أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل لم يصفع محمد السادس ، وإسرائيل الدولة ، لم تصفع الدولة المزاجية المخزنية البوليسية















المزيد.....


نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل لم يصفع محمد السادس ، وإسرائيل الدولة ، لم تصفع الدولة المزاجية المخزنية البوليسية


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7995 - 2024 / 6 / 1 - 16:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تناوُل بنيامين نتنياهو Ben Jaman Netanyahou لخريطة الوطن العربي ، وبالنسبة للخريطة المغربية ، عرضها دون الصحراء الغربية .
ان هذا العرض اعتبره العديد من المتتبعين ، والعديد من الملاحظين ، ضربة وجهها " نتنياهو " الى محمد السادس ، خاصة وان خريطة المغرب كانت مقصودة ، عندما عرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي ، والصحراء الغربية تكتسي اللون الأبيض .. وفي التركيز واستعمال اللون المثير للملاحظة وللانتباه ، اعتقد الجميع انها كانت نكاية بمحمد السادس الذي " طبّع " مع " نتنياهو " ، وطبعا ذهب البعض ان هذا الحدث كان مقصودا ، لان دولة إسرائيل الديمقراطية ، تكون قد وجهت صلْية للدولة المزاجية المخزنية البوليسية ، التي ترتبط وجودها من عدمه ببقاء او استقلال الصحراء الغربية ، خاصة وان النظام عندما طرحها في بداية السبعينات ، كان يتوخى تجنيب نظامه السقوط ، وهو الذي كان معرضا لأكثر من سقطة ، شارك في بعضها الجيش ، كما انه استعمل الصحراء كضرع حليب يجلب الثروات التي تصب في صندوق النظام ، خاصة عائدات الفوسفاط ، والاسماك ..
فهل تنكر Netanyahou لالتزاماته التي قد يكون قد اخذها على عاتقه ، وحملها محمل الجد .. والى هنا نحن نرى ان نتنياهو لم يلتزم بشيء وعاد عنه ، كما ان دولة إسرائيل الديمقراطية ، لم تلتزم بشيء للنظام المزاجي ، وللدولة المزاجية وتراجعت عنه .. فمن اين يستقي هؤلاء خرجاتهم ، بان نتنياهو بعرضه لخريطة المغرب مبتورة عنه الصحراء الغربية ، الذي تم تلوينها باللون الأبيض حتى تثير الانتباه ، صفع خد محمد السادس ، وان الدولة الإسرائيلية ، وبالأخص الحكومة الإسرائيلية التي رئيسها هو Ben Jaman Netanyahou ، صفعت خد الدولة المزاجية البوليسية ( بوليس رديء ) المخزنية ، وتكون الحكومة الإسرائيلية لم تفي بوعدها وبالتزاماتها ، بخصوص نزاع الصحراء الغربية ، للدولة المزاجية المخزنية البوليسية .. فمن اين جاء هؤلاء يشرحون ويغرقون في الشرح ، في ان Netanyahou التزم بالاعتراف بمغربية الصحراء ، وان الحكومة الإسرائيلية التي تتكون من مجموعة أحزاب منها حزب Netanyahou ، التزموا بمغربية الصحراء ، او كما يذهب النظام المزاجي ، معتقدا ان الحكومة الإسرائيلية التزمت بالاعتراف بمغربية الصحراء ، وان الصحراء من وجهة الحكومة الإسرائيلية ، أضحت مغربية .
أولا يجب الانتباه ، الى ان إسرائيل لم تعترف ولم يسبق ان اعترفت بمغربية الصحراء ، وكانت في سبيل خلط الموقف وخلط الوضع ، تؤيد المشروعية الدولية ، متخندقة في صف الاتحاد الأوربي ، وفي صف الولايات المتحدة الامريكية اللذان يؤكدان على الشرعية الأممية . وكلنا يتذكر معارضة الاتحاد الأوربي القوية ( لاعتراف ) Trump ( بمغربية الصحراء ) ، والموقف الأكثر حرجا ، كان الموقف الفرنسي ، والموقف الاسباني .. واليوم اصبح الموقفان من نزاع الصحراء الغربية ، هو موقف الاتحاد الأوربي ، وهو موقف سيتبلور بشكل واضح ، عند اصدار محكمة العدل الاوربية لقرارها ، بخصوص الاتفاقيات المبرمة بين النظام المخزني المزاجي البوليسي ، وبين الاتحاد الأوربي .. فعلى ضوء القرار القضائي الأوربي المنتظر ، ستحدد اوربة موقفها الصريح ضمن الاتحاد الأوربي .. لا خارجه ..
