أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أيمن نور - متى يفرج الرئيس عن معارضيه الشرفاء















المزيد.....


متى يفرج الرئيس عن معارضيه الشرفاء


أيمن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1758 - 2006 / 12 / 8 - 11:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


متى يفرج الرئيس عن معارضيه الشرفاء الذين سألوه بصدق وفي العلن عن الحرية.. والرغيف .. والوطن!
الرئيس المؤتمن قال لنواب الوطن قولوا بصدق ودون خوف ما في ضمائركم .. واسألوا واستفسروا وناقشوا وعارضوا .. فلما عارضوا أودعهم في السجن.
* زار الرئيس المؤتمن.. برلمان الوطن .. قال لنا : قولوا كل شيء بصدق في العلن ولا تخافوا أحداً .. فقد مضى ذاك الزمن قلت يا سيدي إذن أين الرغيف ؟! أين اللبن؟! أين السكن؟ أين توفير المهن ؟ وأين من يوفر العلاج للفقير دونما ثمن ؟! قال الرئيس في حَزن : أيحدث هذا في بلدي ؟! شكرا على صدقك في تنبيهنا يا ولدي سوف ترى الخير غداً.
* وبعد عام زار البرلمان ثانية معلنا قولوا كل شيء بصدق في العلن.. لا تخافوا أحداً فقد مضى ذاك الزمن لم ينطق إلا طلعت معلنا أين الرغيف واللبن ؟ أين لاعلاج والسكن؟ أين توفير المهن؟ أين فرص العمل؟ أين ممدوح أبو جبل ؟ وبالمناسبة أين زميلي الذي قال هذا الكلام منذ عام من الزمن؟
* وبعد عام زار البرلمان ثالثا وقبل أن يقف معلنا قاطعه زميل لنا وقال في لحظة من الزمن قبل أن أسألك عن الرغيف واللبن!! قبل أن أسألك عن العلاج والسكن !! قبل أن أسألك عن توفير المهن!! ياسيدي .. المؤتمن متى إذن.. ستخرج عمن قالوا هذا قبلي؟! وهما .. اليوم في السجن؟!!
* تذكرت هذه الأبيات التي تقارب قصيدة أين صديقي حسن ؟ للشاعر أحمد مطر ، عندما تابعت بفخر ذلك الموقف الشجاع للزميل النائب المحترم محمد عبدالعليم داود وأن يقول ما قاله في حضور الرئيس ووسط هذا المناخ المثخن برهبة السلطة والدولة والمكان كما أدهشتني من قبل شجاعة الزميل طلعت السادات في أن يثير قضيتي ويطلب حريتي طوال عام كامل حتى فقد هو حريته !! لم أستغرب هذا من السادات ولم أستغرب هذا من عبدالعليم الذي وقف منذ ثلاثة أعوام إلى جانبي ونحن نرفض ما تعرض له زميلنا د. جمال حشمت غير مكترث فيما فعله إلا بضمير النيابي حتى لو تصادم مع التزامه الحزبي . عام 1984 قابلت الزميل محمد عبدالعليم وتزاملنا في جريدة الوفد منذ أعدادها الأولى لكني لم أعرفه بقدر ما عرفته يوم أن زرت مدينته الجميلة " فوة" بمحافظة كفر الشيخ لأتابع أحداثا جساما تفجرت عندما ثار أهلها على الظلم في صيف ذلك العام استيقظت فوة على جثة مواطن بسيط صرعه تعذيب وحشي داخل قسم الشرطة بمعرفة مباحث فوة .. انتفض أحفاد سعد زغلول ابن هذه المنطقة التي لا نفخر بأكثر من هذا الشرف شباب من عائلات وطنية مثل عاشور والبدري وداود أعلنوا غضبة واسعة أعجزت الآلاف من قوات الأمن التي حاصرت المدينة المشتعلة وانقطعت سبل الدخول والخروج منها وإليها .. كنت بينهم في وسط الحصار أتفحص وجوها مصرية تغضب للحق والكرامة قبل غضبها للخبز واللبن .. والمرافق والسكن ، تعشق الشرف وتظمأ للحرية بذات الشوق والظمأ لكوب ماء نظيف. هذه التربة الخصبة بعبق التاريخ الجبلي بخصوبة ورجولة الفلاح المصري .. هي الصورة الأقرب لملامح نائبها الذي حملوه للبرلمان وهو لا يملك مالا ولا سلطانا غير سلطان الكلمة الحرة الشريفة .
