أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيه القاسم - دجل منجمين وغباء شيوخ وصمت المثقفين والمسؤولين














المزيد.....

دجل منجمين وغباء شيوخ وصمت المثقفين والمسؤولين


نبيه القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 8133 - 2024 / 10 / 17 - 09:24
المحور: الادب والفن
    


دَجَلُ مُنجّمين وغَباءُ شيوخ وصَمْتُ المثقّفين والمسؤولين


من أشهر عديدة ونجوم الإعلام ومُثيرو الرُّعب والجَهل والغَباء وتدمير نفسيّة الإنسان العربي وشخصيّته وشعوره بالأمان، من فاقدي الضمير والشعور بالوطنية والانتماء وحتى الإنسانيّة من منجمين دجّالين تُلاحقهم علامات سؤال، وصحفيين يفتقدون للمسؤوليّة ووسائل إعلام رخيصة يخصّونهم بالمقابلات الطويلة التي فيها ينشرون الفزَعَ بين الناس بتنبؤاتهم الغريبة الرّهيبة المُحذّرة بقرب يوم الدين ودَمار البلاد وموت الكثيرين. حتى بات الكثيرون يتمنّون الموتَ القريب على اليوم الرّهيب.
وكما البصّارات اللاتي عرفناهن في قرانا تَمسِكْن بفنجان القهوة تُدرنه وتَقلبْنَه بين أصابعهن وتُؤكدّن للمنتظرة كلامَها، بأّنّ سَفْرة طويلة تنتظرها، ومَبلغ مال سيكون من حظها وهناك مَنْ تتربَّص بها لتُؤذيها. فتفرح المسكينة بالسَّفْرة والمال وتبدأ بالتّفكير والبحث عن الحيّة التي تتربّص بها، فتشك بالقريبة أو الجارة أو التي لا تستلطفها، ويبدأ إطلاق التّهم والتّشويه، وقد تؤدي لخلافات ونزاعات. والبصّارة المسكينة تقول: وأنا مالي هذا ما رأيته في الفنجان.
ولا يختلف وضعنا اليوم مع ليلى عبد اللطيف وميشال حايك، النّجمين اللامعَين على محطات التّواصل، والرُّؤى النّبوئيّة التي يدّعيانها وأوحيَت لهما بالزلازل والكوارث والموت والتّدمير والتّهجير ومَحو بلدان ودول عن وجه الأرض، ونصيحة الناس بالهرب وترك البيوت والبلدان، حتى تتساقط، في بعض الحالات، الدموع من عينيهما أسَفا على ما سيُصيب الناس، وحتى يثبتا براءتهما يؤكدان أنَّ هذا ما أوحي لهما به وشاهداه في الحلم ولم يأتيا بشيء من عندهما. وقبل فترة انضم للمنجمَين الأشهر المُنجّم الجديد الأريب محمد علي الحسيني.
ومثل هؤلاء المُنجّمين الذين يُدْخِلون الناسَ في أنفاق مُظلمة لا خروج منها، ولا من مُنقذ، ولا من سامع لاستغاثاتهم. نلتقي ببعض شيوخ ينشرون الجَهل والغَباء بين المستمعين لهم في المقابلات الكثيرة التي يظهرون فيها.
فمثلا يقول أحدهم شارحا المُهمّة التي أوكلها الله بنا نحن العرب:
"بعض الناس يريدون أنْ نصنعَ الطيارات والسيّارات والقطارات ثم نُنافس أوروبا وأميركا وما لهذا خُلقنا، إن الله لمّا خَلقَنا جعل منّا شعوبا وقبائل، جعل منّا أصحابَ فكر وهُداة وهُم العرب، وجعل من الآخرين تلاميذا يهتدون بهُدانا وعليهم العمل، فيحصل التّكامل ما بين فكرنا وعملهم فيَعْمُر الكَوْن بشكل عام"
وشيخ آخر يُعيّشُنا بنعيم الجنّة ويشدّنا إليها شدّا بقوله إنه زار الجنة واطّلع على كلّ ما فيها ممّا يرغب فيه الإنسان فيحدّثنا قائلا:
" كل واحد له أربعة أنهار مُخصّصة له في الجنة، نهر من لبن ونهر من ماء ونهر من عسل ونهر من خمر، لن يتغيّروا ولا يتَلَوّثوا ابدا على مدى العصور والأزمان أبدا، ويجْروا في غير أخدود، ودي المعجزة، مش حُفْرة وهم مَلْيينها لَأْ، وهم على وِشّ الأرض، مَتِنْدَلقْش المَيّ كدَه ولّا كده ولا العَسَل ولا الخمر ولا أيّ حاجة.
ويقول للدكتور عمر المُضيف له في اللقاء: مثلا أنا عايز أزور أخوي الدكتور عمر، وأنا قاعد مثلا في جنّات عدن والدكتور عمر في الفردوس الأعلى أعلى منّي، في بيني وبينك مليارات السنين، مجرّد فقط أنْ أنوي، فجأة المَلَك ياخُدْني وألاقي نفسي عند حضرتك في ثوان في غَمضة عين. بس أنا اتعَوَدْت بَغَيَّرْش المَيَّ بتاعتي، تْلاقي الأنهار بتاعتي تمشي ورايا والغلمان ورايا يْشَرِّبوني، وحور العين مَعايا، وكل الخَدم وحَبايبي كلهم وراي، وأنا رايح أزور حضرتك، تخيَّل في مُلك وفي نعيم أكثر من كدَه؟
وهذه عيّنات قليلة ممّا تبثُّه وسائلُ التّواصل المُختلفة، ويُقدّمه لنا الصحفيّون الكبار؟.
وسؤالي هو:
أين السلطة المُراقبةُ في كلّ مؤسسة؟ وأين أجهزةُ الدولة المسؤولة عن حماية المواطنين من الدّجالين والعاملين على إفزاع الناس وتدمير نفسيّاتهم ووجودهم؟
وأين المثقفون والأدباءُ والشعراء والمفكرون؟ لماذا يصمتُ معظمُهم، ولا يتصدّون لمثل هؤلاء، ويثيرون الرأيَ العام وحتى المسؤولين ضدّهم؟
فمكانُ هؤلاء الدّجالين الطبيعي في البلد الطبيعي الذي عنده القوانين التي ترعى وتهتمُّ وتحمي رعاياها والحاكم الذي يسهرُ على أمْن ومصالح وتقدّم مواطنيه، مكان مثل هؤلاء الدّجالين وراء القضبان في السجون لسنوات طويلة كفعل السلطان العثماني محمد الرابع (1648-1687) بمُدّع أنّه المسيح المُنتَظر حيث سجنه وقال له إن كنتَ المسيح المُنتظر كما تدّعي أطلق نفسَك من السجن.



