أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - الذكاء الاصطناعي لا يصل إلى نكهة القهوة














المزيد.....

الذكاء الاصطناعي لا يصل إلى نكهة القهوة


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8061 - 2024 / 8 / 6 - 16:47
المحور: الادب والفن
    


لا يصيب احتساء حوالي ملياري كوب يوميًا من القهوة في العالم، هذا المشروب الساخن بالغطرسة التي أصابت النبيذ مثلا “قرأت مرة أن ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث الثانية لا تحتسي نبيذا يقل سعر الزجاجة الواحدة فيه عن ألف جنيه إسترليني"!
كما أن القهوة تكتفي بنكهتها الفريدة وتكون بمنأى عن منافسة الإطراء الذي يحفل به الشاي ويصل أحيانا إلى نوع من القداسة عند البوذيين. وكما نتفق جميعا، فإن القهوة فن، نتحدث عنها في رحلتها من حبات بنّ إلى أن تصبح فنجان قهوة في اليد على طريق التذوق والرشف.
لكن القهوة اليوم تعاني في إنتاجها بينما الاستهلاك يتصاعد باطراد، لدرجة يمكن أن يكون اقتصاد القهوة مقياسا لاقتصاد البلدان. خبراء الاقتصاد في الإدارة الأميركية يقيسون حركة اقتصاد بلادهم بأكواب مقاهي "ستاربكس" عندما تقتضي الحاجة النزول إلى الشارع لمعرفة تقاليد المستهلك.
قبل سنوات قال خوسيه ماركوس ماغالهايس، رئيس ثاني أكبر شركة تعاونية للبن في البرازيل "نحن نواجه طلبا مرتفعا للغاية بشكل رئيس من أوروبا، زاد الاستهلاك كثيرا في محال السوبر ماركت، وهم يريدون سد النقص في المخزونات".
لذلك تبدو القهوة بحاجة اليوم للاستعانة بنوع من الأمان الاقتصادي لمجاراة شغف الاستهلاك البشري المطرد، بينما حقول القهوة تصاب بالوهن البيئي. وربما بحلول عام 2050، ستكون معظم الأراضي المستخدمة حاليا لزراعة القهوة قد دمرتها أزمة المناخ لدرجة أنها لن تكون مناسبة للحفاظ على السحر الكامن في هذا المشروب. بالإضافة إلى أن مزارعي القهوة أنفسهم غالبا ما يعيشون في فقر مدقع والناس يحتسون جهدهم المضني من دون أن يبالوا بفقرهم.
ذلك لا يعني أن زراعة القهوة تتنازل عن تاريخها وتلجأ إلى الذكاء الاصطناعي الذي يعمل بجد وسرعة فائقة للقضاء على أعمال البشر على المدى الطويل.
الأخبار الجديدة تمنح الإنسان نوعا من الاطمئنان على قهوته اليومية، فالقهوة الاصطناعية يصنعها البشر وليس الذكاء الاصطناعي.
العديد من الشركات الرائدة تقوم اليوم في صنع مشروبات على شكل قهوة مصنوعة من مكونات أرخص وأكثر استدامة.
لم أحتس بعد مشروب "أتوم كوفي" الصناعي كي أقارن نكهته بقهوتي المعتادة، لكن هذه الشركة تقول إن قهوتها خليط من بذور التمر والليمون وبروتين البازلاء والحلبة والجوافة والدخن وبذور عباد الشمس وصودا الخبز والكافيين المأخوذ من الشاي الأخضر.
بينما التقارير الإعلامية تتحدث عن نكهة صناعية يستحيل تمييزها عن مشروب القهوة التقليدية، على الرغم من أنها أقل مرارة. وقد يبدو هذا ألذ في الواقع.
أحد المحللين في صحيفة الغارديان البريطانية، عبر عن أمله بشكل مفرط عندما عزا إنتاج القهوة الصناعية إلى بداية مبشرة لمقاومة البشرية العظيمة للحفاظ على جودة كيانها.
إذن، لن ينتهي العالم إذا بدأنا بدعم بيع القهوة الاصطناعية؟ يجيب هذا المحلل "العالم سينتهي بالتأكيد إذا انتظرنا لفترة كافية. ولكن مهلا، على الأقل بهذه الطريقة سنرى اللحظات الأخيرة مع القهوة في أيدينا".
كمْ من اللحظات مرت علينا من دون أن يشعر الإنسان بانقراض أشياء تعامل معها على مدار عقود وأحبها.
بطبيعة الحال، سيكون من السذاجة الاعتقاد بأن "القهوة الاصطناعية ستنقذ العالم" مع ذلك، سيمنح بقاؤها حفاظ الملايين على طقوسهم اليومية، فالقهوة بالنسبة إليهم نوع من الحل للتخفيف من عبء مجهود يومهم وتعبر عن الاسترخاء النفسي وتحرض على المزيد من الحب، وقد تصل عند البعض إلى نوع من الرفاهية عندما يفاضلون بين أفضل أنواع القهوة.
بقي الزمن على مدار قرون زمن قهوة لأنها تجمع على طاولتها أكثر مما تفرق ويشترك في تقاليدها الشرق والغرب على حد سواء. وهكذا سيبقى الزمن زمن قهوة رغما عن أنف كل المشروبات!



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة تعليب وتسليع الأخبار
- ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي
- من يُعيد أيامنا العصيبة؟
- أعراض مرض الديمقراطية تسبق اغتيال ترامب
- إصلاحيون تحت عمامة خامنئي
- ماذا لو خسرت إنجلترا؟
- استثمار زائف في ديمقراطية مملة
- درس من مناظرة ترامب وبايدن
- ازدراء الحقائق في العراق الأمريكي الإيراني
- الحرية تكمن في الموسيقى وحدها!
- عزلة جو بايدن الأوروبية
- شطرنج كرة القدم
- أوروبا المحبطة أمام خطر مميت
- هل ضمرت روعة الصحيفة الورقية؟
- إيران والعراق ما بعد خامنئي والسيستاني
- مثالنا النهائي في الأخلاق والحب
- تدمير قرطاج أم هدم معبد فيسبوك!
- ماسك يعمل على كسر الصحافة
- الانتقال من الفشل إلى الفشل جدًا
- الأحلام أكثر ما نحتاجه من النوم


المزيد.....




- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - الذكاء الاصطناعي لا يصل إلى نكهة القهوة