الحكم على الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني بالإعدام في ليبيا

مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1773 - 2006 / 12 / 23 - 09:54
المحور: حقوق الانسان
    

أسئلـة كثيـرة تراودنـى
صدر بعد طوال انتظار الحكم في القضية المثارة منذ أكثر منذ ستة أعوام والمتهم فيها عدد من الممرضات البلغاريات وطبيب فلسطيني بحقن أكثر من أربعمائة طفل ليبي بفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" والتي أدت إلى وفاة بعضهم وإرسال بعضهم إلى بعض الدول الأوربية للعلاج.
وبداية أؤكد على ضرورة حصول كل إطراف هذه القضية من المتهمين إلى المجني عليهم وذويهم على العدالة التامة.ولكن من اجل الحصول على هذه العدالة هناك أسئلة كثيرة تراودني واعتقد أنها يمكن أن تراود الكثيرين غيري:
1 تقول الأخبار أن هذه الجريمة تمت في مستشفى بنغازى مقر عمل المتهمين فمن أين أتى هؤلاء المتهمين بهذا الفيروس أو هذا الدم الملوث بالفيروس لحقن هؤلاء الأطفال به ؟وهذا الدم من المسئول عن حفظه ؟ولماذا يحتفظ به في المستشفى أصلا ؟
2 لماذا لا تؤخذ أقوال الطبيب الفرنسي الذي صرح" بان هؤلاء الأطفال أصيبوا قبل وصول هؤلاء المتهمين إلى ليبيا وان مصدر العدوى لم يعالج " مأخذ الجد ويتم التحقيق فيها ؟
3 في اى جريمة لابد من البحث عن الدوافع لارتكاب الجريمة فما هي دوافع هؤلاء المتهمون ؟هل هي مادية ام معنوية ام بهدف إيذاء ليبيا وهذا يعنى إن جهة ربما تقف ورائهم ووعدتهم بالمكافآت المجزية إذ هم قاموا بجريمتهم وإذا كان الأمر كذلك فما هي هذه الجهات ؟ وإذا كانت هناك دوافع أخرى للجريمة فلماذا لم تبين لنا المحكمة دوافع المتهمين لارتكاب هذا الجرم ؟
4 وهل من المعقول أن يقوم مجموعة من الأجانب القادمين للعمل في ليبيا بهذه الجريمة في محل عملهم ؟ ام أن المنطق يقول انه لو كان هدفهم نشر المرض في ليبيا فعليهم اختيار مكان بعيد عن مقر عملهم حتى يبعدوا الشبهات عنهم ؟
5 جنسيات المتهمين سواء الطبيب الفلسطيني المقيم في الشتات لن يسعى للأضرار بالدولة التي ربما تكون الدولة الوحيدة التي فتحت له أبوابها وكذلك الممرضات البلغاريات اعتقد أنهن قدمن إلى ليبيا في مهمة عمل وهدفهم ربما تحسين مستوى معيشتهم وليس إيذاء أبناء الشعب الليبي فهل مثل هؤلاء يفكروا في القيام بمثل هذه الجريمة النكراء ؟
6 هذا التساؤل بعيد عن الجريمة وأسبابها وملابستها ولكنها متعلقة بسلوك الدول القادم منها المتهمين فكلنا رأينا ماذا تفعل بلغاريا من اجل رعاياها البلغاريات وتدافع عنهن ولكن السؤال الغريب أين هي الحكومة الفلسطينية أو مؤسسة الرئاسة الفلسطينية ام أنهما مشغولتان بالاقتتال فيما بينهما ؟!!
هذه الجريمة التي لحقت بالأطفال الليبين لابد أن ينال المتسبب فيها عقابه واعتقد أن المتسبب في هذه الجريمة هو النظام الليبي الذي أهمل مصالح شعبه وانفق ثروة هذا الشعب على مغامراته في جميع أنحاء المعمورة وكان يوزع هذه الأموال التي هي ملك للشعب الليبي على مختلف الحركات الثورية مع إهمال مستوى معيشته الليبين التي تدهورت كثيرا.
هذه الجريمة هي جريمة فساد وإهمال وتدهور الخدمات الصحية وغير الصحية وكان لابد من البحث عن كبش فداء فيها فلم يجدوا إلا هؤلاء الاجانب كي يلصقوا بهم هذه الجريمة.
في النهاية ورغم إن القضاء الليبي أصدر للمرة الثانية حكمه بالإعدام على المتهمين في هذه القضية إلا اننى اعتقد أن هذا الحكم لن ينفذ لان ليبيا ليست في حاجة لاستعداء العالم مرة أخرى بعد أن بدأت خطواتها الحثيثة للاندماج في العالم المتحضر.

#مجدي_جورج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات