أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فريدة رمزي شاكر - أكذوبة الأديان السماوية!!













المزيد.....

أكذوبة الأديان السماوية!!


فريدة رمزي شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 8137 - 2024 / 10 / 21 - 04:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا لا يعترف المسيحيين والفكر المسيحي بفكرة «الأديان السماوية الثلاث»؟!
ــــ أولاً: هذا الفكر غير مسيحي ولا وجود له في فكر وثقافات شعوب الغرب، سوى عند الشعوب الناطقة بالعربية!
ــــ ثانياً: ماهي المعايير التي على أساسها أقدر أحدد أن هذا دين سماوي؟!
ولماذا البوذية والسيخية والزراديشتية والكونفوشية ليسوا ضمن هذه الأديان التي أعتبروها سماوية، ليصبح عندنا عشرة أديان سماوية أو مئات من الأديان السماوية؟!
وإلا تصير مجرد عبارة مستهلكة للتضليل، لتمرير معتقدات ليست سماوية، تحت مسميات «الأديان الإبراهيمية - الدين الإبراهيمي الموحد ـــ السلام الإبراهيمي ـــ حوار الأديان السماوية». كلها مسميات عربية وسياسية لا تمت للإيمان المسيحي بعلاقة ونرفض أن ندخل تحت مظلة هذه المسميات المبتدعة التي تحمل اهداف سواء دينية أو سياسية!

ــــ ثالثاً: إن كان إبراهيم ينظرون إليه على أنه أبو الأديان لأنهم يعتبرونه أبو الأنبياء، فالمسيحيين يدعونه « أَبُونَا أو أَبِينَا إِبْرَاهِيم». فهو « أَبـــو الآبَـــاء» وليس « أبو الأنبياء» كما يطلق عليه غير المسيحيين ! ولا ندعوه «سيدنا إِبْرَاهِيم» لأن سيدنا واحد هو سيدنا يسوع المسيح، سيد الأكوان وحده الذي من ألقابه « الســــيد» لأننا نحن عبيده.
ــــ رابعاً، عِرقياً: لا ينتمي المسيحيين الأمميين لإبراهيم، مثال أقباط مصر فهم من عِرق ونسل حام ابن نوح وليسوا من نسل إبراهيم عرقياً الذي من نسل سام ابن نوح. وكذلك شعوب كثيرة غير مسيحية لا تنتمي عرقياً لإبراهيم. كذلك اليهود لا يعتبرون توراتهم «دين» ولا تذكر توراتهم تلك الكلمة!

ــــ خامساً، لغوياً : لا توجد تنظيم أو منظومة تسمى «ثلاثة أديان»، لأن مفهوم المسيحية « ليست دين »، لأن المسيح سدد نيابة عن أتباعه الدَيِّن الذي عليهم.
في الفكر المسيحي لا توجد أديان بل توجد « عقائد»، لأنه لو تعددت الأديان إذن تعددت الآلهة! فهناك إله واحد أعطى عقيدة واحدة، هذه العقيدة ثابتة بشريعة واحدة في الوحيّ التوراتي، وحتى مجيئ السيد المسيح. فكل نبوآت العهد القديم تنظر إلى المسيح بأنه « المسيا المنتظر »، لهذا لا يوجد في الكتاب المقدس دينين.. لأسباب أهمها:
1. لا تؤمن المسيحية بفكرة الأديان، لأن الكتاب المقدس لم ينتقل فيه اليهود من دين إلى آخر !
2. لا يوجد في علم اللاهوت شيء أسمه أديان سماوية!
3. تلاميذ المسيح في الكنيسة التأسيسية الأولى لم يعتبروا أنفسهم انتقلوا من دين إلى دين !
4. عصر التلاميذ والآباء الأولون لم يؤمنوا بأن هناك أديان سماوية، لأنهم لم يعتبروا أبدا المسيحية دين بل أسموها في بدايتهم « الطريق» تبعاً لقول المسيح « أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ.» ــ يو 14: 6.! ثم تسموا بالمسيحيين في أنطاكية.
5.العهد الجديد لم يعتبر اليهودية دين ينتقل منه المسيحي إلى دين آخر اسمه المسيحية!
6.المسيحي لا يؤمن بأديان خصوصاً من يدعي عبارة (( الأديان السماوية)) فهو يؤمن بدين خارج الكتاب المقدس بعهديه!

