أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - موجة - مشايخ الشوارع -















المزيد.....


موجة - مشايخ الشوارع -


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1776 - 2006 / 12 / 26 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


موجة " مشايخ الشوارع "

بداية أرى لزاما علي الاعتذار من " أولاد الشوارع" لهذه المقارنة غير العادلة هؤلاء الذين لا أسمح لنفسي باالتقليل من شأنهم أو الانتقاص من حرمة وكرامة متساكني شوارع وأزقة مدننا وبلداتنا وقرانا فقراء كانوا أم أغنياء عاطلين عن العمل أومشردين أيتاما أو أبناء ذوات لأن الجميع دون استثناء هم جزء من مجتمعاتنا لهم حقوق متساوية وعليهم واجبات وكما هو معلوم فالعبارة قديمة وواسعة الانتشار تستخدم في الأوساط الشعبية وجدت مكانها في العقل الجمعي وحتى التراثي بين عامة الناس وترمز الى أفراد و فئات ضلت الطريق وخرجت عن المألوف الأخلاقي واخترقت القوانين والأعراف تلحق الأذى بالمجتمع وتعتدي على الممتلكات والأعراض أحيانا ولسنا هنا في معرض الخوض في السجال التاريخي الدائر في كل العصور ودرجات الخلاف والاختلاف حول مدىمسؤولية هذه الفئة المباشرة عن أعمالها قياسا بمسؤوليات الأنظمة الاستبدادية السائدة والأعراف الاجتماعية البالية والقاسية والتربية العائلية الناقصة , في مختلف الأحوال فان العبارة الدارجة تشمل أفرادا لاتربطهم آيديولوجية معينة أو فكر سياسي خاص ولاينتظمون في أطر أوخلايا ارهابية سرية تحمل أجندات محلية وعالمية مثل انتزاع السلطة أو البحث عن اقامة حكومات وأنظمة ولا يمارسون العنف كوسيلة وحيدة في تحقيق نزواتهم بالعكس تماما من طبيعة ومنهج الوجبة الجديدة من " مشايخ الشوارع " هذه الموجة المستحدثة الأشد خطورة والأكثر أذية الآتية من مجاهل القرون الوسطى بفكره الظلامي واسلامه السياسي المؤدلج الرافض للمقابل والمكفر للمخالف والسائر حسب المبدأ الميكيافيلي : -الغاية تبرر الواسطة – ان كانت باسم العنف – الجهادي - أوبا القتل أو التدمير أو الالغاء السياسي لافرق وذلك بهدف السيطرة على مقاليد السلطات التشريعية والتنفيذية بعد أن تلقت الدعم المالي الهائل والمتواصل من دوائر الخدمات والمهام السرية لدى جهات خارجية جلها من الأنظمة المستبدة وأقامت لها منظومات من الأجهزة العسكرية والأمنية المسلحة والاستخباراتية خارج أطر الدول الوطنية القائمة مثل حالات ( حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين وجيش الصدر وميليشيات هيئة علماء المسلمين في العراق والمحاكم الشرعية في الصومال ) كما هو حاصل أيضا في بلدان أخرى بالشرق الأوسط لسنا الآن في وارد بحثها .
واذا كانت الأطراف التي ذكرناها باتت معروفة للعالم أجمع ونزلت الى الشوارع وفي مقدمة صفوفها شيوخ ملتحون ومعممون ليس من أجل احقاق حق أو رفع مظلمة أو الاتيان ببديل أفضل وأنسب بل اندفعت في مسار آخر تشترك أطرافه بجملة من الممارسات و " الممانعات " والتوجهات نوجزها بالآتي :
1 – نزعة انقلابية على الشرعيات القائمة وتوجه عدائي ضد الحكومات والمؤسسات المنتخبة ديموقراطيا نتيجة العجز عن الوصول الى السلطة عبر الوسائل السلمية والفشل في ادارتها ان وصلت والامعان في اساليب التخويف والتهديد وعرض العضلات .
2 – خروج على مبادىء الاجماع الوطني واللعبة الديموقراطية التي تحدد خيوط الشد والجذب بين الأكثرية والأقلية المعارضة حسب الأصول والقوانين وانتهاك اسس الوحدة التوافقية بين مكونات المجتمع الواحد ومحاولة ضرب التوازنات بين الفرقاء شركاء الحاضر والمصير .
3 – تقديم الخدمات لقوى خارجية ونقل أجندتها لفرضها في بلدانها وبشكل خاص الارتهان لمحور دمشق – طهران الذي يجمع الكل ويقود الآن على الأرض وعبر الأموال والسلاح مجموعات " شيوخ الشوارع " على امتداد ساحات التوتر في المنطقة .
4 – التحرك في اطار – ممانعة - العملية السياسية الجارية وعرقلة سيرها وايقاف مشاريع التغيير الديموقراطي المنشود من شعوب المنطقة للخلاص من الاستبداد وتحقيق الحريات .
5 – عرقلة المساعي الوطنية والدولية الهادفة الى مواجهة الارهاب عبرالكشف عن فرق الموت والاغتيالات ومجرمي الحرب وقتلة الأحرار والاقتصاص لآلاف الضحايا من رجال الدولة والساسة والمثقفين المناوئين للدكتاتورية .