#نبيه_القاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول رواية -فرصة ثانية- لصباح بشير
- قصة -وأخيرا ماتت أمي-
- أسعد الأسعد و -جَمر الذكريات-
- في الذكرى العاشرة لغياب الشاعر سميح القاسم ومساهمته في تطور ...
- في الذكرة الثالثة والثلاثين لرحيل الكاتب يوسف إدريس
- الرؤية المختلفة لباسم خندقجي في روايته -قناع بلون السماء-
- إلى توفيق زياد في ذكرى غيابه
- محمود شقير في حفل تكريمه لفوزه بجائزة فلسطين العالمية للآداب
- رواية -راكب الريح- والتّألّق في إبداع يحيى يخلف
- عاطف أبو سيف في روايته - مُشاة لا يَعبرون الطّريق-
- معين بسيسو الفاسطيني الذي لم يلق الراية
- أشرف إبريق و -للحديث نظير-
- في رواية -عازفة البيكاديللي- لواسيني الأعرج المكان هو الأساس ...
- واسيني الأعرج في روايته عن مي زيادة
- قصة: أم عوّاد تصفع الضابط وترميه على الأرض
- قصة العم فندي التُركي
- الشاعر حسين مهنا يُراود الموت على سرير أبيض
- الفنان الفلسطيني المبدع سليم ضو، سيرة غنيّة
- مجتمعنا العربي وسهام علاء حليحل المُنبّهة والمُحذّرة في رواي ...
- لذكرى الشاعر سميح القاسم التاسعة: القدس في شعر سميح القاسم


المزيد.....




- -المعرض الدولي للنشر والكتاب- بالرباط ينطلق الخميس بمشاركة ع ...
- اللغة العربية في طريقها الى مدارس نيشوبينغ كلغة حديثة
- بين الرواية الرسمية وإنكار الإخوان.. مغردون: ماذا يحدث بالأر ...
- المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف: الصهيونية كانت خطأ منذ البداية ...
- دول عربية تحظر فيلما بطلته إسرائيلية
- دول عربية تحظر فيلما بطلته الإسرائيلية
- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيه القاسم - دجل منجمين وغباء شيوخ وصمت المثقفين والمسؤولين