أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - منعم وحتي - لست ماركسيا..














المزيد.....


لست ماركسيا..


منعم وحتي

الحوار المتمدن-العدد: 7960 - 2024 / 4 / 27 - 17:53
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


من الطهرانية النظرية إلى ضوء الممارسة..

إن كلمة "الوضوح" وردت بقوة في الأدبيات الاشتراكية، والمفهوم رافعة أساسية لتجنب الخلط والضبابية وأنصاف الحلول، كلمة حاضنة لكل معاني الشفافية الجماهيرية في التعبير عن الأفكار بنسق علمي لا ينحرف عن الأفكار المؤسسة لهذا النسق، فهل الوضوح النظري كافٍ للتحقق المادي ؟

طبعا لن نختلف على مبدإ مفهوم الوضوح، لكن المفهوم يقتضي تدقيقات أساسية تهم دخول تعريف "البراكسيس" Praxis ، على خط وضوح النظرية، بما يقتضيه من تجسير للنظرية بفعل الممارسة، وهذا يفترض مساءلة النظرية عن شروط التحقق الآني وتمرحله، ذات التمرحل الذي يلزمنا بآليات التفكيك العلمي لبنية الاشتغال وحقولها، حتى لا نبقى حبيسي طهرانية الرحم النظري دون توليد صحيح للممارسة، ومفصل التجسير هذا هو بالضبط الخاصرة الرخوة في ضرورة إبداع الاشتراكيين لتفكيك تطورات الواقع، وهو قصور يحول دون تحقق البراديغم : "يصير الفكر قوة مادية حين يتجسد في الواقع".

إن طهرانية النص النظري والصفاء الفكري والنقاء النسقي، يستوجب براكسيس التنزيل الواقعي، هناك طرح ينادي بإمكانية الحفاظ على نفس النسق النظري المادي الجدلي / التاريخي بحذافيره ممارسةً، دون مراعاة إكراهات حقول الإعاقة الواقعية، سواء كانت موروثا قبليا أو دينيا أو ثقافيا، ما يشكل صعوبة وتعثرا لتجسد النظرية بكامل صفائها.
ولن تُعْوِزَ دعاة طرح إطلاقية حرفيةِ النظرية، مبرراتُ الحفاظ على وضوحها وصفائها تعالياً على الواقعِ، فلا تمرحُلَ هناك في هاته الحالة التبريرية، فالتمرحل بمنطق انزوائهم في دفئ رَحمِ النظرية تحريفٌ للصفاء وانتهاك للضمير الجمعي النظري.

إن استيعاب مفهوم التجسير Bridging بين النظرية والممارسة، لا يُفْقِدُ النظرية عنفوانها المادي الجدلي، ويضع إلزاماً معادلات علمية لإنزالها في زمنها التاريخي الحقيقي، وليس الزمن المستنسخ من حقبة كتابة النص النظري، معادلات البراكسيس المقصودة، تلك التي تستوعب حمولات المعتقدات السائدة، ليس بضحدها اللحظي والميكانيكي قطعاً أو بثراً لا متناسباً وقوانين التراكم الكمي، فالميكانيكية هاته مفعولها عكسي بتعطيل تحفيز القفزة النوعية المترتبة عن تحقيق القطائع التاريخية التدريجية، ويمكن للنقيض الطبقي توفير البيئة الملائمة لاستدامة حقل الميكانيكية هذا، بما يفصل صفاء النظرية المادية عن سبل تحققها الواقعي، وتأبيد استكانتها في كهف النقاء الفكري بعيدا عن توسع تبنيها العام المتمرحل.

إن التمرحل بما هو انسجام لحظي مع معطيات الواقع دون تمثلها الميكانيكي، يقتضي وضوحا في الممارسة بقدر وضوح النظرية، بشكل جدلي لا يتعالى على الواقع، و يُرَاكِمُ في ذات الواقع وسط بنياته القائمة، ولو كانت نقيضا ثانويا بالمرحلة، لأن القطائع التدريجية تمكن من إنزال صفاء النظرية تراكميا وتجنبِ هُوَّةِ الانسلاخ الكلي عن الواقع.