فانطلاقا من هذه الحقيقة التي تفهمها الدولة العبرية جيدا ، فهي تندمج مع كل ما يقرره الحلفاء من الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الامريكية ، الى كندا وسويسرا وروسيا الاتحادية ، والصين الشعبية ...
لذلك سنجد موقف إسرائيل كان واضحا ، وقناعات Netanyahou السياسية تتماشى مع الموقف الأوربي ، وتتماشى مع المشروعية الدولية التي تركز فقط على حل الاستفتاء وتقرير المصير ، بنزاع الصحراء الغربية .
اذن من اين جاء هؤلاء الجهابدة ، باعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء ، واعتراف Netanyahou كذلك بمغربيتها ..
بل حتى عندما كان الوفد الإسرائيلي بالمغرب يبرم معاهدة " ابراها " ، لم يصدر عن الوفد أي تصريح يقضي بالاعتراف بمغربية الصحراء . لان مسطرة الاعتراف بالدول ، تقتضي مسطرة خاصة هي موافقة الدولة الإسرائيلية ، وليس تطمين احد وزراء الحكومة الإسرائيلية ، الذي يلقي بتصريح في أي مكان كان ، يقترح فيه مثلا مغربية الصحراء .. فالحكومة الإسرائيلية مكونة من عدة أحزاب ، والقرارات تتخذها حكومة الأحزاب المشكلة للحكومة ، ولا يتخذها وزير او حزب وزير ، فالاعتراف بالوضع القانوني للدول ، لن يكون له اثر إيجابي ، الاّ اذا اتخذ باسم الحكومة ، ومنه باسم الدولة الإسرائيلية ، او الامريكية ، او الاوربية . فمثل زلة Pedro Sanchez ، ظلت صيحة في واد ، لأنه لم يمررها عن طريق الحكومة ، ولكن تجاوز الحكومة عندما طرق باب الاختصاصات التي يعطيها الدستور الاسباني للملك ، في المعاهدات وفي الاتفاقيات الدولية ، وفي مجال الدبلوماسية والسياسة الخارجية .. ومع مرور الوقت ، سيموت تصريح Pedro Sanchez ، عندما ربط أي قرار في الموضوع ، بقرار الاتحاد الأوربي الذي تسمو قراراته على القرارات المحلية ، ولو انها تدخل في الاعمال السيادية للدول ..
لم يسبق لدولة إسرائيل الديمقراطية ، ان اعترفت بمغربية الصحراء ، ولم يسبق لرئيس الحكومة الإسرائيلية ان اعترف بمغربية الصحراء .. لذلك فإسرائيل لا تعترف ولم يسبق ان اعترفت بمغربية الصحراء . ومن ثم يكون عرض رئيس الوزراء Netanyahou لخريطة الدولة المزاجية ، ومن دون الصحراء ، بالأمر العادي الذي يعكس طبيعيا موقف رئيس وزراء اسرائيل ، والحقيقي لموقف الدولة الإسرائيلية من نزاع الصحراء الغربية .. لكن ان اثارة اللون الأبيض لخريطة الصحراء ، كان شيئا ما مستفزا للملك ، ولدولته المزاجية . فكان عرض الخريطة بذاك الشكل منطقي ، يتجاوب مع قرارات إسرائيل ، لأنها رفضت الاعتراف بمغربية الصحراء.
