أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عضيد جواد الخميسي - كذبة أفلاطون في الروح















المزيد.....

كذبة أفلاطون في الروح


عضيد جواد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 7997 - 2024 / 6 / 3 - 16:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يطرح الفيلسوف اليوناني أفلاطون (عام 428-348 قبل الميلاد)، في الكتاب الثاني من جمهوريته مشكلة؛ كيفية معرفة المرء أن معتقداته صحيحة تماماً. حيث يثير خط تفكيره أسئلة مثل: "كيف تعرف ما إذا كانت معتقداتك الراسخة صحيحة أم أنها ببساطة نتيجة لتربيتك وثقافتك وبيئتك ودينك ؟".
يحاول أفلاطون الإجابة على مثل هذه الأسئلة من خلال كتابه " الكذب في الروح"؛ وهو الكذب الذي يقبله المرء على أنه الحقيقة فعلاً، والذي يشوّه القيم والواقع والسلوكيات والدوافع .
إن الكذب في الروح صفة خطيرة للغاية، لأن في امتلاكه يصبح الإنسان عاجزاً لايميّز الحقيقة. ويمكن تطبيق هذا المفهوم على ردود العديد من القرّاء في الجمهورية نفسها. إذ تُقرأ جمهورية أفلاطون في أغلب الأحيان؛ أنها فلسفة سياسية قد تعرضت لانتقادات شديدة لدفاعها عن دولة فاشية يرأسها ديكتاتور ودود وفلسفي؛ يسعى إلى بناء تسلسل هرمي اجتماعي صارم، يمنع فيه حرية النقد والكلام والتعبير، ويقيد حياة الناس لما هو الأفضل للصالح العام؛المتوافق مع مُثله العليا .
يتجاهل هذا الانتقاد الصريح بشكل مستمر الهدف المُعلن للحوار وهو تعريف العدالة ؛حيث يرى سقراط أنه من أجل فهم مبدأ العدالة عند الفرد، يجب النظر في كيفية عمل العدالة على مستوى المجتمع ككل . وقد جاء المقطع أدناه من الكتاب الثاني :
"ربما يكون هناك قدر أكبر من العدالة في الكيان الأكبر. عندئذٍ سيكون من السهل فهم ما نريده بوضوح. وعليه، فإذا كنتم تريدون ذلك، فسوف نبحث عنها أولاً في المدن، ثمّ نتفحصّها عند كل واحد من الناس ثانياً ، وبعدها نقارن الشبه بين الكبير (مجتمع المدن) والصغير ( الفرد)." (الكتاب الثاني.ص 369)
بمعنى آخر؛ من خلال تحديد كيفية عمل مبدأ العدالة على المسرح الكبير للمجتمع، سيكون بمقدور المرء بعد ذلك تضييق نطاق كيفية عمله على الأفراد . الجمهورية إذن ليست مجرّد مخطط لمجتمع مثالي؛ بل هي دليل توجيهي لكيفية إتقان الفرد للجوانب المختلفة من شخصيته ليصبح النسخة الأفضل (النسخة الأكثر عدلاً) لنفسه. وإحدى الخطوات المهمة نحو الوصول إلى ذلك الهدف هي؛ الاعتراف بوجود "الكذبة الحقيقية" أو "الكذبة داخل الروح"، وما هي تلك الكذبة ؟، وكيف يمكن للمرء أن يحمي نفسه أو يتخلص منها من أجل فهم الحقيقة بشكل معقول؟ .

