أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - مشروع مارشال لإعمار غزة...معقول؟!!!














المزيد.....

مشروع مارشال لإعمار غزة...معقول؟!!!


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7998 - 2024 / 6 / 4 - 12:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بَشَّرنا رئيس الوزراء الأسبق عبدالرؤوف الروابدة، بانتعاش اقتصادي بعد مؤتمر دولي مُنتظر يرافقه مشروع مارشال مالي واستثماري لإعادة إعمار غزة بعد وقف العدوان. لا ندري ما الأسانيد المتوفرة لدى "دولته" ليذهب في هذا الاتجاه، ولكن لدينا من الأسباب والبراهين ما يدفعنا في اتجاه معاكس. والأيام سوف تثبت، أيٌّ من وجهتي النظر تنماز بقدر من الصحة أوفر.
للتذكير، مشروع مارشال الأميركي لإعادة تعمير أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، حمل اسم رئيس أركان الجيش الأميركي آنذاك، وقد أصبح لاحقًا وزير خارجية الولايات المتحدة.
كانت أميركا آنذاك قادرة على الدفع، إذ لم تتكلف كثيرًا في الحرب العالمية الثانية. دارت الحرب بشكل رئيس على مدار أربع سنوات بأيامها ولياليها، في أراضي الاتحاد السوفييتي السابق (روسيا اليوم) حتى تمكن الروس من دحر جيوش هتلر، وملاحقتها إلى الرايخ الثالث في برلين. ظلت أميركا تنتظر لتتبين رجحان الكفة لصالح مَن كعادتها، محتفظة بقوتها الاقتصادية والعسكرية، إلى أن تأكدت لها خسارة ألمانيا النازية لا محالة، فحشرت أنفها في مجريات الحرب. وكي لا تضطر إلى خوض مواجهات برية مع جيوش قوية، وهو ما تخشاه وتتفاداه وما تزال، سارعت أميركا إلى قصف اليابان بالسلاح النووي لتسريع نهاية الحرب وخاصة بعد تقهقر القوة الألمانية.
كان هدف أميركا من مشروع مارشال في أوروبا ضمان بسط سيطرتها على هذه القارة، في مواجهة التمدد السوفييتي بعد هزيمة ألمانيا. وقد حققت أميركا مبتغاها بنسبة عالية، إذ ما تزال الدول الرئيسة الفاعلة في القارة العجوز طوع بنان واشنطن. أما في منطقتنا، فمصالح أميركا في الحفظ والصون، وهيمنتها لا تحتاج إلى بيان أو تبيين، وتبعية معظم النظم العربية للبيت الأبيض لا يختلف بشأنها عاقلان. وإذا كانت أميركا بعد الحرب العالمية الثانية قادرة على صرف المليارات لخدمة مصالحها، فأميركا اليوم مأزومة اقتصاديًّا. عجز ميزانها التجاري يتخطى تريليون دولار، والديون بلغت من الريليونات 34. أوروبا، وبريطانيا بالذات، ليست أفضل حالًا، وخاصة مع استمرار استنزافها في أوكرانيا. وعليه، يطفر السؤال: من سيمول مشروع مارشال الموعودة به غزة؟!
أكثر ما يهم أميركا في غزة، هو القضاء على المقاومة الفلسطينية هناك، وإنقاذ الكيان الصهيوني الشاذ اللقيط من الغرق في رمالها. وليس من شك بأن لعاب واشنطن يسيل لنهب حقول الغاز المكتشف على مبعدة 22 كيلومترًا من شواطئ قطاع غزة، وتقدر كمياته بحوالي 22 تريليون قدم مكعب.
أما "جنوح" أميركا في الآونة الأخيرة للتهدئة ووقف العدوان الإجرامي الصهيوني ضد غزة، فمن المقطوع به أن هدفه ليس إعمار غزة ووقف القتل والإجرام بحق المدنيين العُزَّل من الأطفال والنساء. لا مكان للعواطف والأمنيات والرغائب في السياسات الأميركية، بل المصالح هي المحرك، وهي المُوحي والمُحَدِّد. باتت أميركا على قناعة بعجز الكيان الشاذ اللقيط عن تحقيق أهدافه وأهدافها في غزة، ولا بد من انتشاله من المأزق الذي ألقته في أتونه الحكومة الفاشية في تل الربيع.
