أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر المصري محمد عكاشة -قَالَ-















المزيد.....

مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر المصري محمد عكاشة -قَالَ-


فاطمة شاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 8081 - 2024 / 8 / 26 - 13:31
المحور: الادب والفن
    


مقاربة نقدية لفاطمة شاوتي في نص الشاعر المصري "محمد عكاشة"



نص ليس لي علاقة بمنتِجِه، لكنه نص أثار انتباهي ؛لما يتضمنه من مفارقات استحثت ذائقتي النقدية ،كي أفتح النص على أسئلة تتمركز حول تيمة الجسد، الذي يقرأ الجسد انتقالا من الخاص إلى العام، بهدف تأسيس حوار حول مشروعية الكتابة بالجسد، لتوضيح قضية من القضايا التي يطرحها نص ما....
بهذا المدخل سيكون موقفي قابلا لرؤية مخالفة، تحاول أن تجعل النص /هذا منصَّةً حواريةً لقيمة النقد ،حين يعتمد معيارا شعريا لاعلاقة له بالصحبة والعلاقة الشخصية، نص اعتقدتُ أنه جدير بالقراءة ،ليس لأنه نص متميز ،بل لأنه نص جريء في مشهد ثقافي، يعيد نفس الطروحات بنفس الصيغ واللغة، فليكن هذا النص تجربة مغايرة!
تسمح بتأسيس ثقافة تقبل النقد والنقد المضاد/
الرأي والرأي المعاكس /...
فالكتابة ليست دوما خطًا مستقيمًا، بل هي خطوط متقاطعة قد تحقق الهدف وقد يختلُّ الهدف....
فشكرااا للذين يُدَمَقْرِطُونَ الثقافة،لايُشَخْصِنُونَها...
وشكرااا للشاعر فتح لنا بوابة مختلفة لتعدد الوجهات نظر...
إليكم النص /موضوع النقاش...

قال

ح س
صدري مدينة للنمل
وبطني زريبة لتربية الإبل
وقلبي مخدع لامرأة العزيز
ورأسي غرفة لنساء يقطعن أيديهن
كلما مر أعرابي من هنا

قالت نملة
الأنف للتهوية من أدخنة الحرب
والبلعوم بوابة لصد الأعداء
والقصبة الهوائية صافرة إنذار

ح س

ذراعاي صليب من عظام كلب
وأصابعي طلقات من بارود
وكفاي صكا غفران
وتحت إبطي أسراب نمل يهرع من أقدام الجنود

قالت نملة

الرئة اليمنى
غرفة للسلاح

ح س

كليتي اليمنى غرفة عمليات عسكرية
واليسرى لرسم الحدود
وأمعائي طريق ملتو لأبار النفط
وفتحة شرجي فوهة كهف في ليلة عاصفة
لا تنزاح عنه الصخرة أبدا

قالت نملة

الرئة اليسرى غرفة للبيض

ح س و
رجلاي قدما دابة
ترعى في حشائش الأرض
كلما رفست
تعد رفساتها الملائكة
وكلما
دهست بحافريها للكشف
عن ألغام لم تنفجر بعد
تنسى الملائكة أن تدون خطواتها

قالت نملة

الحاجز بين الصدر والبطن
إستراحة في الشتاء
ظهري حائط للمبكى
وجدار تعلق عليه النسوة
غسيل أطفالهن الرضع
يعلقن عليه تاريخ الغزوات
وصور جنود المقاومة

قالت نملة
عظام الصدر
مقبرة لشهداء النمل
ومقامات لأولياء الله

ح س و
ذكري سن فرجار مدبب
يرسم الدائرة كدوامة بحر
كي تفيض بأطفال للحجارة
يلف الأرض كتنورة صوفي حالم
ذكري ماسورة مدفع قديمة
يعلق عليه أطفال اللاجئين
حبل طويل ليتأرجحوا عليه كل صباح

ح س و م

الهيكل العظمي
وطن لكل حشرات الكون

محمد عكاشة
مصر

القراءة :

