أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لبيب سلطان - تشريح محور الممانعة والمقاومة















المزيد.....


تشريح محور الممانعة والمقاومة


لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل

(Labib Sultan)


الحوار المتمدن-العدد: 8109 - 2024 / 9 / 23 - 13:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


. تشريح العقيدة والهدف والاسس والذرائع للمحور
تشكل طروحات الاسلام السياسي ( اقامة حكم الخلافة على الارض) الاساس العقائدي لمحور الممانعة والمقاومة بقيادة المرشد الاعلى اية الله الخامنئي واذرعه من الميليشيات الولائية التابعة له في لبنان والعراق وسوريا واليمن، ويتحالف مع محور اية الله المرشد الفرعي للاخوان متمثلا بحماس ( بعد انسحاب منافسه الاخواني اردوغان من شعار تحرير فلسطين) والبقية المتبقية المتاكلة من النظام القومي الرسمي العربي متمثلة ببشار الاسد ، ولكل منهم اغراضه في هذا التحالف المتناقض بين ولائي واخواني وقومي و حتى اليساري العربي، فمايجمعهم هو لبس لباس القضية الفلسطينية لتحقيق أهداف متباينة، ادناها شأنا هو عند الاسد لابقاء نظامه وكرسيه لاغير ، اما اليسار العربي فغرضه من القضية استغلالها للتحريض العربي على الغرب الرأسمالي المساند لاسرائيل، اما حماس فعدا معتقداتها السلفية المشتركة مع اية الله باقامة الخلافة ( وكلاهما يرجعان في اساس الفكر لحسن البنة ولسيد قطب ) فهي تسير وفق فقه الثأر القائل عليّ وعلى أعدائي ، الذي قاد العقل الثأري الفلسطيني لعقود بعد النكبة ، واعتبر ان على جميع العرب والمسلمين اخذ الثأر من اليهود ومن يتردد فهو خائن للامة،قبل ان يستفيق ليجد ان نضال الشعب الفلسطيني بما فيه السلمي لنيل حقوقه هو الطريق بعد انتفاضة الحجارة عام 1983.
ان الوزن الاهم والاكبر للتحالف ومنه القيادة والتمويل والتسليح هو تحت قيادة اية الله ، واذرعه الممتدة على طول جغرافي عريض بميليشياته ذات التمويل السخي والتسليح للسطوة اساسا على دول ومجتمعات دول الطريق بين خراسان اية الله وصولا حتى القدس. ولو شئنا القراءة الاولية للهدف الاعلى في طرح وتصور اية الله فهو يشير ان لاسبيل لتحرير فلسطين الا باقامة خلافة اسلامية امبراطورية تمتد على طول طول الطريق من قم الى القدس، ولكن القراءة الدقيقة لمنهجه واستراتيجيته تشير الى عكس المقولة اعلاه لتصبح ، لن تقوم هناك خلافة وامبراطورية دون رفع شعار تحرير القدس وفلسطين وصولا للبحر المتوسط ، وتقع على اذرعه من ميليشيات ولائية مجهزة مسلحة وذات صواريخ لتسيطر على المقدرات والدول وتعبد له هذا الطريق للسيطرة واخضاع الدول وصولا الى القدس، وتقوم به تحت شعار المقاومة وتحرير فلسطين. وهل يمكن لاية الله ان يحرر فلسطين دون ان تحرر ميليشياته البلدان الواقعة على الطريق ( اي تسيطر عليها ) ، وحتى لو وصلت ( وهو واقعا اليوم حيث تسيطر ميليشياته على العراق الغني وتمتد لسوريا وصولا الى لبنان وجنوبه ) ، مهمة انجزها بنجاح على مدى العشرين عاما الماضية. ولكن يبقى السؤال الهام في رأس المرشد من يضمن له مدنه اذا هاجم هو او اذرعته مدن اسرائيل؟ وللاجابة عليه فتم وضع استراتيجية من خطوتين، الاولى امتلاك السلاح النووي الرادع مع صواريخ تصل لاسرائيل كما وتصل للخليج ولاوربا لتحييد استخدام اسرائيل لسلاحها النووي في ضرب مدنه، والثاني موازيا ببسط سيطرته على دول الطريق من خراسان حتى جنوب لبنان ومن الحديدة حتى غزة ( كي يطبق الطوق على العدو ولايبقى له سوى الهروب عن طريق البحر لو حصل التوازن النووي وقام بالهجوم). انه السيناريو الذي يمكن قراءته في عقل المرشد الاعلى واركانه وقياداته. ان الاستراتيجية هنا ان تحرير فلسطين يمر ببسط النفوذ والسيطرة على بلدان الطريق الى القدس وموازيا لها بتطوير القدرات النووية للردع كي تتم المعركة الحاسمة الكبرى واطباق الطوق وافناء هذه الدولة اللقيطة ووضعها امام خيارين اما الهروب الجماعي عن طريق البحر،او السبي واخذ الثأر ، تماما كما كان يحدث في القرون الوسطى . باختصار ان تحرير فلسطين لن يتم دون اقامة امبراطورية اسلامية اولا ويجب ان تكون نووية ثانيا كي لاتجرؤ اسرائيل على ضرب مدن اية الله عند الهجوم لافنائها. انها الشرعية الدينية بالمقاومة التي ترفع الشعاربتحرير القدس وفلسطين من دنس الصهاينة، وكل من يعارضهم حتى بطرح حل الدولتين فهو خائن للامة والدين ( ووفق نظريتهم فياسرعرفات مثلا خائن كونه وافق على حل الدولتين).
2. تشريح مفهومي الممانعة والمقاومة
اذا اردنا بدقة اكثر تعريف محور الممانعة والمقاومة الناتج من المشروع الامبراطوري ، فمهمتها الاولى هو اقامة خلافة اسلامية تحت زعامة المرشد الاعلى ونائبه الاخواني من حماس مثلا، تلك الخلافة الاسلامية الجبارة القادرة على اعادة الاعتبار والكرامة للامة وللمسلمين ،وهي تتم بعد كنس الحكام الخونة والاحزاب والحركات العلمانية العربية، وهي اهم مهام قوى الممانعة والمقاومة، فكلهم خونة لقضية الامة الاسلامية وللشعب الفلسطيني بقبول حل الدولتين. ان التسمية بمحور الممانعة مشتق اساسا من معناه بمنع اقامة حل الدولتين كونه سيلغي الذريعة الشرعية الاساسية لكل ادعاءات محور اية الله بتحرير فلسطين، ومنه يسقط الركن الاساس للتوسع الاقليمي للوصول لمربض العدو للقضاء عليه. ان القبول بحل الدولتين سيسقط الحجة عن حجج الاسلام واياته ومرشديه بتحرير فلسطين، ،خصوصا ان قامت دولة علمانية في فلسطين تنصرف لبناء وتطوير مدنها واقتصادها وحياة الشعب الفلسطيني. في الواقع انها تسقط الحجة على اسس ودعااى كلا الطرفين القطبين المتطرفين، عن ايات الله وميليشياتهم ، وعن الحاخامات والعصابات الصهيونية اليمينية المتطرفة التي يقودها ناتنياهو في اسرائيل، فهي داء ودرء لمشروعيهما باكمله. لاتسمع من ناتنياهو وعصابته غير نفي حق الشعب الفلسطيني بدولته وبحل الدولتين ، كما لم نسمع يوما قولا او ذكرا لحل الدولتين من اية الله ، وحسن نصر الله ، بمشروع الدولتين. كونها انهاء لمشروعيهما معا. وعموما فالممانعة هي شعار تصفية لانصار التطبيع في العالم العربي مقابل اقامة دولة علمانية وديمقراطية فلسطينية تتعايش مع الدولة اليهودية، فالممانعة تخدم واقعا وبنفس الوقت التيار اليميني الديني والقومي الذي يقوده اليوم ناتنياهو في ادعاءه امام العالم ان اسرائيل مهددة وجوديا. ولكن الاهم انها الوسيلة لدرء وتصفية القوى العلمانية العربية التي تقف مع حل الدولتين واتهامها بخيانة الامة والدين والقضية.
