صالح مهدي عباس المنديل
الحوار المتمدن-العدد: 8124 - 2024 / 10 / 8 - 16:31
المحور:
الادب والفن
بضع منازل من تبنٍ و طين
و نبتة الكافور واحدة يتيمة ذبلى …كأن الناس
مضوا و بقت بالجذور لا تقوى على الرحيل
تغوص في بحر الملح ، وحل و طين
و تلٌّ غريب فردا وحده
مجدور و كان الناس عنه راحلين
و أهاليها من ماء الغدير كدراً يشربون
أواني جدتي من صفر النحاس
ورثتها من عهود الغابرين
في موسم البرد صبية في المزابل يعبثون
حفاةٌ غير أسمال رثة لا يملكون
و من هجير القيظ في ظل الخرائب يحتمون
تتضائل القرية كل عام
تصغر و الناس عنها كل عام يرحلون
جف غديرها و تشقق القاع….
بلا نبات.. دون طين
النساء كل حين نائحات يندبون
قيل أنه….
هناك خلف اسوار المدينة اشجار نخيل
خلف اسوار المدينة زيتون و تين
هناك من ماء زلالٍ باردٍ هم يشربون
:::
لسعات البعوض في المساء
و الجفون حمر دامية تأبى المنام
و الحمّى المعدية(تيفو) تزور كل عام
و النفوس بالنقصان عام بعد عام
رزقنا كل اشكال المحن دون الأنام
شحة المياه في حر الهجير
و الشجيرات كل صيف تلقى حتفها ، الموت الزؤام
ماتت البستان و انعدم الرجاء
قُضي الامر و على الدنيا السلام
::
منفذ الخلاص يبدأ من هنا
نرصف احجار الطريق حجر يتلوه حجر
ريثما نلمح منفذ في الجدار
الجوع و الفقر و البؤس .. خزي وعار!!
يا لوعتي إذ امسى البؤس عار
لا تهدأ روحي، ليس للنفس قرار
غداً أو لا فبعد غدٍ يحين موعد الفرار
::
جذوة تسعر في الجوف و لن يخمد بريقي
امهليني يا اميم القلب
كي أرسم طريقي
و حذار يا بغداد لدم الاحرار يوماً أن تريقي
امهليني ريثما ابتلت عروقي
:::
انا راحل دون الحقائب دون مخاوفي
دون الهموم ، راحل دون حقوقي
و احتفظت من لُماك برشفة
من شذاها في المحن أبل ريقي
#صالح_مهدي_عباس_المنديل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