1_ في النص مورفولوجيا الجسد ،وفيزيولوجيا تجزيئية...
2_ النص يتمفصل عبر كلمة ح/س/و/م / فتشكل بنيةَ النص وعنوانَه؛ ونتيجتَه التي صيغت بلغة الشاعر
في آخر مقطع...(حسوم)
3 _ البناء السردي للنص ابتدأ بتقطيع مورفيمي،
صيغ ب :
ح
س
و
م
وهي لحظات مفصلية؛ لكل منها مضمون ينطلق من وحدة الجسد، لينتهيَ إلى وحدة فارغة على شكل كلمة :(حسوم)
شكلتْ نهايةً للنص وتركيباً لحروفه الأربعة ، وحمولةً فكرية ذاتَ دلالة رمزية ،تُحيلنا إلى واقع معين...
4 _ إسقاط تشريح الجسد الفردي على جسد جمْعي؛ كقراءة للعام من خلال الخاص بواسطة تقنية التقابل، بين الجسد كجسد له أعضاء ووظائف، تقوم بها هذه الأعضاء، وجسدٍ سياسي يمكن اعتباره رمزيا الجسدَ العربي..
5 _ نتيجة التقابل المورفولوجي أنه انتهى إلى كون الجسد فراغا مُجوَّفًا، شبَّههُ بهيكلٍ عظمي خالٍ من التفكير، منهكٍ بمشاعرَ تنِمُّ عن هشاشتِه وعاطفيتِه، وضعفِه ونُزوعِه الجِنْساني؛تُحرِّكه آليةٌ معقدةٌ تتحكمُ في كل مكوناته، إنها مقولة الكبْت، التي جعلته جسداً مستهلِكاً صورَه بدقة؛ منخورًا بفعل تلاشِيه في مقبرة النزوات،لاهمَّ له سوى حمولة طاغية من خلال عُقدة المرأة في مِخيال العقلية الذكورية، وسنجده قد ركزَ بكيفية صريحة وفجّة، لكنها بليغةٌ حدَّ الجرأةِ المبالغِ فيها، قد يستهْجِنُها الكثيرون حين وظَّف كلمةَ "ذكري" مرَّتيْن كدلالةٍ على عملية لاشعورية تُحيل إلى الإسْتمناءِ بمعانيها الشخصية؛ والسيكولوجية، والإجتماعية؛ والسياسية؛
ليصلَ إلى شخصية البْسِيكُوبَّاطْ،
أي الفُصامِ العربيِّ...
فهل تمكَّنَ الشاعرُ من رسمِ صورةِ الجسدِ العربي، بجسدٍ ما بكَيْفية ناجعةٍ، حقَّقتْ تعْريَّةً لواقع تَدَرَّنَ بمختلف الأزمات، واستهلكَتْه ظاهرةُ التخلفِ بكل مُثَبّطَاتِها الماضوِيةِ والراهنةِ بناءاً على أزمةِ الشخصيةِ العربية، كشخصية قَوْلَبتْها التنشئةُ الاجتماعية... ؟
،ساهمتْ وسائلُ التعليم من البيت إلى المدرسةِ فالجامعةِ ثم الاعلامِ بكل وسائله السمعية والبصرية، والقيمِ الأيديولوجيةِ، ومكتسباتِه من أرشيفِ التاريخ الجمْعي من معتقداتٍ وقيمٍ، دون مُساءلة أو نقدٍ، رسَّختْها التقنيةُ الرقميةُ، بأبشعِ صورِها دجَّنتِْ الشخصيةَ المرَضِيةَ، بنوع من التَّأْزيمِ الذاتي لتمركزِ العربي في ذاتِه، بنوعٍ من النرجسيةِ التاريخيةِ، عملتْ وسائلُ التثقيفِ الموروثِ على تحديدِ جغرافيا الجسدِ، الذي محْوَر عليه الرجلُ كلَّ رُؤاهُ...
هي قراءةٌ جنسيةٌ لواقعِ الهشاشةِ الجنسيةِ ،ورؤيةٌ ذكوريةٌ خلَّفَتْ نظرةً سلبيةً لمُقوِّمٍ أساسي، هو العقلُ الذي تسحقُه ضغوطاتُ الكبْتِ، تُحَوِّلُه مَسْخاً إيرُوتِيكياً يفقدُ كلَّ معانيه الإنسانيةِ...
بهذه الطريقةِ يقدمُ الشاعرُ تقطيعاً للنصِّ وفق حروفٍ رتَّبْتُها:
