أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري . - مقامة الشتيمة .














المزيد.....

مقامة الشتيمة .


صباح حزمي الزهيري .

الحوار المتمدن-العدد: 8059 - 2024 / 8 / 4 - 17:02
المحور: الادب والفن
    


مقامة الشتيمة :

يقول باولو كويلو : (( الجهل يقاس بمقدار الشتائم التي يستخدمها الشخص عندما لا تكون لديه أي حجج للدفاع عن نفسه )) , والشتيمه هي الكلمات أو العبارات التى تستخدم عاده للشتم أو السب أو التحقير, ومن الممكن ان تكون كلمات مستهجنه اجتماعيا , ومادام لسان الإنسان هو مرآة عقله , فالتساؤل هو ما التبرير الذي يجعل الإنسان ينزل عن سلالم الرقي لبعض الوقت أو كله ؟.

شتم رجل الامام علي فالتفت اليه وقال : ((هي صحيفتك أملاها بما شئت )) , والأخلاق تسبق العلم , فلا قيمة لعلمك إن كنت بلا أخلاق , وعن ابن مسعود قول للنبي : (( سباب المسلم فسوق , وقتاله كفر )) , ومثلما يقول الشاعر جهاد جحا : (( إن اللئيم بقبح القول تعرفه وبالحوار طباع الناس تكتَشَفُ .... فنُ التَّخاطب ذوقٌ ليس يُدركهُ إلّا كريمٌ بحسن الخُلق يتَّصفُ )) , واللين هو المفتاح الذهبيّ للقلوب , والطريقة الأصحّ للتدرّج في الكمال.

انتشرت ظاهرة السب والشتم (خصوصا بعد انتشار ثقافة الغزاة) بشكل واسع , فأصبحت مرتعا لذوي النفوس الضعيفة ووعاء لتفريغ عقدهم وضغوطاتهم النفسية غير آبهين بما سيترتب عن ذلك من أذى نفسي لمن يقصدونه بكلامهم , فلماذا أصبح هذا الكم الهائل من الحقد والكره العلني يطغى على التعليقات والمنشورات فيمنحون أنفسهم الحق بقول كل ما يحلو لهم دون التزام وأدب أو تقدير لشعور من يوجهون له الكلام ؟ وكم سمعنا من أناس قرروا أن يوقفوا نشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي فقط لأنهم سئموا من قراءة التعليقات المسيئة والمحبطة بالرغم من أنهم يقدمون محتوى هادف وبناء ويمتلكون متتبعين يحبونهم ويساندونهم ويدعمونهم , في حين هناك من استطاعوا المواجهة , وواصلوا طريقهم غير آبهين بالسلبيين ومتصيدي الأخطاء , ولم يسقطوا في فخ كلام الحاقدين المحبطين بل قرروا ألا يسمحوا لأي كان بثنيهم عن مواصلة شغفهم.

ولما كانت المسافة شاسعة بين عقل مفتوح وعقل مغلق ,اعترف بكونك جليلاً في التحقيق والسرد والنقل الأمين , لكن عبارة واحدة تجعلك تحت طائلة النقد, وأحيانا الشك في العلمية, ليست مشكلة أن لا تحب الحزب الفلاني , ولك ان تذكر مساوئ عهده بما تشاء, لكن أن تصفه ( بالمجرم والنذل ...الخ ) , يخرجك عن رزانة المثقف والمحقق والمؤرخ , عبارات الشتيمة ضد الخصم يمكن أن تقال في مقهى أو بين اصدقاء, لكن لا يجوز أن تكون في مواقع رصينه, وتصدر عن أحد فحول المثقفين , ومن يتفضل بالتعليق لا يخرج عن القصد, قصدنا ليس حزب معينا بذاته, إنما استخدام مفردة غير لائقة, سوى كانت ضد هذا الحزب أو سواه , من كاتب له وزنه و بحوثه.

لماذا نسعى دائما إلى الأساليب المسيئة والعدوانية إذا اختلفت آرائنا , أفكارنا أو ديانتنا عن الأخر؟ هل بات من الضروري أن نلجأ للتجريح والقذف ظنا منا أننا بهذا نثبت للآخر ذاتنا وقوة شخصيتنا ؟ لم يكن الاختلاف أبدا ليفسد في الود قضية , فلنرتقي بعقولنا ,علقت مرة لأحد ألأصدقاء : ((رغم انتمائك الفكري المخالف لفكرنا لكنك كنت الاقرب الى الروح ولم نختلف يوما وكان الرأي والرأي الاخر بيننا هو الفيصل , دمت نقيا عفيف القلب واللسان ياخير الاصدقاء الثوريين محبتي )) ,

ما دمت واثقا من قناعاتك, معتقداتك, لماذا تخاف الرأي الأخر؟ وتشعر أن النقاش في هذه القضايا يهز وجدانك كله؟ لماذا تخاف سماع رأي غيرك, هل هو عجز, شعور أن توازنك سيختل, وستكون حياتك بلا معنى؟ ثم لماذا تبقى في الوهم؟ ولماذا لا تفتح نوافذك لكل التيارات والأفكار, لتختار بصدق ما تراه صحيحاً , واذا اردت ان تهاجم خصمك محاولا تسقيطه فلا تستعمل كلمات او اوصافا سوقية ومبتذلة كالطعن بالشرف مثلا, لان ذلك يفقدك المصداقية ويرفع من شأن خصمك , وتذكر ان الكلام صفة المتكلم , فاستعمل لغة رفيعة وحجة دامغة في هجومك لكي لا ينقلب الهجوم ضدك , ولأن من ينهض بغضب سيجلس بندامة .



#صباح_حزمي_الزهيري_. (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الفردوسي ونصر بن سيار .
- مقامة الشوارد .
- مقامة الفساد .
- مقامة الحروب 2 .
- مقامة الذكريات .
- مقامة الشيطان يجكم .
- مقامة البومبيلي .
- مقامة العرافة كوماي .
- مقامة المشحوف.
- مقامة العصافير .
- مقامة الليلة الكبيرة .
- مقامة الوهم .
- مقامة الحكمة .
- مقامة التطاول .
- مقامة قلم الكتابة الأحمر.
- مقامة ألأجازة .


المزيد.....




- مقتبسا كلمات الفنانة فيروز.. ماكرون يحيي الذكرى الرابعة لانف ...
- كيف أرخ الشعر لحقبة الجاهلية ووقائعها وحركة المجتمع فيها؟
- -لا شيء أسود بالكامل-.. رواية الموت والحرب والاختبارات الفني ...
- متاحف قطر تفتتح معرض -الفكر الأولمبي: قيَمٌ وقمَم-
- بعد غياب 6 سنوات.. كاظم الساهر يشعل مسرح قرطاج
- ما مستقبل العلاقة بين الغرب الإمبريالي والثقافة الدينية؟
- “لينك فعال” نتيجة الثانوية العامة قسمي العلمي والأدبي 2024 ف ...
- نادي الترجمة في اتحاد الأدباء يخرج بتوصيات لتفعيل نشاطه
- درنة بين البحر والسدين.. حكايا ذاكرة مبللة لمدينة رماها الما ...
- لِمَ العرف يقضي بارتداء الكوميديات أزياء محتشمة على خشبة الم ...


المزيد.....

- ديوان قصَائدُ لَهُنَّ / ياسر يونس
- مشاريع الرجل الضرير مجموعة قصصية / كاظم حسن سعيد
- البحث عن الوطن - سيرة حياة عبدالجواد سيد / عبدالجواد سيد
- Diary Book كتاب المفكرة / محمد عبد الكريم يوسف
- مختارات هنري دي رينييه الشعرية / أكد الجبوري
- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري . - مقامة الشتيمة .