اما المقاومة فلها وفق فقه المحور مهمتان اساسيتان الاولى مقاومة الحركات الداخلية المناوئة لمنهج اية الله من خلال التصفيات والقمع والسيطرة بقوة السلاح داخليا على دول وشعوب بلدان الطريق الى القدس، مهمتها الاساس اخضاع وتصفية كل من يقف بوجه اقامة الامبراطورية الولائية ، انهم خونة للامة الاسلامية وللقضية الفلسطينية ، عملاء العدو الصهيوني ومقاومتهم وتصفيتهم واجبة وهي اهم مهام المقاومة، والمهمة الثانية هي خلق خط ناري على حدود العدو فاذا تجرأ على ضرب مدن اية الله ، ففي اشارة من الاخير، وفقط في هذه الحالة، ليعطي الاذن بضرب مئة الف صاروخ على مدن العدو. فواجب المقاومة الدفاع عن مدن اية الله وتكوين خط ناري اولي يعمل على ضرب اسرائيل فقط اذا تعرضت مدن ومنشآت اية الله للضرب. هذا هو بالضبط مفهوم المقاومة ، فهي لاعلاقة لها اطلاقا بمفهوم المقاومة الفلسطينية الداخلية ضد الاحتلال، او كما قامت به فصائل المقاومة الفلسطينية مثلا التي تشكلت منذ ستينات القرن الماضي بالانطلاق في عمليات داخل الارض المحتلة من اراضي الاردن وسوريا ولبنان ، وانتهت الى ان المقاومة الحقة هي ماتقوم من داخل الارض المحتلة ومنها تطورت اتتفاضة الحجارة عام 1987 وادت الى انجاز اتفاق اوسلو عام 1993 والاعتراف المتبادل بحق اقامة دولة فلسطينية مقابل الاعتراف باسرائيل الدولة اليهودية ، اي تبني حل الدولتين، ومن اوسلو تم اعتراف 130 دولة في العالم بفلسطين، ويواجهه ويعمل على انهائه تياران : الاسلاموي الولائي " محور الممانعة والمقاومة " ، والتلمودي الصهيوني اليميني المتطرف على الجانب الاسرائيلي، ومنه يمكن تلمس مشكلة توقف اوسلو عن التطبيق، وتلمس نقطة لقاء كلا هذين التيارين الدينيين المتطرفين ، فكلاهما يعادي حل الدولتين.
فالمقاومة في مفهوم محور الممانعة تعني امرين ، سلاح داخلي وسكين مسلط على رقاب شعوب المنطقة تذبح به اية حركة اصلاحية علمانية داخلية ( ذبحت 800 متظاهر سلمي في العراق في انتفاضة اكتوبر تشرين عام 2019 تحت غطاء انهم عملاء اميركا، وقبلها قتل الاف المدنيين في سوريا الثائرة بوجه الاسد على يد حزب الله وفاطميون وقاذفات بوتين وفاغنر ، تحت غطاء انهم دواعش، ومثلها احتلال بيروت عام 2008 واغتيال حزمة من مثقفي ونشطاء وصحفيي لبنان) ، وعمليا فجل عملها هو التهديد والقمع والتصفية وافساد وانهاء مفهوم الدولة كليا على يد هذه الميليشيات " فصائل المقاومة " . انها الاداة لاخضاع دول وشعوب المنطقة بقوة السلاح لهيمنة وسيطرة اية الله، ولاشيئ يجمعها مع مفهوم المقاومة للاحتلال الاسرائيلي الذي يمارسه الشعب الفلسطيني بوسائله لنيل حقوقه ومنه ينال دعم العالم باجمعه وفعلا هو من اجبر اسرائيل على التنازل واقرار اتفاق اوسلو واقامة السلطة الفلسطينية . ان مفهوم المقاومة محصور فقط للاحتلال من الشعب المحتل كما يعرفه العالم في مقاومة الشعب الجزائري للاحتلال الفرنسي، ومقاومة الشعب الفيتنامي للاميركي، والافغاني للسوفيت والاميركان ، كما يعرف المقاومة السلمية لنيل الاستقلال والحقوق من داخل حركات الشعوب كما قام به غاندي ومانديلا . كما ان حزب الله نفسه كان يعتبر حركة مقاومة للاحتلال الاسرائيلي