ح: حرف الحاء من خلال قال: كفعل مبني لقول غير محدد الهوية قد يعنيهِ، وقد لايعْنيه...
قال ح وليس حس :
حرف يمثلُ الجسدَ في جزئه الأعلى الصدر (مدينة)
تدل تأويليا كتلةً بشريةً في جغرافيا المكان الذي يشير إليه الشاعرُ...
والنملُ نُوظِّفُه للدلالةِ على الكثرةِ والنشاطِ الديموغرافِيِّ؛ والاستهلاكِيِّ والإنجابِيِّ؛
كثروةٍ بشريةٍ ورأسمالٍ رمزيٍّ، والنملُ صدرُ المساحةِ الجغرافيةِ، دَبيبٌ وحركةٌ، منتقلاً إلى البطْن كزريبة؛ وهو إحالة إلى "مزرعة الحيوان" كما شرحها "جورج أوريل". ..
جسدٌ أعلاه يُمثِّلُهُ الدَّبيبُ
والقلبُ مركزٌ حيويٌّ تشكَّلَ منه، مخدعُ ذواتِ الخُدور، وتوظيفُ زوجة العزيز كدلالةٍ سيميائيةٍ، تفسرُ لنا تصورَ الجسد كأنَّه أسِرَّةٌ وغرفُ نومٍ،
تتكثفُ الصورةُ ليصيرَ لاالقلبُ وحده؛ بل الرأسُ مركزُ الأفكار مجردَ اختزال للحَرَمْلَكِ؛ ولنساءٍ همُّهُن تَتَبُّعُ رجلٍ؛ افتتنَّ به لدرجة تقطيع أيديهن،
وكأن همَّ كل امرأة هو رجل يشكل هويتها.... فلاامرأة كاملة باستقلالها العقلي والإقتصادي، والإجتماعي، بل هي مُلْحَقة به حدَّ البلاهة والشرود...
وهو تفريغ للمرأة في تصور الحرف (ح) من أي فعل إلا هذا الرد الفعل الأخطر....
إفراغهن من التفكير...
وتمحور جلسات النساء حول الرجل....
الا أن الحرف ينتهي بقولة نملة دون ال التعريف....
ونملة ما هل تُشكل جماعة الناس المهمشين.. ؟
ولكنها نملة تكمل الكلام :
لتنتقل من رباعية الصدر والبطن والقلب والرأس..
إلى الوجه حيث الأنف والبلعوم والقصبة الهوائية، لكل هذه الأعضاء وظيفة في الجسد المجزإ، وهو تقطيع لم يُراعِ تَراتُبيةً ولاترتيباً لاأعرف دوافع هذه العشوائية في تكليف كل جزء من الجسد بوظيفة، وإن أعطى للنملة دورا في الحرب بوصفها الفاعل الأساسي في الصراع، والسؤال :
هل شكل الوجه مرآة الواقع من خلال أدوار ثلاثية..؟
تنقية الأجواء من آثار الحروب... (الأنف)
وصد العدوان (البلعوم)
وصفير الإنذار حالما يكون هجوم...؟
(القصبة الهوائية)
وكأنه يمثل وجه الصدارة الذي يكون جبهة المواجهة....
وفي الحرفين (ح س)
يصل التقطيع المورفولوجي وتشريحُ الجسد، إلى الذراعين والأصابعِ والكفين والإبْطِ،عملية نزول من الأعلى/ الوجه
قبلهما ابتدأ بالوسط الصدر والقلب والبطن والرأس و هو ترتيب تصاعدي /تنازلي يؤكد توظيفُه وعياً مُسْبقاً بهذه العشوائية، وكأنَّه يقول بأن الجسدَ السياسي؛ بناء عشوائي غيرُ مُمَنهجٍ؛ وغيرُمنظَّمٍ؛ يعتمد الإرتجالَ والصُّدفَ...
تُمثِّلُه هذه الفوضى في أسبقيةِ منطقةٍ على أخرى، في صورة نتعلٍَم منها أن سياسةَ السلام والإشاراتِ بالأصابعِ والتصفيقِ بالأكفِّ، وتسرُّبِ النملِ من أقدام الجنود...
فهل هو هجوم رمزي أم نقدٌ لسياسة التماطلِ العربي... ؟
رسالةٌ تعني أن السياسةَ تجعل الجسدَ في هذا الجزء مجردَ تابعٍ...
وينتهي بقول نملةٍ كلاَزِمَةٍ لكل حروف التقطيع النصِّي... بعودة ثانية إلى الصدر عبر رئة تتنفس الدمارَ والموتَ...
حواريةٌ تصل الحروف الثلاثة
( ح س و) حيث يقدم الشاعر دورَ الكِلْية اليمنى كغُرف التَّجنيد العسكري، واليُسرى ترسمُ الحدودَ وكأنَّنا في غرفة العمليات الاستراتيجيةِ لمخططٍ عسكريٍّ...
في قلعةٍ أو تكنةٍ عسكرية؛
لكنها تنتهي إلى فتحةٍ لايخرج منها سوى عواصفَ محتبسة في كهف، لايعرف مُجرياتِ الواقع، وبالتالي تشكِّل فتْحةً يتنفسُ منها الموت...
ذاك مصيرُ جسدٍ يصفُه محمد عكاشة تحت ضغط صخرةٍ، قد تشير إلى السيطرة والخضوع، وعدم القدرةِ على التحرر من قيودٍ تعتقل الإراداتِ..
ولكنَّها في قوْل نملةٍ مَا؛ تُمثِّلُ الرئةُ اليسرى مَبِيضاً....
فينتهي الفشلُ الكلَوِيُّ والرِّئوِيُّ إلى جسمٍ؛ قدماه لاتنتهيانِ إلى خُطَّة مُحْكَمةٍ، لأنَّ سياسةَ (الْفِيتُو) تجعلُ الرَّفْسَ والدَّهْسَ لاقيمةَ لهُما، ماداما لمْ يُحقِّقَا نتيجةً،
لا على مستوى الأرض والسماء، من خلال صورة لاَتَطابُقِيَّة، بين دور الملائكة في تدْوين هذه العملية، فهي لاتُحْتَسَبُ إذاكانت ضدَّ الإرهابِ،
وُتحتسَبُ في جنْي لقمة العيشِ...
كصورة سورياليةٍ ترسم للعبَث سياسةَ الأمر الواقع، في جسد أتْلف وظائفَه...
وبنفس حضورِ فعلِ نملةٍ في حوارٍ بين قال الفردُ وقال الكائنُ نملةٌ ما، يتمُّ خلْعُ الصورة عن الجسدِ، لتتجلَّى أفظعً معانيها حين تمَّ توظيفُ الظهْر، حائطَ مبْكَى تجعلُه النساءُ أيضا جداراً، ينشُرْن عليه غسيلَ الأطفال...
إشارةٌ واضحةٌ أنَّ للمرأةِوظيفةً ثابتةً (البكاءُ)
وقد سجَّل التاريخُ دموع الخنساءِ، ولم يسجلْ قوةَ النساءِ، لأن الجدار هذا وهو جدارٌ واهٍ يُعَلِّقْنَ عليه لاَصُورَهنَّ، بل صورَ رجالٍ مقاومينَ، لأن الشجاعةَ من قِيمِ الرجولة، أما البطولة فتكتفي النساءُ بتسجيلِها والزغردةِ، ولاتُسجِّلْنَ بطولاتٍ وانتصاراتِ نساء، كان لهُنَّ حضورٌ قويٌّ في التاريخِ، وهو تاريخٌ زاخرٌ بأسماءِ مُقاوماتٍ ومناضلاتٍ...
ذاكرةُ التاريخِ ذاكرةٌ ذكوريةٌ ،لاتُوقِّعُها النساءُ إلا بالدموعِ والزغاريدِ، وليسَ بالبطولاتِ وكأنَّ التاريخَ يصنعُه الرجالُ وحدَهُم....
بل تُحوِّلُ النملةُ الصدرَ مقبرةً للشهداءِ، وليس للشهيداتِ شاهدةُ قبرٍ بأسمائهِنَّ، وماأكثرَ شهيداتِ الحريةِ!
أقَلُّها شابةٌ عشرينيةٌ، قادت كَمِينا ضدَّ الصهاينة "دلال المغربي" بفلسطين و"سناء مْحَيْدْلِي" بلبنان وسياسياً في التاريخ القديم اسم "زنُّوبيا" و"السيدة الحرة"، بالمغرب وغيرُهنَّ كثيراتٌ...
ماأفظعَ جرائمَ التاريخِ!
