أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير خالد يحيي - أدب الرسائل عند الأديبة حياة الرايس (رسائل أخطأت عناوينها) دراسة ذرائعية مستقطعة بقلم الناقدة الذرائعية د. عبير خالد يحيي















المزيد.....



أدب الرسائل عند الأديبة حياة الرايس (رسائل أخطأت عناوينها) دراسة ذرائعية مستقطعة بقلم الناقدة الذرائعية د. عبير خالد يحيي


عبير خالد يحيي

الحوار المتمدن-العدد: 8090 - 2024 / 9 / 4 - 08:01
المحور: الادب والفن
    


مقدمة إغنائية:
يقول الدكتور محمد سبيل:" يصعب تصوّر حضارة الإنسان ، منذ فجر التاريخ وإلى الآن، بمعزل عن الرسائل، فكأنما تاريخ البشرية هو نفسه تاريخ الرسائل، وذلك من منطلق أن اللغة محض رسائل، منذ كانت رموزًا وإشارات بدائية، ثمة رسالة دائمًا، بمضمون مقصود، من مرسل إلى متلقٍ."
وأدب الرسائل :"وهو فن نثري جميل يظهر مقدرة الكاتب وموهبته الكتابية وروعة أساليبه المنمقة"
أو هو مخاطبات رسمية تاريخية أو دولية.
وبذلك تنقسم الرسائل إلى نوعين: النوع الأدبي، والنوع الرسمي، والرسمية في تلك الرسائل تأخذها من الاتجاه الأدبي إلى اتجاه التوثيق.
وهناك رسائل شخصية ( كالرسائل الغرامية أو رسائل الأهل والأصدقاء)، وقد تم استبدالها حاليًا بالرسائل النصية، ورسائل التواصل الاجتماعي، وهي تختلف عن الرسائل الأدبية.
فالرسائل الأدبية: هي فن قديم من فنون الأدب العربي، ازدهر في أوائل القرن المنصرم جنسًا أدبيًّا فنيًّا مستقلًا، وله جهابزته، وهي بأبسط تعريف: ( نص نثري سهل، يوجه إلى إنسان مخصوص، ويمكن أن يكون الخطاب فيها عامًّا، فهي صياغة وجدانية حانية مؤنسة، وفي عتاب رقيق يظهر النجوى أو الشكوى، ويبوح بما في الوجدان من أحاسيس وأشجان، وتتوارد الخواطر فيه بلا ترتيب ولا انتظام، لتغدو الرسالة إن قصرت أو طالت قطعة فنية مؤثرة دافعة إلى استجابة المشاعر لها، وقبولها ما باحت به)

مستويات التحليل النقدي الذرائعي
أولًا- المستوى الأيديولوجي والأخلاقي:
1- التبئير الفكري أو البؤرة الثابتة Static Core
بثيمة رومانسية، كتبت حياة الرايس رسائلها إلى حبيب لم تشأ الإفصاح عن اسمه، ولكنها حدّدت بعضًا من ملامحه وأبعاده النفسية والاجتماعية، وقد كانت جريئة في كتابتها، على اعتبار أدب الرسائل هو أدب قائم على أشياء حقيقية، يتعرى فيه الكاتب من أردية الخوف والخجل والعيب والرصانة المزيفة، ويكون في أصدق حالاته، حتى يفوق صدقه في هذا الفن صدقه النسبي في الشعر أو السرد الذاتي، ، فالشعر والسرد الذاتي قد يتجمّلان بالخيال الكاذب أو الشمائل المدّعاة، لذلك، أدب الرسائل هو وثائق مكتوبة بخط صاحبها، أي أنه أدب وثائقي يثبّت الوقائع، سواء كانت أحداثًا أو أحاسيس. وقد يعتقد الكثيرون أن أدب الرسائل هو أدب رومانسي في التجنيس الأدبي، لكنه ذرائعيًّا يُعتبر وثائق رومانسية، حيث تُعتبر الرسالة المكتوبة نصًّا، أي وثيقة لا يمكن التغيير فيها. لقد أودعت في استراتيجيتها الإبداعية فلسفتها الخاصة، المستقاة من الفلسفة الشهرزادية التي ترى الحب حلًّا لكل المعضلات الإنسانية، بالحب وحده تحلّ حياة الرايس العلاقات الإشكالية، على الأقل روحيًّا حين يقف المجتمع والعرف كجدار صلب في وجه تدفق الروح واختياراتها التي قد لا تكون مصيبة في كثير من الأحيان. وأما عن التكنيك الذي اعتمدته حياة الرايس فهو بصمتها الأسلوبية التي نجدها في كل أعمالها، كأديبة ممسوسة بفنتة الحرف وبلاغة البيان، مع تدفق السهل الممتنع، السلس المنساب من روحها إلى روح المتلقي.

2- الخلفية الأخلاقية Moral Background:
هذا العمل فيه دعوة لتلمّس معالم الجمال في كل ما يحيط بالإنسان، ودعوة لقبول الآخر وتقديره واحترامه على النحو الذي يليق مهما كانت الاختلافات الشكلية والفكرية والطبائع والمعتقد، بما لا يتنافى مع تقدير واحترام الذات، الاحترام والتقدير والحب الذي قد لا ينتهي بالمشاركة الحياتية بأي حال من الأحوال، فللقلب اختيارته أيضًا ولو كانت خاطئة:
- ما ذنبي إن جاءني حبّه على شكل خطيئة ؟
كما تحمل أيضًا دعوة للإخلاص والوفاء، فالغياب لا ينبغي أن يحملنا على النسيان والتنكر لواقع جميل عشناه:
... أمتحن بك الإخلاص؟ وأكذّب بك ذلك المثل الفرنسي القائل" بعيد عن العين بعيد عن القلب".