قد يدلي وزير إسرائيلي برأيه الشخصي في نزاع الصحراء الغربية ، وفي الوضع القانون للصحراء . وقد يكون الادلاء قد تم من طرف وزير الخارجية ، او وزير الدفاع .. فهذا الادلاء هو ادلاء شخصي ، يخص الوزير المعني ، ولا يخص حزبه ، فأحرى ان يخص موقف الحكومة الإسرائيلية ، ويخص بالتالي دولة إسرائيل الديمقراطية . وللتذكر فحتى تصريح احد الوزراء ، وبما فيهم رئيس الوزراء Netanyahou ، حول الصحراء ، رغم ان التصريح مجرد نفاق لا يعكس القناعة الشخصية للوزير المعني ب ( مغربية ) الصحراء ، فهو موقف شارد ، الهدف منه الضرب على كتف النظام المزاجي البوليسي ، دون ترتيب نتائج ملموسة عن التصريح او الادلاء . ومن ثم فكما لا يلزم حزب الوزير المصرح ، فانه كذلك لا يلزم الحكومة الإسرائيلية ، وبالتالي لا يلزم دولة إسرائيل الديمقراطية ..
ان الحكومة الإسرائيلية تشتغل مجتمعة بالنسبة للقضايا الاستراتيجية التي تهم ارض الميعاد ، وتهم شعب الله المختار .. لذلك فأي قرار لم يصدر عن الحكومة مجتمعة ، لا يلزمها في شيء . وهذا المعمول به في فرنسا وفي أمريكا . فعند زيارة وزير فرنسي او امريكي، ويكون قد ادلى بتصريح بخصوص الوضع القانوني للصحراء ، فالتصريح هذا يبقى للدغدغة ، ولترطيب الجو . لكن عمليا ، فتصريح الوزير الفرنسي او الأمريكي ، لا يلزم في شيء موقف الدولة الفرنسية ، وموقف الدولة الامريكية بالنسبة للنزاع الدائر حول الصحراء ، والذي هو تنزيل المشروعية الدولية ، كما تنص عليها قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعالج نزاع الصحراء الغربية ، ضمن اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة ..
اذن . من اين لهؤلاء بالقول ، ان Netanyahou وهو يعرض خريطة المغرب دون الصحراء التي لونها بالأبيض ، قد وجه لطمة لوجه الملك ، وان دولة إسرائيل وجهت لطمة للدولة المزاجية المخزنية البوليسية .. فماذا اعترف به رئيس الوزراء الإسرائيلي ، واعترفت به الحكومة الإسرائيلية ، وبالتالي الدولة الإسرائيلية ، للنظام المزاجي البوليسي ، وحصل فيه تراجع ، وفي الحقيقة لم يكن هناك تراجع ، لان لا شيء قدموه حتى يتراجعوا عنه ؟
ان إسرائيل الدولة ، لم يسبق لها ان اعترفت بمغربية الصحراء ، وهي لن تعترف بها ، لأنها مع المشروعية الدولية ، التي يرتبط بها حلفاءها بالاتحاد الأوربي ، ومع الولايات المتحدة الامريكية .. لذا فتصرف Netanyahou ، كان تصرفا عاديا ، يستجيب لموقف الدولة الإسرائيلية من الوضع القانوني للصحراء الغربية ، ولم يكن تصرفا استثنائيا كما ذهب العديد من الأشخاص . ومن ثم لم يوجه لطمة لا لوجه محمد السادس الملك الذي اشرف شخصيا على اتفاق " ابراها " ، ولا الدولة الإسرائيلية وجهت لطمة للدولة المزاجية .. فرئيس الوزراء الإسرائيلي ، تصرف استجابة للموقف الإسرائيلي الذي يرتبط مع المشروعية الدولية ، التي تنتهي بالاستفتاء وتقرير المصير المؤدي الى الاستقلال ..
اذن . وبعد ان اخرج النظام المزاجي علاقاته مع إسرائيل ، التي تعود الى بداية خمسينات القرن الماضي ، وهذا يعني ان النظام المزاجي لم يُطبّع مع الدولة الإسرائيلية كالأردن ، والامارات ، ومصر ، والبحرين ، والسودان ، والسلطة الفلسطينية .. يكون ومن دون اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء ، وتراجع الولايات المتحدة الامريكية عن ( اعتراف ) Trump ( بمغربية الصحراء ) ، قد خسر كل شيء ، ولم يربح أي شيء .. فاتفاق " ابراها " تم افراغه من مضمونه منذ اليوم الأول لإبرامه ، عندما لم تعترف دولة إسرائيل اوتوماتيكيا بمغربية الصحراء ، وظلت تقرع باب الأمم المتحدة لفض النزاع . وخسر الالتزامات والوعود الامريكية ، سواء الخمس مليارات دولار التي وعد بصبها الرئيس الأمريكي ، وسواء نكتة فتح قنصلية أمريكية بالداخلة المتنازع عليها .. بل حتى الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، وفي اوج ( علاقاته ) مع محمد السادس ، لم يفتح قنصلية فرنسية بالداخلة ، بل فتح دكانا لحزبه " الى الامام " ، وهو الدكان الذي يتم فتحه على الطلاق ، ونحن نعتبرها تهكما ومسخرة من الرئيس الفرنسي لمحمد السادس ..