وماذا بشأن الأزمة الأواكرانية، حيث يتقدم الروس على طول خطوط الجبهة كما لو أنهم في نزهة، واحتمالات انهيار النظام الدمية في كييف واردة في أية لحظة. انهيار النظام الأوكراني وزوال أوكرانيا ربما كدولة، يعني بداية تفكك أوروبا. هنا، نجد أساس اتجاه التطورات المتعلقة بالأزمة الأوكرانية نحو التصعيد، حيث أعطت واشنطن ودول أوروبية تأتمر بأوامرها الضوء الأخضر لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية بأسلحة أميركية وأوروبية. الروس من جانبهم يتقدمون على الأرض، كما أنف بيانه، ويوجهون ضربات قوية مؤلمة ليس للفاشيين الأوكران فحسب، بل للمرتزقة الناتويين والقادمين من أميركا وأوروبا. وقد بدأوا منذ أيام تدريبات على استخدام الأسلحة النووية التكتيكية. وليس يفوتنا التذكير بالتحدي الاقتصادي الصيني، وقد تحول إلى صداع مزمن لواشنطن. فهل يعقل أن في وارد أميركا الشروع بتنفيذ مشروع مارشال في ظروف كهذه، وأين في غزة، التي تمنى "الشهيد" رابين كما نعته بعضنا، لو يستيقظ ذات صباح ويجد البحر قد ابتلعها.
التبشير بمشروع مارشال لإعمار غزة يستحضر الوعود التي انهالت على الأردنيين والفلسطينيين بشكل خاص، قبل انطلاق "مسرحية مدريد للسلام" بتاريخ 31 تشرين أول 1991، وقد أثبتت الأيام خُلًّبيتها وأكثر. ولربما يغيب عن أذهان كثيرين حتى من النخب الحاكمة في ديرتنا الأردنية، أن الأردنيين يجب أن يظلوا على الحافة، كما حكمت عليهم بريطانيا منذ عقود. رغيف خبز الأردني دائري، كَتَب عليه القَدَرُ البريطاني أن يظل يلهث خلفه. أدعو أركان الحكم في الأردن إلى قراءة كتاب السفير البريطاني في عَمان خلال الأعوام 1956-1960، تشارلز جونستون، وعنوانه "الأردن على الحافة"، وأعني الذين لم يقرأوه بعد منهم. وليس لدينا ما يجعلنا نستثني أشقاءنا الفلسطينيين من القدر البريطاني ذاته، الذي يشقى به الأردنيون.
قبل أيام دعا السيناتور الأميركي ليندسي غراهام إلى قصف غزة بقنبلة نووية. هذا ما يفكر به العقل السياسي لراعي البقر الأميركي، وليس انعاشها بمشروع مارشال جديد وإعادة تعميرها، والأيام ستروي.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين الخلل؟!
- أميركا إلى أين؟!
- لماذا يُحَرِّمون المنسف الأردني؟!
- لماذا لا يُدرَّس هذا الموروث؟!
- لماذا يفوز الاسلاميون في الانتخابات؟
- خطر يتهدد الأردن
- نمط تفكير عفا عليه الزمن !
- الأمم كلها تتقدم إلا نحن !
- نكشة مخ (13)
- لِمَ الجيوش بهذه الامتيازات والحجوم إذن ؟!
- في ذكرى النكبة
- نكشة مخ (12)
- مأزق الكيان اللقيط
- يوم النصر على الفاشية
- السلام المستحيل !
- نقطة سوداء في بحرٍ هادر واعد
- في يوم حرية الصحافة
- المعتزلة...مدرسة العقل الأولى في تاريخنا
- هل ما يزال تعبير الطبقة العاملة صالحاً للتداول؟
- هل المجتمع الأردني بدوي؟!


المزيد.....




- جدل في مصر بعد اعتماد قانون يمنح القطاع الخاص حق إدارة المست ...
- غزة.. الحياة تستمر رغم الألم
- قبل المناظرة بساعات.. ما ينبغي أن يتجنبه كل من بايدن وترامب ...
- المجر تُعيق إصدار بيان مشترك لدول الاتحاد يندد بحظر روسيا لو ...
- خبير ألماني: أربعة أو خمسة أطفال يموتون من الجوع يوميا في ال ...
- البيت الأبيض: لا نعتزم إجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية ...
- نيبينزيا: كييف دمرت أكثر من 1000 مؤسسة صحية وتعليمية وقتلت م ...
- نتنياهو يرد على انتقاد غالانت والبيت الأبيض يعلّق
- الحوثيون والمقاومة العراقية تستهدفان سفينة إسرائيلية في مينا ...
- وزيرا الخارجية المصري والتركي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائي ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - مشروع مارشال لإعمار غزة...معقول؟!!!