عامر موسى الشيخ
شاعر وكاتب
(Amer Mousa Alsheik)
الحوار المتمدن-العدد: 7795 - 2023 / 11 / 14 - 15:51
المحور:
الادب والفن
أتذكر الدرويش
( إلى محمود درويش وهو يتذكر السياب )
1
أتذكر الدرويش ، يهتف عكا ، عكا
ينزل من تلّ الزعتر ، يكتب بيتا
يرسم فوق الأرض ، ظلا عالي ...
2
أتذكر الدرويش ، يكتب عن نوم حبيبته
عن حال حصار ، ضرب الأرض ، وماج اللون الأسود من قهوته
فوق التل ، لكن الدرويش ، رفع الصوت الشعري العالي ...
3
أتذكر الدرويش
في الشاشة أم ترضع درا تحت السقف
سقط السقف ..
وارتج البيت القدسي المنهوب ، هُزَ السعفُ ، انطلق التمرُ الثوريُ الآخر
سقط الزعتر فوق رؤوس الماشين ، سقط الوردُ ، قطعت كفُ
مسحت بالدم القاني رأسا فوق جدار الظل العالي .
4
أتذكر الدرويش
وهو يفكر بالآخر ، والآخر في فكر الدرويش حمام
يهدل في وجه الوحش ، ويحدث عن طفل ، يحلم بالبالون ، ويطيران ، بجناحين ، من ود وسلام
يا وحش الحرب ، فكر بالغير ، فكر بالفقد و بالأمِ وبالحضن الغالي
5
مازال الدرويش بذاكرتي
وهو يخط على الطين على الصخر ، على جذع أرزٍ ، في الضفة في حيفا ، ما يستحق الحياة
( وخوف الطغاة من الأغنيات )
وبقى الدرويش يدور طويلا ، وطويلا ، حتى انكسر الظل العالي
6
أتذكر الدرويش وأمه
وحنين الخبز الحار ، والقهوة ، والبيت المهجور من الجار
يا درويش ، ما عاد العمر محبوبا ، فأمك ماتت ، لا تخجل إن مت الآن ..
اخجل إن عدت الآن
وترى أرضك تحت العار ، تغرق بالدم ، بالدمع ، وبالأطفال ..
#عامر_موسى_الشيخ (هاشتاغ)
Amer_Mousa_Alsheik#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