ان كل هذه المسرحية الملعبة ، من جهة الملك يبرم اتفاقية " ابراها " مع دولة إسرائيل الديمقراطية ، ومن جهة فتل ابيب لم تعترف ولا اعترفت بمغربية الصحراء ، والرئيس الأمريكي Donald Trump دون ان يمد النظام بخمس مليار دولار ، ودون ان تفتح الولايات المتحدة الامريكية قنصلية بالسمارة المتنازع عليها .. بل ان من وقف وراء تعيين الممثل او المبعوث الشخصي للأمين العام بملف نزاع الصحراء الغربية ، السيد Staffan de Mistura ، وارجاع حل النزاع الى سلطة الاختصاص ، مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة ، كانت أمريكا وكان البيت الأبيض ..
فماذا ربح النظام المزاجي من وراء كل الأدوار التي لعبها ، لإخراج العلاقات مع إسرائيل الى العلن ، بدل بقاءها تجري كالمعتاد من تحت الطاولة .. ؟
بل حتى اعتراف Pedro Sanchez ذهب مع الريح ، لان اسبانية عضو بالاتحاد الأوربي ، وهي تلتزم بما يقرره الاتحاد من جميع ملفات نزاع العالم .. ، تكون الدولة الاسبانية خارج تصريحات Pedro Sanchez الشخصية ، ويكون موقف Sanchez قد داب في موقف الاتحاد الأوربي ، وموقف الدولة الاسبانية التي لن تعترف ابدا بشيء يسمى ب ( مغربية الصحراء ) .
فلو لم يكن ملك اسبانية على بينة ومعرفة ، ويعلم العلم المسبق بنتائج خرجة Sanchez ، لان للملك فطاحل السياسة الدولية بالدولة العميقة الإسبانية ، ما كان ان يستمع له اطلاقا ، لان الاعتراف ب (مغربية الصحراء ) ، فيه ضرر خطير للدولة الاسبانية الاوربية المسيحية الكاتوليكية التي تحتاط من جارها الجنوبي الذي يحمل اثقال نظام جاوز 340 سنة ، وليس 1200 سنة ..
اذن . هل يستطيع النظام المزاجي ، وكل عثراته بسبب المزاج ، ان يراجع علاقاته على ضوء رفض اتفاق " ابراها " ؟ .
