أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 314 – حرب جديدة في الشرق الأوسط - متى ولمن الغلبة؟















المزيد.....


طوفان الأقصى 314 – حرب جديدة في الشرق الأوسط - متى ولمن الغلبة؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8071 - 2024 / 8 / 16 - 07:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

رومان سكوموروخوف
كاتب صحفي روسي وخبير عسكري
بوابة Military Review بالروسية

11 أغسطس 2024

يتوقع كثيرون بالفعل أن تبدأ جولة جديدة من علاقات "الصداقة وحسن الجوار" بين إسرائيل وإيران قريباً جداً. وبصراحة، ومن دون أن أقف بشكل واضح إلى جانب إحدى الدول المشاركة في العركة المقبلة، سأشير إلى أن إسرائيل تفقد بشكل واضح سيطرتها على نفسها وعلى شواطئها.

بالطبع، هذه ليست شكوى ضد سكان أرض الميعاد، لا. إنها ادعاءات ضد أشخاص محددين يقومون بأشياء مجنونة بشكل واضح، ويحاولون لسبب ما بدء صراع على نطاق إقليمي. كبداية. وبعد ذلك، كما يقولون، حسبما ستسير الأمور.

ومع ذلك، وبالنظر إلى أن العلاقة بين إيران وإسرائيل سيتم التداول في أمورها فوق رؤوس الدول الأخرى، حيث ليس لديهما حدود مشتركة (سوريا ليست منطقة عازلة لشن الحروب، على الرغم من أن أحدأ لن يسأل الأسد؟) عاجلاً أم آجلاً (عاجلاً) سيتم جر الجميع إلى هذا الحوار الساخن. وفي مساحة صغيرة أنيقة، حيث توجد قناة السويس والخليج العربي، سيبدأ شيء مجهول لا يعلم احد بعواقبه بعيدة المدى.

وبالنظر إلى الكيفية التي بدأت بها بعض البورصات في التدهور، فسيكون ذلك قريبًا.

أولئك المتشائمون الذين قالوا في العام الماضي (هذا عندما نظم الفلسطينيون هجوم أكتوبر 2023 ضد الإسرائيليين) تبين أنهم على حق في أن هذا كله مجرد البداية.

بشكل عام، الصراع العربي الإسرائيلي هو صراع أبدي لا يتزعزع، ولا يمكن أن يتوقف، ولا يمكن أن يهدأ إلا لفترة من الوقت. كما تعلمون، مثل "الخث" في الصيف في ضواحي موسكو. ولكن أعطه القليل من التنفيس ويحدث حريق. (الخث هو البقايا المتعفنة للنباتات والحيوانات التي تتشكل في مادة خصبة في الظروف المشبعة بالمياه - المترجم).

الآن سيقول من يفهم أن إيران ليست دولة عربية. نعم هذا صحيح. هؤلاء هم الفرس. صحيح أنه، باستخدام مجهر إلكتروني لائق، حتى في جيناتهم الوراثية لن تجد حبًا لليهود. وما يعلنه القادة السياسيون في إيران بين الحين والآخر تجاه إسرائيل – يجعل القذافي يستريح في قبره!
لذلك، فإن اقتحام الكراهية العربية - الإسرائيلية التي تشتعل بهدوء في المنطقة من قبل رجال الحرس الثوري الشجعان أمر طبيعي، ولا حاجة للبنزين. هكذا يشتعل كل شيء.

لذا، بدأ الأمر برمته في أكتوبر من العام الماضي، عندما دخل مقاتلو حماس والمتعاطفون معهم إلى الأراضي الإسرائيلية ونفذوا هجوماً دمويا . لقد ذهل العالم كله، وحتى العالم العربي، مما كان يفعله هؤلاء المهاجمين بالناس، وبالتالي لم يتحدى أحد قرار إسرائيل بتنفيذ عملية عسكرية خاصة بها. كان من الواضح والمفهوم أنه من الضروري الرد، لأن "هؤلاء الناس يفهمون لغة واحدة فقط – لغة القوة".

سأؤكد بوضوح شديد أن غالبية العالم كانوا يتعاطفون مع إسرائيل، وأولئك الذين لم يتعاطفوا (لن نسميهم، فهذا شأنهم) كانوا على الأقل محايدين.

بشكل عام، يقول الكثيرون إن إسرائيل كانت تعتزم “استعادة النظام” في عام 2021. لقد واجهوا هناك مشاكل في السلطة، والحكومة في إسرائيل كان يمكن أن تنهار بسرعة كبيرة إذا لم يكن الناس راضين عنها... ونتنياهو، الذي كان الكرسي تحت قيادته مشتعلًا حقًا، أراد حلاً صغيرًا وسريعًا والحرب التي تجلب النصر. نعم، لا يزال هذا ينطبق حتى اليوم على الدول الصغيرة.

ولكن حينها لم ينجح الأمر، ثم تغيرت السلطة في الولايات المتحدة، وجاء بايدن. من الصعب الحديث عن رؤى (بمعنى كيف رأى بايدن، وليس ما حلم به كالعادة) للعلاقات العربية الإسرائيلية، لكن الرئيس الأميركي داس على الوضع ولم تبدأ العملية العسكرية الخاصة. وبعد ذلك طار نتنياهو من كرسيه.

لكنه سرعان ما عاد وبدأت الأوقات العصيبة مرة أخرى في إسرائيل. حاول نتنياهو أن يعيد تشكيل النظام القضائي على قياسه، فأراه اليهود "قبضة مع الإصبع الأوسط للخارج". وأكرر، والقراء الذين عاصروا ذلك لن يسمحوا لي بالكذب، إن الشعب في إسرائيل قادر على فعل الكثير. بمعرفتي عن حياتهم، سأقول إن شيئًا مثل أوكرانيا، عندما يُقبض على الناس في الشوارع ويُضربون، أمر مستبعد جدًا هناك. مثل هذه الحكومة لن تدوم طويلا.

ثم يأتي يوم 7 أكتوبر. وبطريقة ما، تتلاشى جميع الشكاوى ضد نتنياهو إلى الخلفية في مواجهة مأساة حقيقية. ويتلقى رئيس الوزراء ببساطة تفويضا مطلقا رائعا لأي إجراءات لتصحيح الوضع.

وبدأت "العملية العسكرية الخاصة" على الطراز الإسرائيلي. ولكن بعد ذلك سار كل شيء بشكل خاطئ للغاية. فمن ناحية، من الواضح أن مقاتلي حماس يتمركزون بشكل طبيعي في المباني السكنية، وأن هناك شبكة من الانفاق تحت الأرض تسمح للمسلحين بالكثير، وأنهم لا يستطيعون تلافي وقوع إصابات بين السكان المدنيين.

ونعم، لقد رأى العالم كله هؤلاء "الفلسطينيين" الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عامًا وهم يظهرون موقفهم تجاه اليهود. وكان الموقف تجاههم متبادلاً. لكن هناك شيء واحد هو العملية العسكرية لتدمير الإرهابيين، نعم، هذا أمر صعب للغاية، بلا شك، والشيء الآخر هو الهدم المنظم للمباني السكنية مع سكانها. والثاني هو بالضبط ما بدأته إسرائيل بجيشها.

وعندما بدأوا بنشر جميع أنواع المهام الإنسانية في قطاع غزة، بدا الكثيرون في حيرة من امرهم. وانقلبت الامور راسا على عقب – بدأت إسرائيل بالفعل تفقد الحلفاء، وبدأت فلسطين، التي يبدو أنها لا تملك أي حلفاء تقريبا، في الحصول على حلفاء. وبالمناسبة، في جميع أنحاء العالم. ليس على الفور، وليس بشكل صريح، لكن بدأ الكثيرون في التساؤل: لماذا يوجد مثل هذا الفارق الكبير بين إسرائيل وروسيا، التي لديها أيضًا عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا؟

الأمر بسيط: إسرائيل تدمر كل شيء في غزة، لكنها تفعل ذلك بطريقة "ديمقراطية" للغاية وتحترم جميع حقوق من تهاجمهم. وكأن هذا يسهل على من مات. لكن الكثير من الناس بدأوا يفهمون الفرق.

إن ما تبدو عليه روسيا - ليس هنا على الإطلاق، ولكن هذا ما تبدو عليه إسرائيل، حيث تدمر مريعاً سكنيا تلو الآخر على الرغم من، وحتى في ضوء، دعم الشخصيات النازية العلنية في أوكرانيا...
لا، بالطبع، نحن لا نتحدث عن شعب إسرائيل بأكمله، فنحن نتحدث عن أفراد محددين للغاية من بين أولئك الذين يحكمون البلاد ويعطون الأوامر. وهذا ليس نفس الشيء.

كان نتنياهو بحاجة إلى النصر. نعم، هذا النصر ذاته الذي يعتمد عليه كل شيء - وهو دعم شعبه وحلفائه والمجتمع الدولي. لكن لسبب ما، تعثر نفس الجيش الإسرائيلي بصراحة ولم يتمكن من السيطرة على شريط من الأرض تبلغ مساحته 8 × 40 كيلومترا. عشرة أشهر – ولا شيء.

وفي الوقت نفسه، هناك شيء نحن على دراية به أيضًا. إنه يسمى "التضامن الإسلامي". والأخوة الروحية في الإسلام بالنسبة لهذا الجزء من سكان العالم تعني في كثير من الأحيان أكثر من أي شيء آخر. تحدثت العام الماضي مع باكستانيين، واشتريت كاميرا جديدة من متجرهم، وسألتهم بشكل خاص. لذا، فإن الهندي، الذي يشبههم وراثيًا تمامًا، هو عدوهم، لأنه كافر . والفارسي من إيران - أخ لأنه على نفس الإيمان. هكذا يفكرون هناك.

التضامن الإسلامي – نعم، إنه أمر مهم. إنه كبير جدًا، انه عالم. وهناك من يتعاطف بشدة مع الفلسطينيين أو من يكره اليهود بشدة. الأمور مختلفة بشكل عام، لكن الناس مختلفون أيضًا.

لكن الدعم في الغرب ليس جيدًا إلى حدٍ ما. بايدن – إنه غائب عن الوعي، وهل سيكون ترامب قادرا على إنقاذ إسرائيل ويقوم بذلك، فهذه ليست حقيقة، وقد قالت هاريس بالفعل إنها لا تحب ما يحدث في غزة.

إذن العالم الإسلامي.. ماذا فعل الحوثيون؟ ما قيمة كل هذا الحديث عن "الفلسطينيين في النعال" الذين كانوا يسحقون الجيش الإسرائيلي مقارنة بالقوات التي كان يجب حشدها لتهدئة الحوثيين؟ لا أعرف ماذا يرتدون هناك، ربما زعانف، لا يهم. المهم أن مليارات الدولارات طارت، لكن الحوثيين لم يتم القضاء عليهم على الإطلاق. ولن يستطيعوا ذلك، هذا كل شيء، فقد تفرقت سفن التحالف لتلعق الجراح المالية الناجمة عن إطلاق الصواريخ الحوثية والطائرات بدون طيار.

في1 أبريل إسرائيل تهاجم القنصلية الإيرانية في دمشق. هذه هي سوريا، أي دولة ثالثة لا علاقة لها بالمواجهة الإيرانية الإسرائيلية. قُتل المستشارون العسكريون الإيرانيون، الذين دعتهم سوريا رسميًا. وهنا بدأت العديد من التساؤلات، لأن الوضع، بعبارة ملطفة، تجاوز نطاق الصراع الثنائي.

لقد فكرت طهران وحسبت لمدة أسبوعين، وفي 13 أبريل/نيسان ردت. يجب أن أقول إن العالم كله إنتظر ذلك العرض بفارغ الصبر. من ناحية – أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار إيرانية، ومن ناحية أخرى - يتم تسخير القوات المشتركة لإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا والأردن وأي شخص آخر لصالح إسرائيل. لقد دافعوا معًا عمليًا عن ذلك، لكن يا إلهي، اعترف الجميع أنهم أهدروا الكثير من المال من أجل هذا. ووصلت الصواريخ الإيرانية الرئيسية التي اعتمدت عليها إلى أهدافها.

في 27 يوليو/تموز، تم إطلاق قذيفة من لبنان، مما أسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة أكثر من 30 مراهقًا في ملعب على مرتفعات الجولان. وبالمناسبة، حزب الله لم يتحمل المسؤولية، لكن لم يسأل أحد عن التفاصيل. لقد وصل الجواب. وهذا أمر طبيعي بالنسبة لموقف يتكأ على القوة في هذا العالم، ولم يتفاجأ أحد: إسرائيل ترد دائما على الضربة بالضربة. كلاسيكي.