حنان الرايس يغلبها حب تونس، فتتأرجح روحها بين حب الوطن وحبّ الحبيب:
هكذا سأظل مترددة بينك وبين شمس بلادي، بين ألق عينيك وألق سماء تونس.
ثانيًا-المستوى البصري واللساني External and Linguistic Level
1- المستوى البصري:
عشر رسائل، أرسلتها الكاتبة إلى شخص واحد، جمعتها في رزمة واحدة عاد بها ساعي البريد، تحت عنوان واحد:
(رسائل أخطأت عناوينها)
وخصّت كل رسالة بعنوان نجحت في بنائه كمكوّن نصي مكثّف عن ثيمة الرسالة وموضوعها:
الرسالة الأولى : طقوس الرسائل القديمة
الرسالة الثانية: نوستالوجي...
الرسالة الثالثة: كلّما تدثّرتُ بالسفر
يعريّني الحنين...
الرسالة الرابعة: مؤانسة الذكرى
الرسالة الخامسة: "..... كلّما أنكسر أقرأ رسائلك"
الرسالة السادسة : موعدي أن أشرب القهوة معك هذا الصباح
الرسالة السابعة : إلى عابر سبيل
الرسالة الثامنة : إلى عابر مقيم
الرسالة التاسعة : لعبة الأمكنة
الرسالة العاشرة : في مخاتلة الزمان
2- المستوى اللساني:
بأسلوب أدبي إنشائي لافت، يقترب من أسلوب السهل الممتنع في الشعر، كتبت حياة الرايس رسائلها، التي تبث فيها بوحها وعاطفتها الوثّابة لحبيب لم تذكر اسمه، ومن حقل الرومانسية، الطبيعة الأم، انتقت ألفاظها لتزرع حديقتها فصولًا على الورق، فمثلًا من الرسالة السابعة، نجدها تستخدم عناصر الطبيعة : الربيع- شجرة – أوراقها- طقس- فصل – يخضر-يزهر:
- داهمني الربيع، هذه السنة غريبة عن طقسي، مثل شجرة انفضّت عنها كل أوراقها في فصل كل شيء يخضرّ فيه ويزهر.
وفي الرسالة السادسة، تختار من الخريف عناصره: الخريف – سيد الفصول- الرمادي- غيماته الداكنة- حفيف أشجاره- عتمة الليل – عتمة عشيّاته:
- كيف يصبح هذا الخريف سيد الفصول؟ .... الرمادي يلفّ سماءه وغيماته الداكنة وحفيف أشجاره وهي تدخل عتمة الليل عبر عتبة عشيّاته.

ومن حقل النوستالوجيا، تنسج من الذكريات أردية تدثّر بها ذاكرتها من برد الغربة، غربة الروح وغربة المكان، فنجدها تستخدم ألفاظ: الفقد – الغربة – البرد – الأماسي – الذكرى – أتدثر – تلسعني- غريبة – ذكرياتي – السفر – الحنين – يعرّيني
فالذكريات عندها رداء تلبسه، بينما الحنين شخص يعرّيها، من الرسالة الرابعة أختار:
- أفتقدك هذا المساء أكثر من أي وقت مضى، أتدثّر بالذكرى وأختفي تحت ردائها، لكي لا تلسعني الغربة والأماسي الباردة، غريبة في هذه المدينة إلا من ذكرياتي معك فيها. أتأبط الذكرى كل يوم ونسير معًا، أرافقها وترافقني، اتوكّأ عليها وتستند إليّ وتسندني.
ومن الرسالة الثالثة، أقتبس قولها:
وها أنني كلّما تدثّرت بالسفر يعرّيني الحنين.
وهناك موسيقى شعرية لا تخطئها الأذن ولا الذائقة، وهذا ليس بمستغرب، فالعاطفة والمشاعر والأحاسيس هي مادة هذا العمل الأدبي الفني، لذلك قد يلتبس الأمر على المتلقي، هل يقرأ عملًا شعريًّا أم عملًا سرديًّا، وهذا النوع الفني من الأدب هو ميدان الخاطرة الوجدانية الذي تصول وتجول فيه بكامل حريتها، غير مكترثة لحدود البناء السردي ولا مقيّدة بقيود البحور الشعرية ولا بموسيقى التفعيلة، ولا حتى بأي إيقاع لا داخلي ولا خارجي، ودعونا نقف على هذا الفن الملتبس في الرسالة الثانية، حيث أوقفت عباراتها بصريًّا على قصيدة النثر:
كنت قد اشتقت إلى تونس ..
.تتضايق من شرودي ...
تحاصرني عيناك الخضراوين
كعينيْ نسر ضائع في محيطات غريبة ..
.تكتنزان بريقًا غامضًا و آسرًا .
تردّني سمرتك إلى لون الجنوب عندنا ...
تتحرّك في النفس روائح قديمة .
فقد كنت دائمًا أحمل ضعفًا،
أمام سمرة البشرة وخضرة العيون
فهي تحيلني على ألوان الحقول
وقت الربيع وسمرة الأرض
ورائحة الخبز الجنوبي .
