أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - صندلُ ميكا أزرقُ ينزلق من القدميْن(6)














المزيد.....

صندلُ ميكا أزرقُ ينزلق من القدميْن(6)


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7855 - 2024 / 1 / 13 - 11:54
المحور: الادب والفن
    


يستفيقُ فراجيل يجد نفسه أمام قَتَمٍ ذي غبار كصُنان ذَفر .. يسعل .. يَصُوتُ .. آآآهًا مقتضبة .. يعيد .. أوووهًا .. بالطريقة نفسها .. يلف حول نفسه .. يضع يسراه فوق رقبته المختنقة .. يتحسس أشياءه هناك .. هي نفسها .. لا شيء تغير .. لا شيء فُقِدَ .. يرتاح قليلا .. يقعي كأي كلب عجوز لا يلهث .. يغلق فمه .. يشهق .. يصدر نفسا عميقا ثم ينام من جديد ... في المنام، رأى ما لا يرى الراؤون .. رأى نفسه ...
_ هيكلا نخرا كعمود كهرباء بلا ضياء ...
_ فتيلة تحترق في بطن مصباح معلق في عروض بيت صغير في آلبراري ...
_ سمكة عُلِّقَتْ في شص معقوف تجذب تجذب تجذب ...
_ غَيْلَمًا فَقَد غشاءه أمام مرأى غِيدٍ شقر زرق العيون يوشوش غنجهن لغوَ الكلام ...
_ حزمة حطب آهترت من شدة آنتظارها آحتراقا لا يأتي ...
_ كومة خرق بالية معقود بعضها ببعض معلقة في أسلاك تحيط قبر مجهول تؤمه عجائز عانسات يبحتن عن بخت لا يأتي أبدا ...
_ خنفساء قميئة همها تكوير ما لا يُكَوَّرُ من بقايا آلبقايا تصعد بِكُرُتها حتى تصل ما تخاله منتهى فإذا بها .. البقية .. كلها دماء كالحة الوجه واليد واللسان ...
_ فطيرة يابسة جَمَعَهَا كَسيحٌ من آخر صعلكة تَسَكَّعَ فيها وزمرة من القطط خرجت تباعا من إحدى دور سينما ما بعد منتصف الليل ...
_ ديكًـا هنديا تفاجأ بصياحه الملعلع يتحول ذاتَ سَحَر إلى قيق دجاجة عقيم لا تقدر حتى على تحمل سفاد صغار آلفراخ ...
_ ثورا بائسا يُساق صبيحة يوم جميل إلى مذبح قرية سعيدة ...
_ قرادا ثقيل الهمة بالكاد يلتصق بمؤخرة بغل هرم ...
_ فساء مصران نتن ...
_ بالونا هاريا عامرا بأدران المجاري ...
_ وبما أنه كان يحب الفقاقيع تصنعها يداه، فإنه عاين ظله يطير مثلها في فراغات لا حدود لها ثم في لحظة ما ينفجر .. بووووم .. ينفجر ...

إذا قدر له أن يختار من كل هذه الأحلام لَفَضَّل أن يظل منهمكا في مشروع هام لم يخطر على باله في كل الأبحاث التي قام بها في أراضي ما وراء البحار .. يصطاد ما يصادف من فئران من مطارح نفايات المُورُو مخافة أن ينتشر الطوفان. وعند كل صباح، يشنق فأرا أو فأرين، ومن الأفضل أن يكونا زوجيْن لينفس عن آنتكاسته، أو يخصص أويقات غير قليلة في شواء رؤوس أوام فاضت عن الحاجة يربح بها ما يسدد به فاتورة الهواء الذي تتنفسه إليتاه دون فائدة .. لا فائدة ...
يستفيق ظهرا فراجيل .. يرش رشاشا .. يصنع شيئا يشبه أطياف قزح .. ينفخ في دائرة صغيرة صنعَتْها سبابته وإبهامه، فتخرج فقاعات صغيرة ذكرته أنفاس الشراغيف المتلاحقة في البرك الضحلة .. يغتسل .. يصلي، ثم ينام من جديد .. وفي نومه أخذ نفسا عميييقا سرح فيه محلقا بعيدا هاربا من رأسه، فلحق به يتبعه أينما حل آرتحل ممعنا في مناوشته .. وقف .. تملاه .. مسح على الناصية .. خلل يديه في شعره الأغبر أحكم إمساكه من قصاصاته .. مفتوح الفم والعينين بدا مشدوها لدَهْشةٍ ما آعترته ليس يدرك ما سببها .. لم يبال .. أخذ مدية لا يدري أين وجدها، رآها في زمن غير محدد من أزمنته المتداخلة، فآلتقطها ثم بدأ يجز الرأس من الرقبة يذبحه فينفصل بسهولة بالغة .. أمعن في لملمة الشعَر على بعضه وطَيِه حول يمناه .. عَفَّرَ في العراء المنخارَ والجبهة والخدين المجدورين والأنف المعقوف واللحية المشاكسة وخيوط التجاعيد المتسلطة ثم على مهل وضع الكتلة وسط قدر مليئة بالقطران .. جعل القدر على لَمْنَاصَب الأثافي وأوقد النار بكل الخبرة التي راكمها طيلة سنين اليفاعة والطفولة المشاكسة .. ابتعد فراجيلُ عن .. طق طق طق .. أتونه المحترق محملقا في زرقة رأسه تتراقص تهتز .. تحدجه العينان .. يزداد الفم آنفتاحا .. تنبعث صرخة مدوية من حَنجرة تاهت معالمها أتاحت الخروج لآلاف الزواحف المرقطة ترفرف بأجنحة رعناء في الهواء ثم تغيب .. تهتز الشفتان .. تهمسان بخفوت فتنبعث ديدان صغيرة تقيئ ديدانا أصغر بلون أزرقَ فاحم ترتعد فرائصُها تميل مترنحة بأبدانها في كل آتجاه، بينما كانت النار تشتد تزداد زرقة لظاها في الموقد العملاق ...


_يُتْبَعُ ...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صَنْدَلُ مِيكَا أَزْرَقُ يَنْزَلِقُ مِنَ آلْقَدَمَيْنِ(5)
- صَنْدَلُ مِيكَا أَزْرَقُ يَنْزَلِقُ مِنَ آلْقَدَمَيْنِ(4)
- صَنْدَلُ مِيكَا أَزْرَقُ يَنْزَلِقُ مِنَ آلْقَدَمَيْنِ(3)
- صَنْدَلُ مِيكَا أَزْرَقُ يَنْزَلِقُ مِنَ آلْقَدَمَيْنِ(2)
- صَنْدَلُ مِيكَا أَزْرَقُ يَنْزَلِقُ مِنَ آلْقَدَمَيْنِ(1)
- اُنْظُرْ وَرَاءَكَ في حَنَق
- قَبْضَةُ يَدٍ شَائِبَة
- وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ
- السَّعادةُ الأَبدِيَّة(10 و 11)
- السَّعَادَةُ الأَبَدِيَّة(9)
- السَّعَادَةُ الأَبَدِيَّة(7 و 8)
- السَّعَادَة آلأَبَدِيَّة(5 و 6)
- السَّعَادَة الأَبَدِيَّة (3 و 4 )
- السَّعَادَة الأبَدِيّة(2)
- السعادة الأبدية (1)
- المُدَرّسُ، تلكَ الذاتُ التي لا تعِي قوتَها
- نَحْنُ هُنَا فِي آلأَعَالِي
- مَتْنٌ، إِشَارَاتٌ، وَ حَوَاشٍ
- ضَادُ عِياض
- آلَااالِي آلَاااالِي


المزيد.....




- بمَ تسمي الدول نفسها؟ قصص وحكايات وراء أسماء البلدان بلغاتها ...
- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - صندلُ ميكا أزرقُ ينزلق من القدميْن(6)