|
مناجم الأرق ٢
احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب
(Ahmed Abo Magen)
الحوار المتمدن-العدد: 7800 - 2023 / 11 / 19 - 00:53
المحور:
الادب والفن
لمْ يَمضِ بَعد لكنَّهُ مَضى العهدُ الذي لا لونَ فيهِ ولا رائحةَ تجولُ بخاطرهِ سوى التأرجحِ في خيوطِ البُّعد كانتْ الحُفرةُ تلوِّحُ لاستواءِ الأرضِ ترفعُ نفسَها تارةً فتسقطُ ترفعُ نفسَها تارةً أخرى فتسقطُ كلنا نرفعُ أنفسَنا فيقضمُنا السقوطُ نرسيسُ تركَ لعنتَهُ مُجوفةً في صدرٍ يُعلِّقُ نفسَهُ في قلائدِ الأسفِ صدرٌ يخنقُ الهواءَ يحبسُهُ بمعيةِ الضيقِ والتبغِ المُحترق صدرٌ يلطمُ الأكفَ حتَّى يخضبَها قلقاً وحيداً.... وحيداً صكَّ أسنانَ حيرتيهِ ولمْ يظهَرْ عليهِ الانطفاءُ إلا في الآونةِ الحقيرة الآونةُ التي صرخَ فيها صاحِبُهم: أبتي لِمَ تركتَني... لعلَّ التركَ لقاءٌ مُتنكِّرٌ بقناع الترددِ يبدأُ بالمَضي لكنَّهُ... لا يَمضي _________________________
عبرتْ من خلالِهِ الكثيرُ من مَجراتِ الألمِ حتَّى أصبحَ غربالاً أمامَ حبيبتِهِ الضوئية تفكَّرَ لحظةً فهمَّ بالانتحارَ لكنّهُ تراجعَ سمعتُهُ يقول: أنا حيٌّ، ولايمكنُ رؤيتي فكيفَ إذا متُ !! ________________________
ما زلتُ أتبعُ ذكرياتك بدراجتي الهوائية وبأسلاكٍ نحاسيةٍ أخيطُ فتوقَ عيوني كي لا أهدرَ الدمعَ بلا سببٍ وحينَ ألتفتُ لم أنجُ من طوفانك أنا الآن غارقٌ بكِ وبداخلي جزيرةُ حكاياتٍ هل لكِ أن تقصيها على مواعيدي الناعسة علها تنتبهُ أو تموتُ بسلام؟ ____________________________
القسوةُ أغنيةٌ أيضاً والنبذُ قصيدةٌ عذبةٌ والتأرجحُ بينما محاولةٌ سوداء تعززُ نفسَها بالقوافي كي تُسميَ ذلكَ شعراً وأحياناً نضعُ أنفسَنا في الفوهةِ ونُقلقُ ننطقُ مُشتعلينَ ونَقلقُ نموتُ حالماً نلامسهم وندفنُ بعدَ ذلكَ في القلقِ ذاته قد يُكتَبُ على شاهِدنا: المأسوفُ على قلقهِ (فلان).. __________________________
أستدعي ملامحَكِ من بينِ شوارعِ الذاكرةِ أجمعُها شظيةً شظيةً فيبدو لي وجهُكِ بعدَ ذلكَ مُشوَّهاً هكذا أخبرُكِ وأكذبُ لأنكِ سماءٌ صافيةٌ وأنا مُهشَّمٌ كحظِّ الفقراء... __________________________________ الحياة أمسية صاخبة ومن اعتاد الهدوء سيجد ألف طريقة للفرار منها كأن يقرأ، يعشق، يغترب... أو يسعى لتحقيق عمل ما بلا طموح قد لا يتمُّ ذلك من دون تضحية فريدة حتَّى يجد وجهته الحقيقية المعنونة بالموت. ______________________________