على ضفة نهر ـ السين ـ
لفحني وهج سمرتك أوّل مرَة
وتملّكني فضول فكّ أسرار عينيك
وقد خفق قلبي بنبض الرّبيع ...
تتمايل سنابل الحقول الخضراء في تموّجات عينيك
توقظ حنينًا قديمًا موجعًا ...
هكذا كنت أركض حرّة طليقة عندما كنت طفلة في مزارع جدّي .
و أنا الآن أسيرة عينيك....
أعاني ذلك التمزّق القديم، بينك و بين أرض طفولتي ...
تعذبني عودتي بدونك ... و يعذبني أكثر، عجزنا كلّ هذه السنين، عن الجمع بينك وبين تونس.
أما عن البنية الجمالية والبلاغية :
فقد كانت نصوص الرسائل زاخرة بالصور الجمالية، منها ما ينتمي إلى علم البيان والبلاغة، كالاستعارة والتشبيه والكناية، ومنها ما انتمى إلى علم الجمال الذى أخذ عناصره من جماليات الطبيعة ومن قدرة الأديب على خلق الصور المبتكرة من خلال الرسم الإيحائي، نأتي على ذكر بعض هذه الصور:
- أفتح رسالتك وأستند على سطورها، أبحث في طياتها عن تفاصيلك، عن وجهك ...، عن غيابك... عن حضورك... عن هذا البعد الذي يعبث بنا، كورقة خريف في مهب الفصول.. عن يدك ، تدفئ يدي الباردة، فتبعث الدفء في أوصال هذا المساء.
- كان عطرك يومها كعبق الشجر المبلل ، ورائحتك كرائحة الأرض بعد المطر، ولون عينيك كان يومها زبرجدًا بحريًّا، ساكنًا، تحت دفء إشعاعات الشمس المتكاسلة على صفحة الماء البعيد، في روابي قرطاج.
- تسقط ورقة أخرى وتحط على كتفك، تتدحرج إلى رقبتك، ثم تنزلق إلى صدرك وتستقر في دفء الغابات الاستوائية.
- ما أقسى فتح المقابر في الربيع وما أقسى دفن الأشواق في عشيّاته التي تحن فيها االنفوس إلى بعضها.
- وما أقسى المشي في جنائز الموتى تحت إشعاعات الشمس المشاكسة، المنعشة ، المغربة، المنادية للحياة... فلا تعلم أهي دعوة للحياة في غير وقتها أم هي الجنازة التي أخطأت طقسها؟
- ما أشدّ عبثية اختلاط أوراق الفصول والعواطف والنوايا المبيتة والمعلنة والبدايات المتأخرة والنهايات المبكرة والمشاريع المجهضة....
- كانت الشمس قد قضت شتاء كاملًا في التجمّل والتبرّج والغنج لتطلع على العشاق بأجمل الحلل في ربيع فاتن جميل فإذا بها تسطع على عظام من رميم.
- اكتأبت الشمس ونكست أشعتها ثم مالت عليّ بخيوط شعاعها تنسج سؤالًا حميميًّا: ما الذي جرى؟
- كنت تأتي دائمًا يدك عند مشارف الهاوية، كيد إله إغريقي، ترتفع في وجه العاصفة لتوقف عبث الرياح بأشرعة البحر، وتفتح للسفن طريقًا للحنين.
- كنت سخيًّا في صلحك كنهر ينهمر من قلب الصخر، على صدرك ذاب عنادي وتهشّم.
- كان زورق أحضانك يأخذني إلى أماكن نائية تأتي فيها الزوابع ولا تعثر على أحد، يتحوّل لون جرحك إلى وردة بلون الياسمين أو فاكهة فاض بها النضج فتشقّقت بروعة اللهب.
- كنت أرافق آخر خيط أسود خارج لتوّه من الليل، وأستقبل أول خيط أبيض قادم لتوّه من الفجر، كأنني أمسك المجد من طرفيه.
أما عن ثقافة حياة الرايس العامة وعلومها الجامعية والمهنية، فهي منعكسة بشكل جلي، حيث وظفتها في الكثير من التساؤلات الفلسفية مفيدة من دراستها الجامعية للفلسفة ومهنتها التدريسية لهذه المادة. فعن فلسفة الصدفة والحضور والغياب، والزمان والمكان، كان الكلام كثيرًا، من الرسالة التاسعة ( لعبة الأمكنة)، أقتبس:
التقينا ذات يوم، ولمّا أيقنّا أنّ الصدفة صنيعة هوانا والمكان بدعتها افترقنا.
عبثًا تحاول أن تطمس حضورك، فأنت لا تتوقّع حضوري، لكي تترك لي آثارك في كل ركن وفي كل جزئية.
وأنا هنا أجول بين جدران بيتك وغرفتك التي تناديني وتسلمني إلى بعضها وقد أحرجها غيابك...
من مسافات الغياب ومن عمق الصمت وبرودة الحيطان أرهف السمع إلى دقات ساعة تجذبني نحو السرير .. اتجه نحوها .. أرفع الغطاء.. أرفع المخدة..: إنها ساعتك وإنها خفقات نبضك. هل هي لعبة أزمنة أيضًا؟.....
ومن الرسالة العاشرة، تطرح مسألة الوجود والمصير والموت في زمكانية الواقع والخيال، تقول:
نسافر لنخاتل الوجود ونسخر من ركضه وراءنا وتعقبنا من شمس إلى شمس ومن غروب إلى غروب.
