أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - كعشبٍ يضيءُ ظلالَ الكمنجاتِ














المزيد.....

كعشبٍ يضيءُ ظلالَ الكمنجاتِ


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 7979 - 2024 / 5 / 16 - 20:40
المحور: الادب والفن
    


(1)
لا وقتَ لديَّ
كيْ أقفَ أمامَ ابتسامتكِ واصفاً إيَّاها بأقلِّ عددٍ ممكنٍ من الكلماتِ
لا وقتَ لديَّ كي أقفَ أمامَ صوتكِ الشبيهِ بتأوُّهاتِ الأشجارِ
ولا أمامَ جمالكِ المسافرِ في الريحِ الخضراءِ
كيْ أجمِّعَ من حبَّاتِ المطرِ عقداً لإحدى أميراتِ الغجرِ الفلسطينيَّاتِ
فالحالمونَ دائماً مسرعونَ في ركضهم الدائريِّ إلى الوراءِ
خلفَ ظلالِ نساءٍ بطعمِ الملحِ وحبرِ الفراشاتِ والقُبلِ الجارحةِ
*
(2)
الروحُ في مرمى وصالكِ شعلةٌ
والشوقُ في مرقى جمالكِ سلَّمُ
واللهفةُ العمياءُ تبصرُ نورها
ودليلُها في ليلِ مسراها فمُ
حمَّلتُ روحي وردةً علويَّةً
بأصابعِ الشغفِ المضيءِ تُرمَّمُ
ليلي طويلٌ بعدَ ليلكِ سرمدٌ
وقصيدتي حبقُ المياهِ يغمغمُ
المريماتُ جميعهنَّ قصائدي
في كلِّ حُبٍّ تحتويني مريمُ
فبأيِّما دمعٍ أضيءُ فأهتدي
وبأيِّما لغةٍ أقولُ فأُفهمُ؟
وتويجُ قلبي والشفاهُ كأنَّما
ملحٌ يربُّهما ورملٌ أبكمُ
*
(3)
لهفةٌ في دمي للكمنجاتِ تعبرُ ليلَ الشتاءِ الطويلِ
بنعلٍ من الزنبقِ الجبليِّ…
هنا مطرٌ في نهاياتِ أبريلَ.. أخضرُ يا امرأةً خصرُها لنحيبِ الكمنجاتِ في الليلِ
ضحكتُها للينابيعِ.. مشيتُها للأيائلِ.. لهفتُها للأغاني.. ضفائرُها للسنابلِ أو للشموسِ..
تعالي أكبِّلكِ بي وأحرِّركِ منِّي ومن شغفي الأبديِّ.. تعالي..
فكم تشبهينَ سنونوَّةً في الظهيرةِ ضلَّتْ طريقَ الرجوعِ إلى عشِّها
أو قصيدةَ حُبٍّ تنامُ على مقعدٍ في الحديقةِ
وهيَ تغطِّي ابتسامتها باخضرارِ الشتاءِ
كوردٍ يُغطِّي شفاهَ النقوشِ..
كعشبٍ يُضيءُ ظلالَ الكمنجاتِ في الليلِ
أو كصدىً ليسَ يُسمعُ في بيتِ شعرٍ قديمٍ..
دموعُ الكمنجاتِ منقوشةٌ في يديَّ كشمسٍ خريفيَّةٍ
كعناق طويلٍ على ساحلٍ.. كصدىً في جبالٍ..
كغمغمةِ الغيمِ فوقَ الترابِ…
*
(4)
هل صرتُ منكِ وصرتِ منِّي
متتبِّعاً في الليلِ طيفي في السحابةِ
أو ظلالَ خطى القصيدةِ والتماعاتِ الضبابةِ في الخريفِ..
لمن أغنِّي يا حياةُ.. لمن أغنِّي؟
وأنا الذي مذ كنتُ..
منذُ نعومةِ الأظفار تولدُ بي الأغاني المستحيلةُ
في سماواتِ الجليلِ..
أنا الوحيدُ.. أحبُّ روحكِ أو أريدكِ فاحتويني
واجمعي روحي من الأرقِ الموزَّعِ في الزهورِ وفي السرابْ
*
(5)
قبَّلتُ ألفَ ضفيرةٍ شقراءَ..
لم أقرأ جمالَ الصيفِ بعدُ ولم أخطَّ قصيدةً عن وردةٍ طارتْ لأنَّ أصابعَ امرأةٍ تناديها..
ولم أكتبْ عن امرأةٍ من المطرِ الخفيفِ
وتشبهُ العشبَ النظيفَ على نجومِ الصبحِ
أو صوتَ النسيمِ وصوتَ فيروز المضيءَ كدمعةٍ.. وقصيدتي البيضاءُ تشبهُ عريَ عينيها
وتكتبُ أيَّ شيءٍ.. أيَّ شيءٍ عن كآبتها وسرِّ حنينها المجهولِ
خائفةً من الأيَّامِ أو من وقعِ شيءٍ ما يوتِّرها كخيطٍ في أغاني الماءِ، شيءٍ لستُ أعرفهُ
ويشبهُ في المدى نسراً خرافيَّاً يراقبُها.. وهاويةً على موجِ الهوى الغلَّابْ
*
(6)
أحبُّ صوتَ البحرِ الذي يأتي من قدميها وأصدافِ يديها
أحتاجُ حبَّها لتكتملَ القصيدةُ فيها
كانَ جسدُها معجوناً بالأمطار الاستوائيَّةِ وعطرِ المانجا والموزِ المكسيكيِّ
وكانت روحها تحملُ كلَّ سحرِ الأمازونِ وكلَّ أمجادِ كرةِ القدمِ والحضاراتِ العظيمةِ الغاربةِ
*
(7)
مطرٌ ينسابُ على الليلكْ
والليلكُ خمرٌ ينسابُ
والخوخُ من الشهدِ المنهكْ
والتوتُ على الشفةِ رضابُ