ــــ غير المسيحيين لا يؤمنون بمسيح الكتاب المقدس بل ينظرون إلى أن عقيدتهم بأنها مختلفة. فما يرددونه من مسميات لا تمت للمسيحية واليهودية بعلاقة. المسيحيين يحترموا عقائد المختلفين عنهم، رغم أن «المعبود» ليس واحد لأنه مختلف بين العقائد، بينما « الإله» الحقيقي إله واحد هو من خلق الكل.
ويرى المسيحي أن النزاع الدائر والتطاول وتكفير المسيحية بسبب هذه الإختلافات التي ستبقى أبداً !
كيف نكون أديان سماوية ثلاث تحت مظلة التطاول والمدّ التكفيري للآخر؟!
فمن يكفِّرون المسيحية والمسيحيين، هم أنفسهم من إخترعوا رواية « الأديان السماوية الثلاث»؟! رغم أن المسيحيين لايعتبرون أنفسهم ديانة ولا وجود لمثل هذه الأديان في الفكر اليهودي؟!
هناك شريعة واحدة لم ينقضها المسيح بل أكملها « بشريعة الكمال الروحي عن طريق الخلاص» فلهذا المسيحية لم تكن يوما « ديناً » بل رسالة خلاص ووصايا قدمها المسيح لتحديد المصير الأبدي للإنسان.

ــــ الكتاب المقدس يتكون من «عهدين » وليس «دينين». لأن معنى أنك لما تؤمن ((بأديان)) هذا يعني أنك تؤمن بتعدد الآلهة، لأن (( أديان)) تعني (( آلهة))، فلكل دين إله مختلف! بينما نحن لا نؤمن سوى بإله واحد له عهدين أو ميثاقين أو.
فإله الكتاب المقدس هو إله واحد في ميثاقين أو عهدين أو معاهدتين. وهذا الإله صاحب العهدين لا يتوافق مع ما تؤمن به أنت من إله، لإختلاف الصفات الإلهية !

ــــ تأسس العهد الأول القديم مبنياً على دم الذبيحة الرمزية، المخزون فيه نبوياً «كفارة المسيح» أي دم الحَمَل الكفاري ليسوع المسيح الذي تحققت فيه النبوءات في العهد الجديد.
والذي أسس لعهد الذبائح برش الدم هو موسى النبي :
( 7 وَأَخَذَ كِتَابَ الْعَهْدِ وَقَرَأَ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ، فَقَالُوا: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ وَنَسْمَعُ لَهُ». وَأَخَذَ مُوسَى الدَّمَ وَرَشَّ عَلَى الشَّعْبِ وَقَالَ: «هُوَذَا دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ عَلَى جَمِيعِ هذِهِ الأَقْوَالِ») ـــ خروج 24: 7- 8

وهذا الميثاق في العهد القديم المبني على دم الذبائح الحيوانية فهي ذبائح نبوية رمزية، لا تستطيع أن تكفر عن الإنسان الخاطي ولا تعادله، لأن من أخطأ هو الإنسان وليس الحيوان.
كانت الذبائح مجرد تمهيداً ورمزاً نبوياً وذبائح مؤقتة للذبيحة الحقيقية أي جسد المسيح ودمه المسفوك على الصليب.

ــــ أما تأسيس العهد الجديد فأسسه المسيح على دمه قبل القبض عليه وصلبه بساعات:
( لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا.) ــ مت 26: 28

ـــ هما عهدين مؤسسين على الدم.. فأين أنت يا من تدعي زيفًا وجود ( الأديان السماوية) وما هو موقفك الإيماني من هذين العهدين أو الميثاقين، العهد الأول القديم عهد الأنبياء، والعهد الثاني الجديد عهد النعمة بيسوع المسيح؟!
وهل تعتبر نفسك ضمن هذين العهدين الذي قطعتهم مع إله الكتاب المقدس؟!!
كيف تجرؤ أن تدعي وجود أديان سماوية وأنت لا تؤمن بذبيحة دم المسيح الكفارية على صليبه ولا تؤمن بهذا الصليب؟!