رداً على ذلك، قصفوا لبنان، لكن يبدو أنهم لم يحققوا أي نتيجة.

ولكن بعد ذلك تبدأ المتعة. في 31 يوليو/تموز، إسرائيل تغتال هنية في طهران. وهنا تأتي الغرابة بكامل قوتها، إذ تمت إزالة هنية إما بقنبلة مزروعة، أو بـ«صاروخ قصير المدى». هذا، كما أفهمه، كان صاروخا عاديًا مضادا للدبابات. أي أن هناك هجوماً إرهابياً غبياً!

لماذا الأغبى؟ لأن هنية لم يكن رجلاً عسكريًا فحسب، بل كان شخصية سياسية علنية، نعم، أحد قادة جماعة مناهضة لإسرائيل، لكن حقيقة مقتله لم تغير شيئًا، بل على العكس تمامًا: احتشد معارضو إسرائيل، كما هو الحال عادة. ودُفن هنية في قطر وكأنه واحد منها، وهو ما يقول الكثير لمن لديه فكرة عن ماهية قطر.

ولكن بعد ذلك، تعلن تركيا، الدولة العضو في الناتو والتي تمتلك الجيش الثاني في الكتلة، على لسان الزعيم أردوغان، أنها لا تحب سياسة إسرائيل هذه. وأن الأتراك، إذا لزم الأمر، سيدخلون إسرائيل، تمامًا كما دخلوا ليبيا وناغورنو كاراباخ.

اسمحوا لي أن أذكركم وأوضح: كان هناك مدربون أتراك في الجيش الأذربيجاني، نعم، لكن الاختلافات بين الأذربيجاني والتركي أقل من الاختلافات بين الروسي والبيلاروسي.

بالمناسبة، قامت الصين أيضًا بلف شارب تنينها. الصينيون بشكل عام هم أصحاب قواعد ومبادئ، ويبدو أن ما بدأ الإسرائيليون بفعله لا يثير استحسانهم. وتوقيع قيادات حماس وفتح على المصالحة في بكين خير دليل على ذلك. وهذه المصالحة لم تصل بعد إلى إسرائيل.

نعود إلى طهران. هنية الذي ساءت بسببه الأمور، لم يكن قائداً ميدانياً أو عاملاً سياسياً على الطريقة الإيرانية. لقد كان، مرة أخرى، سياسيًا تفاوض على وقف إطلاق النار بين الأطراف في غزة. العملية معقدة وعصبية، لكن يبدو أن حماس بدأت تلين وتتحدث عن وقف إطلاق النار والهدنة وما إلى ذلك. وبطبيعة الحال، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.

وهنا إليكم ما يلي. كما تعلمون، لو كان هنية على الجانب الآخر، لكان كل شيء واضحا بطريقة او أخرى. لكن من الواضح أن الجيش الإسرائيلي يفقد السيطرة، وستكون المفاوضات مفيدة للغاية بالنسبة له. إلا أن مقتل هنية على يد مختصين إسرائيليين دليل على أن إسرائيل لا تحتاج فعلاً إلى المفاوضات. يمكن هدم المباني السكنية باستخدام F-35 وبدون مفاوضات، هل توافقون على ذلك؟

بالإضافة إلى ذلك، ليس فقط في الصحافة الإسرائيلية، ولكن أيضًا في الصحافة الغربية، فقد تم بالفعل الإشارة إلى أن حماس قد ضعفت أكثر قليلاً - وانتهى الأمر. حسنًا، تمامًا كما كتبوا عن داعش، تم تدمير كل شيء (المرة الثانية والثالثة)، وفي المستقبل سيكون هناك سلام وهدوء.

بشكل عام، السيناريو مألوف، أليس كذلك؟

ولكن دعونا ننظر من خلال عيون هؤلاء المستشارين القدامى: من المستفيد من مثل هذا الشيء؟ ففي نهاية المطاف، كل حالة طوارئ لها اسم أول وأخير، كما كان يقول لازار كاغانوفيتش، الذي كان يعرف الكثير عن الحوادث.

