أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مضر خليل عمر - التغييرات الاجتماعية والثقافية : العراق انموذحا















المزيد.....

التغييرات الاجتماعية والثقافية : العراق انموذحا


مضر خليل عمر

الحوار المتمدن-العدد: 8079 - 2024 / 8 / 24 - 15:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أ.د. مضر خليل عمر

التاريخ احداث جرت على المسرح الجغرافي ، بسببه ولاجله . فالمسرح الجغرافي هو من حدد الحدث من حيث نوعه وطبيعته واسبابه ونتائجه . فموضع العراق و موقعه خاصة ومنطقة المشرق العربي عامة مهم جدا دوليا عبر التاريخ ، لاسباب ذاتية (موضعه وما يحتويه من موارد مكتشفة وغير مكتشفة – طبيعية وبشرية ) ، ما تضم ارضه من كنوز الحضارة الانسانية – دينية وتاريخية وموضوعية . فنظرة سريعة على الصراع بين الشرق والغرب منذ بدء الحضارة الانسانية تشهد وتوثق طبيعة التنافس والصراع الدموي الحاد للسيطرة على هذه المنطقة ، صراع اقليمي و دولي .
ونظريات الجغرافيا السياسية اكدت على ذلك ، ولعل نظرية الارض القلب وما تبعها من نظريات مكملة في المنهج والمنظور ، و وعد بلفور واستحداث كيانات هزيلة في منطقة الشرق الاوسط بتدخل مباشر لدليل لا يقبل الشك على اهمية المنطقة عالميا ، والتخطيط للسيطرة عليها و للمدى البعيد . ونظرة سريعة على حدود (دولة العراق) وما جرى عليها من تعديلات مع دول الجوار (جميعا) كافية لتسليط الضوء على مدى الاطماع الاقليمية قبل الدولية . وفي الحقيقة ، يستوجب هذا الموضوع دراسة موضوعية معمقة من قبل الجامعات العراقية من النواحي القانونية و الاقتصادية و السياسية .
ولكل منافس في ساحة الصراع هذه له اسلوبه وطرقه الخاصة به للتغلغل والانتشار وايجاد موطئ قدم لتحقيق السيادة الكاملة على المنطقة . بعبارة اخرى ، حتى تنافس الوطنيين المحليين على السلطة لا يعكس فقط الاهداف والسبل التي يروها مناسبة لبناء وطن تتحقق فيه المبادئ ، بل قد ، يتضمن ذلك ويعكس مدى تغلغل الاطراف الخارجية وطول يدها في ادارة وتسيير الاحزاب والحركات والاحداث السياسية في المنطقة . وهنا تكمن الطامة الكبرى ، كيف يمكن فصل الزيت عن الماء ؟ الوطني عن الدعي الكذاب ؟ المؤمن من تاجر الدين ؟ من هذا المنطلق ، علينا تقليب صفحات التاريخ المعاصر بعقلية نقدية للاستدلال على اثارالاحداث السياسية اجتماعيا وثقافيا ، واقتصاديا . او ، على الاقل لنستوعب لماذا نحن الان في وضع لا نحسد عليه .
غالبا ما نناقش في لقاءاتنا الاجتماعية (وحتى الثقافية) ما آل اليه حال مجتمعنا ، ويعصرنا الالم عند مقارنة ما كان عليه وضع عوائلنا ومجتمعنا سابقا مع حال عوائلنا حاليا ، ناهيك عن حال المجتمع اجمالا ، والتعليم على وجه التحديد . وفي معظم الاحيان يترك تساؤل دون اجابة : الى اين المسير يا نور عيني .... (مع الاعتذار الى زهور حسين) ؟ علميا لتحليل الاوضاع لا يكتفى بالمقارنة بين فترتين زمنيتين ، في ما برز من ظواهر وسلوكيات وافكار ، بل تتبع مسارها الزمني وما رافق ذلك من ظروف وعوامل ، عسى ان يستشف نهاية المطاف ويؤشر .
لا يخفى على احد ان فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي ، و امتداد الظروف العامة (محليا واقليميا و دوليا) الى السبعينات قد تميزت بنشاط سياسي محموم ، فقد ظهر زعماء وقادة يبقى ذكرهم عبر التاريخ . ففي الوطن العربي كان جمال عبد الناصر و هواري بومدين ، و بورقيبة ونوري السعيد ، وعلى المستوى العالمي خروتشيف و كاسترو و تيتو و نهرو وماوتستونك وجون كنيدي . وفي الفكر القومي العربي ميشيل عفلق واكرم الحوراني ، و في النضال الماركسي فهد وبكداش وغيرهم .
وفي هذه المرحلة ايضا ، كانت الكتابات الفكرية والادبية في مستوى عال وبتدفق لا نظير له ، عالميا وعربيا . فكتابات نيتشه وارسكين كالدويل و هيكو و دستوفسكي والعقاد وخالد محمد خالد و شاكر مصطفى سليم والعديد غيرهم تملآ رفوف المكتبات ، التي كانت متخمة بدرر الفكر الانساني . وكان القارئ العربي متحفزا للقراءة بسبب الصراع الفكري – السياسي ، والنقاشات والحوارات قائمة في الشارع وفي المقهى وفي المؤسسات التعليمية والمنتديات الاجتماعية . واضافة الى الكتب (المؤلفة والمترجمة) كانت المجلات عديدة (اسبوعية وشهرية) والصحف منوعة الاتجاهات الفكرية والسياسية تذكي الفكر و تنير العقل وتشحذ الهمم . وقد كان هناك سياق الاشتراك شهريا في الصحف والمجلات لتصل الى ابواب بيوت المثقفين حال صدورها . وكانت مكتبة بعقوبة العامة (على سبيل المثال لا الحصر) مقرا لمنتدى شبابي ادبي ، وقد منعت التجمعات السياسية فيها . وكانت المقاهي مصنفة على اساس : سياسية ، لفرق رياضية ، و لعامة الناس . وكان المذياع يحرك الشارع يمينا ويسارا حسب ما ينقله من تصريحات قادة العالم و خطابات الزعماء و القادة السياسيين المحليين .
لقد كانت الاجواء مشحونة فكريا و نفسيا ، فالعقل (الفكر) و العاطفة (الحماس) متلازمان ومتصارعان في الوقت نفسه على الساحة العربية في هذه المرحلة . لقد كانت مرحلة ولادة وطفولة ، والى حد ما ، بداية نضج وتبلور فكري وسياسي في آن واحد . وينطبق هذا على الافراد والمجاميع المنخرطة في خضم الوضع السياسي المحلي والعربي والعالمي ، والكتل والاحزاب السياسية بدون استثناء . الكل يريد حرق المراحل ليوصف بالنضج بطريقة او باخرى . وقد كان (النضج) حينها يعني تملك زمام الامور وانقياد الاخرين صاغرين تحت قيادته لتحقيق مساعيه المعلنة وغير المعلنة .
في مثل هذه الاجواء الفكرية – العاطفية ، كان هناك من يصفق لكل من هب ودب ، ويسب ويشتم دون ان يعي لماذا . يضاف لهم المتصيدون من عملاء الاجهزة الامنية و المخابراتية الاجنبية الذين يحركون الشارع من خلف الستائر . فعفوية المواطن وتلقائيته كانت ميدان هذه الاجهزة لتديرها وتسخرها بما يحقق مصالح بلدانها واهدافها المرسومة مسبقا . وهنا اختلط الحابل بالنابل و ضاعت الكثير من الحقائق ، وتشوهت سمعة العديد من الوطنين و الشرفاء ، وتلطخت صورهم لا لسبب الا لانهم يقفون حجر عثرة امام تحقيق مصالح البعض وطموحاتهم غير المشروعة . ولعل عملية الانشقاقات في الاحزاب وظهور كتل وتنظيمات فرعية ، برزت حينها وما نشر عن اسباب ذلك (والتي في الغالب سحبت من المكتبات بوقت قياسي) خيردليل على ما ذكر آنفا .
بعبارة ادق ، في ظروف كهذه ، لم يعد بامكان المواطن الشريف ان يميز بين الحق والباطل ، بين الوطني حقا و ادعياء الوطنية . استكملت الحلقات تحكمها وسيطرتها بتدخل التيارات الدينية لتزيد من ضياع الحقيقة و سحب البساط من تحت اقدام الوطنيين الشرفاء باسم الطائفة و الدين . لقد حصر المواطن في دائرة التفتيش عن لقمة العيش و سد الرمق اليومي دون النظر الى من يعطيه كسرة الخبز هذه ولماذا يعطيه اياها مجانا وبمسميات منمقة منوعة . لقد جمد العقل عمدا واثيرت العاطفة بكل انواعها و مسمياتها واشكالها و مراميها (الشخصية والاجتماعية والسياسية) ، وهنا برزت (الطوطمية) بابشع صورها . لقد نظر لعامة الناس كقطيع يمكن تسييره بالاتجاه الذي يخدم الساسة (من الخارج قبل الداخل) و استغلاله للطعن وانهاء دور كل ما هو وطني ويخدم البلد ويبني مستقبله .
كيف تسنى لهم تحقيق ذلك ؟ الاجابة عنه يتطلب تسليط الضوء على التغيرات الاجتماعية – الثقافية – الحضارية خلال العقود الزمنية الماضية . ففي السياسة ليس هناك عشوائية ، ولكن هناك تخطيط دفين مسبق يعتمد استراتيجيات بعيدة المدى و تقنيات (تكتيكات – سياسات) مرحلية تصب في بعضها البعض لتحقيق الهدف النهائي و الرؤية المنشودة للمنطقة برمتها . وبالمقابل ، لم يكن للعراق (طيلة هذه الفترة) اية اطماع في اراض دول الجوار ، ولا نظرة مستقبلية لما سيكون عليه حال العراق خلال عقد او عقدين من الزمان (غياب كامل للاستراتيج السياسي و التخطيط التنموي البعيد المدى) . بل كانت هناك ردود افعال رسمية وشعبية و استجابات لضغوط خارجية لا اكثر .
خلال عقد خمسينيات القرن الماضي و اوائل الستينيات كان المجتمع العراقي مستقر اجتماعيا واقتصاديا ، وكانت المساكن منفتحة على نفسها (الحوش الداخلي) منغلقة على الخارج ، وكان الجيران يتبادلون الاحاديث و الماكل مع بعضهم البعض وكانهم عائلة ممتدة ، رغم الاختلاف المذهبي او الديني او القومي . كانت المحلة (الحي السكني) وحدة اجتماعية ، فيها الغني والفقير متعاونين وبتفاهم اخوي-انساني . كان الجيران حريصين على سمعة جارهم ومكانته الاجتماعية ، فالاعراض كانت محمية . وكان الخروج على القيم والاعراف الاجتماعية نادر و مرفوض ، ويطرد من السكن والحي السكني من يمارسه .
وبنشاط الاحزاب السياسية مع مطلع الستينات ، و التوجه الى بناء المنازل المنغلقة على نفسها (محاطة بحديقة او ممر) منفتحة على الخارج ، وبغياب دور الاب (العراق كهدف يوحد الاسرة – الاحزاب السياسية ) فقد تباعد ابناء الاسرة عن بعضهم البعض و ازدادت مساحة الفرقة بينهم . لقد اصبح لتحقيق اهداف الحزب اولوية مطلقة ، بعيدا عن الوطن والمواطنة ومستقبل العراق . وحلت العلاقات السياسية محل العلاقات الاجتماعية ، و توزعت الاراضي و بنيت الاحياء السكنية على اساس المهنة ، وبهذا ازداد التباين الاجتماعي – الاقتصادي . لقد اصبحت وحدة المجتمع واهدافه المشتركة في خبر كان ، ولعلها نذير شؤم وبداية للمرحلة الاولى في انهيار القيم الوطنية وتفتت المجتمع العراقي .
خلال عقد الخمسينيات كان للتعليم مكانة وهيبة ، دوام المدارس صباحي و مسائي (عدا يومي الاثنين والخميس) ، وكان للنشاط الكشفي و الرياضي و الفني دور مهم في تشكيل شخصية التلميذ والطالب . وكان للمعلم قيمة اجتماعية كبيرة ، وكان بامكان المعلم ان يقضي العطلة الصيفية في احدى دول الجوار او حتى اوربا . وكانت نقابة المعلمين تساعد في شراء سيارات معينة من خلال تكفلها المعلمين . وكانت جمعية نقابية المعلمين الاستهلاكية زاخرة بافضل السلع من مختلف المناشئ و ارقاها ، وتباع لاعضاء الجمعية باسعار معقولة جدا . كان التعليم والمعلم في ارقى ما وصل اليه . وكان خريجو كليات طب و هندسة بغداد يعتمد عليهم في دول العالم المختلفة ولا حاجة لايتم اختبارهم لغرض التعيين . وكانت نقابة المعلمين تنظم سفرات جماعية لمنتسبيها الى بريطانيا و فرنسا وبلغاريا و روسيا ومصر خلال عطلة نصف السنة الدراسية .
استمر حال التعليم على ما هو عليه خلال عقد السبعينات مع تداعي تدريجي بسبب زيادة اعداد الطلبة بحكم سياسة الزامية التعليم و عدم تناسب عدد مباني المدارس و سعاتها مع اعداد الطلبة ، فبدأت عملية دمج المدارس في مبنى واحد (ثنائي و ثلاثي في بعض الاحيان) ، وكان هذا على حساب الدروس التي عدت تكميلية (الرياضة والفنية) ، وعوضا عن الحركة الكشفية جاءت منظمة الطلائع . لقد اصبح عبئ التدريس ثقيلا على العديد من المدرسين ، واضحى التوجه الى الدروس الخصوصي متصاعدا اكثر بكثير مما كان عليه من قبل . وتفاقم الامر سوء خلال عقد الثمانيات بانشغال الاباء بالحرب وترك ادارة العائلة وتربية الابناء بيد الزوجات ، وكان لهذا اثر بين على الذكور من الابناء اكثر من الاناث .
وفي عقد التسعينات ، وقت الحصار الجائر ، نزلت القدرة الشرائية لراتب المعلم الى ادنى حد ، وتسارع العديد منهم لامتهان مهن اخرى مكملة للحفاظ على العائلة ومستواها المعيشي ، وقد باع العديد من المعلمين اثاث منزله الفائض عن الحاجة الاساسية ليسد رمق اسرته . واصبح مقبولا ان يقدم الطالب سيكارة لاستاذه ، وان يتجاذبا الحديث في شئون الحياة و مصاعبها ، وما يمكن الحديث عنه . وفي هذه الفترة عد مقبولا الانحراف القيمي بعد ان كان مرفوضا بالكامل سابقا . و اتسع الامر ليشمل الانحراف الاخلاقي العائلة باكملها ليصبح مهنة عائلية معترفا بها . فبهبوط قيمة المعلم سقط التعليم ، و بتردي التعليم تفشى الفساد ، وبانتشار الفساد انزوت القيم الاجتماعية جانبا لتترك الساحة للافاقين و صيادي الفرص من المضاربين وتجار السوق السوداء .
مهدت ظروف التسعينات الطريق لسقوط النظام عام 2003 ، وبسقوطه اصبح العراق ارضا خصبة متاحة لمن لديه نوايا سيئة (شخصية كانت ام رسمية) لينتقم و ليحقق طموحاته غير السوية والمرفوضة سابقا ، وهذا يشمل الافراد و الجماعات و الدول . وكانت الخطة محكمة حيث بدأت بحل الجيش والشرطة و استبدال القوانين بدستور غير سوي . وجاء على الدبابات الامريكية من يلبس (العمامة) ليتاجر ويتحكم باسم الطائفية ، بعد ان تم غسل الادمغة و تجميد العقول وانهاء كل ما يمكن ان يقف في طريق تسلطه ويحول دون قيامه بعمليات نهب وسلب و قتل ، وفوق ذلك كله ، تسهل له تنفيذ اجندة (التفليش) التي رسمت برامجها وخطواتها التتابعية في قاعات المخابرات الاجنبية والتي جند هو وغيره لتنفيذها طواعية .
اعتقد ان عملية التشبيه ضرورية لتوضيح وضع العراق (قبل 2003 و بعدها) ، فالعراق يمكن تشبيهه ببنت يافعة جميلة مات اهلها في حادث وتركوا لها مال قارون ، تسكن في حي شعبي ، جيرانها مطيرجية و عربنجية و بلطجية . جميعهم لهم اطماع في جسدها الترف و في ما تملكه من ثروة لا تقدر بثمن . كيف ستحمي شرفها و تصون ثروتها ؟ ثم هل المخطط انهاء العراق كدولة ؟ وهل بامكان دويلات الطوائف (الاقاليم) حماية نفسها ؟ و بناء دولة لها مكانتها وسمعتها بين جيرانها المشار اليهم انفا ؟

الخلاصة ،
اثمرت الظروف السابقة الى تغييرات جوهرية – جذرية في عقلية المجتمع وبنيته و ثقافته .
وللمقارنة ، وللتذكير ، اورد النقاط المبينة في ادناه ، وهي غيض من فيض :
- بعد ان كان الطالب يحترم المعلم ، اصبح المعلم يخاف من الطالب ، فلا يحاسبه (تجنبا للمشاكل العشائرية – الطائفية) ،
- بعد ان كان الطالب يعد راسبا في صفه اذا لم ينجح في ثلاث مواد فاكثر ويعيد السنة الدراسية ، الان يعيد الامتحان بثلاث محاولات حتى ولو كان راسبا بالمواد جميعا ، ويعفى من اجور الدراسة ،
- بعد ان كانت مساعدة الطالب محددة بخمس درجات تنقله من حالة الى اخرى وبالمواد غير الاختصاص حصريا ، اصبحت درجة النجاح طبقا للمساعدات تصل الى 30 درجة ، (يعني زحف دراسي – نجاح اجباري) ،
- بعد ان كان خريج المدرسة الابتدائية متمكن فعلا من قراءة الصحف اليومية و المجلات وكتابة الانشاء و النصوص الادبية ، طالب الجامعه الان عاجز عن كتابة الاسئلة التي ترد عليه في الامتحان ويطلبها مطبوعة ، اما ان الاملاء والقواعد فقد انتحر سيبوية بسببها منذ امد غير قصير ،
- بعد ان كانت المدرسة مركز اشعاع حضاري – قيمي اصبحت سوقا لترويج المخدرات ،
- بعد ان كان الجار قبل الدار تقربا والفة اصبح الجار مصدر خوف وقلق من الغدر والخيانة ،
- بعد ان كان تقديم الخدمات للمواطنين (البنى التحتية و المنافع العامة) اصبحت هذه الخدمات وغيرها حصرا على المناسبات الطائفية وعلى حساب عمل مؤسسات الدولة ومرافقها الخدمية ،
- بعد ان كانت اللياقة البدية للعسكر نموذجا يحتذى به ، اصبح العسكري في حال لا يدل عليه الا بدلته العسكرية ،
- بعد ان كان المدني يتجب الشجار مع العسكري ، تجاوزت حتى النساء على عسكريين برتب عالية ،
- بعد ان كان المدني يتجنب الشجار مع العسكري كي لا يتهم العسكري المدني بتمزيق قميصه ليتم سجنه و محاسبته ، اصبح العسكري وبرتب عالية يغسل ارجل من كان يحاربهم سابقا ،
- بعد ان كانت الاسرة تجتمع على الغداء و / او العشاء ، و تلتقي لمشاهدة المسلسلات والافلام اصبح الاكل انفرادي ، و(دليفري) في غالب الاحيان ، وكل واحد منهم ماسك بيده الهاتف النقال ليعيش في عالم اخر لا يعرفه اي من افراد اسرته ، فلا شيء يجمعهم الا سقف المنزل واسم العائلة ،
- بعد ان كانت المساكن لا تقل مساحتها عن 200 متر مربع ، تجزأ العديد منها لتضم مشتملات بمساحة 50 متر مربع ،
- بعد ان كانت الاسر تربي ابنائها في دارها وبرعايتها المباشرة لهم ، اصبحت تربي القطط والكلاب في بيتها وتترك ابنائها في الطرق والازقة ليربيهم تجار المخدرات ،
- بعد ان كانت الجرائم المخلة بالاسرة والابوة و الزنا بالمحارم نادرة و مرفوضة اصبحت منتشرة (نسبيا) ،
- بعد ان كانت المقاهي والنوادي الاجتماعية مكان لقاء اجتماعي – ثقافي ، اصبحت وكرا لتجار المخدرات و القمار و ممارسة البغاء ،
- بعد ان كان معيبا ان يتهم الشخص بالخيانة او السرقه او ممارسة الفجور ، اصبح الامر الان يذاع على الملآ (تلفاز و انترنيت) ، فالمبدأ السائد حاليا : ان لم تستحي فاعمل ما شئت ، وان لم تحاسب فاعمل ما اردت ،
- بعد ان كان هناك قانون واحد مطبق على الجميع اصبحت الان ثلاثة قوانين : الرسمي ، العشائري ، الطائفي (حيث ان بعض المسئولين يتجنب محاسبة من في معيته لانه تابع الى جهة اخرى) ،
- بعد ان كانت الاوامر الادارية تنفذ في يومها اصبح التمرد عليها معروفا عند بعض المسئولين في مواقع رئاسية ،
- بعد ان كان المواطن واثقا من نفسه مطمئنا من غده اصبح يشك في كل ما يقال ويكتب و يعلن من قبل المسئولين والصحافة والاعلام ،
- بعد ان كان العراق منتجا زراعيا وصناعيا ومصدرا لهما اصبح يستورد كل ما تنتجه دول الجوار ،
- بعد ان كان الدينار العراقي يساوي 3 -$- اصبح الدولار يساوي 1500 دينار عراقي ،

حسبنا الله ونعم الوكيل وهو ارحم الراحمين



#مضر_خليل_عمر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقييم نقدي لواقع التعليم الجامعي في العراق
- الجامعة والإبداع الفكري: أمراض تصيب الجامعة فتعيقها عن الإبد ...


المزيد.....




- زعيم مجموعة -تعبد- الشيطان حاولت إقامة قداس أسود.. إليكم ماذ ...
- تركيا في مفترق الطرق ـ ديموقراطية الشعب أم ديكتاتورية أردوغا ...
- في هذا السن نعاني من أكثر الأزمات النفسية حدّة.. لماذا؟
- وزير الإعلام السوداني: ولاية الخرطوم تحررت تماما من سيطرة ال ...
- بنما تشطب 107 سفن خاضعة للعقوبات من سجلها للملاحة البحرية
- زيلينسكي: لن نعترف بالمساعدات العسكرية الأميركية كقروض
- أطفال القدس.. حتى أسطح منازلهم لم تعد آمنة
- غزة بلا حماس.. حين تحل الكارثة
- القضاء يمنع إدارة ترامب من ترحيل مهاجرين ويعلق إغلاق إذاعة - ...
- -لن يقول لك وداعا-.. هل يقع الإنسان في حب الروبوت؟


المزيد.....

- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مضر خليل عمر - التغييرات الاجتماعية والثقافية : العراق انموذحا