الملخّص
تبدأ الجمهورية بحضور سقراط (الراوي) حفل عيد پاناثينيك ( عيد الإلهة أثينا و يُجرى الاحتفال به كل أربع سنوات) في أثينا مع گلوكون (الشقيق الأكبر لـ أفلاطون). وبعد انتهاء الحفل، دعاه الفيلسوف پوليمارخوس لمنزله. وكان أديمانتوس (أحد أشقاء أفلاطون) بصحبة پوليمارخوس الذي ضغط على سقراط لقبول الدعوة. و بمجرّد وصولهم المنزل؛ تحدث سقراط مع سيفالوس والد پوليمارخوس بنقاش حول العدالة، ومشاركة الآخرين لاحقاً .
تحولت هذه المناقشة في الكتاب الأول إلى مبارزة جدلية بين سقراط و السفسطائي ثراسيماخوس (ضيف آخر في المنزل). وقد أصّر ثراسيماخوس على أن العدالة السائدة يتم تعريفها ببساطة على أنها؛ مصالح الأقوى تعلو على مصالح الأضعف. إلا أن سقراط اعترض على هذا المفهوم من خلال دليل أن سلوك الشخص العادل أفضل من سلوك الظالم .
يواصل الكتاب الثاني هذه المناقشة مع گلوكون وأديمانتوس اللذَين كانا مع رأي ثراسيماخوس ضدّ سقراط. وهنا يقترح سقراط في أن يضعوا مفهوم العدالة للعمل بشكل واسع في المدينة ( المجتمع)، حيث يمكنهم رؤية ادارة هذا المفهوم بشكل واضح، أفضل من تطبيقه على فرد واحد .
تظهر بعض المفاهيم والمقاطع الأكثر شهرة وتأثراً في كتابات أفلاطون من الجمهورية بما في ذلك "أسطورة گيگيس"، التي رواها گلوكون؛ وهي قصة رجل يجد خاتماً سحرياً يجعله غير مرئي ( مخفي) ويستخدمه للإفادة منه. ويروي گلوكون الحكاية ليبيّن كيف يستغل الناس الفرص المتاحة لمصلحتهم فقط . ولمرّة أخرى يعترض سقراط على هذا الرأي من خلال دليله ثانية أن الحياة العادلة والفاضلة أسمى دائماً من الحياة القاسية والظالمة التي تخدم الذات.
أخذت الكتب من الثالث إلى التاسع تطوّر هذه الفكرة من خلال البناء المستمر للمجتمع المثالي الذي يقوده حاكم فيلسوف، ويحدده التسلسل الهرمي كما يلي:
القيّمون ـ الطبقة الحاكمة التي تعترف بالحقيقة وتسعى إلى الحكمة .
المساعدون ـ المدافعون عن الدولة الذين يعظمّون الشرف والتضحية بالنفس من أجل الوطن .
الكادحون ـ أولئك الذين يقدرّون الثروة والرفاهية والعمل لصالح الوطن .
أمّا الفئات الثلاثة التي تتوافق بشكل مباشر مع مفهوم أفلاطون في التقسيم الثلاثي للجوهر ؛هي:
العقل ـ الذي يبحث عن الحقيقة .
الروح ـ التي تبحث عن الفخر .
الغريزة ـ التي تسعى إلى الإشباع الجسدي والحاجات .
إن "الدولة" في الجمهورية؛ ( رغم أنها بالتأكيد منفتحة للتفسير حرفياً باعتبارها كيان سياسي ) هي الروح مجازاً. إذ يرى أفلاطون أن الفرد يجب أن ينظّم نفسه مثل الطريقة التي يُبنى فيها التسلسل الهرمي الاجتماعي . ومع ذلك، فإن الخطوة الأولى في تهذيب الذات؛ هي التأكد في أن المرء واعٍ وقادر على تفسير العالم وموقعه فيه بشكل ثابت وصحيح .
يتناول أفلاطون هذا القلق مباشرة في الكتاب السابع من خلال قصته الرمزية الشهيرة للكهف، حيث يفسّر السجناء المقيدين في الكهف صور الظلال على الحائط بأنها حقيقة.
يتحرر أحد السجناء ويغادر الكهف ويتعرّف على حقيقة العالم الخارجي والسجن الذي احتُجز فيه هو والآخرين . ويُعرَض بعد ذلك على السجين المُحرر الاختيار بين العودة إلى أغلال السجن ومحاولة تحرير الآخرين ، أو الاستمتاع بنور ودفء العالم الخارجي !.
يرى أفلاطون بقوة أنه من واجب الفيلسوف الذي رأى الحقيقة؛ أن ينزل مرة أخرى إلى الكهف ويساعد الآخرين في الوصول إلى نفس المستوى من الفهم والتحرر من أوهامهم . ولكي يتحرر الإنسان من كذب روحه ، عليه أن يقتدي بالفيلسوف المستنير.
تنتهي الجمهورية بقصة المحارب إير (المعروف أيضاً باسم أور) والذي يشار إليه عادة باسم "أسطورة أور" (والملاحظ أن أفلاطون نفسه لم يسميها "أسطورة" أبداً ولكنه يقدمها كحقيقة) حيث يموت أحد الجنود، ويغادر إلى الآخرة، ثم يعود إلى الحياة مرة أخرى ليتحدث عن تجربته. وقد أنهى أفلاطون الحوار مع سقراط قائلاً لـ گلوكون:
"نصيحتي هي أن نتمسك دائماً بالطريق السماوي ونتبع العدل والاستقامة دائماً، مع الأخذ في الاعتبار أن الروح خالدة وقادرة على احتمالين في استيعاب كل الخير وكل الشّر. وهكذا سنعيش عزيزين عند بعضنا البعض وعند الآلهة أثناء بقاؤنا هنا. ونحن ننال مكافأتنا مثل الغزاة في الحروب الذين يتسابقون لجمع الغنائم. وسيكون لنا خير في هذه الحياة وفي رحلة الألف سنة التي وصفناها." (الكتاب العاشر. ص621)