والشيء الأكثر فائدة هو انهيار المفاوضات والجمود العسكري- أمر غريب بالنسبة للسيد نتنياهو! فبالنسبة له، سيتم اعتبار وقف إطلاق النار وانسحاب قواته بمثابة هزيمة! ما هو هدف فريق نتنياهو؟ القضاء على حماس. تصفية، ولكن ليس توقيع مثل هذه الوثائق مع حماس، والتي بموجبها خرجت الحركة منتصرة عمليا. وسيكون هذا بمثابة الموت السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي.

ومن هنا جاءت التصريحات الصاخبة بأن "جيش الدفاع يمكنه، إذا لزم الأمر، دخول الأراضي اللبنانية مرة أخرى، إلى الجزء الجنوبي، من أجل التعامل مع حزب الله هناك. هو أكثر تنظيماً وتزوده إيران، أي أنه أفضل تسليحاً من حماس. لكننا بحاجة للفوز، ويتم عمل الكثير من أجل هذا". الإسرائيليون يضربون المناطق السكنية في غزة، وجنود القوات الأوكرانية لسبب ما يتطفلون على منطقة كورسك في روسيا. كل ذلك من أجل الدعاية.

ولكن ما هو التأثير الذي قد يحدث اليوم نتيجة لضرب البعثات الدبلوماسية على أراضي دول أخرى ذات سيادة؟ ومن الواضح أن العالم منظم بطريقة تمكن إسرائيل من الإفلات من العقاب في الوقت الحالي. ولكن هذا هو الحال – في الوقت الراهن.

دعونا نتخيل للحظة حدوث موقف حيث ضربت طائرة روسية من طراز X-101 السفارة الأوكرانية في مولدوفا أو تبليسي. على سبيل المثال فقط، حسنًا، دعونا لا نتطرق إلى دولة عضو في الناتو، فمن الواضح ما سيحدث حينها. لكن هذه دولة ثالثة. وماذا بعد ذلك؟ نعم، كل شيء متوقع: ستنهض الأمم المتحدة، وسيجتمع مجلس الأمن، وسيعترفون بالتأكيد بهذا باعتباره عملاً إرهابياً. هذا هو الحد الأدنى. ماذا بعد؟ ومن ثم، فمن المحتمل أن يدينوك ويفرضوا عليك عقوبات.

وستكون هذه ممارسة عادية ومتوقعة. حتى الأدلة الخاصة غير مطلوبة، كما هو الحال مع مستشفى الاطفال في كييف. ولكن هل هذا الوضع ممكن بالنسبة لإسرائيل؟ من الواضح لا. في الوقت الحالي، هذا البلد قادر حقًا على القيام بأشياء لم يحلم بها الآخرون أبدًا. من الواضح أن السؤال الثاني هو لماذا، لأن الولايات المتحدة تسمح له القيام بذلك.

لكن إسرائيل اليوم تفقد تدريجيا الدعم في العالم. ومن الواضح أنه طالما استمر دعم الولايات المتحدة وبريطانيا، يمكننا أن نأمل ألا تقوم تركيا وتفعل ما كان أردوغان يلمح إليه. ولكن كلما قل عدد الدول التي تشجع ما تفعله إسرائيل، كلما أصبحت أيدي إيران أكثر حرية، والتي لم تخرج تدريجياً من أزمة عزلتها فحسب، بل بدأت أيضاً في اكتساب نقاط على الساحة السياسية في منطقتها.

هل ترد إيران على مقتل هنية؟ بالتأكيد. والسؤال الوحيد هو متى وبأي قوة.

متى – يمكنك محاولة التنبؤ. نظرًا لعدم القيام بأي شيء هناك على الفور، فإن الفرس أشخاص دقيقون تمامًا، وهناك رأي مفاده أن الإجابة ستحدث في 12 أو 13 أغسطس. لماذا؟ الأمر بسيط: يقع يوم الحداد تيشا بآف في هذه التواريخ.

في مثل هذا اليوم من تاريخ الشعب اليهودي القديم، حدث الكثير، لكن كل الأحداث كانت أكثر من حزينة:
- اثنا عشر جاسوسًا أرسلهم موسى لمراقبة أرض كنعان، عادوا من مهمتهم وأعطوا صفات سلبية لشعب تلك الأرض، فعوقبوا من فوق. لكن هذه حكايات الكتاب المقدس حقيقية.