نسافر هربًا من المرايا التي تطالع وجوهنا كل صباح لتضيف رقمًا جديدًا في أعمارنا، لنقول لها ما هكذا تُحسب الأعمار وتُقاس السنون، لنقول لها أن هناك دائمًا مصيرًا آخر ينتظرنا أجمل من هذا المصير، وأن هناك وجودًا استثنائيًّا يهيّئ لنا آخر خرافيّ الوجود.
نسافر لنخاتل المكان ونهرب منه، علنا نعثر على أنفسنا في الأمكنة التي نسافر إليها.
نسافر لكي نلاعب الزمان ونبعثره وراءنا من مكان إلى مكان.
نسافر لكي نخاتل الموت وهو يتعقبنا من مكان إلى مكان.
أما عن دراية حياة الرايس ومعرفتها بالأجناس الأدبية، فهي ملموسة لا تحتاج إلى برهان، ولا يضاهيها فيها أحد، وهي الأديبة التي تنقد ما تكتب قبل أن ينقدها أحد، وهي التي تقدّم الإقرار الذي تستشهد فيه على أن ما تكتبه رواية سيرية، وكما فعلت حيت قدّمت شهادتها عن ظروف كتابتها لمسرحيتها ( سيدة الأسرار عشتار) بل ونقدها للمسرحية.
وإن غضّت الطرف عن كتابة بعض العناصر الفنية للرسالة، كالعنوان الجغرافي الذي يُكتب في الزاوية اليمنى أعلى الرسالة، وإلى جانبه اسم المرسل إليه والمرسل، وكذلك توقيع المرسل وتاريخ الرسالة، فقد فعلت ذلك عن عمد وليس عن جهل أو عدم دراية، لأنها كتبت رسائلها الأدبية لا لتصل إلى المرسل إليه شخصيًّا، فليبقَ مجهولًا، فلا يهم اسمه ولا جنسيته، هي كتبتها لإنسان أجنبي عنها أحبّته وفقط، لذلك جعلتها رسائل أخطأت عناوينها، لتصل فقط إلى من يقرأها، في أي زمان وأي مكان.
ثالثًا- المستوى المتحرّك:
تقرّ الذرائعية العناصر الفنية للرسالة:
( للرّسالة عناصر كثيرة يجب مُراعاتها لتستوفي مضمونها دون إغفال أي شيء قد يكون مهمًّا وله تأثير على مستلم الرّسالة. أهمها:
• العنوان الجغرافي:
والذي من دونه لن تصل الرسالة إلى صاحبها خاصّةً إن كانت مرسلة عبر البريد العادي وليس البريد الإلكتروني، حيث يكتب العنوان في الزاوية العلوية اليمنى من الرسالة. يجب ذكر اسم المرسل إليه كاملًا ، المنصب، واللقب بطريقة تظهر احترامًا كبيرًا له.يثبت اسم المُرسل كاملًا لكونه الشخص الذي يحمل الفكرة أو المعلومة ويريد أن ينقلها للآخرين بأفضل وسيلة.
• التحيّة:
وتعتبر عن افتتاحيّة الرسالة، تحتوي التحيّة على إلقاء السلام وبعض الكلمات اللّطيفة.
• عنوان الرّسالة:
لا تتم كتابة عنوان للرسالة في كل الرسائل، بل تقتصر على الرسالة الرسمية التي تحتاج إلى توضيح.
• مُقدّمة الرّسالة:
حيث يتم تقديم مختصر وعام لموضوع الرسالة في المقدمة، خاصةً إذا كان موضوع الرّسالة رسميًّا، يجب أن يتم التمهيد والتقديم للفكرة الرئيسية التي تحتوي عليها الرسالة .
• موضوع الرسالة:
هو الجزء الأهم من عناصر الرسائل، فهو الذي يحمل الموضوع نفسه، والفكرة الرئيسية التي تمت من أجلها كتابة الرسالة، لهذا السبب فإنّه ينبغي الاعتناء بهذا الجزء من الأجزاء عند البدء في كتابة الرسالة، حتى تُنقل الفكرة كاملةً، وواضحة من خلالها .
• خاتمة الرسالة:
هو الجزء الذي يتم من خلاله تلخيص مضمون الرّسالة، وإذا كان هناك طلب من وراء هذه الرسالة فإنّه ينبغي أن يتم ذكر هذا الطلب في نهاية الرسالة، أو يتم ذكر التوصيات بأدب ولطف، وأن يبتعد الكاتب عن صيغة الأمر.
• التوقيع:
هو العنصر الذي تختتم به الرسالة، ويكون في أسفل الرسالة، والتوقيع يكون باسم مرسل الرّسالة.
• تسجيل التاريخ:
يجب تدوين التاريخ الذي تمّ فيه إرسال الرسالة، وقد يختلف موقع التاريخ من رسالة لأخرى حسب نوع الرسالة، والطريقة التي أرسلت بها، أحيانًا يكون التاريخ أعلى الرسالة، أو أسفلها، وفي أحيانٍ كثيرة يكون التاريخ مع الختم.)