إسرائيل الى الآن تبدو منطقية مع نفسها ، لأنها دولة قرارات ، وليست بدولة مزاج .. لذلك فرفع Netanyahu خريطة المغرب ومن دون الصحراء ، هو امر عادي يعبر عن موقف دولة إسرائيل من الوضع القانوني للصحراء . ومن ثم لا Netanyahou ، ولا الحكومة الإسرائيلية ، يكونون قد وجهوا لطمة لوجه النظام المزاجي البوليسي .. فالتصرف كان ، وسيبقى طبيعيا ما دام يتم ضمن اختيارات الدولة الاسرائيلية ، التي لم تعترف ابدا ولن تعترف ابدا بمغربية الصحراء ، شأنها في ذلك شأن حلفاءها بالاتحاد الأوربي ، وكندا والولايات المتحدة الامريكية . وإسرائيل نظرا لمصالحها الاستراتيجية ، على المدى البعيد ، وحتى المدى المتوسط لن تقبل لا بالدُّويْلة الفلسطينية ، ولا بحق العودة ، كما انها لن تعترف بوحدة الأرض المغربية ، لان في الاعتراف بوحدة الدول العربية ، ومنه الاعتراف بمغربية الصحراء ، يضر بمصلحة إسرائيل التي لا تثق في شخص محمد السادس ، ولا في نظامه المعزول ، والمهزوز عند استقلال الصحراء .. لذا فان أي ضعف يصيب العالم العربي ، يصب في خدمة سياسة الدولة الإسرائيلية . فلا يجب مساندة باي حال من الأحوال ، تدعيم ومساندة قضايا الوحدة العربية ، لان في التفتيت راحة البال .. بل ان إسرائيل التي لا تزال تبحث عن حدود ارض الميعاد La terre promise ، وارض شعب الله المختار ، لن تؤيد اية فكرة تصب في وحدة جزء من ار ض متنازع عليها . وهي هنا تكون منطقية مع اختياراتها ، حين رفضت الاعتراف بمغربية الصحراء .. لكنها وكما قلت مرارا الى جانب هذه الحقيقة ، فإسرائيل تمد يدها للنظام الجزائري ، التي تفضله عن النظام المزاجي .. ولو دخلت الجزائر في علاقة ما مع الدولة الاسرائيلية ، لأعلنت جهارا دعم استقلال الصحراء ، لان في قيام دولة الصحراء ، يتحقق اعظم مبتغى إسرائيلي الذي هو الاضعاف بسبب البتر ، وبسبب العرقيات والاثنيات كالبربرية ، التي تؤيدها إسرائيل ، ويؤيدها الغرب / الاتحاد الأوربي وامريكا وكندا .. الخ .
فمن مصلحة إسرائيل ومن مصلحة الغرب ، نشوب حرب مدمرة بين النظام المزاجي البوليسي ، والنظام العسكري الجزائري . لأنها ستكون حرب تدمير ، وهي وحدها ستسهل بتشتيت الدولتين المتحاربتين .. على غرار ما جرى بالشرق العربي ، خاصة الأنظمة ( القومية العربية ) كسورية والعراق ( البعث )..
واذا حصلت الحرب ، فجيوش إسرائيل لن يشاركوا فيها ولو بجندي واحد ، لان الجيش الإسرائيلي لا يموت خارج إسرائيل ، كما ان الجيش الروسي لن يحارب الى جانب الجيش الجزائري .. لكن ستستمر إسرائيل في ايراد الأسلحة وبيعها للنظام المزاجي و بأثمان عالية مكلفة ، والجيش الروسي سيستمر بدوره في ايراد الأسلحة وبيعها للنظام الجزائري بأثمان جد مرتفعة .. وستصبح الحرب تجري بين الرباط العاصمة وبين الجزائر العاصمة .. والنهاية ان لا احد سيربح الحرب ، من الفريقين المتحاربين ، في حين الرابح من الحرب ، الغرب بقيادة الاتحاد الأوربي ، وامريكا ، وإسرائيل ، وروسيا ، وكندا ... أي تدعيم كل مشروع سيعجل ببتر الأرض . فالغرب الذي يؤيد جمهورية القبايل الجزائرية ، هو نفسه يدعم استقلال الصحراء ، واستقلال الريف ، واستقلال مناطق تكون مرشحة للاستقلال ..
ان صراع الصحراء الغربية ، إضافة الى انه صراع حضاري بين نظامين مختلفين ، فهو صراع اممي ، اذْ على ضوئه ستترتب عدة معطيات ، لإعادة صياغة جغرافية جديدة ، باثنيات واعراق وقبائل ستصبح جديدة ..
ومرة أخرى لمن اعتبر تصرف Netanyahou ، باستعراضه خريطة المغرب من دون الصحراء ، بمثابة إهانة للملك ،او لطمة وجهها Netanyahou لوجه الملك ، او لطمة وجهتها دولة إسرائيل الى الدولة المزاجية البوليسية .. عار من الصحة ، لان رئيس الحكومة الإسرائيلية كان يتصرف من موقع الدولة الإسرائيلية التي لا تعترف بمغربية الصحراء الغربية ، كما كان يتصرف ضمن الثوابت التي يؤمن بها حزبه ، وتؤمن بها الأحزاب المكونة للحكومة ، وأحزاب المعارضة خارجها .. فلا Netanyahou بتصرفه مع الخريطة ، يكون قد اساء للملك ، ولا الحكومة الإسرائيلية بتصرف رئيسها Netanyahou تكون قد اساءت للملك ، او اساءت للدولة المزاجية البوليسية ..