وحيداً كنتُ حين استطعمني الشِّعرُ الهائجُ أتذكرُ أنهُ سلخني من جلدِ المكتسباتِ المعسولة وراحَ يتبلُني بصوتهِ الريفيّ صوتاً مؤمناً بالطردِ الإلهي ولأنهُ فاقدٌ للرؤيةِ، تعثرَ بخاصرتي ولأني مواسيٌّ اتخذَ من ملحِ الجنونِ وسيلةً لإفهامِ الجرحى العقلاء كم مرةٍ غنَّى وكم مرةٍ صلَّى وطبطبَ على ترتيلةِ النفسِ بحجرٍ صقيلٍ لاتثبتُ عليهِ أقدامُ الحكمةِ ولا يقرُّ بميدانَ الصراخِ ما لم يوجعهُ الغناءُ ولعلَّ الذي أوجدَ الغناءَ مَلَكٌ أضاعَ رسالتَهُ في الطريقِ بعدَ أن بعثهُ اللهُ بِها لإيناسِ المضطهدين وحيداً كنتُ وحولي ألفُ شتيمةٍ وألفُ قصيدةٍ وألفُ سورةٍ عقيمةٍ تبدأ ببسمكَ اللهم وتنتهي بماتَ بوجدِ اللاهي وقوتهِ ماتَ وعلى أصابعهِ بصماتُ قلمٍ وجبٍّ عميق.... ______________________________
نخبُنا الآن بصحةِ من! والقطار الذي كان ينقلهم، دعسهم بأمنياتهِ الشاقة ومحطاتهِ الناسكة في المنافي حتَّى لم يتركوا في رؤوسنا ربّاً بصحةِ من! بصحةِ أرواحهم الضيقةِ كبنطالِ عاهرةِ فتيةٍ أم بصحةِ كل قرفٍ وُجبَ علينا أن نعدَّهُ يقينا بعد أن نطليهِ بالرائحة الزكية!! ربما بصحةِ الفشلِ الدائمِ والقبرِ المعطرِ بالجنون والعدم ... __________________________
سأنظر إليك لحظة الذهاب وبدل المرة سألتفت نحوك ألف مرة سأتذوق الموت مرارا تضحية لخطاك المثقلة فيجذبني العالم السفلي قبل أن تهملي دموعك البلورية وأعلم أن دمعة واحدة منك كافية لإطفاء الحجيم ومع ذلك لن تفعلي فالمضي عبادة أيضا طقوسها قطع مسافات بعيدة بعد أن تستلَّ خيطا واحدا من ترابط الدروب، فتفتقها... ما يفعل القلب الكسير بكمنجة من دون أوتار !! والخرائط من حوله همسةٌ في حفل أكثر صََخَبا من حياتك دوني وأعظم خواء من روحي وهي تراقب تلاشيك كلوحة رملية ___________________________
أرتجي أي حضيض أكثر من هذا الذي أعيشه على مضض وأي سلامة يمكن أن يطلبها قتيل مثلي فالعمق دفن نفسه تحت عمقه ولم يبق على السطح إلا سراب مكبوت وحتى أن تراخت حبال تعنتك فإنها تزداد نشاطا مع كل شدة ليحملقَ نحو رقبتي قبل أن تسحبي حياتي المتعرجة كأخر العهود.. هل يمكنني المضي وأنا مغلول بأثقال أصدق من النبوات!! أم أعيد الكرة بأرجوزة عمياء تتخبط في رأسي المغلق!! أتذكر إننا حفرنا القبر معا ودفنا تلك الأقدار المستفزة في ليل الانعزال لا أعلم هل أبقيه وأخشى من نبشك! أم أنبشه، فتبقيه أنت يا إلهي من جعل الحيرة طفلا رضيعا وُجِبت علينا رعايتهُ... _____________________________
اسرقي نارَ ربِّكِ وعلميني كيفَ أُدخلُ قلبي مدرسةَ الشواءِ أتهجأُ ملامحَكِ بأصابعي الناعمة حتَّى إذا بلغتُ فيكِ مبلغَ التوديعِ اخشوشنتْ في رأسي طيورُكِ المهاجرة واعتزلتِ الحياتُ عن رفقةِ العقارب وتحولتِ القرى إلى تنورٍ يدمجُ ملامحَنا بمساحيقِ اللهبِ اسرقيها فهو ليسَ بحاجةٍ لها أنا المحتاجُ لأنْ أعشقَ، وأنضجَ، وأفنى وإن عاقبَكِ الربُّ سَتكوني برومثيوسي الظافرةَ بعوني وقتلي على بساطٍ حائرٍ وأكونُ بجلاجلي كلِّها ترسُباً فائضاً منكِ بمقدارِ رغبةٍ واحدةٍ والفِ ألفِ شطحةٍ تقودني للثراءِ الفاحشِ لما أملكُهُ من دموعٍ ولأنَّ الكتمانَ عبادةٌ ساكنةٌ في حضرةِ الربِّ صارَ الدمعُ شيطانَ مُتمرداً يَنسفُ طُقوسَها بالانهمار ولأنكِ غايةٌ في نفسِ مَكروبٍ تصاعدتْ أنفاسُكِ بحثاً عن ثقبٍ مَنسيٍّ في رأسِ الذاكرةِ ثقباً يهيلُ على رأسِكِ صَحراءَ الندامةِ لتكوني قلماً حُرَّاً يُعيدُ تخطيطَ وجهي الذي: تَبـَّلهُ الانتظارُ وأنضجتهُ محارقُ الهجرِ ومن دونِ ملحٍ حتى، أكلتهُ الناس.... ____________________________
حين يكون المطر حكاية المدن الناعسة تكون عينك مخبوءة وراء ثقل يعاند جفنك لتشعري بالنُعاس بالشعر فقط أكون يقظا بين نُعاسين لألقي تنويمتي وأمضي.. بالشعر فقط أكون نبيا على هيأة فأس أُبعثُ لأهدِّمَ مناجمَ الأطواق بالشعر أتحلل بين مربعين الزيف والحقيقة يتحدان لأجلي فحسب جاعلين من الفرقة بينهما مركبة مستطيلة تنقلني إلى الأسفل العلوي أو العلو السفلي لا يهم ذلك.... طالما بالشعر يمكنني مقاضاة انتباهي عند غفلتك ومحاسبة انفراج عيوني بوجه النوم حين يثقل جفنك تورم طفيف...
#احمد_ابو_ماجن (هاشتاغ)
Ahmed_Abo_Magen#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
باطن السدفِ
-
سحقٌ شرعي
-
كدمات
-
عفوك
-
إدراكٌ تحتهُ خط.
-
حديث بغداد
-
فوتوجرام
-
تراب
-
طقوس
-
فناءات
-
مراثي الأغنيات
-
فائي
-
طوفان
-
فضلُ العِلم
-
الدرس الخامس
-
اعتباطيات
-
هروب
-
داهية
-
مراهقة
-
آخر أنفاس الحجِر
المزيد.....
-
-فلسطين.. شعب لا يريد الموت-.. كتاب جديد لآلان غريش
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 177 مترجمة للعربية معارك نارية وال
...
-
الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية و
...
-
جمال سليمان من دمشق: المصلحة الوطنية السورية فوق كل اعتبار (
...
-
جمال سليمان يوجه رسالة بعد عودته لدمشق عن جعل سوريا بلدا عظي
...
-
إبراهيم اليازجي.. الشخصية التي مثّلت اللغة في شكلها الإبداعي
...
-
-ملحمة المطاريد- .. ثلاثية روائية عن خمسمائة عام من ريف مصر
-
تشيلي تروي قصة أكبر تجمع لفلسطينيي الشتات خارج العالم العربي
...
-
حرائق كاليفورنيا تلتهم منازل أعضاء لجنة الأوسكار وتتسبب في ت
...
-
بعد غياب 13 عاما.. وصول جمال سليمان إلى سوريا (فيديو)
المزيد.....
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
المزيد.....
|