أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسان الجودي - نفي الذكورة!














المزيد.....

نفي الذكورة!


حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8136 - 2024 / 10 / 20 - 00:00
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يحب ذكورته البيولوجية، لكنه يرفض الذكورة الثقافية التي تجعله يشعر بأنه مُضطَهِد وقامع للمرأة، حتى وإن لم يكن يرغب في ذلك. إن امتلاكه للشَّعر على وجهه، وخشونة صوته، وصفات جسدية أخرى تجعل منه كيانًا يعتبره البعض تهديدًا، حتى لو لم تكن هذه نيته.
لا يحب المبالغات الفكرية أو العاطفية، لكنه يؤمن بأن فكرة “البراءة البيضاء” صحيحة إلى حد ما. هذه النظرية، التي طورتها جلوريا والدو، تستكشف كيف ينكر الأشخاص البيض دورهم في الهياكل العنصرية بينما يستفيدون من الامتيازات التي تمنحها لهم.
وفي كتابه الشهير “Masculinities” (الرجولات) الصادر عام 1995، يناقش كونيل كيف أن جميع الرجال، بغض النظر عن مواقفهم الشخصية، يستفيدون مما يسميه “العائد الوطني” (patriarchal dividend) - وهي المزايا التي يحصل عليها الرجال من الهيمنة الجماعية للرجال على النساء في المجتمع. وفقًا لكونيل، حتى الرجال الذين لا يتبنون بنشاط الأيديولوجيات الذكورية أو يعارضونها صراحة، لا يزالون يستفيدون من الامتيازات الممنوحة لهم في مجتمع أبوي. هذا يشبه إلى حد كبير فكرة “البراءة البيضاء” في سياق العرق.
****
إن وجود الرجل، بقوة عضلاته وشكله الظاهري، يُعتبر تلقائيًا رمزًا للهيمنة، حتى لو لم يكن يؤمن بذلك. وجود صفات ذكورية مثل العضلات البارزة أو الشعر الكثيف على الصدر يُفسر كإشارة للقوة والسيطرة، ما يجعل من الصعب على الرجال والنساء الهروب من قوالب اجتماعية محددة، حتى وإن كانت نواياهم الطيبة.
الأمر يشبه ما يواجهه الأشخاص ذوو البشرة البيضاء؛ مجرد امتلاك هذه الصفات يُفسر كإشارة غير مباشرة للهيمنة أو التمييز، حتى لو تم انكار هذا الدور أو تمت محاولة مقاومته. هكذا تضعنا السياسات الاجتماعية والثقافية في صراع داخلي، وتجعلنا نخوض جدالات لا تنتهي حول هوية لم نختَرها ولكنها تفرض علينا مواقف وأدوارًا اجتماعية غير مريحة.
***
يؤمن بأن المرأة قادرة على صنع المعجزات والإبداع بفضل طاقات استثنائية تمتلكها ، وأنها حالة ميثيولوجية لا يمكن التخفف أبداً من حمولاتها الرمزية الشعرية والروحية وأنها حالة واقعية جذورها تتشابك مع جذور التراب . لكنه يشعر بالإحباط حين تصبح ذكورته البيولوجية عائقًا أمام بناء علاقة متكافئة، وحين ترضخ المرأة بدورها لضغوط المجتمع، ويرضخ هو أيضًا رغم رفضه لهذه القيود.
في النهاية، كلاهما ضحية وصاحب مسؤولية نتيجة لأدوار اجتماعية وبيولوجية لم يختاراها. ومع كل هذه التناقضات، يحب أن يعتذر، سواء أخطأ أم لا . يحب الاعتذار عن وجوده القسري كذكر في عالم يستغل ذكورته لإدامة قمع المرأة واستمرار الظلم الاجتماعي. يعتذر بكل صدق عن دوره، ويقدم باقات من أزهار عباد الشمس لنساء حياته، الأم والأخت والزوجة والابنة والصديقة والزميلة ، كرمز لتقديره واحترامه النقي لهن.



#حسان_الجودي (هاشتاغ)       Hassan_Al_Joudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- #مسرح_اللقطة_العبثي إنقاذ كوكب الأرانب
- #مسرح_اللقطة_العبثي حبة بطاطا
- مسرح اللقطة العبثي 4
- مسرح اللقطة العبثي 3
- مسرح اللقطة العبثي
- نصوص دون زمن
- درويش وديدو
- اللطف في مدينتين في هولندا
- مسرح اللقطة العبثي 1
- مسرح اللقطة العبثي 2
- كم وزن التاريخ العربي؟
- هل لديك أيها البائع علبة احترام اكسترا؟؟
- تجارب شعرية
- بائع يانصيب جوار جامع خالد بن الوليد
- ذكورية أغنية -أجمل الأمهات-
- سوء تفاهم طويل
- آلهة
- السيد تروسكافكي
- مصباح في يقطينة
- بطاقة الهوية الطافية


المزيد.....




- شاهد ما فعلته امرأة مسلمة عندما نشرت الشرطة الأمريكية صورة ل ...
- رابط مباشر والشروط.. كيفية الحصول على منحة المرأة الماكثة في ...
- لماذا تنزعج النساء من الغسيل رغم تطور الغسالة؟
- سلطنة عمان تطلق برنامج منفعة دخل الأسرة لدعم الاستقرار المال ...
- قتل النساء: موجة جديدة من العنف تهزّ تركيا
- مفتوح الانـ emploi.gov.tn.. رابط التسجيل في منحة المرأة الما ...
- دراسة: الماركات العالمية للملابس الداخلية النسائية الأكثر تل ...
- عملية احتيال واسعة بالذكاء الاصطناعي من امرأة ”غير حقيقية-
- استعلم من هنا عن تردد قنوات الاطفال بجودة HD ومتعي اطفالك مع ...
- أحلى الأغاني لتسلية الاطفال.. تردد قناة عمو يزيد الجديد 2024 ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسان الجودي - نفي الذكورة!