يقول الأديب ابراهيم الهاشمي:
"الرسائل الأدبية تمثّل الصوت الداخلي للكاتب، لأنه في ثناياها، يبث أكثر الأفكار والمسائل قربًا وتعبيرًا عن نبض قلبه، سواء كان ذلك همًّا فكريًّا أو إنسانيًّا وجدانيًّا... ويضيف: إذا كان البعض يرى أننا استعضنا عن تلك الرسائلبرسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، فإننا نلحظ أن هذه الأخيرة مكشوفة، ومهما وجّهت لشخص محدّد، إلا أن المتلقي يكون في هذه الحالة بلا حدود، وباتساع الشبكة الدولية، وبالتالي، فإن الرسائل في هذه الحالة تأخذ طابع النص الأدبي الموجّه لقارئ مجهول ومتعدّد، ما ينفي العفوية والميل إلى البوح الكامل والأريحية وبث الشكوى."
إن حياة الرايس كانت من الذكاء بمكان حين أدركت هذا الاختلاف في عصر تكنولوجي تعيشه واقعًا، ولكنها تأبى أن تخضع لوسائله، فهي، بذاتها الحكّاءة والمصابة بفتنة اللغة، ترفض كل ما يمكن أن يخرجها عن طقوس التلقي القديمة، فهي تكتب رسائلها إلى شخص معروف مخصّص عندها، مجهول عند سواها، ذاتها الديبة ترفض إلا أن تكتبها نصًّا أدبيًّا متكاملًا لا نقص فيه ولا عوار، وترغب في تلقيه نصًّا فواحًا بجماليات اللغة، بوحًا حرًّا متمهّلًا يقف على عتبة الفطرة الأولى من غير حجب ولا أقنعة، فهي غير معنية بالاختصارات الوامضة كما هي رسائل التكنولوجية المهرولة :
تقول في الرسائل الأولى : طقوس الرسائل القديمة
..... مازلت أرفض أن تبعث لي رسائل عن طريق الفاكس أو بالبريد الالكتروني رغم طول الانتظار، رسائل البريد القديم استقبلها بطقوس خاصة لا أريدها أن تنقرض في عصر البرقيات والتلكسات والفاكسات والإيمالات والومضات. أريد أن استلم رسائلك مجسّدة بين يدي، .....كأنما على الفطرة الأولى .....
كل ذلك الطقس الاحتفائي باستقبال الرسائل، يجعلني أكره أن يلفظها الفاكس كما يلفظ أي خبر عاجل أو مباغت عن الحروب أوالكوارث.
وفق هذا القول، تسترسل حياة الرايس في البوح، وتبدأ بوصف أدق التفاصيل الخاصة بذالك الطقس الاحتفائي، بداية من رنين جرس دراجة ساعي البريد، الشخصية الوسيلة والحلقة الواسطة بين مرسل ومتلقي، وكأنه شخصية فاعلة لكنها غير نامية في رواية رومانسية، بل أنها ترسم الأبعاد الشكلية والسلوكية والنفسية لتلك الشخصية، تقول :
يكذّب ساعي البريد الدنيا كلها... يناولني الرسالة بيده، مع صباح الخير وتهنئة بالعينين، أستلمها، أشكره بذلك التواطؤ الصامت الذي لا يعرفه إلا سعاة البريد، بحدسهم الخبير ، خطوات ساعي البريد.. رنين جرس دراجته.. نقره على النافذة.. نظرته المتواطئة.. صباح الخير المتفائلة...
ثم تتداعى خواطر حياة الرايس، تنقلنا عبرها إلى طقس احتفائي آخر، وهو طقس فتح الرسالة، تطلق حياة الرايس العنان لأحاسيسها ومشاعرها الفياضة، وتوكل إليها مهمة الكتابة بمقاربة حسية وجسدية حميمية في غاية من الجمال البلاغي، وكأنها تصور مشهدين سينمائيين يتقاسمان مساحة الشاشة:
أحب أن أستلم رسالتك وأعود بها إلى غرفتي وأغلق بابها على نفسي وألقي بنفسي على التخت، فكأنما أفك سرًّا من أسرار الكون... أحب تلك اللهفة والرجفة وارتعاش الأصابع وهي تحيط بالرسالة من كل أضلعها: من أين أفتح الظرف؟ ...و أخيرًا لا ينفع إلا التمزيق لأن لحظة الكشف لحظة شرسة ونهمة تريد أن تلتهم أسرار الرسالة التهامًا.
ولننظر إلى المحاكاة الرائعة والبليغة التي تجريها حياة الرايس بين الصناعي واليدوي، كيف أوجدت علاقة الامتداد بين جسد المرسل وبين خطّه:
أنت تعرف أنني أكره الرسائل المكتوبة بالحاسوب، لا أريد أن تعوض الأحرف الباردة المحايدة والمرتبة تعرجات خطك وانحناءاته التي هي امتداد ليدك وجسدك وأنفاسك ودمك ونبضك...
وكيف أحيت حياة الرايس، بقوة أحاسيسها وتدفق بوحها، الحرفَ وجعلته نبضًا على ورق، ثم حولته لتميمة تحفظها من شرور الحياة:
حينما أستقبل رسائلك تكون عيني موعودة باحتفاء خاص ينبع من خيلاء إيقاع جسدك على الورق في أنفاس المداد المرتعش على البياض كما لو أنه ينبع من بين أصابعك مجسّدة وينطق من كل حواسك مجتمعة وينسكب على روحي مباشرة، ثم، في الآخر أحب أن أطويها- رسالتك- وأضعها في حقيبة يدي وأخرج.. تعويذة أقاوم بها يومًا غير آمن الشرور والمجهول.
مقدّمة الرسالة:
تنوعت هذه المقدمة في الرسائل العشر، بين مشهدية، كما جاءت في الرسالة الأولى:
تلقيت رسالتك اليوم وقد وصلت متأخرة بيومين، وصلتني وأنا أرتشف القهوة بتوتر وأتلكّا في الخروج حتى يمر ساعي البريد وبنقر على زجاج النافذة التي أنتظره منها كل صباح.
في الرسالة الثانية ( نوستالجي...) كانت زمكانية:
هبوب هذه العشية الخريفية ذكّرتني بنسائم تلك الأمسيات التي قضيناها معًا على سطح تلك السفينة الراسية أبدًا ، المسمّرة بضفة نهر السين.....
في الرسالة الثالثة ( كلما تدثّرت بالسفر يعرّيني الحنين..) كانت خبرية :
ها أنا أعود إلى تونس بدونك...
في الرسالة الرابعة ( مؤانسة الذكرى) جاءت وصفية خارجية :
جاء هذا المساء غريبًا، موحشًا وباردًا على غير عادته....
أما في الرسالة الخامسة " .... كلما أنكسر أقرأ رسائلك" ، فقد جاءت وصفية داخلية إيحائية:
قربت العشيّة.... هجعت الحرائق في الخارج ولم تهجع الذكرى...
كما جاءت كذلك في الرسالة الثامنة ( إلى عابر مقيم):
ها هي عاصفة أخرى تمرّ دون أن تستطيع اقتلاع جذر من جذور تلك السنديانة التي عرّشت مع أوردة القلب وعانقت كبرياء السماء.
في الرسالة السادسة ( موعدي أن أشرب القهوة معك هذا الصباح) جاءت استفهامية:
كيف يصبح هذا الخريف سيد الفصول؟
في الرسالة السابعة ( إلى عابرسبيل) جاءت زمانية:
داهمني الربيع هذه السنة غريبة عن طقسي.
في الرسالة التاسعة ( لعبة الأمكنة) جاءت مكانية :
أكتب إليك من المدينة التي جمعتنا يومًا صدفة...
في الرسالة العاشرة ( .... في مخاتلة الزمان) جاءت إخبارية مباشرة لتقرير حالة:
نسافر لنشتاق قليلًا أو كثيرًا للذين نحبهم...ونرنو إليهم من بعيد من شرفة المسافات المعذبة.
مواضيع الرسائل:
تنوّعت أيضَا المواضيع في الرسائل، لكنها لم تخرج عن الثيمة الرومانسية الوجدانية، جلّها حفل بالمشاعر الحب وطقوس الاحتفاء به حاضرًا مجسّدًا كان أم غائبًا في ثنايا الذكريات، كان للحنين مساحة كبيرة، وكذلك كان الأمر مع الفقد، وكان للألم مجاله حين يصطرع في روح الكاتبة حب الوطن وحب الحبيب، أمام العجز عن الجمع بينهما، وكان السفر موضوعًا أساس بحقائبه وطائراته، يتشارك مع المدن والأمكنة، الاشتياق، اللذة، الاحتواء والحضن، الدفء والبرد، الغربة، الغيرة، الغياب والحضور، الإخلاص والوفاء، الخطيئة والفضيلة، الهجر والوصل، الموت والحياة، القدر والمصير ، الأعراف والقيم والمثل، العتب والشكوى، العمر، الصدفة والمصير ، الوجود.......
رابعًا – المستوى النفسي:
إن الشك مقطوع باليقين، من أن أن العملية الإبداعية تنطلق من داخل المبدع، بدوافع سيكولوجية تؤسس لفعل إجرائي يتحوّل إلى فعل منجز بتمام العملية الإبداعية، هكذا كتبت حياة الرايس رسائلها، من أعماق نفسها التي تحبُّ الحب، النزّاعة إلى البوح والحرية، ليس كأي فن سردي أو شعري، بل أعمق، كتبتها كوسيلة تعبير خاصة، نقلت فيها مضامين شخصية جدًّا، حين تجرّدت لحظة كتابتها من شروط والتزامات الكتابة الموجهة لقاعدة واسعة من القراء، فهي تعلم أن القارئ عادة لديه فضول يدفعه إلى محاولة التعرّف إلى دواخل الكاتب، وكيف يفكر، ومن أين يستمد أفكاره، لذلك فهو يسعى للاطلاع على تلك الرسائل التي تعبر عن ثقافة المؤلف وثقافة زمانه الذي عاش فيه، فأوصلت قارئها إلى مسعاه، حين أنجزت عملها الإبداعي ووضعته طواعية بين يديه.
1- المدخل العقلاني أو التوليدي Mentalist entrance
وهذا المدخل يهتم بكل ما يتولد من فكر وأحداث، فهي قليلة بالنسبة لسعة الحياة وامتدادها ، فالواقع الافتراضي هو عالم استنساخي للواقع الحقيقي، وصورة مزيّنة له يزوّقها الكاتب لتكون محببة للمتلقي، فما يكتبه الأديب مأخوذ من تجربة ثلاثية تتكون من ثلاث عناصر كما تراها الذرائعية، وتلك الثلاثية تتحكّم في قلم الكاتب وتوجّهه نحو خدمة المجتمع عملًا بالمبدأ الذرائعي ( الأدب عرّاب المجتمع)، والثلاثية هي:
- أحداث الحياة الحقيقية: تناصت الكاتب مع أحداث الحياة الواقعية، فالحب ومتعلقاته كلها أحداث ولّدتها الحياة.