إن استظهار أبجديات الفكر المادي الجدلي، دون بث روح الممارسة في شرايينه، يمكن أن يحقق نزوة ذاتية بطهرانية النص، لكنه يغفل قوة النص التي استمدها من دراسات ميدانية سابقة ومعمقة لممارسة الصراع الطبقي بشكل علمي عبر التاريخ.

فعودة المفكر الاشتراكي حسين مروة لتاريخ الفرق المتكلمة في عصور الصراع الديني والسياسي للمسلمين، وتمحيصه في بذور النزعات المادية والتقدمية في أطروحاتها الدينية واللادينية، بمنظور مادي تاريخي يمكن أن تساعدنا كدراسة غاصت وسط بيئتها، في استيعاب تجسير النظرية بالممارسة دون إغفالها لجوهر آليات النظرية. ذات الأمر بالنسبة لدراسة إنجلز : "أصل العائلة" والتي اعتمدت على أبحاث عالم الانتربولوجيا لويس مورغان حول الأصول والعلائق القبلية وتطور البنيات البشرية من الوحشية للتحضر،... هو العمق المطلوب حاليا من المفكرين الاشتراكيين العلميين بإيلاء تجسير النظرية بالممارسة العناية اللازمة في إبداعهم لخطط تنزيل النظرية، وبذلك فقط يمكن أن يلج الصفاء النظري مجال التجسد في واقع يعج بإكراهات التطبيق، ليس قفزاً طهرانياً على الواقع، بل بالغوص في مجرياته لتغييره دون تبريره أو لفظه ميكانيكياً.

ملحوظة : لم أحبد يوما أن أُوصَفَ، من ناحية الانتماء، بالماركسي، ولا اللينيني ولا الماوي ولا التروتسكي، ولا الغيفاري، ولا باستنساخ قراءات التوسير ومهدي عامل وسبينوزا وهيراقليطس...، كلها مشارب أضاءت سماء هذا اليسار النبيل.



#منعم_وحتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيدل .. كما هو.
- رسالة من جورج إلى المهدي
- لا تتهجموا على من يدققون مع نقلة النصوص
- الانكشارية الجديدة بتركيا
- سوق الكرادة
- قانون ساكسونيا 267
- يسار البرازيل عائد.
- احتملوا تطاولي
- سوريا غير ليبيا
- سوريا التي في بالنا
- المعلم : محمد بوكرين
- ذئاب بلجيكا
- الصحراء المغربية مرة ثانية
- نساء على هامش الصفحة
- لا تدنسوا شرف البندقية المغربية
- 20 .. أحمد .. الممرض
- الحوار ببوصلة قناعاتنا لا يهم أن يتم في حسينية أو فناء جامع ...
- النص حمال أوجه
- 10 مدونات لفلسطين
- سين جيم بين الفيدرالية و الصحراء المغربية


المزيد.....




- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا ...
- متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت ...
- التصديق على أحكام عسكرية بحق 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ« ...
- تنعي حركة «الاشتراكيين الثوريين» ببالغ الحزن الدكتور يحيى ال ...
- الحزب الشيوعي يرحب بمؤتمر مجلس السلم والتضامن: نطلع لبناء عا ...
- أردوغان: انتهت صلاحية حزب العمال الكردستاني وحان وقت تحييد ا ...
- العدد 584 من جريدة النهج الديمقراطي
- بوتين يعرب عن رأيه بقضية دفن جثمان لينين
- عقار -الجنود السوفييت الخارقين-.. آخر ضحاياه نجم تشلسي
- الاجرام يتواصل في حق عاملات وعمال سيكوم/سيكوميك


المزيد.....

- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - منعم وحتي - لست ماركسيا..