من قتل لوركا؟/الغزالي الجبوري - ت: من الإسبانية أكد الجبوري

أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8077 - 2024 / 8 / 22 - 00:58
المحور: الادب والفن
    

- من قتل لوركا؟ فيلم وثائقي. يكشف عن عداء عائلي ربما أدى إلى إعدام الشاعر الإسباني -

باعتباره قصة أدبية، فإنه سيكون قراءة جيدة في حد ذاته. ولكن لغز جريمة القتل الحقيقية هذا أثار خيال وفضول الإسبان والعالم الأوسع لمدة 88 عامًا.

بعد أن غلفته السرية لعقود من الزمان، ظلت الإجابة على لغز من قتل الشاعر والكاتب المسرحي الأكثر شهرة في البلاد، فيديريكو جارسيا لوركا، بعيدة المنال. ولكن عشية الذكرى السبعين لإعدام الشاعر رمياً بالرصاص أمس، عُرض فيلم جديد يكشف لأول مرة عن هوية قاتليه.

ويزعم صناع الفيلم الوثائقي أن أفرادًا غيورين من عائلة من الطبقة المتوسطة في غرناطة، جنوب إسبانيا، ساعدوا في تنظيم فرق الموت التي أنهت حياة جارسيا لوركا، المتعاطف مع الجمهوريين.

ويزعمون أن هوراسيو وميغيل رولدان، أبناء عم غارسيا لوركا، هم من يقفون وراء القتل.

عُرض جزء آخر متصل. من الفيلم الوثائقي ("لوركا، البحر الهادئ". 2006)() في حفل تأبين بالقرب من غرناطة الليلة الماضية.

بعد أسابيع من بدء الحرب الأهلية الإسبانية، نفذت فرق الموت المتعاطفة مع انتفاضة الجنرال فرانسيسكو فرانكو (1892 - 1975)() عمليات إطلاق نار عشوائية على مئات الجمهوريين في جنوب إسبانيا.

تم التنديد بغارسيا لوركا باعتباره جمهوريًا وشيوعيًا ومثليًا جنسيًا. بعد يومين من اعتقاله، تم إطلاق النار عليه وألقيت جثته في مقبرة جماعية، وظل مكانها غير معروف لسنوات.

وفقًا للفيلم، الذي تم عرضه بالكامل، كانت جريمة القتل جزئيًا نتيجة لعداء عائلي. يقول إميليو رويز باراتشينا، صانع الفيلم الوثائقي، إن الأدلة الجديدة تشير إلى أن وفاة غارسيا لوركا كانت نتيجة لتنافسات عائلية مشتعلة.

كان بعض أفراد الأسرة غاضبين من النجاح الهائل الذي حققته مسرحيته "بيت برناردا ألبا"، التي تدور أحداثها حول سيدة أندلسية ظالمة، واعتبروا ذلك إهانة شخصية. كما كانت التعاطفات السياسية لأسرة غارسيا لوركا مع الحكومة الجمهورية متعارضة مع تعاطف آل رولدان، الذين أيدوا فرانكو.

لقد ساعدت مثلية الشاعر العلنية في تحديد مصيره. فالرجل الذي يزعم صناع البرنامج أنه أطلق النار على غارسيا لوركا، يُدعى خوان لويس تريسكاسترو ميدينا. ويقال إنه تباهى بأنه قتل غارسيا لوركا لأنه مثلي. ويقال إن تريسكاسترو صاح في إحدى الحانات في ليلة القتل: "لقد وضعت رصاصتين في مؤخرته لأنه مثلي!"

وقال ميغيل فرانسيسكو كاباليرو، مؤلف البحث الخاص بالفيلم، إن تريسكاسترو كان قريبًا بعيدًا دُفن في قبر العائلة.

ورغم التقدم السريع للقوات التي قادها فرانكو، إلا أن غارسيا لوركا سافر بعد انتفاضة يوليو/تموز 1936 من مدريد ليكون مع عائلته في الجنوب().

وحتى عندما اجتاحت قوات فرانكو غرناطة، رفض جارسيا لوركا محاولة العودة إلى خطوط الجمهوريين. وتعرض الشاعر للهجوم والإذلال من قبل القوات الموالية لفرانكو، لكنه نجا بحياته وسعى إلى مساعدة الأصدقاء المؤثرين للهروب.() كان غارسيا لوركا يختبئ في منزل أحد أصدقائه في غرناطة()، حيث علم بإعدام صهره خوسيه فرنانديز مونتيسينوس، الذي كان عمدة اشتراكيًا سابقًا(). وفي نفس اليوم تم اعتقاله ونقله إلى سجن في المدينة().

أخذت أنجلينا كوردوبيا، التي كانت تعمل لدى عائلة غارسيا لوركا، الطعام إلى السجن بعد يومين فقط ليُقال لها إن الشاعر لم يعد موجودًا: لقد تم نقله في الليلة السابقة لإطلاق النار عليه من قبل فرقة إطلاق النار القريبة.

كان موت غارسيا لوركا، الذي تشمل أعماله الشهيرة الأخرى مسرحية زفاف الدم وكتابه الشعري شاعر في نيويورك، موضوعًا مثيرًا للجدل في إسبانيا لعقود من الزمان().

جعلته تعاطفه السياسي على الفور شهيدًا للجمهوريين الذين هُزموا أثناء الحرب الأهلية.()

بعد ذلك، خلال دكتاتورية فرانكو، تم حظر أعماله. منذ وفاة إل كوديلو في عام 1975، كانت هناك عدد من المحاولات لاكتشاف من قتل أعظم كاتب مسرحي في إسبانيا ومكان دفنه. ولقد تعطلت هذه الجهود إلى حد كبير بسبب الرفض العنيد من جانب أسرة غارسيا لوركا للتعاون في الجهود الرامية إلى اكتشاف مصير قريبهم الشهير().

وقد تعقب المؤرخ الأيرلندي الإسباني وكاتب سيرة غارسيا لوركا إيان جيبسون رفاته إلى مقبرة جماعية تحت بستان زيتون بالقرب من غرناطة. ولكن الأسرة رفضت السماح بفتح القبر.

وقالت ابنة أخته لورا غارسيا لوركا: "إننا لن نكتشف حقائق جديدة تبرر أهميتها العنف الذي يرتكبه نبش القبور"().

ولكن أقارب اثنين من مصارعي الثيران الأناركيين ومعلم ترقد جثثهم في نفس المقبرة الجماعية مع غارسيا لوركا، يريدون التعرف على رفاتهم. ويعتقد كثيرون أن اكتشاف ما حدث حقاً لشخصية أدبية من مكانة غارسيا لوركا من شأنه أن يسلط الضوء على ثلاثين ألف ضحية أخرى من ضحايا فرق الموت التابعة لفرانكو، والذين يعتقد أنهم يرقدون في ما يصل إلى ثمانمائة مقبرة جماعية في مختلف أنحاء إسبانيا.()

قال السيد جيبسون أمس: "إنهم يقولون في كثير من الأحيان إن الدولة التي لا تتذكر ماضيها سوف تضطر إلى تكراره. وأود أن أؤكد على أن الشباب والكبار لابد وأن يتعلموا ما حدث حقاً (لغارسيا لوركا) حتى لا يتكرر ذلك أبداً"(). ولعل أسرة الشاعر قد ساعدت صناع الفيلم في إشارة إلى تراجعهم، حيث قدمت لهم مواد جديدة من الأرشيفات المحلية.

في الشهر الماضي، قدمت الحكومة الإسبانية قانوناً جديداً يكرم جميع ضحايا فرانكو. ويتضمن جزء من التشريع إعداد خريطة للبلاد توضح أماكن الراحة الأخيرة لأولئك الذين ألقيت جثثهم في مقابر جماعية أثناء الحرب الأهلية وفي فترة القمع التي تلت ذلك.

ستسمح هذه الخريطة الكئيبة للأقارب بتقديم احتراماتهم أخيراً لآبائهم وأجدادهم وأمهاتهم، الذين ظلت قبورهم مجهولة لسنوات. ()

وقد زعم حزب الشعب، المعارضة المحافظة في إسبانيا، أن القانون الجديد لن يؤدي إلا إلى إشعال الخلافات القديمة التي قسمت إسبانيا حتى خضعت لعملية انتقالية إلى الديمقراطية بعد وفاة فرانكو (في 20 نوفمبر 1975)().
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2024
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 8/21/24
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).

#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات