محمود حمدون
الحوار المتمدن-العدد: 8037 - 2024 / 7 / 13 - 00:08
المحور:
الادب والفن
بنبرة صوتها الخفيضة, بتلك البحّة التي لم أسمعها في صوت امرأة من قبل, قالت بهمس: ترفّق بي قدر استطاعتك. أنا لا زلت الطفلة الآتية من بين أطلال معابد القدماء في الجنوب. ثم مالت عليّ حتى أن أنفاسها كادت تحرق وجهي, اقتربت أكثر وأكثر إلى حد الخطر, أكملت حديثها: أتعرف, بداخلي كم كبير من طلاسم وأحاجي ينبغي أن تقرأها وحدك دون عون من أحد, لست أرجو لك الفشل, ذلك أن المقابل سيء لك.
أجفلتُ قليلًا من حديثها الغريب, لست أدّعي شجاعة زائفة, إذ لا يخاف إلّا الموتى, لذلك تماسكت, قلت لها: لعنة الفراعنة وهم, خوف زرعه اللصوص في القلوب.
-ضحكت, ضاق بشدة ما بين عينيها, حتى أوشك جفنيها أن يلتقيان معًا. تلك لحظة اشتعل فيها حريق غامض, ارتفع اللهب حولي مصحوبًا بدخان كثيف, فقط سمعت صوتها تقول: ظنّ كما شئت, لكن" مفيش دخان من غير نار"
قلت: ما أردت إلّا أن أدعوكِ على فنجان قهوة, شيء مشترك يجمع بيننا, لعله يكون بادرة إلى..
لكنها بنبرة غاضبة لم تخل من بحّة صوتها التي تدغدغ المشاعر, قالت: الأميرات لا يحتسين القهوة مع العوام.
ثم تحلّلت ببطء من كل ما يربطها بي, ابتعدتْ رويدًا, استعادت نبرتها الهامسة, انفكت العقدة التي وصلت جفنيها ببعضهما, قالت بغبطة: لكن, لعلي أعزمكَ في معبدي قريبًا, تهيّأ كما يجب, كن على قدر الحدث.
#محمود_حمدون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