ــــ ربما هناك تاريخ مشترك بيننا، نعم بحكم جغرافية المكان، ولكن ليس هناك مظلة اسمها « أديان» تضمنا أو تجمعنا تحتها! وإلا فليقولوا لنا لماذا يُقتل المسيحيين في الشرق وتهدم كنائسهم ويتم التنكيل بهم وإضطهادهم، إن كانوا ينظرون إليهم وأنهم تحت مظلة «الأديان السماوية الثلاث» ؟!
هل يقتل المسيحيين لأن التاريخ بيننا مشترك ولأن جدنا إبراهيم واحد؟! مطلقاً ! المسيحيون يقتلون بسبب الإختلافات العقائدية ولأنهم لا يتبعون عقيدة قطيع الأغلبية. رغم أن تعاليم المسيحية تدعو للسلام والمحبة وليست تعاليم طاردة للآخر بل تقبل الآخر على ماهو عليه !

ـــ إذن عبارة «الأديان السماوية» مجرد أكذوبة وعبارة مستهلكة خادعة لتمرير المعتقدات الأخرى تحتها بدون الإعتراف بوحيّ الكتاب المقدس الذي يطعنون في صحته!
فكيف تقنعني أنك تؤمن بأديان سماوية وأنت لا تؤمن بكتابي المقدس ولا تؤمن بالوحيّ الإلهي فيه، بل أنت ضد المسيح نفسه وتنكر صلبه وقيامته وتنكر عليه إعلانه بأنه « ابن الله» الكلمة المتجسد وتنكر إلوهيته ؟!



#فريدة_رمزي_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصين ونبوءة نهاية الزمان، والجنود المُعدَّلين وراثياً !
- الثقافة المسيحية لأوروبا
- فيلم رفعت عيني للسما
- البوابة الشرقية الذهبية لسور أورشليم
- النقوش العربية المسيحية قبل الإسلام؛ وعبارة «بسم الإله» !
- مَنْ كان يعيش في فلسطين في القرن ال17 ؟!
- يسوع أم عيسى؟! - الجزء الثاني
- لوحة الخروج عن القطيع، وثقافة القطيع
- حقيقة النور المقدس
- هل يوجد مسيحيون عرب في شرقنا؟!
- ماهو الدين الذي سيحكم العالم في نهاية الزمان؟!
- شنودة، أيقونة متألمة!
- أزمة مدينة سانت كاترين
- الترجمة العربية المُبسّطة للإنجيل- نسخة مشوّهة
- هويتنا المصرية وخطر الأفروسنتريك
- حجر باليرمو أقدم السجلات الملكية لمصر القديمة
- ألواح إيبلا تؤكد أن سفر التكوين من التاريخ وليس من أساطير ال ...
- مريم إبنة يواقيم أم أخت هارون !
- ألواح چورچيا وحقيقة نهاية العالم
- التعريب وخطورته في إسقاط الهويات


المزيد.....




- “السلام عليكم.. وعليكم السلام” بكل بساطة اضبط الآن التردد ال ...
- “صار عندنا بيبي جميل” بخطوات بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ...
- “صار عنا بيبي بحكي بو” ثبت الآن التردد الجديد 2025 لقناة طيو ...
- هل تتخوف تل أبيب من تكوّن دولة إسلامية متطرفة في دمشق؟
- الجهاد الاسلامي: الشعب اليمني حر ويواصل اسناده لغزة رغم حجم ...
- الجهاد الاسلامي: اليمن سند حقيقي وجزء اساس من هذه المعركة
- مصادر سورية: الاشتباكات تدور في مناطق تسكنها الطائفة العلوية ...
- إدانات عربية لعملية اقتحام وزير إسرائيلي باحة المسجد الأقصى ...
- افتتاح الباب المقدس في كاتردائية القديس بطرس بالفاتيكان إيذا ...
- زيلينسكي يحتفل بعيد حانوكا اليهودي بحضور مجموعة من الحاخامات ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فريدة رمزي شاكر - أكذوبة الأديان السماوية!!