والمقاماتُ لأولياءِ اللهِ فقط دون وليٌّاتٍ....حتى الولاءُ للهِ هو خصوصيةٌ ذكورية، من اختصاصِ الرجالِ...
والغزوُ غزوُ الفحولةِ لاالأنوثةِ.. ويتنَاسى التاريخُ أنَّ أسماءَ نساءٍ زيَّنْنَ جِباهَ الوصْل الإلهيِّ، ولاأقلَّ من ذلك إسمٌ مشهورٌ
"رابعة العدوية" و"فاطمة" كانت مُريدة ابن عربي في الفكر الصوفي بالمغرب ...
وأغربُ نتيجةٍ وإقصاءٌ متعَمَّدٌ في لاوعْيٍ ذكورِيٍّ؛ يسجنُ العقلَ العربي، حين يعتبرُ أنَّ التاريخَ عمليةٌ جنسيةٌ، وأنَّ فعلَ البطولةِ يصنعُه الذُّكُورُ بأعضائِهم التناسليةِ، وكأنَّهُ السيفُ والقلمُ يرسمُ انتصاراتٍ، بل ويصنعُ
(أطفالَ الحجارة) (وماسورةُ مدفع) للاَّجئين
يالِهَذا العضوِ الجبَّارِ وكأنَّه (شَمّشُونُ) الجبارُ وكأنَّه (نَيْرونْ) يحرق روما...
وتاريخُنا منذُ نقطةِ الفصلِ المأساوِي 1967 تاريخُ الهزائمِ المتتاليةِ وماتزالُ...
فكيف للشاعرِ أنْ يجعلَ التاريخَ يرسمُ وجْهَه، بمَنِيٍّ ويُسقِط من حساباتِه أنَّ هذه النطفةَ أنجبَتِ الخوَنةَ والجواسيسَ، والإرهابيينَ والقتلةَ، والمافياتِ الدينيةَ والسياسيةَ، والناهبينَ الثرواتِ، ومجرمِي الحروبِ، وسماسرةَ الدمِ ، وقراصنةَ الأرضِ والسماء، والمغتصبي الأرضَ والأطفالَ و، واللِّواطِيِّينَ
و كأَنَّ المَنيَ العربيَّ والفحولةَ العنْثَرِيَّةَ لاتنتجُ سوى الأبطالِ...
أيَّةُ بطولةٍ ونحن نحصدُ منذ الزمنِ القديمِ النكباتِ والخساراتِ والأزماتِ والتخلفَ..؟
وتدور الحلقةُ بنا وكأنَّنا ننتجُ تاريخَ الملائكةِ؛أمَّاالشياطينُ فتنتجُهُم دوراتٌ تاريخيةٌ للآخرِ غيرِ المسلمِ لأنَّنا :
"خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر"
مُخْرَجاتُ النصِّ رغم جرأتِه، ورغم أنَّه قرأ الجسدَ العربي السياسيَّ بالجسدِ المُفْردِ العربي، وقام بتشريحِه فإنَّه انتهى نهايةً مأساويةً...
التاريخُ لا يعيدُ نفسَه..
وقد لخَّصها (محمد عكاشة) في آخر مقطع :
العنوان:(حسوم) جمعَ الكلمة في (هيكلٍ عظميٍّ) لاروحَ ولادمَ ولاحياةَ فيه...
إنَّه تاريخُنا المُغْلقُ وصورتُنا الكَاريكَاتُورِيَّةُ التي جعلتِ الرأسَ العربيَّ، رأساً تُحرِّكُه دوافعُ الأسفلِ، وكأنَّه مقلوبٌ جسدُ الرجلِ العربي ،يفكرُ بأعضائِه التناسليةِ مفتخراً؛ بتاريخٍ كتبَه عضوٌ معيَّنٌ...
والنصُّ في تصَوُّرِي فضَحَ ماوراءَ العقلِ العربي، إنَّه يتحركُ بمِيكَانِيزْمَاتٍ مُتجذِّرَةٍ، تجعلُ الجنسَ ؛
لَا المعرفةَو الفكرَ والإقتصادَ ،
هيَ المُحرِّكُ للتاريخِ يصنعُ البشرَ ،ولكنْ هلْ يصنعُ الأبطالَ..؟
التاريخُ تصنعُه العقولُ لا (الذكور)
تلك نقطة قوة النص وضعفه معا...
فهلْ هو موقفُ الشاعرِ برؤيةٍ ذكوريةٍ تدافعُ عن النَّسَقِ العربي.. ؟
أمْ هلْ هو النصُّ /العُرْيُ والتَّعْرِيةُ لفضحِ ماوراءَ الظاهرِ البطولِي.. ؟