6 – الاعتماد الرئيسي على الديماغوجية الاعلامية والغوغاء والانفعالات الزائفة والانتصارات – الالهية - المزعومة والشوفينية القومية العنصرية تجاه الشعوب والقوميات غير العربية أمام المنطق الهادىء المنفتح المتسامح القابل للآخر والمقنع والواقعي .
7 – الانطلاق أولا وأخيرا من فكر ومصالح واحتكار الطائفية السياسية وأمرائها وأسيادها الشيوخ المتفرعة من نهج الاسلام السياسي والتوغل بعيدا في طريق تشويه العمل السياسي الوطني وحرف الصراع التاريخي عن مساره المستمر منذ الأزل بين الظلم والعدل والحق والباطل والديموقراطية والاستبداد والحرية والعبودية الى تقاتل الأديان والمذاهب وصراع الحضارات والثقافات .
8 – تهديد السلم الأهلي والوحدة الوطنية وفكرة المواطنية من الأساس ومحاولة ضرب الاستقرار وقواعد العيش المشترك بين القوميات والأديان والمذاهب .
9 – انهاك الاقتصاد الوطني ووقف التعامل بين المناطق وضرب التعاملات مع الخارج مصرفيا وتجاريا ودفع المواطنين للتوجه نحو الهجرة القسرية فتلك المجموعات تعتمد على دعم المحور الاقليمي ماليا وبالتالي لاتتأثر من الركود والجمود الاقتصادي بعكس الأغلبية الساحقة المتضررة .
10 – نشر وممارسة ثقافة الارهاب عبر الاغتيالات والسيارات المخففة والخطف والتحضير لايقاظ الخلايا النائمة من تنظيمات ومجموعات الاسلام السياسي في ساحات أخرى وما حصل في جامعات مصر مؤخرا من جانب ميليشيات الاخوان المسلمين ينذر بالخطر الشديد .
ليس من شك وبعد كل ذلك أن أمام الحركة الوطنية لشعوبنا وقوى التغيير الديموقراطي مهام وتحديات مستجدة وطارئة عليها تحملها وانجازها وفي مقدمتها تطوير برامجها النضالية لاتقان التعامل الفكري والسياسي والثقافي والشعبي مع " شيوخ الشوارع " وعزلهم عن الجماهير التي تنجر بعض الأحيان دون وعي الى موجاتهم الهيستيرية تحت غطاء الانتماء الطوائفي والشعارات التخديرية التي تستثمرها جماعات الاسلام السياسي في العقدين الأخيرين وبذل الجهود الثقافية والاعلامية المنتظمة من أجل التوضيح لعامة الناس وفقراء الريف والمدينة والطبقات الوسطى بأن هؤلاء " المعارضين ! " الجدد لا يمثلون مصالحهم ولا يعملون من أجل تحقيق طموحاتهم الاجتماعية والسياسية بل انهم من الطارئين على العمل الوطني والمفتقرين الى أية جذور نضالية تاريخية لا في عهود مقارعة الاستعمار والانتداب ولا في عهود مواجهة الاستبداد والتحولات الاجتماعية والتقدم ولا في الظروف الراهنة عصر التصدي للارهاب والظلامية وتحقيق التغيير الديموقراطي في المنطقة .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع بين - القرار والتقرير -
- ومن الحل ما قتل
- تحية وفاء - للحوار المتمدن -
- موجة - الممانعة الارتدادية - في زمن التحولات
- - الجزيرة مباشر - في حوار مع صلاح بدرالدين
- العراق الجديد : دعم دولي وغياب اقليمي
- عندما توقف الزمن في عامودا
- و- لفسطاط الممانعة - وحدتها الوطنية أيضا
- حلف - الممانعة - ومأزق البقاء
- مشروع دستور الاقليم وحقوق القوميات الكردستانية
- فلين الخامس من اكتوبر يوم التضامن الوطني
- مقابلة صحفية مع - اليونايتد بريس انترناسيونال -
- صدور العدد - 20 - من هاوار الجديدة
- ثمن البحث عن العلم الوطني
- الحوار الكردي - الكردي ضرورة قومية ووطنية
- قضية الأنفال أو ثالثة محاكمات العصر
- أما الاستبداد فالى زوال
- بعد عامه الستين : - البارتي - الى أين ؟
- هل يجسد الأمين العام الموقف الرسمي العربي ؟
- ماذا عن النتائج السياسية لحرب لبنان ؟


المزيد.....




- نخب -صداقة العمر-..4 صديقات يُعدن إحياء صورة لهنّ بعد 35 عام ...
- السعودية تتقدم على مصر ودولة عربية تلحق بهما.. ترتيب القوة ا ...
- -الكتاب الأبيض-.. استثمارات الصناعة العسكرية والدفاع في أورو ...
- اليوم العالمي للنوم: إليك خمس نصائح إن فعلتها في الصباح تمنح ...
- كالاس: واشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إل ...
- علاج بطعم الموت لمدة 10 دقائق
- مصري يدخل موسوعة غينيس ويحطم رقما جديدا خلال صيامه
- عاصفة مدمرة في كاليفورنيا (فيديو)
- المجلس الوطني الكردي يرفض الإعلان الدستوري السوري المؤقت
- أرمينيا وأذربيجان تتوصلان إلى -اتفاق سلام- بعد نحو 40 عاما م ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - موجة - مشايخ الشوارع -