أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكية خيرهم - كل شيء يهون من أجل عيون البوليساريو














المزيد.....

كل شيء يهون من أجل عيون البوليساريو


زكية خيرهم

الحوار المتمدن-العدد: 8130 - 2024 / 10 / 14 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ استقلال الجزائر، لم تعرف السياسة الخارجية الجزائرية أي قضية أهم أو أكثر حضورًا من قضية البوليساريو. فمنذ اللحظة الأولى، صنعت الجزائر هذا النزاع كوسيلة لطمس قضية الصحراء الشرقية حتى لا يُطالب المغرب باستعادتها، مما يضمن بقاء المغرب منشغلاً ومستنزفًا في قضية الصحراء الغربية. وبالفعل، لطالما كانت الجزائر تدعم جبهة البوليساريو بشغف لا يُضاهى، حتى يبدو أن الحكومة الجزائرية قررت أن تجعل من نزاع الصحراء الغربية هواية وطنية. عقود من الإنفاق السخي، وكأنهم يمولون بطولة عالمية، لكن بدل الكؤوس الذهبية، تُهدر الأموال على نزاع لا يغير شيئًا في واقع المواطن الجزائري. أما السياسة الخارجية الجزائرية، فيبدو أنها قررت أن البوليساريو هي القضية الأكثر إلحاحًا في العالم، حتى لو كان الشعب الجزائري ينتظر في طوابير للحصول على الزيت والخبز، وكأننا في مسابقة "من ينجو أولًا". وبينما يردد الجزائريون "One, two, three, Viva l Algérie!" بحماس، يبدو أن من يستمتع بالاحتفالات والمال والإنفاق هم قادة البوليساريو الذين يعيشون على حساب الجزائر، فيما الشعب لا يجد ما يكفيه ليعيش حياة كريمة. نعم، الجزائر تفعل كل شيء بإتقان لدعم البوليساريو، إلا شيء واحد فقط، وهو الاعتراف بأن الشعب الجزائري قد يحتاج إلى بعض الاهتمام هو الآخر. أنفقت الجزائر مبالغ طائلة على دعم البوليساريو، سواء كان ذلك من خلال المساعدات المالية المباشرة، أو الدعم العسكري واللوجستي، أو الترويج الدولي للقضية. هذه الأموال التي تُهدر على دعم حركة انفصالية تمثل عبئًا كبيرًا على الاقتصاد الجزائري الذي يعاني من تحديات حقيقية. إنفاق هذه المبالغ يثير التساؤلات حول أولويات الحكومة الجزائرية، خاصة في وقت يمر فيه الشعب الجزائري بصعوبات اقتصادية واجتماعية قاسية. بينما تنشغل الحكومة الجزائرية بدعم البوليساريو على الصعيد الدولي، يواجه المواطنون الجزائريون طوابير طويلة للحصول على السلع الأساسية مثل الزيت والخبز والسميد. كما أن هناك نقصًا حادًا في المواد الغذائية الأساسية، بما في ذلك اللحوم والمياه، ما يضعف الاقتصاد المنهك ويزيد من معاناة المواطن. الشباب الجزائري يعاني من البطالة المستشرية، الأمر الذي يدفع الكثيرين إلى الهجرة غير الشرعية عبر البحر بحثًا عن حياة أفضل في أوروبا، في ظاهرة باتت تعرف بـ"الحراقة".
الأوضاع في المستشفيات الجزائرية تعكس الحالة المتردية للخدمات العامة في البلاد. تعاني المستشفيات من سوء التجهيزات والنظافة، فضلًا عن نقص الأدوية والموارد الطبية الأساسية. هذه الظروف تجعل الجزائريين يتعرضون لمستويات غير مقبولة من الرعاية الصحية، ما يزيد من تفاقم الأوضاع المعيشية. بدلًا من تحسين المستشفيات وتوفير رعاية صحية لائقة للشعب، تواصل الجزائر إنفاق أموالها على قضية البوليساريو التي لا تمس احتياجات المواطنين. إلى جانب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، يواجه الجزائريون قيودًا صارمة على حرية التعبير. أي محاولة لانتقاد الحكومة أو السياسات المتعلقة بدعم البوليساريو تُقابل بردود فعل قمعية. السلطات الجزائرية تستخدم قوانين صارمة لتقييد حرية الصحافة والتظاهر، مما يجعل من الصعب على المواطنين التعبير عن آرائهم أو المطالبة بحقوقهم. منذ الصغر، يُعلم النظام الجزائري مواطنيه أن الصحراء الغربية المغربية هي "مستعمرة" يجب تحريرها، وأن البوليساريو هي الحركة الشرعية لذلك. هذا الأسلوب يُعرف بـ"غسيل الأدمغة"، حيث يتم تحويل انتباه الشعب الجزائري عن مشكلاته الحقيقية وتركيزه على قضية خارجية لا تؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية. في هذا السياق، تصبح البوليساريو أهم من الشعب الجزائري نفسه، وكأن الجزائر لا تعرف قضية أهم من قضية الصحراء الغربية. من الواضح أن الحكومة الجزائرية تضع قضية البوليساريو في مرتبة أعلى من مشكلات الشعب الجزائري. رغم تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، لا تزال الحكومة تصر على تمويل البوليساريو ودعمها على الساحة الدولية. هذا الموقف يثير تساؤلات حول مدى التزام الحكومة بتلبية احتياجات شعبها وتخفيف معاناتهم.
إن استمرار الجزائر في إنفاق أموالها ودعمها لجبهة البوليساريو يعكس انحرافًا خطيرًا في أولويات الحكومة. بينما يعاني المواطن الجزائري من البطالة، الفقر، نقص السلع الأساسية، وتدهور الخدمات الصحية، تركز الحكومة جهودها ومواردها على قضية خارجية لا تمس احتياجات المواطن العادي. يجب أن تعيد الجزائر التفكير في سياستها وتضع مصلحة شعبها في المقام الأول قبل الاستمرار في هذا النهج الذي أثبت فشله في تحقيق أي تقدم ملموس للشعب الجزائري.