واجبره على الانسحاب الكلي عام 1996 الى حدود 48 ، وصعد نجمه ، ولكنه بعدها فقد صفة المقاومة وتحول لحارس ووكيل لاية الله لبسط نفوذه على لبنان لاقامة امبراطوريته الاسلامية ، فهو ليس حزبا مقاوما بالمعنى الدقيق للمقاومة ، بل ميليشيا سلطوية ولائيى تؤتمر بامرة اية الله لتنفيذ مشروعه في المنطقة . والنتيجة التي يمكن استخلاصها ان مايدعى محور المقاومة هو محور للقضاء على مقاومة شعوب المنطقة لمشروع اية الله واقامة خلافته ( امبراطوريته الاسلامية) وليس لمقاومة اسرائيل واقعا على الارض. انها سكين ذبح مسلطة على رقاب الشعوب بين اغتيال وارهاب واختطاف وتهديد لاخضاع الشعوب والمواطنين والصحافة والاعلام والمثقفين لتقمع وتقتل وتصفي من تشاء وفي وضح النهار ، ولا احد يقوى على محاسبتها ،ومنه اضعاف وتدمير دولها، هذه هي مهمتها الاساسية ، اما صواريخها ( غير العمياء طبعا مثل الكاتيوشا) فهي محفوظة مخزونة فقط لتستخدم باشارة من اية الله فيما لو تعرضت مدنه ومنشآته للضرب. هذه ليست مقاومة بل عمالة خارجية لاية الله العظمى في ايران لتنفيذ مشروعه للسيطرة على المنطقة. ان الجواب الادق على سؤال : من يقاوم محور المقاومة ؟ فهو واقعا انه يقاوم شعوب المنطقة لاخضاعها ، وليس لاخضاع سرائيل كما يدعي ( لاستحالته كما سنوضحه تحت). انه يقاوم ويقمع فقط ارادة شعوب المنطقة التي ترفض التنازل عن سيادتها وحرياتها ومستقبلها لمشروع اية الله وميليشياته والاخوان والحماسية، ولا تسمح ان تكون دولها وسيادتها تحت اية الله لاقامة امبراطوريته.
3. تشريح الخلل العضوي في استراتيجية محور الممانعة والمقاومة
يواجه المحور مشاكل صعبة وعصية كثيرة امامه ، منها ذاتي ( وسنأتي لمناقشته تحت) ، ومنها موضوعي يتعلق برفض شعوب المنطقة لتسلط اية الله وميليشياته ، ومنها خارجي يقف ضده ويدينه لا حبا باسرائيل فقط، كما يصوره الولائيون واليساريون والقومجية العرب، بل لتخلفه ولعدوانيته في حل قضية حقوقية انسانية عادلة مثل اقرار حقوق الشعب الفلسطيني باقامة دولته وكيانه بحروب وصواريخ وميليشيات وتهديدات بالابادة ( مثل حشد مئة الف صاروخ جنوب لبنان لضرب مدن اسرائيلية ) ، فالعالم يراها عملا وحشيا ولن تقبل دولة او شعبا على الارض من يحشد مئة الف صاروخ لابادة اي شعب وتدمير مدنه، ونفس هذه الدول والشعوب تقف مع قضية الشعب الفلسطيني كما هي تقف مع حق اسرائيل في الوجود. جميع هذه العوامل تشير ان الاسس الاستراتيجية والفرضيات التي اقيم عليها هذا المحور ركيكة وتستند على ميتافيزيقيا فنطازية من العصور الوسطى ، غير موضوعية ولا مقبولة في العصر التحضري الراهن في العالم.
ورغم مايبدو على السطح من قوة محور الممانعة بصواريخه واستعراضاته وميليشياته المنتشرة وسيطرتها على الاتساع الجغرافي للعراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة، فهي ركيكة في كل طروحاتها وخطابها ومسارها ومنهجها ، فهي تبدو الاقرب الى عصابات داخلية مدججة بالسلاح لارهاب ولاخضاع شعوب المنطقة لارادة اية الله ومشروعه الامبراطوري السلفي المتخلف الذي تجاوزته الازمنة والشعوب منذ قرون في العالم، كما اثبت فشل مشروع قومي مماثل على يد ناصر وصدام قبله.