أفلاطون و پروتاگوراس
العائق الكبير في اتباع العدالة والفضيلة هو الكذب في الروح الذي يمنع الإنسان من التعرف على ما تعنيه مفاهيم مثل العدل والاستقامة. وفي الكتاب الثاني (382a-382 d)؛ يقدم أفلاطون مفهوم هذه "الكذبة الحقيقية". ومن خلال المحادثة بين سقراط وأديمانتوس، يعرّف أفلاطون "الكذبة الحقيقية" في أنها الاعتقاد الخاطئ بأهم الأشياء في حياة الشخص . حيث يمكن تفسير هذا المفهوم على أنه رّد أفلاطون على السفسطائي پروتاگوراس (عام 485-415 قبل الميلاد) وتأكيده الشهير على أن "الإنسان هو مقياس جميع الأشياء"، وأنه إذا اعتقد شخص أن شيئاً ما هكذا، فهو هكذا!
من وجهة نظر پروتاگوراس، كانت جميع القيم خاضعة للتفسير الشخصي على أساس التجربة. فإذا كان هناك شخصان يجلسان في غرفة وقال أحدهما أن الجو دافئ جداً، بينما قال الآخر أن الجو بارد جداً، فسيكون كلاهما على حق؛ نظراً لأن إدراك الواقع كان نفسياً استناداً إلى تجربة الشخص وتفسيره لها . كما يرى پروتاگوراس أنه لا توجد طريقة يمكن لأي شخص أن يعرف فيها بشكل منطقي ما هي "الحقيقة" المزعومة .
اعترض أفلاطون بشدة على هذا الرأي، مجادلاً بوجود حقيقة راسخة وعالم أسمى من المستوى البشري ؛ مما أعطى قيمة مطلقة لتلك المفاهيم التي زعم البشر أنها "صحيحة" ، وأكدّ على مفاهيم أخرى اعتبرها البشر "خاطئة". وعلى سبيل المثال لا الحصر بالنسبة لأفلاطون، سيكون من الصحيح القول إن الپارثينون جميل لأن هذا المعبد يساهم في التصوّر الأبدي للجمال الموجود في عالم أسمى ، وينعكس من خلال البنية المادية لأثينا. بينما يرى پروتاگوراس أن الپارثينون جميل فقط إذا اعتقد الشخص أنه جميل؛ إذ لا يوجد شيء اسمه الجمال المثالي أو المطلق . وكان أفلاطون جادّاً في اعتبار وجهة نظر پروتاگوراس بأنها كذبة خطيرة !.

الكذب في الروح
يمكننا تفسير "الكذبة الحقيقية" بهذه الطريقة: إذا اعتقد المرء في مرحلة معينة؛ أن تناول الخضار مع كل وجبة طعام هو أفضل شيء يمكن أن يفعله من أجل صحته، ثم يدرك لاحقاً أن الإفراط في أي شيء يمكن أن يكون أمراً سيئاً. ثم يتوقف عن أكل الخضار، ولن يكون لهذا التصرّف أي عواقب سلبية طويلة المدى على حياته. ومع ذلك، فإذا اعتقد المرء أن الشخص الذي يودّه هو نموذج للأخلاق الحميدة ، ثم اكتشف أنه لص كاذب ومنافق، فإن هذا الاكتشاف يمكن أن يقوّض ثقة المرء بنفسه، وفي حكمه على الآخرين . وفي حال اكتشف المرء أنه كان مخطئاً بحق غيره أو الآخرين، فإن ذلك يقوده إلى التساؤل عن الأمور المهمة الأخرى في الحياة التي قد يكون فيها هو مخطئ أيضاً !.
لذلك، يرى أفلاطون أن "الكذب في الروح" هو أسوأ بلاء روحي يمكن أن يعاني منه المرء ، ويفرق هذه الحالة عن تأثيرات "الكذب" العادي أو "رواية القصص". إذ عندما يكذب المرء، فهو يعلم أنه لا يقول الحقيقة، وعندما يروي قصة، فإنه يفهم أن القصة ليست حقيقة مطلقة. ومع ذلك، عندما يكون لدى المرء كذبة في روحه، فهو لا يدرك أنه على خطأ في الحقيقة، ولكن يظّن أنه دائماً على صواب !!، لذلك يطلقون الأكاذيب باستمرار دون أن يعرفوا أنهم يفعلون ذلك !.
إن الاعتقاد الخاطئ بشأن أهم الأشياء في حياة الفرد يجعله غير قادر على رؤيتها بشكل واضح وحقيقي، وبالتالي يمنع أي نوع من التفهّم الدقيق لحقيقة أي مجموعة معينة من الظروف، وأيضاً دوافع الآخرين ونواياهم، وذلك عندما يقارنها مع عاداته ومعتقداته وسلوكه الشخصي .
في الحوار التالي من الجمهورية ، يعتقد أفلاطون :
ــ"لا أحد يريد أن يكون مخطئاً في أهم أمور الحياة".
ــ" كذبة المجموع ليست مثل الكذب في الروح".
ــ"يمكن أن تكون الأكاذيب في الكلام مفيدة لمساعدة الأصدقاء ، أو في خلق الأساطير التي تمنح الراحة والاستقرار للأشخاص الذين يبحثون عن إجابة حول من أين جاؤوا وسبب وجودهم في هذا العالم . ولكي يتعرف الإنسان على الكذب في الروح ؛ عليه أن يكون قادراً على تمييز الحق من الباطل بتجرّد، دون التمسّك بمعتقد شخصي . ومن أجل الوصول إلى هذا المستوى المثالي ، يحتاج إلى الارتباط بفيلسوف واتباع حكمته . وفي هذا المسعى، سوف يدرك الإنسان كذبته وماهي ، وبمجرّد أن تتحقق؛ سيكون قادراً على ترك الكذب خلفه ،والمضي قدماً ليعيش حياة الحقيقة والصدق والوضوح" .

