أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر موسى الشيخ - في الذكرى الثانية على رحيله ... حامد فاضل الراسخ المجرّب














المزيد.....

في الذكرى الثانية على رحيله ... حامد فاضل الراسخ المجرّب


عامر موسى الشيخ
شاعر وكاتب

(Amer Mousa Alsheik)


الحوار المتمدن-العدد: 7824 - 2023 / 12 / 13 - 22:40
المحور: الادب والفن
    


مرّت علينا قبل أيام الذكرى السنوية الثانية لرحيل القاص والروائي العراقي حامد فاضل ( 1950- 2021 ) وفي هذه الذكرى ، نحاول الحديث عن تجربة أدبية تعد من التجارب العراقية المهمة في مجال السرد بأنماطه القصصية والروائية والكتابية .
ولو حاولنا تأطير هذه التجربة عبر رسم مخطط بياني لها ، نجد أنها تجربة تقف على ركيزتين واضحتين ، الأولى هي ركيزة القصة القصيرة التي ترسخت في مجال كتابة القص وفي كتبه الصادرة ( حكايات بيدبا ) و( ما ترويه الشمس ما يرويه القمر ) و( المفعاة ) وهي مجموع اصداراته القصصية الممتدة لسنوات ، وقدمت هذه التجربة نفسها بأنها من التجارب المميزة عبر آليات اشتغالها وابتكاراتها .
الركيزة الثانية في تجربة حامد فاضل هي ركيزة التجريب ، إذ استطاع ومن خلال كتبه ( مرائي الصحراء المسفوحة ثقافة الأمكنة ) و( رواية بلدة في علبة ) و ( ألف صباح وصباح متوالية حكائية ) و ( رواية لقاء الجمعة ) أن يطأ حقولا جديدة على مستوى تجربته الشخصية عبر التجريب ، ويدشن مشروعه الخاص في ما يسمى في الدرس النقدي ( سرديات الواقع الجديد ) أو ( السرد غير الطبيعي ) . تجسدت هذه المفاهيم بالتحديد في كتبه الأخيرة ، من خلال تجسيد مقولات تلك المفاهيم التي تجاوزت الكلاسيكيات السردية ، والتحول باتجاه فتح الآفاق على الوجود المحيط بصورة أوسع ، اذ استطاع أن يحيل الأمكنة والجمادات والموجودات إلى أبطال مؤثرين في الفعل السردي ، فضلا استعمال التقنيات السردية أخرى من قبيل جعل جثة الميت ناطقة ، إضافة إلى تقنية استدعاء شخصيات أو حكايات من التراث ومن ثم زجها في عوالم غير عوالمها ، والباسها أثوابا جديدة ، وصناعة أحداث لها لم تألفها من قبل في عوالمها الأصليّة ، وهذا واضح وجلي في مشروعه ، وضمن هذا الإطار نجد أن (بلدة في علبة ) بطلها صندوق الصور ، و(مرائي الصحراء المسفوحة ) بطلها المكان البدوي الصحراوي وكل حمولاته التاريخية ، وفي ألف صباح وصباح البطلة شهرزاد لكنها بطلة في خيمة وليس في قصر ، وهي الملكة التي يُحكى لها ، والبطل هو الراوي العليم وليس شهريار ، و استطاع من خلال فعل التجريب كسر النمط المستقر في التلقي العام على سبيل المثال حول حكايات ألف ليلة وليلة ، ونجده في هذا العمل أنه قلب الموازين تماما ، زمانيا ومكانيا ، من خلال التقابل المضاد ، فالعنوان يقابل ألف ليلة وليلة ، والخيمة تقابل القصر ، والضحية شهرزاد صارت هي الحاكم ، والرجل هو ضحية ، فضلا عن مفاهيم أخرى تضمنها هذا الكتاب ، تنم عن قابلية فريدة كانت لدى حامد في السعي في حقل التجريب السردي .
وفيما يخص لغة حامد ، فإنها تتميز بأنها لغة شعرية بامتياز اعتمدت على الاستعارات والتشبيهات الجمالية التي تحمل معان خاصة ، وفائض المعنى من تلك الاستعارات ، التي سوف تحقق أفق المعاني الوَلاّدة مع الزمن عبر فعل التلقي لهذه النصوص مع الزمن .
رحل حامد جسدا وبقى في قلوب محبيه حيا من خلال سجاياه ، وفضائله ، وكتبه التي زادت من رقع الجمال في ثقافتنا العامّة .



#عامر_موسى_الشيخ (هاشتاغ)       Amer_Mousa_Alsheik#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتذكر الدرويش ( إلى محمود درويش وهو يتذكر السياب )
- المغسلة الانتخابية
- سيرة الوطن والمواطن ... قراءة في مذكرات الدكتور غازي الخطيب
- التاريخي والأدبي .. في -صورة أخرى لجمشيد - لنعيم شريف
- كلام بطران مُعاد !!
- الطفولة المعدمة في سماء من خشب لزين العزيز
- واثق الحسناوي يبحث في - الموسيقى عبر التحليل الاشهاري -
- محو الحياة في مراثي الفراشات للشاعر نجم عذوف
- مقطع عرضي لنا
- - نسّاي - يوسف المحسن تمحو ذاكرة النوع
- السؤال عن الشعر في مدونة الشاعر قاسم والي ... قراءة انطباعية
- رسائل حكايات - الدرهم الأخير - للؤي عمران.
- الثنائيات الضدية في ألف صباح وصباح لحامد فاضل
- تخطيطات عراقية
- رُقمٌ مقدسةٌ على جدار العشق بين انكيدو وعشتار
- اختلاف وزوال
- كتْ ونْ...! ، حكاية من السماوة
- حصوات بنات قيس
- صبرية القاضي
- بولص خمو ،، طبيب السماوة


المزيد.....




- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين
- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي
- بردية إدوين سميث.. الجراحة بعين العقل في مصر القديمة
- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر موسى الشيخ - في الذكرى الثانية على رحيله ... حامد فاضل الراسخ المجرّب