لنراجع العامل الذاتي في الخلل في استراتيجية اية الله ومحوره وهو افتقار اية الله لاهم عنصر هام بحجم اقامة مشروعه الامبراطوري الضخم والذي يتطلب فعلا وجوب امتلاك اية الله للسلاح النووي لتحقيق الفرضية الاولى في استراتيجية اية الله التي تم طرحها اعلاه، فبدونها تبقى مدنه تحت تهديد سلاح اسرائيل النووي، مما يعني جعله محبوسا داخل بيته في خراسان لايقوى على استهداف مدن اليهود في اسرائيل. ان هذا النقص الاستراتيجي جعل حلفاء اية الله مكشوفي الظهر امام اسرائيل، مثل حزب الله وفصائل الحشد الولائي (الشعبي) في العراق والفصائل الولائية في سوريا اضافة لحماس والحوثي، فاسرائيل تستطيع استهدافهم وتصفيتهم وهم في مواقعهم دونما يصيبها ايما ضرر، ولايستطيع اية الله انجادهم لا من خلال وحدة الجبهات ولا من كل من موقعه ، فمن دون موافقته لايمكن لاحدها ان توجه صواريخها لمدن اسرائيل التي ستقوم بضرب مدنه وتدمير منشاته ، فهو لن يغامر بذلك ، ومنه سيتركهم لقمة سائغة لاسرائيل ( خذ مثلا انه يفاوض اليوم اميركا فعلا في عمان لابرام اتفاق برفع العقوبات مقابل اتفاق نووي ، ويجري هذا في وقت تم تصفية الاف الكوادر ، حتى دون اطلاق رصاصة واحدة ،بما فيهم ابرز قيادات حزب الله ، بما يعرف بتفجير الباجات واجهزة الاتصالات لكوادر الحزب ، فلو رد حزب الله بصواريخه ستجري تصفيته ، وان خنع وسكت وانسحب شمال الليطاني وسلم سلاحه الثقيل للجيش اللبناني سيسقط مشروع اية الله وتنفضح وتنتهي لعبة مقاومة العدو الصهيوني، ومنه انهياره المعنوي والاخلاقي امام امة محمد العربية وبقية الملل الاسلامية) . واضحا ان فقدان احد ذراعي استراتيجية اية الله ( السلاح النووي) سيؤدي لانهيار الذراع الثانية ( ميليشياته) اما على يد اسرائيل او على يد شعوب المنطقة . اما التعاطف الدولي مع اسرائيل فهو في أوَجِه اليوم ،فالعالم يسمع كل يوم ان لدى حسن نصر الله مئة الف صاروخ موجهة ضد اسرائيل ومنه يتعاطف معها ، ومنه يتم لبس واخفاء جرائم ناتنياهو في غزة ، واغلاق قضية حقوق الشعب الفلسطيني وسط هذا المهرجان الحماسي الولائي السخيف الذي لايخدم سوى اسرائيل واليمين الديني الصهيوني المتطرف الذي يصور نفسه انما هم يدافعون عن شعب اقلية وسط محيط عربي مهدد بالابادة وعليه الدفاع عن النفس لدرء مئة الف صاروخ مثلا. هذا من العوامل الموضوعية التي تجعل العالم يقف ضد محور المقاومة متجاوزا حتى على عدالة القضية الفلسطينية ( لابد لنا نحن العرب ان نعي كيف يفهم العالم توجيه مئة الف صاروخ نحو شعب اخر لابادة مدنه ) .
ان اكبر جريمة ترتكب بحق الشعب الفلسطيني هو جعل قضيته مزادا للمتاجرين بالقضاء على اسرائيل ومنه يجري اخفاء العدوان التوسعي لليمين الصهيوني لانهاء حق الشعب الفلسطيني باقامة كيانه الوطني ودولته وسيادته ليعيش بحرية وكرامة وسلام ، وهو الامر الذي يسانده العالم باجمعه ، ومايقوم به اليمين الاسلاموي العربي واليمين التلمودي الصهيوني هو لقاء لطمس جوهر القضية الفلسطينية وان جوهرها قضية حقوقية عادلة للشعب الفلسطيني لممارسة حقوقه، فهي ليست قضية تحل بصواريخ اية الله وحزب الله ، ولا بغزوات حماس التي تناضر الغزوات الداعشية الهمجية، ولا ممارسات عصابات الافساد والفساد لميليشيات الحشد الشعبي ولا الحوثية ، هذه ادوات بيد اية الله لاقامة امبراطوريته على حساب دماء شعوب المنطقة وتدمير دولها ، وهي خير مايريده ناتنياهو في المنطقة ، فهو يعلم انها ليست ادوات مقاومة لاسرائيل او لتحرير فلسطين، بل لاستعباد واخضاع شعوب المنطقة ووضعها تحت وصاية اية الله عن طريق الارهاب الداخلي، ومنه ابقاءها ضعيفة متخلفة وتتحكم بها الميليشيات .