هل تعمَّدَ (محمد عكاشة) وهو يَسْتَقْرِئُ الجسدَ السياسيَّ بجسدٍ مَا، أنْ يسْخرَ من وضْعٍ فجٍّ ومُهْتَرِئٍ وهشٍّ يقودُه إستِمْناءٌ مُبَطَّنٌ...؟
جرأةُ الطرحِ رغم قساوتِه وصدمتِه، لاتُنْكَرُ رغم صعوباتِ تحديدِ معنى دورِ بعضِ التوظيفاتِ، إنَّها جرأةُ النصِّ الشِّعريِّ؛ ليقدِّمَ وضْعاً دْرَامَاتِيكِيًّا؛ لَمْ يَتَبَقَّ منه سوى الخراب...
بأنّه نصُّ الشُّبُهاتُ لكنَّه قويٌّ في طُرُوحاتِه، حسَب مرجعِيَّتي القِرائيةِ..
وكلُّ قراءةٍ تأويليةٍ هي مشروعُ فهمٍ لنصٍّ؛ وليستْ فهمًا كاملاً لكلِّ مَحاورِه من خلال (حسوم) ....
وماعلى النص الذي اتهَمْتُهُ بالفجِّ والوقِحِ الجرأةَ، والمشبعِ بجنس مفتعلٍ وبأطفالٍ ينتجهُمُ الفعلُ العُضوِي؛
_ هوَسَ الرجل العربي_ ولايُنتجهم العقلُ لأنه مُعَبَّأ بالنساء والكبْت، كإدانةٍ للعقلِ باعتباره عقيماً قادَهُ الهوسُ الإستمْنائِيُّ إلى تدْميرِه، هيكلاً عظمِيًّا مآلُ عالمِنا الراهنِ موطنُ الفسادِ؛ وبؤرةُ التخلفِ؛ والعنفِ بكل أشكاله...
ماعلى هذا النص سوى رفْع التهمة عنه، بأنه لايتبنَّى هذه التوصيفاتِ، ولكنَّه يكشفُ بتعْرِيَّةِ الجسدِ المُفْرد، جسدَنا العامَّ الذي أُصيبَ بشللٍ، وبأَعّطابِ التخلفِ الثقافِي الذي أعاقَ النهضةَ، منذ كانت بذرةَ حلُم صارتْ لُغْماً، لَمْ ينفجرْ إلاَّ ضدَّنا... فتذوَّقْنا مرارةَ الربيعِ وسلطةَ الفسادِ والطغيانِ، بأكثرِ تجَلِّياتِه ومظاهرِه من خلال ربيعٍ صار دَماً مُراقاً وجُثثاً بالآلافِ...
فهل هي بدايةٌ أم نهايةٌ ياهيكلَنا العظميَّ... ؟!
نخره سُوسُ الكبت المُزْمن...
وصار "وطناً لكل حشرات الكون " وماأدْراكَ ما(حشراتُ الكون)!
تحياتي للشاعر محمد عكاشة
شاعر اقتُرِحَ علي فالتزمتُ بقراءة، لعلَّنا نُؤسِّسُ لمِعْيار مختلفٍ أنْ نقرأَ نصًّا، قدْ يحتملُ تفسيراتٍ عدةً:
منها ما تعتمدُه وتتفقُ معه، ومنها التي تراهُ خطأً منحرفاً عن عاداتِنا الثقافيةِ...
لكنِّي ارتأَيْتُ المغامرةَ دون سابقِ معرفةٍ بَ مُنْتِجِ النص...
فقط انْعراجاتُ والتواءاتُ النص، قادتْنِي لِأُقَارِبَهُ من مَرجعيةٍ معارضة، لاتتفقُ مع الخلْفيةِالتي اعتمدَها، لكنْ تتفقُ مع الرؤيةِ الشعريةِ صياغةً...
فشكرااا لبادرة لاعلاقةَ لها بالثقافة المُجامِلة....
شكراااا للقراء وهم يُناوِرون النص بمُشاكسَاتِهم الفكريةِ:
مع / أوْضدٍَ/ ومع وضدَّ /
لننتهيَ إلى خلاصاتٍ تهيِّئُ لورْشة نقاشٍ حول توظيفِ الموروثِ في البنيةِ الشعريةِ:
بأية صيغةٍ.. ؟
بأية طريقةٍ.. ؟
َبأية رؤيةٍ.. ؟
وبأية أهدافٍ..؟
بين الثلاثيةِ الوظيفيةِ هل ينجحُ الشعرُ في دعْم ذائقتِه أمْ يُقَوِّضُ جمالَها.. ؟
هذه انتظاراتي وتحدياتي
فإليكم احترامي لكل نصوصِكم....



#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة فاطمة شاوتي في مقطع من نص الشاعرة السورية فيروز مخول - ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر المغربي مصطفى لفطيمي -نُبُوَّ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية نبيلة الوزاني -بِاس ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية نبيلة الوزاني -رِسَ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية نبيلة الوزّاني -تِل ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية ثورية الكور -أَحَدُ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية - فدوى الزياني -
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية نبيلة الوزاني -مَمْ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية نبيلة الوزّاني -جَا ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة التونسية مروى بديدة -يَارُوم ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر التونسي صابر محمد
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة التونسية سماح البوسفي -إِعْت ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر المصري -عصام نصر الله -
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المصرية أمينة عبدالله -أَكْر ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر المصري -رَجُلٌ أَرْبَعِينِي-
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي رجب الشيخ -أُنْثَى فِ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -كَانََ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -إِحْدَا ...
- قراءة. فاطمة شاوتي في نص الشاعرة السورية fawzia Ozdmir
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة السورية مريم مصطفى الأحمد -ا ...


المزيد.....




- تردد قناة بطوط الجديد على نايل سات وتابع أقوى أفلام الكرتون ...
- فرحى ولادك.. تردد قناة نيمو الجديد لمشاهدة أفلام الكرتون بجو ...
- -حياة الماعز-.. طالب البلوشي يرد على الانتقادات لمشاركته في ...
- الجزائر.. وزارة الثقافة تطلق منصة رقمية للتبليغ عن الفساد
- بين النظام والمعارضة.. القبيلة والسلطة في سوريا التاريخ والث ...
- ثبتها لطفلك وخليهم يستمتعوا بأجمل أفلام الكرتون.. تردد قناة ...
- فنان مصري قدير يحصل على جائزة ويصفها بـ-نهاية العمر-
- محب الدين الخطيب.. العقل الشرعي المؤسسي الفذ
- لا تفوتوا اغنية ممية.. حدثوا تردد قناة كراميش الآن واستمتعوا ...
- “الحـد الأدنـى للقبـول“ تنسيق الدبلومات الفنية 2024 وشروط ال ...


المزيد.....

- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة
- آليات التجريب في رواية "لو لم أعشقها" عند السيد حافظ / الربيع سعدون - حسان بن الصيد
- رنين المعول رؤى نقدية لافاق متنوعة ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- القناع في مسرحيتي الإعصار وكلكامش لطلال حسن -مقاربة في المكو ... / طلال حسن عبد الرحمن
- في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- (مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- كتاب نظرة للامام مذكرات ج1 / كاظم حسن سعيد
- البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- صليب باخوس العاشق / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر المصري محمد عكاشة -قَالَ-