أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مثنى إبراهيم الطالقاني - تركيا التناقض .. سياسة توغل وأزمات














المزيد.....

تركيا التناقض .. سياسة توغل وأزمات


مثنى إبراهيم الطالقاني

الحوار المتمدن-العدد: 8038 - 2024 / 7 / 14 - 02:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت العلاقات العراقية التركية خلال النصف الأول من هذا العام تطوراً كبيراً على مستوى تعظيم الاقتصاد والتجارة بين البلدين وبالأخص توقيع مايقارب عشرون معاهدة ووثيقة أبرزها طريق التنمية.
لكن التناقضات والتوترات من جانب أنقرة تبقى حاضرة ، خصوصاً مع التوغل التركي المستمر في شمال العراق، ترى ماذا تُريد انقرة بهكذا خطوات استفزازية؟
في الوقت الذي تتصاعد فيه الأحداث مع توغل القوات التركية في شمال العراق وتصريح للرئيس التركي أردوغان، عن نيته بتنفيذ عملية عسكرية شاملة للقضاء على ما يسميه بالتهديدات الحدودية ولملاحقة حزب العمال الكردستاني التركي.
هذا التوغل العسكري أثار أمتعاض حكومة السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي زار تركيا في وقت سابق واتفق مع الرئيس أردوغان على حل عدة ملفات منها الأمن والماء.
ويُريد العراق أن يحافظ على سيادة أراضيه وخفض التوترات على الحدود من خلال اتخاذ عدة خطوات لجر الأتراك لطاولة الحوار وهذا ما تمثل بالخطاب الرسمي لمتحدثي الحكومة، ولكن الأتراك يتحججون بضرورة المنطقة الآمنة بعمق 40 كيلو متر داخل الاراضي العراقية بسبب وجود حزب العمال الكردستاني التركي، خصوصاً أن هناك اتفاقية قديمة أباحت لهم تجاوز الحدود.. هذا التوغل التركي أدى إلى تهجير سكان أكثر من 800 قرية، وحرق مئات البساتين، وتسبب في عدم وصول الخدمات لمئات الآلاف من المواطنين في مدينة دهوك.
وما يفسر هذا التنافض الذي تديره أنقرة انها وجهت اتهامات في تصريح سابق، ان قوى عراقية نافذة تقدم الدعم لحزب العمال الكردستاني، في الوقت الذي كان الأجدر بحكومة أنقرة فتح حوار مع الجناح المدني لحزب العمال الكردستاني الذي يملك تمثيل برلماني كبير في مجلس الامة التركي وتمثيل حزبي نافذ، بدلاً من فتح حرب لا تحسمها الدبابة التركية في الشمال العراقي، رغم تصنيف الحكومة العراقية للحزب بأنه إرهابي وتعاونت مع حكومة تركيا لإيجاد حل نهائي في الفترات المقبلة.
على صعيد محلي تمثل زيارة بارزاني في الأسبوع الماضي الى بغداد محاولة إيجابية لترميم الثقة وتعزيز التعاون السياسي بين بغداد وأربيل. وتأتي هذه الزيارة في إطار جهود مشتركة لحل الملفات العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، وهي خطوة استراتيجية نحو إعادة بلورة التحالف الثنائي "الكردي الشيعي".. زيارة بارزاني تأتي بعد زيارة ناجحة لرئيس إقليم كردستان، نيجرفان بارزاني، إلى طهران في شهر أيار الماضي، حيث شهدت تلك الزيارة تحسناً في العلاقات بين الإقليم والجمهورية الإسلامية، ولم تكن المشاورات بعيدة عن مناقشة المشاكل العالقة مع تركيا.
ومع تصاعد الأحداث أرسلت حكومة بغداد مستشارها للأمن القومي قاسم الأعرجي للتباحث مع القيادة الكردية لتوحيد المواقف تجاه أي تطور، والبحث في كيفية التحرك على المستوى السياسي لإيقاف زحف القوات التركية نحو الشمال العراقي، هذه الخطوة تأتي في إطار جهود الحكومة العراقية لحماية سيادتها وضمان استقرار المناطق الحدودية.
وبالإمكان أن نتصور ماهي السيناريوهات المحتملة بعد توغل الجيش التركي في شمال العراق.. بالدرجة الأولى التحرك الدبلوماسي السريع وأن تتجه الحكومة العراقية إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لإيقاف التوغل التركي، يمكن أن تشمل هذه الجهود تقديم شكاوى إلى المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بالإضافة إلى عقد اجتماعات طارئة مع دول الجوار والدول الكبرى للضغط على تركيا للتراجع عن عملياتها العسكرية.
والخطوة الثانية المحتملة أن تقوم الحكومة العراقية بتعزيز التعاون العسكري مع سلطات الإقليم وقوات البيشمركة للتصدي لأي تهديدات تركية مشتركة، هذا التعاون يمكن أن يشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق العمليات العسكرية في المناطق الحدودية.
والسيناريو المحتمل الآخر في حال لم تتم تسوية الأمور في إيقاف تصاعد التوغل التركي وعدم تجاوب أنقرة مع الحلول الدبلوماسية، قد تلجأ الحكومة العراقية إلى الخيار العسكري المباشر رغم كل شيئ.. وهذا التحرك يمكن أن يشمل نشر قوات إضافية على الحدود الشمالية والاشتباك مع القوات التركية إذا دعت الحاجة.
ومن أفضل الخيارات التي يمكن للحكومة العراقية استخدامها كورقة اقتصادية للضغط على تركيا، مثل تقليص التبادل التجاري أو فرض عقوبات اقتصادية، هذا الخيار قد يكون فعالاً نظراً للعلاقات التجارية القوية بين البلدين وبلتالي ستنظر أنقرة في مصالحها وعدم التفريط بجار ستراتيجي مهم في المنطقة كالعراق.
لذا يتوجب على للحكومة العراقية في ظل التطورات الأخيرة أن تعقد الآمال على الإرادة السياسية والتعاون المشترك بين بغداد وأربيل لتحقيق تقدم ملموس في حل الملفات العالقة وتعزيز الاستقرار في العراق، ومواجهة اي اعتداءات ستضر بأمن البلد، ورغم التحديات الأمنية والسياسية المتزايدة، كل الاحتمالات تبقى واردة، والحكومة العراقية أمام تحدٍ كبير لحماية سيادتها ووحدة أراضيها مع بذل أفضل الجهود الدبلوماسية لدرء اي مواجهة حربية مباشرة.



#مثنى_إبراهيم_الطالقاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في بغداد .. البرزاني يطرق باب الأماني
- معسكر الهول.. ورقة أبتزاز أمريكي للضغط على العراق
- الصحافة العراقية مسيرة إنجاز وتحديات
- المجمعات السكنية في العراق .. أستغلال وبالجرم المشهود !
- تأسيس المجلس الوطني للإعلام والاتصال ضرورة تنظيمية
- أزمة المخدرات تستبيح العراق، فما دور الإعلام؟
- تحولات القيم الإعلامية في اعادة تشكيل الموازين
- ثروات العراق .. -قسمة ونصيب-
- صحفيات وصحفيين غزة بين المهمة والرصاص
- اين وصلت مساعي انظمام العراق الى -BRICS-
- الإعلام الجديد .. معرفة و تحديات
- ماذا ينتظر من الحكومات المحلية في العراق بعد التشكيل؟
- مستقبل العلاقة الدبلماسية بين العراق والولايات المتحدة الأمر ...
- طارق الهاشمي .. سيناريو الزعامة والنفي!
- ميناء الفاو وطريق التنمية الجديد : الفرص والتحديات
- اطفال الشارع .. اغتيال البراءة لمتاجرة غير شرعية !
- سياسة نقدية مرتقبة تشكل تحولاً في اقتصاد العراق
- غياب علنية الجلسات في المحاكم العراقية: بين الحاجة للشفافية ...
- تراجع الخطاب الرسمي العراقي تجاه حرب غزة في ظل تعاقس عربي .. ...
- ثقافة التحول اللغوي في المؤتمرات العربية الى أين؟


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الصين تستضيف اجتماعا للفصائل الفلسطينية
- برلماني روسي: موسكو لن تشارك في أي قمة سلام بشروط أوكرانيا أ ...
- نيجيريا والإمارات تتفقان على استئناف الرحلات الجوية وإصدار ا ...
- أوربان يدعو رئيس المجلس الأوروبي إلى استئناف العلاقات مع روس ...
- بايدن ينتقد مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس ويتهمه بالتملق للأث ...
- السلطات الأمريكية ستجري تحقيقا في تعامل الأجهزة الأمنية مع م ...
- عدد المصابين بفيروس حمى النيل في إسرائيل يحطم رقم قياسيا مسج ...
- دونيتسك: أكثر من 189 ألف قذيفة أطلقتها قوات كييف منذ فبراير ...
- أوربان: في حال فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية سيعمل فورا كوس ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مثنى إبراهيم الطالقاني - تركيا التناقض .. سياسة توغل وأزمات