أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - تأويلات -موت المؤلف- في العصر الرقمي















المزيد.....

تأويلات -موت المؤلف- في العصر الرقمي


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 7846 - 2024 / 1 / 4 - 15:46
المحور: الادب والفن
    


مقولة "موت المؤلف" هي مقولة فلسفية نقدية للأدب، صاغها الناقد الفرنسي رولان بارت في مقالته الشهيرة "موت المؤلف" (1967). تدعو هذه المقولة إلى إهمال دور المؤلف في تفسير النص الأدبي، وإلى اعتبار النص كوحدة مستقلة بذاتها، لها معناها الخاص، والذي لا يرتبط بالضرورة بحياة المؤلف أو أفكاره.
وتُعد مقولة "موت المؤلف" من أكثر المقولات جدليةً في النقد الأدبي الحديث، وقد أثارت الكثير من الجدل والنقاش. يمكن تقسيم التأويلات المختلفة لهذه المقولة إلى عدة اتجاهات رئيسية:
الاتجاه الأول: يذهب هذا الاتجاه إلى أن مقولة "موت المؤلف" تعني حرفياً أن المؤلف قد فقد سلطته على نصه، وأن النص أصبح مستقلاً بذاته، ولا يرتبط بالضرورة بالمؤلف. يؤكد هذا الاتجاه على أن النص هو المنتج الحقيقي للمعنى، وأن المؤلف هو مجرد وسيط ينقل هذا المعنى.
الاتجاه الثاني: يذهب هذا الاتجاه إلى أن مقولة "موت المؤلف" تعني أن المؤلف ليس المصدر الوحيد للمعنى في النص، وأن هناك عوامل أخرى تساهم في إنتاج المعنى، مثل القارئ والسياق الاجتماعي والتاريخي. يؤكد هذا الاتجاه على أن النص هو نتاج تفاعل بين المؤلف والقارئ، وأن المعنى لا يكمن في النص نفسه، بل في عملية القراءة.
الاتجاه الثالث: يذهب هذا الاتجاه إلى أن مقولة "موت المؤلف" تعني أن المؤلف ليس شخصية حقيقية، بل هو مجرد بنية لغوية يتم إنشاؤها من خلال النص. يؤكد هذا الاتجاه على أن النص هو المنتج الحقيقي للمعنى، وأن المؤلف هو مجرد وهم.
الاتجاه الرابع: يذهب هذا الاتجاه إلى أن مقولة "موت المؤلف" هي ببساطة طريقة للقول إن النص هو وحدة مستقلة بذاتها، لها معناها الخاص، والذي لا يرتبط بالضرورة بحياة المؤلف أو أفكاره. يؤكد هذا الاتجاه على أن النص هو منتج للمعنى، وأن المؤلف هو مجرد عامل مساعد في إنتاج هذا المعنى.
من بين هذه الاتجاهات، فإن الاتجاه الأول هو الاتجاه الأكثر شيوعاً، وهو الاتجاه الذي يجسده بارت نفسه في مقالته "موت المؤلف". أما الاتجاهات الأخرى، فهي أقل شيوعاً، ولكنها تعكس وجهات نظر مختلفة حول مقولة "موت المؤلف".
في الختام، يمكن القول إن مقولة "موت المؤلف" هي مقولة معقدة وغنية بالدلالات، ويمكن تأويلها بطرق مختلفة. تُعد هذه المقولة من أهم المقولات في النقد الأدبي الحديث، وقد أثرت بشكل كبير على الطريقة التي ننظر بها إلى النص الأدبي.
1. التحقيق في أصول وتأثيرات مفهوم "موت المؤلف": تتبع جذوره في البنيوية وما بعد البنيوية. استشهد برولاند بارت وميشيل فوكو كشخصيات مؤثرة.
مفهوم "موت المؤلف" نشأ من الحركات الفكرية للبنيوية وما بعد البنيوية التي تحد من مفاهيم التقليدية للمؤلف والمعنى. البنيوية، نظرية نقدية في القرن العشرين، ركزت على الأنماط والهياكل الأساسية التي تشكل الفكر البشري واللغة والثقافة. هذا النهج نظر إلى النصوص على أنها أنظمة معقدة من الإشارات، خالية من أي معنى متأصل. ما بعد البنيوية، تطور من البنيوية، تقوض فكرة سلطة المؤلف على النص، زاعمة أن المعنى ليس ثابتًا، بل ينشأ من التفاعل بين النص والقراء.
يعد رولان بارت، ناقد أدبي ومؤرخ فرنسي، يُنسب إليه الفضل في صياغة مصطلح "موت المؤلف" في مقالته التي تحمل نفس الاسم عام 1967. في هذا المقال، جادل بارت بأن تفسير النص بناءً على نوايا المؤلف أو سيرته الذاتية أمر عقيم، حيث إن النص موجود بشكل مستقل عن حياة المؤلف وتجاربه. لقد اعتقد أن تفسير القارئ، الذي يتشكل من سياقهم الخاص وتجاربهم، صالح تمامًا مثل المعنى المقصود للمؤلف.
لعب ميشيل فوكو دورًا بارزًا في تشكيل مفهوم "موت المؤلف". عمل فوكو على الخطاب والهياكل السلطة، تحدى فكرة المؤلف كشخصية سلطة فردية، مما يشير إلى أن النصوص هي منتجات لقوى اجتماعية وتاريخية أوسع. جادل بأن دور المؤلف ليس في فرض المعنى، بل في المشاركة في الحوار المستمر وتفسير النصوص.
2. نظرية موت المؤلف وأهميتها
لدى نظرية موت المؤلف أهمية عميقة في النقد الأدبي والتفسير. من خلال إنكار سلطة المؤلف النهائية على النص، فإنه يفتح مجالًا لقراءات متعددة وذاتية. هذا يتحدى الأساليب التقليدية للنقد التي تعتمد على المعلومات السيرة الذاتية أو التاريخية لفك شفرة نوايا المؤلف.
تشجع نظرية موت المؤلف القراء على الانخراط مع النصوص بنشاط ونقد، بدلاً من قبول المعنى المفترض للمؤلف بشكل سلبي. إنها تمكن القراء من إحضار وجهات نظرهم الخاصة وتجاربهم وخلفياتهم الثقافية إلى عملية القراءة، مما يسمح بظهور مجموعة واسعة من التفسيرات. هذا النهج يشجع علاقة أكثر حوارية وديناميكية بين القراء والنصوص.
3. تأثير موت المؤلف على النقد الأدبي
لقد أثر مفهوم موت المؤلف بشكل كبير على النقد الأدبي، مما وسع من إمكانيات تفسير النصوص. لقد سمح بمجموعة أوسع من وجهات النظر النقدية، بعيدًا عن مناهج التركيز على المؤلف التقليدية. تبنى النقاد فكرة التفسير القارئ، واستكشفوا الطرق المتنوعة التي يتفاعل بها القراء مع النصوص وينتجون المعنى.
لقد شجع موت المؤلف أيضًا النقاد على التركيز على الجوانب الشكلية من النصوص، وتحليل اللغة والبنية والأدوات الأدبية التي يستخدمها المؤلفون. هذا النهج أدى إلى فهم أعمق للكيفية التي تشكل النصوص المعنى وتؤثر على تفسيرات القراء.
4. النقد والحدود لموت المؤلف
لقد واجه مفهوم موت المؤلف كل من الثناء والنقد. يجادل بعض النقاد أنه يقوض أهمية المؤلف ودوره في إنشاء النص. ويعتقدون أن نوايا المؤلف وتجاربه والسياق الثقافي يلعبون دورًا مهمًا في تشكيل معنى النص.
يخشى آخرون أن يؤدي موت المؤلف إلى سوء التفسير، حيث قد يفرض القراء آرائهم الخاصة والمسبقة على النص، متجاهلين المعنى المقصود للمؤلف. يجادل هؤلاء بأن نهجًا متوازنًا، يأخذ في الاعتبار كلاً من سياق المؤلف وتفسير القارئ، أمر ضروري لفهم شامل للنص.
بالإضافة إلى ذلك، أشار النقاد إلى أن فصل النص عن مؤلفه قد يؤدي إلى فقدان للسياق التاريخي وفهم نوايا المؤلف، على الرغم من القيود التي تفرضها الاعتماد فقط على القصد التأليفي. يجادلون بأن فهم السياق التاريخ والثقافي للنص أمر ضروري لتفسيره بدقة.
على الرغم من هذه الانتقادات، فقد غير مفهوم موت المؤلف جوهر النقد يشجع "موت الناقد" على نهج أكثر ديمقراطية للفن يقدر وجهات النظر الشخصية والتفسيرات الذاتية إلى جانب التحليل المهني ، مما يجعل المعنى الفني أكثر شمولاً.
تعيد هذه المفاهيم تعريف الفن ، وتشجيع علاقة أكثر ديناميكية ومشاركة بين الجمهور والفن.
ملاحظات أخيرة حول أهمية هذه النظريات في الأدب والثقافة المعاصرة
في الخطاب الأدبي والثقافي المعاصر ، تتحدى هذه النظريات التعريفات التقليدية للفن وتقدم تفسيرات جديدة وتفاعلات.
أثار "موت المؤلف ، الفنان ، والناقد" نقاشات ومناقشات غيرت تقدير الفن المعاصر.
وقد مكنت هذه النظريات من تعبير فني أكثر شمولاً وديمقراطيًا من خلال التأكيد على دور الجمهور في صنع المعنى وتفكيك الهياكل الهرمية.
تساعدنا هذه الأفكار في فهم وتقدير تفسيرات الفن في وقت يتم فيه تقدير الأصوات ووجهات النظر المتنوعة.
إنها تشجعنا على الارتباط بالفن على المستوى الشخصي ، مما يجعله أكثر ثراءً وديناميكيةً خارج الحدود التقليدية.
في عالم الفن والثقافة المتغير باستمرار ، تتحد وتتحفز هذه النظريات على إعادة التفكير في المعنى والأهمية الفنية.

مالمو
2024-01-04



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين غيتو وارسو وغزة
- رامبو وزمن القتلة
- لماذا لم تحدث الثورة الصناعية في الدولة العثمانية؟
- كارل ماركس والاستعمار
- إمكانية الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسانية
- ثمة شبح يحوم في سماء أوروبا
- النازية وانعكاساتها في رواية ”الرجل الذي سعى إلى ظله- لدافيد ...
- الذكاء الاصطناعي والرأسمالية
- النفط والغاز سلاح بفوهتين متعاكستين في معارك المصير
- الترجمة الأدبية والذكاء الاصطناعي
- ها أنا أعود، والعود أجمل!
- يجب شطب كوبا من قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب
- موقد العدم
- إليانور ماركس: - الكلمة الأخيرة.‏
- حول الحرب في أوكرانيا: لا حب لبوتين؛ لا أسلحة للنازيين
- بطولة الأطباء الكوبيين في معارك كوفيد بقلم إيف أوتنبرغ
- ثلالثية الشاعر اليوناني المعاصر ديميتريس لياكوس
- جون لينون غنى للطبقة العاملة
- الوندي رحل؟ لا، لم يرحل فإنّه حاضر بيننا
- خطورة أن يصبح الكذب مألوفاً


المزيد.....




- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين
- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي
- بردية إدوين سميث.. الجراحة بعين العقل في مصر القديمة
- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - تأويلات -موت المؤلف- في العصر الرقمي