- تجارب الكاتب الشخصية : المرجّح أن حياة الرايس في هذا العمل تكتب تجربة شخصية
- التجارب والأحداث التي مرّ بها غيره وقد شاهدها أو قرأ عنها: والمجال هنا لا حصر له، منها مثلًا رسائل مي زيادة. وقد لفتني التناص بين رسائل حياة الرايس ورسالة كتبتها سيمون دي بوفوار صديقة جان بول سارتر، لحبيبها الأديب الأمريكي نيلسون اليغرين تقول فيها:
" حبيبي... ليلًا ونهارًا، أشعر بأني مغلفة بحبك، إنه يحميني من كل الشرور، عندما تكون الدنيا ساخنة فإن حبك ينعشني، وعندما تهب الرياح الباردة، فهو يدفئني. وطالما تحبني فإنني لا أشعر بأن الشيخوخة ستصلني، ولن أموت".
كما تناصت بلاغيًّا مع ألفاظٍ في القرآن الكريم:
- ما ذنبي إن جاءني حبّه على شكل خطيئة ؟
اغترف منها واقترف لذائد الوجد والوجع، استمتع وانبسط له الدهر إلى حين، وعندما ارتوى قال: أُصبت بتخمة تكـفيني عجاف السنين، وانقلب إلى أهله مغتبطًا مسرورًا غانمًا مالئًا كفّيه بلذائذ العنب، ثم أعلن توبته...
2- المدخل السلوكي Behavioral entrance :
وهو مدخل استفزازي ومحفّز، يهتم بحركة الكاتب السلوكية في الكتابة ، سأحاول أن استخرج بعض المسميات السلوكية والتساؤلات التي تخص تلك المسميات التي تخرج من رأس قلم الكاتب والتي برزت من الحبك الأدبي وكوّنت أفكارًا قد لا ينتبه لها الكاتب أحيانًا.
ورصدتُ في الرسائل ما يلي:
تساؤلات اجتماعية :
حول علاقة الحب حينما يكون فعلها الإجرائي خارج إطار العلاقة الشرعية، في مواجهة الأعراف والقيم والمثل، حين ينكص الطرف الذكري معلنًا التوبة، ليفكّ إصر تلك العلاقة، بعد أن قضى منها وطرًا أصابه بالتخمة، تاركًا الطرف الأنثوي في مهبّ الوحدة، مع أن التطور الطبيعي باتجاه العلاقة الشرعية متاح وممكن، هنا تشير حياة الرايس إلى هشاشة العلاقات غير المسوّرة بإطار شرعي، وغير الملزمة بمسؤوليات وواجبات مؤسسة مجتمعية رئيسية وهي الأسرة، التي انتشرت في المجتمعات التي تقرّ الحريات الشخصية المطلقة :
- ما ذنبي إن جاءني حبّه على شكل خطيئة ؟
اغترفَ منها واقترف لذائد الوجد والوجع، استمتع وانبسط له الدهر إلى حين، وعندما ارتوى قال أصبت بتخمة تكـفيني عجاف السنين، وانقلب إلى أهله مغتبطًا مسرورًا غانمًا مالئًا كفّيه بلذائذ العنب ثم أعلن توبته وبعث لي برسالة يمجّد فيها إنسانيته ويصوّر تضحيته لما يقتضيه الواجب الثقيل، مستنجدًا بكل الأعراف والقيم والمثل ..... وما همّ إن كنت أتدحرج أنا وحيدة إلى الجحيم ... ما ذنبي إن اقترفتَ معي الحياة ذات عمر؟ وما كنت أستطيع أن أجحدك إيّاها، وهي التي وهبتني اسمها وسرّها ولونها وضوءها لأشّعَ وأتألّق وأعلو مثل نخلة ترنو من علّ بعيـن الشفقـة إلـى ارتباك خطى عابـر سبيل.
تساؤلات فلسفية :
تساؤلات وجودية عن الصدفة، وعن الثنائيات البارادوكسية: ماهية الأمكنة والأزمنة، الحضور والغياب، الحياة والموت، البدايات والنهايات، التراتبية والعبثية، التبكير والتأخير، الحب والجرح.
- اكتب إليك من المدينة التي جمعتنا يوما صدفة وأتساءل هل هي التي تفرقنا اليوم صدفة أيضًا؟
- هل هي صدفة أن أضع حقائبي في نفس الغرفة التي أعددتَ فيها منذ قليل حقائبك و سافرت؟ هل تكون حقائبنا حلّت ورحلت في نفس المطار و في نفس اليوم ؟ و نحن نعدّ لنفس المفاجأة ؟ أن آتيك فجأة ودون سابق إنذار و أن تسافر لي دون أن تهاتفني آو تعلمني بمجيئك ؟ أهي لعبة الأمكنة ؟
- أحضر فتغيب
- تصل فأرحل ؟
- هل قرّر المكان أن لا يكون لنا معا هذه المرة ؟ بعدما رتّب لنا لقاءنا الأول ذات يوم في ذات المدينة؟ لكي يبقى الهوى هكذا معلقًا بين حقيبتين، في اتجاهين متعاكسين تحملهما نفس رياح الشوق .
- هل هي لعبة أزمنة أيضًا .؟ .....
- فلا تعلم أهي دعوة للحياة في غير وقتها أم هي الجنازة التي أخطأت طقسها ؟ أم حبّك الذي أخطأ ميعاده وتوقيته وجاء متأخّرًا بعمر؟ ما أشدّ عبثية اختلاط أوراق الفصول والعواطف والنوايا المبيتة والمعلنة و البدايات المتأخرة والنهايات المبكرة والمشاريع المجهضة ....
