كامل الدلفي
الحوار المتمدن-العدد: 1737 - 2006 / 11 / 17 - 07:14
المحور:
حقوق الانسان
الموت هو دوي الدهور هو النهايات والهلاك ، هو مصدر الخوف ومدر الدموع والفجيعة والنواح واليتم والشتات والتلاشي ، هو من أخرج جدنا جلجامش من سكناته الرغيدة ليبحث عن هروب أزلي ليتجاوز محنة المواجهة الموت أذهل قايين حتى لا يعرف كي يواري سوءة أخيه ، الموت الغيمة الصفراء التي نثرت سمومها في جسد عراق يلفظ أنفاسه مترنحا بين طعنات القتلة الذين كان اسمهم يوما منه افتتنوا بالعسل السائب وتلمظوا مثل افاعى الغاب فأتوا بابتكار ساحر وخارق يأكل الأخضر واليابس وضعوا له انيابا طويلة نفثوا فيه الروح تحركت أطرافه ، دللوه عظموه قدسوه طيفوه ودلعوه وأسموه (اللعبة او ميليشيا ) ، مثل ميدوزا تحجر العيون الناظرة اليها ، وحدها ليلا وحدها نهارا الطفل يخاف ان تتناهبه ، المرأة تخاف ان تغتصبها ، شرهة تأكل الدولة والشعب والخضروات واللحم والنستلة والصحافة والحب والمدارس والاثار والحضارة والشعر وتجيد الخمر والميسر والازلام والأنصاب وفتح الحسابات في مصارف الرافدين . أربع سنوات ورحمها يقيح تناسلا صدئا يحتز وريد الابرياء وفي المقابل أرى ان الجنائز التي لم ترسم نهايات ( اللعبة ) رغم قلتها ، الا انها تحمل صفات دراماتيكية أيضا ، موتنا خارج نطاق المألوف ، الموت خارج صلاحيات اللعبة يشبه الاساطير وهو محكم بتلابيب الجهات الاربع ، رصدت ثلاث حالات في ثلاثة ايام متعاقبة . في اليوم الاول .. وضعوا ثورا اسودا على الرصيف للذبح هاج الثور على ذابحه فاصابة مقتلا وارداه قتيلا ففر عراقي الى المقبرة . في اليوم الثاني .. دخل شاب في مقتبل العمر الى حمام دارهم الزرائبي فلم يخرج الا الى المقبرة خنقه غاز (الجولة ) في اليوم الثالث .. جلس المهنئون عصراً في عرس أحدهم على كراسي الفرح ، فجيء بموت غضاضة فتح ملثمون النار على الجالسين فتطاير ثمانية الى المقبرة..
الموت يتلذذ بنا ويبالغ في شراب الدم
#كامل_الدلفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