محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 8075 - 2024 / 8 / 20 - 07:27
المحور:
الادب والفن
الذكرى التاسعة لرحيل خالد الأسعد
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
اليوم يهمس التقويم،
صدى للذكرى،
العام التاسع من الغياب،
حيث يلقي الزمن عباءته الثقيلة
على أكتاف الأحياء.
صوت ياسر الحافظ،
يطن في مسامعي
كرجفة لطيفة في هواء المساء،
تخترق السكون،
"اسمك مرتبط بخالد -قال
لا أدري لماذا خطرت في بالي."
تشتعل شرارة في الغسق،
رباط الحزن المشترك،
خيوط الذكرى
محاكة في نسيج أرواحنا.
يقدم التعازي،
من أعماق قلبه،
ولكن ما الخسارة إن لم تكن مرآة،
تعكس أرواحنا اليتيمة؟
"لماذا لا نخلي ببئر العين دمعتين،" أتأمل،
"من أجل أولئك الذين سيرحلون غدا؟"
كما قال محمود درويش ذات مرة،
تتكشف قصة حب الوجود،
حيث الغياب هو الحبر
الذي نكتب به حياتنا.
هنا، في هدوء المساء،
نشرب من بئر الحزن،
نحتفي بالشهداء،
وخالد، الذي وقف شامخا،
غير منكسر تحت وطأة الطغيان،
الذي ترقص روحه في غبار
أرض تتذكر.
نحن تائهون،
على بعد آلاف الأميال من الوطن،
ولكن كل دمعة نذرفها
هي خطوة نحو الاستعادة،
تحية للأرواح الشجاعة
التي تجرأت على الحلم،
التي رسمت آمالها
على قماش اليأس.
مع غروب الشمس،
التي تلقي بظلالها الطويلة،
أفكر في القصص التي لم تُغنَّ،
والأصوات التي أُخرِجَت،
والضحكات التي خُمِسَت،
وفي هذا الصمت المقدس،
نصبح حاملي الذاكرة،
وأوصياء الحب،
وحراس الشعلة المتوهجة
التي أشعلها خالد.
في قلب الظلام،
نجد النور،
ومضة المرونة،
ووعد الغد،
وقصيدة للراحلين،
ففي كل نبضة قلب،
وفي كل اسم يُهمس به،
نعيش،
وشهادة على شجاعتهم،
وقصة حب الإنسانية،
والمنسوجة من خلال الخسارة،
والمخاطة بالأمل.
فلنجمع دموعنا،
ولنحتضن حزننا،
ولنقدم معا،
يا صديقي،
تعازينا الحارة،
ليس فقط لعائلة خالد،
بل وللعالم الذي بقي،
وللأرواح التي لم تعش بعد،
وللأحلام التي لم تولد بعد - في نسيج الزمن،
نحن جميعا خيوط،
متشابكة في هذا التصميم العظيم،
حيث ينتصر الحب على الموت،
وتسود الذاكرة إلى الأبد.
المصدر:
https://www.poemhunter.com/poem/ninth-anniversary-of-khaled-alasaad/Mohammad Yousef
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