المقطع التالي حوار من الجمهورية، الكتاب الثاني، (382 a-382 d)، يحدد مفهوم " الكذب في الروح" ، ترجمة (بنيامين جاويت) :

سقراط : ألا تعلم أن الكذبة الحقيقية إذا جاز التعبير، مكروهة من قبل الآلهة والناس؟
أديمانتوس: ماذا تقصد؟
سقراط : أعني أنه لا يمكن لأحد أن ينخدع طوعاً بما هو أصدق وأعمق من الذي في داخل نفسه ، أو بما يتعلق بأصدق وأسمى الأشياء؛ هناك وقبل كل شيء، انه يخشى أكثر من أي شيء آخر أن تسيطر عليه الكذبة.
أديمانتوس : مازلت لم أفهمك .
سقراط : أكرر؛ أن السبب هو أنك تُضفي معنىً عميقاً لكلامي؛ ولكنني أقول فقط أن الخداع أو الذي أصبح مخدوع، أو الجهل بأدّق الحقائق الموجودة في الجزء الأعمق من النفس، وهو الروح التي تحمل أو تتمسّك بالكذب، وذلك ما لا يحبه البشر على الإطلاق؛ أقول إن هذا هو ما يكرهونه تماماً .
أديمانتوس : ليس هناك شيء أبغض إليهم .
سقراط : وكما أشرت للتو، فإن هذا الجهل الموجود في روح الشخص المخدوع يمكن أن يسمى الكذبة الحقيقية؛ لأن الكذب في الكلام ما هو إلا نوع من التقليد والصورة الغامضة لعاطفة نفسية سابقة، وليس كذباً نقيّاً خالصاً . هل أنا لست على حق؟
أديمانتوس : لا ، بل صحيح تماماً .
سقراط : الكذبة الحقيقية لا تكرهها الآلهة فحسب؛ بل البشر أيضاً .
أديمانتوس : نعم .
سقراط : في التعامل مع الخصوم ؛ ربما يكون الكذب في الكلام مفيد وليس بغيض في بعض الحالات . أو عندما ينتاب أولئك الذين نسميهم أصدقاء لحظة غضب وانفجار فجأة ثم يلحقو الأذى فينا ، فإن ذلك ربما يفيدنا نوعاً ما كي نتدّبر العلاج والوقاية . وينطبق الأمر نفسه على حكايات الأساطير التي كنا نتحدث عنها للتوّ ؛ وطالما نحن لا نعرف الحقيقة عن العصور القديمة ، فإننا نجعل الكذبة مثل الحقيقة بقدر ما نستطيع ، وبالتالي نحولها إلى قصة يصدقها الجميع !.
أديمانتوس : هذا صحيح جداً.

