أيوب بن حكيم
الحوار المتمدن-العدد: 8081 - 2024 / 8 / 26 - 22:52
المحور:
الادب والفن
( مبدأ عجيب في نظرية العامل ✓ وعلاقته بالحذف )
فلسفة النحو فلسفة عظيمة. بها نفكك التأويلات والإمكانات والاحتمالات. ولم يصل النحاة لهذه الفلسفة الناضجة إلا بعد مرور عشرات السنين من الترف الحضاري والفكري. وأهم ما تدور عليه هذه الفلسفة مبدأ العلة والمعلول لكن بلمسة نقلية فزاوج النحاة بين المعقول والمنقول في فلسفة النحو كما فعل الأصوليون وعلماء الكلام والعرفان...
وحيلة / حلية الحذف في لغة العرب من أصعب المشاكل إذا لم أبالغ وأقول إنها أصعب مشكلة تواجه مكتنه النحو العربي...
ومن فرائد الاتفاقات بين النحاة مواضعتهم على أن ما يعمل في الاسم لا يعمل في الفعل. وما يعمل في الفعل لا يعمل في الاسم...
مثال ذلك أداة الجزم والنفي والقلب لم. حيث تعمل في الفعل المضارع ولا تعمل في الاسم مطلقا...
مثال ذلك بوضوح حرف حتى. فهو في أصله عامل في الاسم لا في الفعل ومثال ذلك قوله تعالى ( سلام هي حتى مطلعِ الفجر ) لكن يختلط على الناس أمرها لكونهم لا يعرفون القاعدة الأساسية في العامل وهي التي أسلفنا ذكرها ( لا يمكن لأداة أن تعمل في الفعل والاسم معا فإما أن تعمل في الاسم أو تعمل في الفعل ويمكن أن تدخل دون عمل )
وقد يعترض معترض ويقول إن حتى من أدوات نصب الفعل المضارع وهذا وهم فصل فيه النحاة واتفق فيه الكوفيون والبصريون معا... بداعي الحذف وبمبدأ مطرد تكلمنا عنه أعلاه فقوله تعالى مثلا ( قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجعٓ الينا موسى ) وقوله تعالى ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾
فقد يظن المتسرع أن حتى من نواصب الفعل المضارع والصواب كما اتفق النحاة أن حتى لا تنصب بذاتها الفعل المضارع وهناك حذف مؤداه ( حتى أنْ يرجع الينا موسى ) ( حتى أن يأتيك اليقين ) واختلفوا فقط في وجوب حذف أن من جوازه
ومثال ذلك قول أحدهم ( جئتك لتكرمني) فهذه اللام تعمل في الاسم فلا يمكن بالمبدأ أعلاه أن تعمل في الفعل فوقع الحذف تخفيفا والجملة هكذا ( جئتك لكي / لأن تكرمني )
يتبع بتفصيل
#أيوب_بن_حكيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