- هل أحببتني خطأ ؟ و جرحتني خطأ ؟
- أهكذا قدري معك دائمًا، لا يقام لي دليل على حبك إلا وسط الزوابع و الفتن ؟
في الختام:
لا بدّ لنا أن ندين لحياة الرايس بالتقدير والامتنان على أنها جعلتنا نطّلع على هذا الفن الأدبي الراقي، الذي شحّ كاتبوه، سيّما من النساء، فهي دونًا عن كل الكاتبات قامت بنشر رسائلها بنفسها، بينما لم تقدم مي زيادة على فعل النشر بنفسها، وتولت تلك المهمة سلمى الحفار الكزبري، كما نشرت رسائل نزار قباني، رسائل بدوي الجبل نشرها صديقه أكرم زعيتر، رسائل العقاد نشرها محمد محمود حمدان، رسائل بدر شاكر السياب نشرها ماجد السامرائي، رسائل غسان كنفاني نشرتها غادة السمان، رسائل نازك الملائكة نشرها تيسير النجار، رسائل طه حسين نشرها نبيل فرج... وفي هذا المقام نقرّ لها بالشجاعة والجرأة التي فاقت بها الكثير من الأدباء في الوقت الذي دعا فيه الكثيرون منهم إلى إعدام الرسائل الأدبية باعتبارها ( أوراقًا خاصة) ومكاشفة شخصية حميمية بين اثنين ينبغي إكرامها بدفنها.

د. عبير خالد يحيي مرسين – تركيا 27/ 12/ 2022



#عبير_خالد_يحيي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية / جبل الزمرد/ للروائية المصرية منصورة عز الدي ...
- تجلّيات المكان في أدب الحرب رواية / زند الحجر/ أنموذجًا للكا ...
- اقرئي.. ابحثي.. واكتبي
- فن الواو.. فن الإيحاء والتجريد بمفهوم ذرائعي الناقدة الدكتور ...
- جماليات القبح وتجليات أدب الديستوبيا في رواية /العالقون/ للأ ...
- تجلّيات الأدب التأمّلي في قصيدة الومضة دراسة تقنية ذرائعية م ...
- تجليات أدب الخيال العلمي في المجموعة القصصية / تشابك سرّي/ ل ...
- إشهار كتاب /عوالم حياة الرّايس السّردية/ للناقدة السورية د. ...
- النبوءة والتجليات الملحمية في رواية الأجيال رواية / تاج شمس/ ...
- الروائح عتبة واقعية مثيرة لتيار الوعي في رواية (رائحة الزنجب ...
- أدب المرايا من الكلاسيكية إلى المعاصرة في رواية / نساء المحم ...
- الإرهاب.. والتشافي بالحب في رواية / بعض الفرح قد يكفي/ للكات ...
- تقنيتا البازل والكولاج السردي في رواية / ماتريوشكا من أسوان/ ...
- الفلسفة الذرائعية العربية واشتراح المصطلح رواية (رحيل السومر ...
- السرد بين تكنولوجيا اللغة ومصطلح الأدبية باب جديد تفتحه الذر ...
- الآخر في رواية / ثرثرة في مقهى إيفانستون / للأديبة الفلسطيني ...
- قراءة ذرائعية في رواية (سيرة عين) الملهاة الفلسطينية للأديب ...
- الفساد الحضَري ( الديستوبيا) وتراجيديا القبح في رواية رجل ال ...
- حمولةُ الرمز التقني من سخرية وتهكّم غضبٌ إنساني يدلقه قلم ال ...
- قراءة ذرائعية في رواية/ قنطرة / للكاتب السعودي أحمد السماري ...


المزيد.....




- تنسيق الدبلومات الفنية 2024.. خطوات التسجيل في تنسيق الدبلوم ...
- نزلها في ثواني.. تردد قناة تنة ورنة للأطفال 2024 على القمر ا ...
- “حرامي سرق لوللو”.. استقبل الآن تردد قناة وناسة الجديد 2024 ...
- بوتين يلجأ لـ-أسلوب الأجداد- في ترجمة لقائه نائب الرئيس الصي ...
- إيطاليا.. فضيحة سياسية بسبب مشاركة مدونة جميلة في فعاليات حض ...
- نزلها بجودة عالية.. تردد قناة كراميش الجديد 2024 عيش المتعة ...
- إعادة قلادة ذهبية عمرها 2500 عام إلى تركيا تم تهريبا إلى الو ...
- ثبت الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال 2024 على النايل سات وت ...
- اتفرج على الأفلام الأجنبية والمسلسلات العربية مجاناً.. تردد ...
- كنعاني: دماء الممثل الفلسطيني ابو سخيلة صرخة مظلومية الشعب ا ...


المزيد.....

- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة
- آليات التجريب في رواية "لو لم أعشقها" عند السيد حافظ / الربيع سعدون - حسان بن الصيد
- رنين المعول رؤى نقدية لافاق متنوعة ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- القناع في مسرحيتي الإعصار وكلكامش لطلال حسن -مقاربة في المكو ... / طلال حسن عبد الرحمن
- في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- (مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير خالد يحيي - أدب الرسائل عند الأديبة حياة الرايس (رسائل أخطأت عناوينها) دراسة ذرائعية مستقطعة بقلم الناقدة الذرائعية د. عبير خالد يحيي