وهي نفس الحالة المعكوسة عندما اعترف Pedro Sanchez بحل الحكم الذاتي ، ويصبح هذا الاعتراف دائبا في موقف الاتحاد الأوربي الذي لا يعترف بمغربية الصحراء ..
ان الحالة الوحيدة التي تؤكد على اعتراف الدولة الاسبانية ، او الدولة الفرنسية ، او الدولة الإسرائيلية .. بمغربية الصحراء ، ان يكون الاعتراف قد حصل من مجلس الوزراء ، وبالتالي من الدولة المعنية اسبانية كانت ام فرنسية ام إسرائيلية .. الخ .. ففي هذه الحالة ، تكون الدولة من يعترف بمغربية الصحراء ، وليس مجرد وزير حتى ولو كان الوزير الأول هو من اعترف بها .. بل هو لم يعترف بها ، وانما اعطى وجهة نظر شخصية ، وليست مسؤولة في شيء .. وكما قلت ، موقف الاتحاد الأوربي سيتحدد بشكل واضح بعد صدور قرار محكمة العدل الاوربية في هذا الصيف ، وابعد تقدير بداية الخريف القادم ، بخصوص طلبات الطعن في الاتفاقيات التجارية ، و اتفاقية الفلاحة ، واتفاقية الصيد البحري .. فإذا ابطلت المحكمة في قرارها القادم هذه الاتفاقيات ، في شق ثروات المناطق المتنازع عليها ، فان الاتحاد الأوربي وعلى رأسه فرنسا ، التي لعبت هذا الدور كجواب عن جريمة Pegasus Gate ، أي توظيف القضاء الأوربي في المجال السياسي ، فان موقف الاتحاد الأوربي يصبح اتوماتيكيا ، ضد مغربية الصحراء ، ويصبح الاتحاد الأوربي يحتفظ بنفس المسافة مع اطراف النزاع ، النظام المزاجي وجبهة البوليساريو ، وتبقى الجزائر بالنسبة للاتحاد الأوربي بعيدة عن هذا الصراع الثنائي وليس بالثلاثي ..
وهنا فإسرائيل ستسير على خطى حلفاءها الغربيين وليس فقط على خطى الاتحاد الأوربي . وحين تتدرع تل ابيب بالمشروعية الدولية ، فهي تقدم يد مساعدة للنظام الجزائري ، وهي نقطة التقاء بينهما ، بل وقد تقرب بينهما ، ما يبعد العلاقة مع ملك المغرب محمد السادس ، الذي لا تثق فيه تل ابيب ، خاصة بالنسبة للمستقبل المقبل على جميع الخيارات بعد ذهاب محمد السادس المريض ..
ومرة أخرى ، إسرائيل وجريا على خطى حلفاءها الغربيين ، الذين لا يعترفون بمغربية الصحراء ، فهي كذلك لا تعترف ، ولم تعترف ابدا بمغربية الصحراء ، وتكون الدعوة الى التشبث بالمشروعية الدولية ، آلية عدم الاعتراف بمغربية الصحراء ..
ومرة أخرى Netanyahou ، تصرف عاديا ، لأنه لا يعترف بمغربية الصحراء . ودولة إسرائيل الداعية الى المشروعية الدولية ، لا تعترف بمغربية الصحراء ، ومن ثم Netanyahou لم يوجه لطمة لخد محمد السادس ، والدولة الإسرائيلية لم توجه لطمة الى وجه الدولة المزاجية .
ومن خسر من هذا الرهان ، محمد السادس شخصيا ، ونظامه المزاجي البوليسي .. لان الحل الذي يجمع عليه المنتظم الدولي ، الاتحاد الأوربي ، أمريكا ، كندا ، إسرائيل ، مجلس الامن ، الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وحتى الدول العربية ، الجزائر ، تونس ، ليبيا ، اليمن ، مصر ، موريتانية ، السلطة الفلسطينية .. هو الحل الاممي .. لان الحل مِلكٌ للأمم المتحدة ، ترجمته عبر قراراتها ، من مجلس الامن منذ سنة 1975 ، والجمعية العامة منذ القرار 1514 الصادر في سنة 1960 ..