ثم يمضي أفلاطون من هذه النقطة ليشرح بشكل أكبر المفهوم الذي يتعلق بالحوار المرتبط بالعدالة في كتاب الجمهورية الأول ، ويبلغ بقية الحوار من خلال الكتاب العاشر. وفي الواقع، يمكن القول بأن "الكذبة الحقيقية" تخبرنا عن جميع أعمال أفلاطون من ناحية إصراره على وجود الحقيقة المطلقة التي يحتاج المرء إلى إدراكها ليعيش حياة ذات معنى . وفي محاولته دحض وجهة نظر پروتاگوراس الشخصية للواقع؛ تعامل أفلاطون بشكل مباشر مع المفهوم الأساسي للعقائد الدينية ، وقام بتطوير مبادئها بشكل غير مباشر من خلال مؤلفات تلميذه أرسطو.
قضى أفلاطون حياته محاولاً إثبات أنه يمكن للمرء أن يجد دليلاً على الحقيقة المطلقة الواضحة للجميع . فمنذ حواره الأول وحتى حواره الأخير، ومهما كانت تلك الحوارات بليغة وثاقبة؛ فهو لم يجد أبداً طريقة لإثبات قناعاته بشكل قاطع، وذلك لسبب بسيط؛ حتى لو قبل المرء وجود مثل هذه الحقيقة، فيجب بالضرورة تفسيرها من خلال ثقافة شخصية عميقة . وبهذه الحالة يخاطر المرء بالوقوع في "الكذب في الروح" التي تشوه تلك الحقيقة. وكل ما استطاع أفلاطون فعله أخيراً هو؛ تحذير الناس من الخطر كما يراه ، وتقديم أفضل نصيحة يمكنه القيام بها حول كيفية منع الكذب الحقيقي من تشويه بصيرته ، وإعاقة نموّه العاطفي والروحي ..


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جوناثان بارنز ـ الأعمال الكاملة لأرسطو، المجلد الثاني: ترجمة أكسفورد المنقحة ـ طباعة جامعة برينستون ـ 1984.
أفلاطون [ ترجمة/ كريستوفر إملين ـ جونز ، ترجمة/ ويليام بريدي ] جمهورية أفلاطون ( الكتب 1ـ 5) ـ طباعة جامعة هارفارد ـ 2013 .
أفلاطون [ ترجمة/ بنيامين جاويت ] ـ حوارات أفلاطون المختارة ـ المكتبة الحديثة للنشر ـ 2001 .
روبن ووترفيلد ـ ما قبل السقراط والسفسطائيين ـ طباعة جامعة أوكسفورد ـ 2009 .
جون مانسلي روبنسون ـ مقدمة للفلسفة اليونانية المبكرة ـ طباعة هوتون ميفلين للنشر ـ 2018 .



#عضيد_جواد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزياء والملابس في بلاد الرافدين القديمة
- الفنّ والعمارة في بلاد الرافدين
- ثورة العمّال اللودّيين
- مَن هم شعوب البحر ؟؟
- الأعياد في بلاد الرافدين القديمة
- الحكومة في بلاد الرافدين القديمة
- النساء العالمات في ثورة العلوم
- قصة الوسيم نارسيسوس (نرجس)
- دعوى استئناف لإمرأة سومرية أمام محكمة في مدينة أوما
- هيبي إلهة خلود الشباب
- كيف كانت التجارة في بلاد الرافدين القديمة ؟
- معاداة السامية في أوروبا المسيحية
- الزقّورات في بلاد الرافدين
- الحروب وأدواتها في بلاد الرافدين القديمة
- الماء والخلق في فلسفة طاليس
- مملكة إسرائيل في التاريخ القديم
- كيف كانت حياة الأسرة في بلاد الرافدين ؟
- المرأة في مصر القديمة
- مَن هو الرّب يهوه ؟؟
- اليهودية المبكرة من منظور تاريخي


المزيد.....




- تحليل CNN.. خريطة تُظهر شكل التوغل الأوكراني في الأراضي الرو ...
- لكمه وضربه بكوعه على رأسه مرارًا.. فيديو يظهر اعتداء ضابط عل ...
- بعد الفضيحة.. ألمانيا تسحب تكريم ذكرى الضباط السابقين في -ال ...
- بولندا: القبض على شخص خطط لتنفيذ أعمال تخريبية
- وزير إسرائيلي: نتنياهو كان يعلم بما سأقوم به (صورة)
- هوكشتين يعتبر أنه بإمكان إسرائيل و-حزب الله- تجنب الحرب
- محادثات في سويسرا بشأن وقف إطلاق النار في السودان
- أولمبياد باريس 2024..حدث رياضي تاريخي ببصمة عربية
- تركيا تعتزم إدخال نظام بصمات الأصابع للأجانب على الحدود
- مصر.. عملية نادرة لفصل توأم ملتصق بطريقة غريبة


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عضيد جواد الخميسي - كذبة أفلاطون في الروح