال كردستان - لا للحياة معاً إلاّ اختياراً ...
- رَذاذ دجلة
- بين المؤمن والملحد
- المثقف العنكبوت والنهوض المستحيل لأمة تعشق انحطاطها
- خرافة المصمم الذكي والتقدم الى الخلف لدى الربوبية
- تركيا أوردوغان راعية العقيدة وحامية حمى الاسلام
- فقاعة الاسلام العصري ومواكبة الحداثة
- مخاطر الاستغلال الجنسي والبدني للأطفال والقاصرين من قبل الما ...
- موسوعة (الكون) ومحاورات الإسلاميين عن الخالق
- أرقي وشيء فيك
- حَنِين
- ماركس يعود الى واجهة الفكر الانساني وتحولات المستقبل بأعظم ق ...
- سراج الحب الأول
- رَذاذ
- يعقوب
- الديمقراطية الإسلامية وشرعية المعاصصة الانتخابية ومهام النهض ...
- خرافة الفكر الإسلامي ومآخذها
- العلمانية ضرورة لازمة للتطور الانساني وجذوة الأمل
- حتمية التصادم وإستحالة التوفيق بين العلمانية والدين


المزيد.....




- اتهام مشاهير لأول مرة بالمشاركة في اعتداء مزعوم.. شون كومز ي ...
- جباليا تستغيث وتئن تحت وطاة الحصار العسكري: إسرائيل تنفذ خطة ...
- انضمام دول عربية لمجموعة بريكس: مكاسب كبيرة أم خسائر فادحة؟ ...
- قتلى في قصف إسرائيلي استهدف نازحين أجبرتهم القوات الإسرائيلي ...
- نيبينزيا: الولايات المتحدة تقع رهينة سياستها الخاصة في الشرق ...
- بوتين وبن زايد يفتتحان مركزا للتعاون الدولي مع الإمارات في م ...
- أوستن يعلن عن حزمة مساعدات بقيمة 400 مليون دولار لأوكرانيا
- مصدر قيادي بالقسام: مقتل أسيرة إسرائيلية في ظروف غامضة
- مؤتمر باريس -للدعم الإنساني- هكذا يراه اللبنانيون
- -تسببت في ضرر كبير-.. الكشف عن شبكة تجسس إيرانية في إسرائيل ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد يعقوب الهنداوي - من تاريخ عادل عبد المهدي