ورغم ان الحل هو اممي ، فان مجلس الامن قد لا يعارض ، مبادرة الاتحاد الافريقي ، اذا قرر التنسيق مع مجلس الامن ، باقتراح الدولة الصحراوية لعضوية الأمم المتحدة .. خاصة وان ملك المغرب محمد السادس اعترف بها ، واصدر ظهيرا وقعه بيده يقر فيه بهذا الاعتراف الذي نشره بالجريدة الرسمية للدولة العلوية بيناير 2017 .. عدد الجريدة 6539 ..
فهذا العرض الافريقي الذي يجب انتظاره ، سيختزل تنظيم الاستفتاء وتقرير الصير ، وطبعا لا حكاية مع حل الحكم الذاتي الذي طرحه النظام المزاجي في ابريل 2007 ، ولا علاقة له باعتراف الملك محمد السادس بالجمهورية العربية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ..
فما يجب انتظاره وليس فقط توقعه ، ان جميع الدول ، وخاصة منها دول الفيتو بمجلس الامن ، خاصة فرنسا واسبانية .. الخ ، سيصوتون لصالح إنظمام الدولة الصحراوية الى الأمم المتحدة .. كدولة ..
فحين يحل المزاج محل التفكير الرصين ، عند التقرير مزاجيا في أي موضوع ، ومنه مواقف النظام المزاجية عند مباشرته نزاع الصحراء الغربية ، تكون هذه ، النتيجة التي لم تكن صادمة ، لأنها متوقعة ومنتظرة ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضاء الإيطالي يرفض تسليم ادريس فرحان المطلوب من البوليس ال ...
- حان موعد الرحيل . المنفى ينادينا
- هل دعا حاكم المغرب الفعلي من الشرق ، الجزائر الى التعقل وفتح ...
- النظام الطائفي والطائفية في لبنان
- نداء حركة - صحراويون من اجل السلام -
- النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية ( الحلقة الرابع ...
- النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية -- الحلقة الثال ...
- النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية --- تابع ---
- النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية
- الإطار الاجتماعي للنعرة القبلية والمذهبية
- أول حكم ذاتي لمواجهة النعرة القبلية في الدولة الاسلامية
- هل الملك محمد السادس من اعتبر خيار الحرب استراتيجي مع الجزائ ...
- هل طالب النظام المزاجي البوليسي باسترجاع الصحراء الشرقية ؟
- من يملك مفتاح حل نزاع الصحراء الغربية
- النعرة المذهبية الدينية في تشتيت الوحدة الشعبية
- السلاح يلعلع بالقصر الملكي
- النظام القبلي في الدولة الثيوقراطية الإسلامية
- الدولة المزاجية . مغرب الاستثناءات
- سورية تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية ، ولقاء ثلاثي في اخ ...
- الانقلابات في ظل الملك محمد السادس


المزيد.....




- الخارجية الروسية: روسيا تعمل على إبرام معاهدة ثنائية واسعة ا ...
- كيف أصبح الاعتراف بإسرائيل شرطاً للحصول على الجنسية الألماني ...
- شاهد: السلطات السويسرية تتفقد الأضرار إثر عواصف رعدية وفيضان ...
- الفلسطيني مجاهد العبادي يروي تقييده فوق غطاء سيارة عسكرية إس ...
- منظمة أممية: ارتفاع حصيلة غرق قارب مهاجرين باليمن
- -حفر نفق وتجهيز ألغام وتفجيرها-..-القسام- تبث لقطات من استهد ...
- ما هي السيناريوهات الأربع المحتملة للانتخابات التشريعية الفر ...
- ماذا قالت؟.. تسريبات باجتماع مغلق لزوجة نتنياهو تثير عضبا في ...
- احتجاجات الكينيين على فرض ضرائب إضافية عليهم يثير تفاعل نشطا ...
- السودان.. ماذا وراء انفجار الأوضاع العسكرية في سنار؟


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل لم يصفع محمد السادس ، وإسرائيل الدولة ، لم تصفع الدولة المزاجية المخزنية البوليسية