لايعي اليسار العربي مقدار الدجل الذي يمارسه على مجتمعاتنا عندما يماهي هذه القوى السلفية الظلامية انها فعلا قوى مقاومة للعدو الاسرائيلي. ربما تنقصه القوة لمواجهتها، ويتجنب خوض معركة اجتماعية معها وهي في اوك سلاحها وقوتها، ولكن لايجب ان تنقصه الشجاعة لفضح وتوضيح جوهر ومحتوى هذه القوى السلفية ،او على الاقل توضيح اثارها المستقبلية الكارثية على شعوبنا وعلى المنطقة ، وبدلا منه، نراه يفضل الانضمام للجوق السلفي لادانة اميركا والغرب المساند لاسرائيل وطمس معالم وجوانب وابعاد القضية داخليا واثارها على مجتمعاتنا ودولنا. انه موقف اني ومنافق سيؤدي لخراب فوق الخراب الحاصل من تفشي اللادولة والفساد والاستقواء بالسلاح على شعوبنا ومجتمعاتنا ومثقفينا ونشطائنا من القوى الولائية المدججة بالسلاح. انه الارهاب الاجتماعي للسيطرة تلك هي المهمة الحقيقية لمحور الممانعة والمقاومة ، وتسميته الواجبة ، كما هو واقعا ، محور اية الله للارهاب والقمع ، محورالتخلف والافساد السلطوي لتركيع شعوبنا وانهاء مستقبلها ومعها مستقبل قضية الشعب الفلسطيني الذي هو واقعا اكبر الخاسرين من تغول هذا المحور القمعي الداخلي الولائي . هذا هو تشريح ما يسمى بمحور الممانعة والمقاومة الولائية وهذا هو جوهره.
4. استخلاص من تشريح محور اية الله لتحرير فلسطين
ان محور اية الله هو الموجة الثالثة الذي يقوم على اقامة امبراطورية تحت شعار تحرير فلسطين بعد الناصرية والبعثية الاسدية والصدامية ، والواقع ان فشلها جميعها يحمل نفس اسباب فشل هذا المحور ونتائجه ليس الا امعانا بالتدمير وباستمرار اقامة نظم قمعية متخلفة تتحكم بشعوبنا العربية كما وبقضية الشعب الفلسطيني. وامام فشل هؤلاء وما جره على مدى 75 عاما من ضعف وتخلف ودماروتراجع عام وشامل لدولنا وشعوبنا العربية، نجد واقعا لم تحصد القضية الفلسطينية من نجاح غير ماتم طرحه من القوى العلمانية الفلسطينية بحل الدولتين والذي بادر به اليسار العلماني الفلسطيني (وخصوصا وللتاريخ يذكر الطرح العلماني اليساري من الجبهة الديمقراطية ومفكري فتح ) واقناعهم لعرفات وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية ( خصوصا بعد نزوح المقاومة لتونس وانطلاق انتفاضة الحجارة ) بحل الدولتين للانتقال لمرحلة البناء واقامة اركان الدولة الفلسكينية وصولا لاوسلو عام 1993 ولاعداد الاتفاق شبه النهائي عام 1998 لتنهال حماس بالتفجيرات الجماعية للمدنيين فس اسرائيل لاغتياله ، ومنه صعود اليمين الصهيوني المتطرف الرافض لحل الدولتين ومنه سيطرته على الحكم فيها وصعود وتعاظم التيار السلفي الولائي في المنطقة.