- في عام 586 قبل الميلاد، دمر نبوخذ نصر الهيكل الأول الذي بناه سليمان.
- في عام 70م، هدم الرومان الهيكل الثاني، إيذانا ببداية طرد اليهود من الأراضي المقدسة.
- في عام 135، سحق الرومان تمرد بار كوخبا، وقتلوا أكثر من نصف مليون يهودي ودمروا مدينة بيتار.

إنها قصة طويلة، وفيها الكثير من الحزن. لكن الأمر الأكثر حزناً هو أن الإسرائيليين أصبحوا اليوم مثل أولئك الذين "اضطهدوهم" قبل ألفي عام.

وإذا نظمت إيران في هذا اليوم شيئاً يصنع عهداً جديداً، فنعم، سيكون لهذا معنى معين. وكثيرون يتحدثون عن ذلك، لكن هناك معلومات أيضاً من إسرائيل بأن اختبار الدفاعات الجوية مستمر، خاصة على الجانب اللبناني، والحديث عن ضربة وقائية بدأ بالفعل.

هذا هو المكان الذي يصبح فيه الأمر مثيرًا للاهتمام. سأحاول أن أضع الوضع بشكل مختلف، في الاتجاه المعاكس: "هناك، في إيران، يخططون لشيء سيئ في اتجاهنا (يقول الإسرائيلي). دعونا نضرب بشكل استباقي قبل أن يضربونا؟ من غير المقبول أن تهاجم إيران إسرائيل، أليس كذلك؟ أو يردوا؟ على حقيقة أننا قتلنا هنية؟ ولكن هذ خطأ؟ نحن نقتل من نريد. لذلك، دعونا نستعد لضربة استباقية".

الآن ستكون المقارنة على ما يرام، ولكن هناك شخصية تاريخية منتفخة حلمت أيضًا بالتعرض للهجوم. وبدا أيضًا أنه يقوم بتحريك قواته بشكل استباقي عبر الحدود. حدث هذا في 22 يونيو 1941. كان كل شيء إستباقيا للغاية... لكنه انتهى تاريخيًا بشكل عادل تمامًا. (الإشارة إلى الهجوم المباغت لهتلر على الإتحاد السوفياتي – المترجم).

بشكل عام، مع ضربة وقائية لإيران، كل شيء غامض للغاية.

بالمناسبة، في الولايات المتحدة تعاملوا مع الوضع بتفهم واحترام. أرسلوا مجموعة من حاملات الطائرات للتسكع في المنطقة المحيطة. أي أن التهديد الإيراني يتم تقييمه على محمل الجد، وإلا فلا فائدة من إرسال قطيع آخر من السفن؟

بشكل عام، يبدو كل شيء متوتراً للغاية، ما عدا استثناء "واحد": الرجال الإسرائيليون المثيرون من فريق نتنياهو، الذين يحتاجون حقاً إلى الاحتفاظ بمنصبه، يتفرقون. إن بقية العالم لا تحتاج إلى حرب في منطقة الخليج، وأنا على يقين من أن الدول التي يعتمد عليها ذلك ولو قليلاً ستبذل قصارى جهدها لضمان خروج الجولة التالية من الصراع دون اشتعالها. ببساطة لأنه من النزال المحلي بين إيران وإسرائيل إلى حرب عالمية ثالثة "ساخنة" (وهذا يعني أن إسرائيل لا تمتلك أسلحة نووية، لكنها ستستخدمها إذا ضغطت عليها حقا) لن يكون هناك الكثير مما يمكن فعله.

الجيش الإسرائيلي، الأنيق من حيث المعدات والتدريب، تبين أنه ليس أنيقا جدا عندما يختبر في المعركة، لكننا في مثل هذا الوقت – زمن خيبة الأمل في العالم. ولذلك، فإن اللحظة "عندما تأتي" قد تأتي في وقت أبكر بكثير مما يريده العالم.

ما أتحدث عنه هو أن العالم لا يحتاج إلى هذه الحروب على الأقل.

لذلك، حاولت العديد من الدول، الولايات المتحدة والأردن والسعودية، إقناع إيران بعدم الانجراف بالكامل، ولكن للأسف، ردت طهران بمعنى أنها لا تهتم بالعواقب، فالمبدأ هو الأهم.

أي أنهم سوف يضربون.
££
وهناك تقارير من مصادر مختلفة تفيد بأن طهران تخطط لشن موجات من الهجمات على مدى عدة أيام. لكن هذه تكهنات، وطهران تعرف كيف تحافظ على أسرارها. ومع ذلك، لا ينبغي استبعاد مثل هذه العملية أيضا. وتمتلك إيران الموارد اللازمة للقيام بذلك.

لقد بدأ العد التنازلي، والسؤال الوحيد هو أي يوم سيصبح نقطة البداية. بالطبع، أود حقًا أن يثبت لي أنني مخطئ، وسيكون من الممكن إطفاء الصراع، لكن شيئًا ما يخبرني أنه لا، لن يتم إخماده. وستبدأ إيران عمليتها الخاصة ضد إسرائيل. ولكن من ناحية أخرى، فإن جوهرً الأمر: في الواقع، لقد بالغ نتنياهو في ألاعيبه السياسية والعسكرية، وهو بالتأكيد يحتاج إلى حمام بارد. ومع ذلك، فإن هذا الحمام البارد للسياسي سوف يرتبط بضربات ساخنة للغاية لسكان إسرائيل، والتي لن تضيف له رصيدا إيجابيا أيضا.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة مع المؤرخ سيرغي بيريسليغين* - حول معركة كورسك
- ألكسندر دوغين – الحرب وحدها هي التي تحدد من يكون ومن لا يكون
- طوفان الأقصى 313 – مع اقتراب شبح الحرب في الشرق الأوسط، تجدد ...
- كورسك – إحتمالات، إحتمالات، إحتمالات...
- طوفان الأقصى 312 – إسرائيل وحزب الله وتعدد الأصوات اللبنانية ...
- طوفان الأقصى 311 – لماذا يريد الجميع التخلص من نتنياهو؟
- روسيا - أزمة كورسك العملياتية – يجب العمل على معالجة الأخطاء ...
- طوفان الأقصى 310 – هل تصمد إيران في وجه حرب الإعلام المفتوحة ...
- ألكسندر دوغين – يكرر مقولة ابن المقفع – -من أمن العقوبة أساء ...
- طوفان الأقصى 309 – الحرب الكبرى في الشرق الأوسط مفتوحة على ك ...
- بصراحة حول الهجوم الأوكراني على الأراضي الروسية - قوات النخب ...
- طوفان الأقصى 308 – كيتلين جونستون – أين تكمن العقدة في الصرا ...
- ألكسندر دوغين – قواعد الحرب
- الجيش الاوكراني يخترق الحدود الروسية – كيف ومتى ولماذا؟
- طوفان الأقصى 307 - في الولايات المتحدة أصوات تحث إسرائيل على ...
- طوفان الأقصى 306 - لماذا طار مبعوث بوتين بالفعل إلى إيران؟
- طوفان الأقصى 305 – من يخلف هنية في زعامة حماس؟
- طوفان الأقصى 304 – إغتيال هنية وشكر في الصحافة الروسية - ملف ...
- طوفان الأقصى 303 – إغتيال هنية وشكر في الصحافة الروسية - ملف ...
- طوفان الأقصى 302 - اغتيال هنية وشكر في الصحافة الروسية - ملف ...


المزيد.....




- ملايين الأطنان من الأنقاض والبقايا البشرية -تُعقد- إعادة إعم ...
- علاء الدينوف: أحبطنا محاولات قوات كييف للتقدم في كورسك ودمرن ...
- -واشنطن بوست- تكشف شهادات قوات كييف بشأن محاولة مهاجمة مقاطع ...
- الولايات المتحدة تعدّ لإيران ما استطاعت من قوة لترهيبها
- أسير أوكراني يؤكد وجود خبراء غربيين يساعدون قوات كييف في هجو ...
- مسؤول ليبي: السيول جرفت منطقة تهالة بالكامل (فيديو+ صور)
- متزعم Los Killers الإجرامية وصديقته في قبضة سلطات الهجرة الأ ...
- فيديو جديد لمسيّرة -لانسيت- الروسية تدمّر دبابات ومدرعات كيي ...
- اكتشاف -مفتاح تحفيز النشاط- في الجسم!
- حسين سلامي.. متطوع قادته الحرب العراقية الإيرانية إلى هرم ال ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 314 – حرب جديدة في الشرق الأوسط - متى ولمن الغلبة؟