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفاعي إلياس أبو شبكة وأزهار بودلير
- نجاة الزباير: شاعرة صوتها ينقرُ نافذة المطر
- كتاب (كحل الفراشة) - ايقاعات نثريَّة - الصادر في عام 2019 عن ...
- هل تأتي القصيدةُ في الشتاء؟
- علي الدميني.. الرعويُّ الأجمل الذي حرسَ ليلَ القصيدة
- سعدي يوسف.. تلميذ السيَّاب الأنجب ومتمِّمُ قصيدته
- ديوان -نساء يرتِّبنَ فوضى النهار- منشورات وزارة الثقافة الفل ...
- محنة التجارب الجديدة في الشِعر الفلسطيني
- القصيدةُ أنوثةٌ غامضة
- شبابيكُ عشيقاتٍ منسيَّات
- لاعب النرد والكلمات
- أعيش كنهر وحيد
- تأملات جماليَّة في قصيدة الشاعر فرحات فرحات
- يرصدُ تحوُّلات العاشق بأسلوب مشبع بالدلالات
- ديوان (استعارات جسديَّة) الصادر في عام 2018 عن دار العماد لل ...
- ايقاعات رعوية
- مطرُ الغريب(قصائد عن ليلِ المعنى)
- حنينٌ يستيقظ في الظهيرة
- لو تأخَّرتِ قليلاً عن غوايتي
- وردٌ على رمادِ القصيدةِ (مرايا نثرية 9)


المزيد.....




- التمثيل السياسي للشباب في كردستان.. طموح يصطدم بعقبات مختلفة ...
- رشاد أبو شاور.. رحيل رائد بارز في سرديات الالتزام وأدب المقا ...
- فيلم -وحشتيني-.. سيرة ذاتية تحمل بصمة يوسف شاهين
- قهوة مجانية على رصيف الحمراء.. لبنانيون نازحون يجتمعون في بي ...
- يشبهونني -بويل سميث-.. ما حقيقة دخول نجم الزمالك المصري عالم ...
- المسألة الشرقية والغارة على العالم الإسلامي
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة إنسانية
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة انسانية
- دار الكتب والوثائق تستذكر المُلهمة (سماء الأمير) في معرضٍ لل ...
- قسم الإعلام التطبيقي بكليات التقنية العليا الإماراتية والمدر ...


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - كعشبٍ يضيءُ ظلالَ الكمنجاتِ