أحدث فوة الشهيرة حسمتها تلك الصورة التي تشرفت بنشرها على صفحات الوفد لذلك الضابط الذي عذب المواطن حتى الموت بتهمة تعاطي المخدرات فكانت الصورة المنشورة تضبطه وهو متلبس بذات الفعلة والدخان ألأزرق يحوم حول رأسه ورأس معاونه البادي في الصورة جالسا إلى جواره!! بعد خمسة عشر عاما دخل ابن هذه الدائرة البرلمان ، وبعد خمسة أعوام أخرى هاهو يكرر بيده الفارغة وقلبه العامر بالشجاعة بطولة جديدة تؤكد خصوبة ورجولة أبناء هذه المدينة العظيمة بعظمة رجالها ورموزها ، إن المضابط والتاريخ لن تهمل أبدا أسماء رجال رفعوا صوت يمثلونهم ولم يمثلوا بهم !! سيظل التاريخ يذكر الشيخ عاشور ومحمود القاضي ، وممتاز نصار ، وعادل عيد ، وعلوي حافظ ، وسيد جلال ، وطلعت رسلان ، وعصام العريان ، وجمال حشمت ، طلعت السادات . ذاكرة التاريخ والشعوب لا يعلق بها أسماء المصفقون ، وحملة المباخر الذين يعبدون الشمس عندما تشرق ويلعنوها فور الغروب !! مصر بحاجة إلى نواب شجعان يرفعون صوتهم بالحق ، يعلنون رأيهم ويتحدثون عن مشاعر ومطالب الشعب .. مصر في حاجة لنواب يواجهون العواصف لا يسايرون الريح ، مصر بحاجة للنائب الذي يتوضأ ويصلي ركعتين استخارة قبل أن يصوت ليست بحاجة للنائب الذي يصلي عند كل تصويت ركعتين شكر للحكومة أو لجنة السياسيات !! المسألة ليست بالعدد الوفير والأغلبية العددية فقد كان الحزب الوطني القديم يعارض سعد زغلول في البرلمان ولم يكن لديه سوى أربعة نواب فقط . وكان الوفد يعارض حكومة الأحرار والسعديين معارضة مؤثرة أسقطتهم ولم يكن لديه سوى عشر نواب يتزعمهم عبدالحميد عبدالحق .. عندما قرأت في صحف هذا الأسبوع خبرا عن اختيار الهيئة العليا لحزب الغد للنائب الزميل محمد العمدة ممثلا وحيدا للغد في البرلمان أشفقت كثيرا على هذا الشاب المحترم من هذه المهمة الصعبة .. التي أعرف أنه قادرا عليها لكني تذكرت أن أحمد يوسف الجندي نائب جمهورية زفتى كان المعارض الوحيد يوما ما في مجلس الشيوخ واستطاع هذا الشاب أن يشيب الحكومات ويذبح وزراء وحكام وهم من معارضة الجندي الذكية والمهذبة رغم عنفها وشراستها وصدقها ، المجلس الحالي يضم بين صفوفه وجوها جديدة وقديمة من الإخوان والمعارضة والمستقلين كل منهم هو أحمد جندي جديد ، وممتاز نصار وصلاح أبواسماعيل وكمال الدين حسين .. طبعة 2006 ، بل أن هناك وجوها مقبولة داخل صفوف الحزب الوطني تعد على أصابع الأيدي لكنها تملك إرادتها وقرارها ولا تنساق كما ينساق غيرها ، إن هذه الوجوه مصرية الهوى وطنية المزاج قادرة أن ترد للبرلمان احترامه وثقة الناس فيه إذا ما تساندت وتعاونت بعيدا عن أمراض الأغلبية وغرورها وتعاليها على الناس والتاريخ .. إن الحديث عن ضعف المعارضة هو أكذوبة كبيرة تروج لها أبواق السلطة والصحف نصف المستقلة !! فالمعارضة في مصر قوية لأن الشارع المصري مزاجه العام أصبح معارضا يتأفف من المصفقون والمنافقون ويطرب لكلمة الحق وشجاعة الرجال ؟ ليس صحيحا أن المعارضة في أحسن حالتها ، لكن المؤكد أن الحكومة وحزبها في الوضع الأسوأ رغم المال والسلطة والأمن والاحتكار للإعلام ولكل شيء في هذا الوطن إلا الناس والشارع ؟؟ نعم الإخوان هم التنظيم الأقدم والأكبر في الحياة السياسية .. لكن أضعف ما لديهم هو حرص الحكومة أن تبالغ في قوتهم وقدرتهم لتصنع منهم فزاعة للآخرين لتجعل المعركة بين الإخوان والآخرين وليس بين الحزب الذي يحتكر كل شيء وكافة الكيانات السياسية المحكوم عليها بالإعدام والتهميش وأولهم الإخوان والجميع .. المعارضة في مصر ليست هي الأحزاب القائمة أو النائمة ، وليست هي الإخوان المحظورة أو المشروعة ، المعارضة في مصر هي الناس ، هي أصحاب المصلحة الحقيقية في تغيير يقودها إلى غد أفضل إلى وطن مملوك للجميع ، يعرف حقوق الجميع ويصونها ويقدسها .. أعرف – ويعرف غيري- أن البداية الصحيحة لن تكون عبر الكيانات الجبهوية الموسمية ولا المؤتمرات المشتركة .. وأحسب أن البداية الصحيحة لابد وأن تنطلق من تحت هذه القبة الذهبية التي يمكن أن تصنع أكبر جسور التواصل بين المعارضة المتمددة بطول الشارع المصري وبين الأحزاب والتنظيمات وجماعات الضمير وتجمعات النخب والمثقفين ، باتت القضية أكبر من الأشخاص والأحزاب والجماعات ، فما يجمع المعارضة بل والعقلاء داخل الحزب الوطني نفسه أكبر مما كان يفرقهم في الماضي القريب والبعيد .. مصر على مفترق طريق والصديق هو كل من يريد لمصر أن تعبر بسلام وأمان إلى شاطئ الحرية والديمقراطية والإصلاح .. ربما نكون حتى الآن في ظرفية تاريخية لا تسمح بقيام جبهة بالمفهوم الضيق للجبهات السياسية .. لكننا بالحد الأدنى مؤهلين تماما لمواقف جبهوية تتسع للجميع وتكرس قدراتنا على القبول بالآخر والاتفاق فيما يمكن الاتفاق عليه وتجاوز ما يثير الخلاف والشقاق .. انتهى زمن الاحتكارات وقدرة أي مركز أو جماعة أو تيار أن يدعي أنه قادرا وحده على قيادة السفينة وإصلاح العطب الذي أصاب البوصلة فطال العطب مساحات واسعة في قلب المجتمع والوطن .. لا أحد يملك عصا سحرية ليخضر اليابس ، وليحي الميت ، ويصنع من الحبل حية ومن الحية حبل.. الوحيد الذي يملك هذه المهارة والقدرة هو الشارع عندما يتوحد خلف قضية عندما يجد أن الرموز القليلة القادرة على النفاذ بصوتها إليه تتحدث لغة واحدة ، ولديها قضايا وهموم مشتركة بعيدا عن الأنامالية والصفقات التكتيكية الضيقة .. الدستور .. هو كلمة السر !! الدستور هو الحل هو القضية الأم والأب والتي يمكن أن تجمع الفرقاء بكافة ألوان الطيف السياسي المصري .. الدستور والحرية هما البداية الحقيقية .. ليس المقصود تعديل النصوص وإدراك النتائج المرجوة ، لكن الأهم هو توحيد الشارع المصري والحركات السياسية والرموز خلف موقف مشترك ورغبة أكيدة في إصلاح لن يتم بالنصوص مهما تحسنت لكن بالرأي العام وتغليب المواقف المبادىء علي المصالح والرؤى الضيقة والمكاسب المرحلية.. مصر بحاجة لبداية جديدة يشعر بها الناس تحرك بداخلهم الحلم والأمل وتغلب الرجاء علي اليأس والعزوف والإحباط 00 مصر بحاجة لمساحة من التسامح والقبول بالأخر ليس بين الحزب الحاكم والمعارض وليس بين قوي المعارضة وقوي السلطة لكن أولاً بين المعارضة والمعارضة أولاً 0نحن بحاجة للتخلص من المخاوف البينية والحلول الفردية حتى لا نظل دائماً نبكي اللبن المسكوب ونقول أكلت يوم أكل الثورالأبيض !! أعود وأكرر أن البداية الصحيحة والمأمول فيها لن تكون إلا من تحت قبة البرلمان التي تجمع قيادات شابة وعاقلة ونظيفة ونقية من كافة الفرق والجماعات والأحزاب الممثلة للشارع السياسي المصري يساراً ويميناً ووسط00
إن عقلاء النظام وحزبه ليسوا أقل وطنية من عقلاء الأخوان والوفد والغد والناصري والتجمع والمستقلين ولن نجد تمثيلاً لهؤلاء أفضل من ذلك القائم تحت هذه القبة 00
قطعاً هناك كائنات صفرية أمنية ينحصر وجودها في مكاتب أمن الدولة التي تحركها بعد أن تولدها وتبصمها بخاتم الشرعية المزيف00 وهي خارج كل الحسابات والتقديرات 00 وعدا هذا من الرموز والكائنات الحية ونصف الحية لابد أن تجد لنفسها وجوداً وتمثيلاً وصدي في مرحلة لم الشمل التي ينبغي ألا تخصم أحد أو تقبل أحد بهذا المنطق غير المبدئي الذي تبناه البعض سابقاً ولم يستفد منه إلا قوة الفساد والإستبداد وشهوة الإنفراد بكل فريسة لم تقرأ جيداً قصة ليلي ذات الرداء الأحمر والذئب الذي تقمص دور جدتها !!
المعركة القادمة والوشيكة التي قد يتصورها البعض ثانوية أو شخصية هي معركة إخلاء مقعد طلعت السادات في تلا!! ولن أقول معركة إطلاق سراح طلعت حتى لا يتصور البعض أن حماسي لها مراده حماسي لمثلها ، إننا أمام تحدي حقيقي أمام نظام يريد أن يلوح برأس طلعت السادات ويطوف بها على رؤوس الأشهاد ..
ورأس طلعت ليست حريته بل مقعده الذي يبيت لإخلائه ليس طمعا فيه ولكن ليكون عبرة لغيره .. أعرف أن شخصية طلعت السادات لها طبيعة خاصة قد لا يجمع عليها الكل وهذا في تقديري هو التحدي الأكبر والأهم فلو كان الأمر عكس هذا لكان سهلا وما جاز أن نعتبره تحد واختبار لقدرة القوى الوطنية في تجاوز الصغائر في الشدائد والتفرقة بين لحظات الجد والهزل.. إن النائب طلعت السادات هو سجين رأي وموقف سياسي مهما كانت درجة الاتفاق أو الاختلاف حول مضمون هذا الرأي ، أو صحة هذا الموقف أو خطأه .. طلعت السادات من لا يتفق معه ويراه متجاوزا أو حتى مخطأ لابد وأن يعترف له بالحق في الخطأ وهو حق إنساني وكذلك الحق في ألا في ألا يقابل هذا الخطأ بخطيئة وهي أن نزهق حريته ودمه وحق ناخبيه فيما أجمعت عليه إرادتهم وتوافق عليه اختيارهم .. يجب ألا ننتظر تلك اللحظة التي تساق فيه جثة طلعت على طاولة اللجنة التشريعية فجأة ليلقي بها ساخنة إلى قاعة المجلس ذات الصباح وسط استعداد وحشد رسمي لينتهي الأمر بعد دقائق وسط احتجاج وأصوات تتعالى من هنا وهناك وكأنها تبرأ ذمتها وتغسل يديها..
لابد أن تستبق المعارضة هذا المخطط باستعداد قانوني وتنظيمي جيد يبدأ من اللحظة بتشكيل لجنة تضم من كافة القوى داخل المجلس والرموز والتخصصات استعدادا لمعركة لو أحسنا الاستعداد لها قد لا تأتي .. وهذا هو المطلوب .. أحسب أن هذه اللجنة التي أعرف أن البعض من المخلصين أمثال الدكتور جمال وداود وحسين مصطفى والكتاتني والعمدة والجندي وسياق وأباظة وعلاء وحمدي وكمال أحمد وحمدين الصباحي لابد أن تبدأ على صعيدين الأول الاتصالات بقيادة المجلس والثاني هو الاستعداد القانوني .. وإذا جاز لي أن أسهم وغيري معها بالرأي وهذا أضعف الإيمان فالخطوة الأولى هي أن يتقدم الزميل طلعت رسميا بطلب إجازة بوصفه مريضا ومودع مستشفى القوات المسلحة بالمعادي للعلاج.. حتى لا يكون المدخل لإسقاط العضوية هو تخلفه عن حضور الجلسات وكثيراً ما وافق المجلس على إجازات لمدة دور انعقاد كامل لظروف مشابهة فضلا أن هناك نواب يتغيبون بالسنوات دون أن ينتبه احد لتوجيه نظرهم وليس إسقاط عضويتهم .. ولعل هذه الإجازة هي مانعا يحول دون حق اللجنة التشريعية في اتخاذ قرار بشأنه وفقا المادة 382 بوصف أن الإجازة هي عذرا مقبولا سلفا من المجلس يحول دون نظر الموضوع في غيبة العضو.. وليس خافيا أن العقوبة التي يقضيها السادات ليست جريمة مخلة بالشرف وبالتالي ليس هناك ما يلزم المجلس باسقاط العضوية أيها عبر بوابة الإخلال بواجبات العضوية وهي مسألة تقديرية للمجلس لأن العضو طلعت السادات لم يفقد الثقة والاعتبار حتى ولو تم التصديق على الحكم.
فتبقى عقوبة اسقاط العضوية هي جزأ مسلكيا ينال من العضو إما لفقد الثقة والاعتبار أو للإقلال بواجبات العضوية.. والسادات لم ينسب له أنه أخل بواجبات عضويته حتى لو تغيب عن حضور ما تبقى من الجلسات في دور الانعقاد الحالي والذي ينتهي بعد أقل من ستة أشهر.. فعلا إنه لحسن الحظ أن الجريمة المنسوبة لطلعت والتي حكم عليه فيها بالسجن عام هي من جرائم نصف المدة وليس ثلاث أرباع المدة بمعنى أنه قد ينهي العقوبة فعليا قبل انتهاء دور الانعقاد الحالي.. ويبقى احتمال أخير يتصل إذا ما أصرت السلطة على استكمال معركة التنكيل بطلعت السادات فصدّقت على الحكم وحركت الملف في المجلس .. وهذا احتمال ولو بنسبة متواضعة.. إن هذا الاحتمال لابد وأن يطرح على كافة القوى أن تقف إلى جوار طلعت السادات ليعود إلى مقعده البرلماني المسلوب ظلما وقهرا في ذات دور الانعقاد.. وسنرى في هذا هو تلك القصة التي كان بطلها السادات أيضا منذ 29 عاما ولكن الرئيس السادات عندما قرر اسقاط عضوية كمال الدين عبدالرحمن يوسف" كمال الدين حسين" عن مقعده في دائرة بنها.. وعندما أخليت الدائرة تقدم كمال الدين حسين مرة أخرى وأدرك السادات أنه يقينا سيفوز في الانتخابات موجها ضربة موجعة للنظام والرئيس .. على الفور تقدم وزير داخلية السادات في 6مارس سنة1977 لوزير العدل طالبا منه تفسير لنص المادة 94 ، 96 من الدستور وهل يجوز أن يعيد من اسقطت عضويته في ترشيح نفسه في نفس المجلس.. ووجه وزير العدل الطلب فورا للمحكمة العليا الدستورية حاليا للقيام بتفسير النص حيث انتهت في 15 مارس بعد 9 أيام من الطلب أن ترشيح من أسقطت عضويته نفس الفصل التشريعي جائز طالما كان الاسقاط تم للإخلال بواجبات العضوية وليس لعقد الفقه والاعتبار .. وهذا التفسير المسجل في مجموعة أحكام وقرارات المحكمة العليا الجزء الثاني طلبات التفسير صفحة 203 يثير تحديات جديدة يقع بعضها على زملاء طلعت الشرفاء ويقع معظمها على أبناء دائرة تلا التي تستطيع أن تقدم أجمل هدية لو أحبهم وأحبوه في محنته التي هي جزء من محنة الوطن..
إنني أتصور أن معركة الدفاع عن مقعد السادات الفارغ وأن يظل فارغا منتظرا صاحبه هي معركة شريفة وكبيرة ومتأخرة جداً.. هي معركة متأخرة لأنه كان ينبغي أن تبدأ منذ تم ابعاد النائب جمال حشمت عن مقعده في دمنهور وتوالت معركة نزيف المقاعد والمواقف وكأننا كل مرة لا نعي الدرس ولا نفهمه كما فهمه زميلنا اللبيب محمد عبدالعليم..
اليوم يجتمع المجلس فهل تجتمع لجنة إنقاذ مقعد طلعت السادات؟! أعتقد وأتمنى وأنتظر!!
*..شمعة جديدة بعد ساعات وتحديدا مساء بعد غد الثلاثاء 5ديسمبر تمر ذكرى مرور عام على حبسي احتياطيا للمرة الثانية في عام واحد.. كانت المرة الأولى بقرار صدر من النائب العام السابق حيث ألقي القبض علىّ من أمام مجلس الشعب وبعد انتزاعي من مقعدي البرلماني بدقائق!! وبعد أسرع قرار رفع حصانة في تاريخ الحياة البرلمانية!! المرة الثانية كان القرار من القاضي عادل عبدالسلام جمعة!! قبل أن يصدر قراره هذا بساعات داعبني قائلاً الوقت تأخر هل ستحدد وقتا للذهاب لمنزلك والعودة في الصباح؟!! قلت له حقيبتي دائما في سيارتي ومستعد فضحك القاضي العادل في إشارة أنها كانت دعابة.. وفي صباح اليوم التالي الذي صادف يوم مولدي فعلها الرجل.. وبالفعل لم أجد وقتا من يومها لأعود لمنزلي !! ويبدو أن المصادفة والقدر يلعب دورا لأن يظل هذا اليوم علامة فارقة في حياتي!! فبعد ساعات وفي 5ديسمبر 2006 سأخرج من سجني ، ولكن لأعود مرة أخرى للمحكمة لكن هذه المرة محكمة الجلاء بشارع الجلاء.. أما الاتهام فهو هذه المرة مضحكاً مبكياً كسابقه وكله بالقانون!!.. اتهامي هو أني قمت في يوم انتخابات رئاسة الجمهورية 7سبتمبر 2005 بالاعتداء بالضرب على أحد أنصار الرئيس مبارك فأحدثت به إصابة في يده بعصا غليظة كنت أحملها في يدي يوم ترشيحي لرئاسة الجمهورية!! ليس هذا هو أطرف ما في الأمر ولا أكثره سخافة فالمجني عليه المسكين تبين أنه فقط مسجل اتجار بالمخدرات وسبق الحكم عليه بـ 25 عاما كما سبق اعتقاله بتهمة البلطجة!! ولمزيد من الوضوح أن غصابة المسكين وقعت على ذراعه الأيمن كما قال في النيابة والشرطة بينما التقرير الطبي لم يراه في يمينه بل في يساره!! أما محرر المحضر الضابط أيمن أبو طالب الذي حرر المحضر الساعة الثانية عشر والنصف يوم 7/9/2005 بالصدفة وقدرا هو نفسه ذات الضابط أيمن أبوطالب الذي حرر محضرا آخر لي وأيضا يوم 7/9/2005 والساعة الثانية عشر والنصف!! وهذا ما يؤكد أن هذا اليوم كان يوماً مبروكا مليء بالمعجزات التي كان أقلها قدرة ضابط واحد أن يحرر ضدي محضرين في نفس اليوم والساعة والدقيقة!! كل عام ومصر بخير رغم كل هذا الشك..
د. أيمن نور
سجن مزرعة طره العمومي



#أيمن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساعة الرئيس
- أعراض المادة -76-
- لن أستسلم و لن أضعف
- سأموت والقلم بيدي !! الوصايا العشر لتغيير .. من لا يريد أن ي ...
- المصادرة .. والحصار ليل نهار
- نزيف قلم سجين
- هذا يا بني عمك جمال
- النقض والحرق والسجن والموت
- الخطايا السبع لنظام مبارك
- حكاية أطول يوم في حياتي عندما تقرر علاجي بالتعذيب البدني وال ...
- نحن لا نضرب ودعاً .. سيناريو تنفيذ مخطط التوريث
- قمة الكسوف السياسي !!
- رد أيمن نور على المتحدث باسم رئاسة الجمهورية


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أيمن نور - متى يفرج الرئيس عن معارضيه الشرفاء