وكما قام الجناح العلماني اليساري الفلسطيني اساسا ومعه العربي في الثىمانينات بطرح وتبني مشروع الدولتين، فاليوم يصبح هذا المشروع اساس عمل اليسار العلماني العربي الحقيقي ،وليس اليسار المزور المنمق والذي لاهم له سوى استخدام القضية الفلسطينية لتشويه حضارة العالم المدنية،بدعايات سوفياتية او بوتينية ، حاله حال السلفية ، ومواجهة الولائية ومشروعها السلفي في استعباد شعوب المنطقة باسم القضية الفلسطينية، وكان الاحرى بها تاريخيا مواجهة متاجرة ناصر واسد وصدام بالقضية وليس التطبيل لها انظمة تحرر وطني ومعادية للامبريالية والصهيونية ، كما يستمر ويروج اليوم لحركات المقاومة الولائية بانها مقاومة وتتصدى للغرب والصهيونية ولتحرير فلسطين. ان اهم مهام التيار العلماني اليساري العربي الحقيقي هو فضح لعبة اقامة الديكتاتوريات والامبراطوريات تحت يافطة فلسطين ومقاومة السلفية، وفضح طروحاتها وتلاعبها على مشاعر الناس وشعوبنا العربية . كل تجار القضية دمرت ما دمرت ، ليس الا لاشباع نزوات ديكتاتوريين واصحاب مشاريع امبراطورية ، اخرها الولائية والسلفية، فان لم تكفي الشجاعة والجرأة لمواجهتها، فعلى الاقل عدم تجميلها انها مقاومة وتحرر ضد الغرب والصهيونية، بل تقديم خطابا واضحا لشعوبنا العربية يوضح الطروحات الداخلية لتجار السلطة ديكتاتوريين وسلفية ، فالقضية الفلسطينية لن تحل الا على اسس علمانية مدنية وحقوقية ، كما ولن تحل قضايا شعوبنا الداخلية الا على نفس هذه الاسس، هذا هو اضعف الايمان وجوهر معركة التيار العلماني العربي الداخلية لمجابهة الموجة الحالية من تسلط السلفية باسم القضية الفلسطينية.

د. لبيب سلطان
23/09/2024



#لبيب_سلطان (هاشتاغ)       Labib_Sultan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول كتابين في معرض بغداد الدولي
- تحليل بوتين
- بحث حول تراجع العلمانية في العالم العربي-2
- بحث حول تراجع العلمانية في العالم العربي
- في دحض الشعبويات المتاجرة بالقضية الفلسطينية
- تحليل للظاهرة الترامبوية
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
- نافالني رمزا لادانة الاستبداد والدولة البوليسية
- الاسس الخمسة لبناء الدول القوية والمجتمعات الناجحة
- مطالعة اضافية في سبل اصلاح اليسارالعربي
- أليسار الاجتماعي واليسار الماركسي عالميا وعربيا
- مناقشة لمقترح السيسي في حل الدولتين
- ‏ نقد الخطاب السياسي العربي
- حول علاقة الفلسفة بالعلم واللاهوت والايديولوجيا
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
- حماس وحزب الله لايمثلون قضية الشعب الفلسطيني بل قضية اية الل ...
- العولمة السياسية وتحديات القرن 21
- قراءة (1) في تحديات القرن الحادي والعشرين
- في نقد الماركسية العربية
- حلول العلم والايديولوجيا للتخلف العربي 2


المزيد.....




- مصمم يتخيل فندقًا من -مكعبات الثلج- في وادي -طيب اسم- بالسعو ...
- وزير الخارجية اللبناني: نرفض الحرب وبلادنا تعاني من أزمة تهد ...
- تقرير يوضح التحديات والفرص أمام الجيل القادم من المانحين في ...
- -ولدا معًا وقتلا معًا-.. الغارات الإسرائيلية اليومية تستمر ف ...
- مراسلتنا: دوي صافرات الإنذار واعتراض القبة الحديدية رشقة صوا ...
- خبراء أمريكيون يحذرون من رد روسيا إن تعرضت لقصف أوكراني بموا ...
- إيران لا تريد ضمان أمن حزب الله
- معرض -ADEX-2024- للصناعات الدفاعية يكشف عن أحدث النسخ لمسيرة ...
- روسيا تختبر غواصة جديدة حاملة للصواريخ المجنحة
- معرض جديد في أمستردام يكشف عن روائع الفن البرونزي الآسيوي


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لبيب سلطان - تشريح محور الممانعة والمقاومة