#زكية_خيرهم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بورتريه أدبي للاغتراب: قراءة في تحفة جودليّه
- ارتسامات حول ديوان -أحزان السنة العراقية-
- التحديات التعليمية للمرأة
- دار الخبر: بين التنوير والانتقادات.. طفح الكيل
- غونفور ميديل: جسر بين الأدب العربي والنرويجي
- راضي الليلي: من نجم الأخبار إلى فقيه التبديل السياسي... هل ك ...
- العشق بين الأسطورة والواقع: قراءة في قصيدة خزعل الماجدي
- وجوه تائهة في رمال المعاناة
- الحان بلا وعي
- قراءة في ظالميا: رواية الصراع بين الأمل والخيبة في مجتمعات ا ...
- الإصرار والشجاعة: حكاية جعفر التميمي من بغداد إلى الجائزة ال ...
- الصراع بين الهوية والجماعة: قراءة لرواية -الطلح لا يخطئ القب ...
- مسرح الدولة التي لم تكن: البوليساريو يسجل آخر فصول السخرية
- الهروب إلى اللامكان
- مفاتيح القائد
- تماوج الأرواح
- الزمرد الأخضر
- السياسات الجزائرية بين دعم الانفصال وتعطيل الوحدة المغاربية
- الجزائر: العقبة الكبرى أمام حلم الوحدة المغاربية
- نداء للعالم: إنهاء معاناة سكان مخيمات تندوف


المزيد.....




- ضابط ألماني: أمل زيلينسكي في الغرب خاب
- السبب الكامن وراء الشعور بالتعب المستمر
- رئيس وزراء السويد كريسترسون يطالب الاتحاد الأوروبي بتصنيف ال ...
- -القبول بحل الدولتين أصبح أكثر إلحاحاً بعد السابع من أكتوبر- ...
- الكرملين: الحديث عن تهديد روسيا -الناتو- مغلوط وغير منطقي
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرتين قادمتين من سوريا
- الإعلام العبري يقارن بين حرب 6 أكتوبر وأحداث 7 أكتوبر
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- دمشق.. وصول طائرة مساعدات فنزويلية للنازحين اللبنانيين (صور) ...
- تزامنا مع -القمر الدموي العملاق-.. اكتشاف ارتباط بين البدر و ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكية خيرهم - كل شيء يهون من أجل عيون البوليساريو