ولاد الكلاب !!

مدحت قلادة

الحوار المتمدن-العدد: 7776 - 2023 / 10 / 26 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

" عند معرفتي بالعديد من البشر يزداد تقديري للكلاب " ونستون تشرشل

صديقتي ليزا سويسرية الجنسية لديها طفلين و كلب من فصيلة " Rottweiler " قابلتها منذ يومين بعد رجوعها من المستشفي حيث مكثت اكثر من 3 اسابيع ولكن اضطرت ان تقطع الفترة المطلوب تواجدها بالمستشفي مرتين لاجل كلبها الذي امتنع عن الطعام لمدة اسبوعين فاضطرت للعودة للمنزل اول مرة لإطعام كلبها !! ثم عادت بعد ذلك ب 3 ايام ايضا لهذا الغرض ، نظرت لها باندهاش متسائلا تركتي المستشفي مرتين لاجل اطعام الكلب !!! فاذ بها تسرد قصص اخرى عن كلبها فقالت هل تعلم انني كنت اعاني من الالام مبرحة والتهابات بالعمود الفقري فإذ بالكلب حينما استقبلني لم يقفز كعادته بل بلل وجهي و يدي وقدمي وكانه يؤكد علي حبه لي ويعطيني رسالة انني ساشارك الامك ولن اقفز متعلقا بكي كعادتي حماية لالام ظهرك !!.
و اذ بها تحكي مرة تحكي انني كنت في مكتبي بالدور الثاني في البيت و فقدت الوعي فإذ ابنائها يلهون والكلب هو الوحيد الذي هرع الي !!! قبل اى احد من افراد الاسرة !!!
و تسرد بكل ثقة عن وفاء الكلاب وصدقها واخلاصها ،،، لم اندهش بالطبع لهذا الموضوع " وفاء الكلاب " .

انما اندهاشي ليس من وفاء الكلاب بل من ولاد الكلاب لم يتعلموا من الكلب فانعدمت الإنسانية و الوفاء و الصدق في سلوكهم واليك بعض اعمال ولاد الكلاب ،، اعمال يندي لها الجبين تعكس شخصهم وايمانهم خلال اعمالهم .

هل تعلم ان حينما قامت مذبحة الكشح كان هناك معظم اصحاب الصيدليات اقباط مسيحيين كانوا يعطون الادوية مجانا لعددا من مسلمي القرية الفقراء ولكن أول من سطى وسرق ونهب وحرق هم من كانوا يعطوهم الدواء مجانا !!!

هل تعلم ان حينما قامت مذبحة الزاوية الحمراء التي حرقوا فيها كنيستي " القدسية دميانة " كان يسير الغوغاء والدهماء في الشارع لا كنيسة بعد اليوم ومن العجيب ان من بينهم جيران !!!!

هل تعلم ان سيد قرارة الذي صفق معظم اعضاءه فرحا بقرار السادات " الغاء اعتراف الدولة بقداسة البابا شنودة هم انفسهم من كان يتحدث عن بابا العرب !!!

هل تعلم ان بعض القضاء الذين يصدرون احكاما ظالمة ضد الاقباط هم من يتحدث دائما عن العدل !!!

هل تعلم ان الازهر الذي يصدر كتبا تحض علي الكراهية ضد المسيحيين في مصر بل التضييق عليهم وانهم لابد من ان يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرين ،، ان الاقباط اكبر ممول لمرتبات شيوخهم

هل تعلم ان الازهر الذي يحرم القبطي من الالتحاق بالجامعات المدنية به يرحب ببعثات من دول اسيوية وافريقية مجانا ويحرم القبطي من الدراسة به رغم اننا اكبر ممول لميزانيتهم!!!

هل تعلم ان في مصر ممن يتغنون بالوحدة والشعب الواحد هم انفسهم من يحرمون القبطي من الالتحاق باجهزة الدولة السيادية فجهاز الامن الوطني و اجهزة المخابرات و المحافظين و رؤساء الجامعات يحرمون الاقباط من تقلد تلك الوظائف ،،!!!

هل تعلم ان هناك 30 مليون قبطي في مصر و جميعهم يشجعون كرة القدم ممنوعين من اللعب بالاندية المصرية ،،!!

هل تعلم ان بجهاز الامن الوطني في مصر فرع التحول الديني يساند ويعضد كل من اراد الدخول للاسلام و يهدد ويعذب كل من اراد الخروج من الاسلام ، بل تم القبض علي قبطي لانه رد باسلوب مسيحي يفند من يزدري بالمسيحية ،،،!!

هل تعلم ان كل شيخ مسلم يتباهي ويدلل علي الوحدة الوطنية بان امام كل كنيسة مسجد !!! و من اهم شروط بناء كنيسة لابد ان لا يكون هناك مسجد قريبا لها ،،!!!

هل تعلم ان مصر دولة القانون ودولة مؤسسات انها منقسمة علي ذاتها فالازهر وشيوخه فوق الدولة وفوق القانون ،،!!!

اخيرا هل تعلم ان جميع هؤلاء مسؤلين تجدهم يتحدثون بكلمات مؤثرة عن العدل !!! و الوفاء !!! والصدق !!! و الانتماء !!! وبكل اسف كلماتهم فارغة لان الواقع فاضحا لهم ،،، والشيء المؤسف حقا ان ولاد الكلب لم يتعلموا شيئًا من الكلب ،،،،


لذلك اقدم اعتذاري للكلب لاني وصفت هؤلاء باولاد الكلب .

رغم تقديري و اعجابي بكلب صديقتي ليزا رمز الوفاء و الصدق و الامانة إلا انني اعلن حزني علي ولاد الكلاب ،،،،
هذا علي المستوي المحلي لقاء قريب مع اولاد الكلب اقليميا ،،،

#مدحت_قلادة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين