أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسين الوميكي - من يصف رجال المقاومة بالحيوانات من يكون؟













المزيد.....

من يصف رجال المقاومة بالحيوانات من يكون؟


محسين الوميكي
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7772 - 2023 / 10 / 22 - 04:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن خرج علينا أحمد الشرعي بفضيحة "كلنا إسرائيليون" يطلع علينا الكاتب الفرنسي المغربي الطاهر بنجلون بفضيحة جديدة من العيار الثقيل حيث يؤكد ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عندما وصف رجال المقاومة في غزة بالحيوانات؛ الطاهر في مقالة تم نشرها بتاريخ 13/10/2023 في مجلة “لوبوان” الفرنسية اليمينية ذهب أبعد من ذلك حينما قال: " في 7 تشرين الأول ماتت القضية الفلسطينية وقُتلت" هكذا وبجرة قلم حكم على قضية المسلمين والعرب والمسيحيين بالموت. حكم مثل هذا يأتي من خبير من طينة الطاهر ينم بلا ريب عن حقد دفين يمكن أن يكون في حق الإسلام، ممكن في حق حماس وممكن في حق الأمة الإسلامية جمعاء. على الطاهر أن يعرف أن القضية الفلسطينية ليست وليدة اليوم لتموت بين عشية وضحاها إن لها رجال ولها جيل بعد جيل وستنتصر لا محالة عندما تتوفر الشروط الضرورية ربما ليس اليوم لكن غدا أكيد فما ضاع حق وراءه طالب، يتبين من مقالة الطاهر أنه يجهل كل الجهل أن من يلح في طلب حقه يتوفر له ذلك آجلا أو عاجلا والتاريخ يعطينا دروسا قيمة في هذا الإطار. ونؤكد لن تموت القضية الفلسطينية إلا بكثرة أعداد الخونة المنبطحين المتصهينين من بني جلدتنا.
يصف كاتبنا الفرنسي نفسه بأنه عربي ومسلم من أصول وثقافة وتعليم مغربي تقليدي وأنا أقول له أنا كذلك عربي ومسلم من أصول وثقافة وتعليم مغربي تقليدي وهذا بالضبط ما يدفعني إلى أن أتموقف بجانب إخواني المسلمين العرب في غزة وأصفهم بالمقاومين لا الحيوانات، ويضيف الطاهر أنه لا يجد الكلمات للتعبير عن مدى الرعب الذي يشعر به بسبب ما فعله مسلحو حماس باليهود وفي المقابل المسكين لا يجد أيضا الكلمات لإدانة الجرائم التي يقف وراءها الجيش الصهيوني. الوحشية في نظر صاحبنا الفرنسي عندما تهاجم النساء والأطفال تصبح همجية وليس لها أي مبرر أو عذر ونحن نقر هذا لكن كتائب القسام هاجمت الجنود في ثكناتهم ومواقعهم وهذا ما يفسر عدد الأسرى من الجيش أما النساء والأطفال فقد أخلت سبيلهم ولازالت تفعل، على أن ما كان يروج له الإعلام الصهيوني كان مفبركا وتبين ذلك بالملموس فيما بعد ونؤكد هنا أن ثقتنا العمياء في الإعلام الغربي بشكل عام هي واحدة من المصائب التي نعاني منها.
ويعتقد كاتبنا أنه يمكننا مقاومة الاحتلال ومحاربة الاستعمار، ولكن ليس بهذه الأعمال الوحشية الكبيرة. ونحن نرد عليه بالطبع هناك عدة طرق لمقاومة الاحتلال ومنها على سبيل المثال لا الحصر يمكن أن أذكر الانبطاح والرضى بما أراده لنا الخالق والالتجاء إلى الصمت المريح؛ مع الصهاينة جرب العرب والمسلمون كل الطرق لينال الفلسطينيون استقلالهم وينشؤوا دولتهم لكن مع مرور السنوات وتراكم الاتفاقيات وتزايد التنازلات اكتفت السلطة الفلسطينية بما تسمح به إسرائيل واكتفت بعض الدول العربية بالتطبيع مع الكيان في حين أن المقاومة اقتنعت بأن الصهيونية لا تفهم إلا لغة السلاح؛ ثم نسأل كاتبنا سؤالا مشروعا: أين كنت تختبئ عندما كانت إسرائيل تقتل وتغتال وتسجن وتعربد يوميا وكما يحلو لها وتستبيح الدم الفلسطيني كما تريد ماذا كتبت عن هذا كله؟ عندما كانت إسرائيل تمارس هوايتها المفضلة بقتل الأطفال والأبرياء لم تجرأ على وصف جيوشها بالحيوانات واليوم أتحداك أن تنعتهم كذلك بعد تفجير مشفى المعمداني، لن تستطيع لأن بعض الدول الأوربية بما فيهم فرنسا سنت قوانين ستطبقها على كل من تجرأ وفتح فاه وندد بجرائم الجيش الذي لا يقهر.
يرى الطاهر أن ما سماه الوحشية تأتي من بعيد. وبالتأكيد من الاحتلال والإذلال الذي تعرض له الشباب الذين لا مستقبل لهم، وسرعان ما استولت عليهم حركة إسلامية تعتمد على حسن نية إيران. نوضح له أن اليأس الشبابي هو نتيجة حتمية لتآمر العالم على القضية بما في هذا العالم من لا يفرق بين الاحتلال والمقاومة، مع أن ظلم العالم واضح للعيان لا يمكن البتة أن يتيه عنه من يتوفر على عقل يفكر به.
ويضيف بنجلون في فقرة موالية قائلا إن «بعد المذبحة، مهما كان عدد القتلى من الجانبين، فقد تغلغلت الهمجية في مخيلتنا" غريب ومضحك أمر الطاهر الكاتب المرموق فالهمجية حسب فهمه انتظرت كثيرا ليُسمح لها بالتغلغل في مخيلتنا والفضل بالطبع يرجع لحماس التي لولاها لما عرفت الهمجية كيف تتسلل إلى مخيلة الإنسانية.
ويخلص الطاهر إلى أنه من الصعب اليوم أن نصدق أن هؤلاء الرجال فعلوا ذلك من أجل "تحرير" منطقة ما. لا، الحرب تدور بين الجنود. وليس بقتل المدنيين الأبرياء. ونحن نثبت لصاحبنا ونقول له: صدق أو لا تصدق فالقصة وما فيها أن حماس حركة تحررية فدائية تحارب الاحتلال الصهيوني كما تفعل كل الحركات في العالم حين تحمل السلاح في وجه من سولت له نفسه باحتلال الأرض وإبادة الشعوب هذا كان حالنا في الماضي القريب الذي لم تستوعبه لحد الساعة لكونك شربت الحليب الفرنسي من ثديي أمك فرنسا التي اخترت أن تعيش فيها وارتميت في حضنها.
ويختم الطاهر بنجلون الفرنسي مقالته المشؤومة بالتعبير عن اشمئزازه من هذه الإنسانية وعن رفضه المطلق للانتماء إليها، ويضيف أن هذا قتال لا يحترم قضية الفلسطينيين وأنه ضد هذا التصفيق والتشجيع في بعض العواصم العربية ونحن نذكره بأن من العواصم العربية التي وقفت بجانب المقاومة الشرعية نجد الرباط عاصمة وطنه الأم التي خرج إلى شوارعها الملايين ليعبروا عن سخطهم لما يجري ويلحق بالغزاويين العزل الذين تُفجر بيوتهم على رؤوسهم؛ ونقول له أنت يا أيها الفرنسي في واد وأمتك العربية المسلمة في واد ثان فهل استوعبت هذا كله؟ أم يصعب على كاتب مثقف ثقافة صهيونية أن يتفقه ما تُمليه السنن البشرية.
اسمح لي أيها الكاتب العملاق صاحب جائزة الكونكور الفرنسية أن أختم وأقول معك لا، لعمى أولئك الذين يحركون خيوط المأساة لكني أرى بأن من يحرك تلك الخيوط هم الذين يرفضون أن يعطوا لكل ذي حق حقه عكس ما تراه تماما، فالغرب الذي احتضنك هو من وراء كل المآسي التي تحياها الشعوب وأؤكد لك أن أمريكا إن أرادت أن تضع حدا لهذه المعضلة لفعلت لكنها تفضل أن تجعل من القضية الفلسطينية قضية في مهب ريح المتاجرة.



#محسين_الوميكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلنا إنسانيون وإن اقتضى الأمر فنحن فلسطينيون
- الزِّلْزَالُ الْمَغْرِبِيُّ
- التشخيص في الأدب
- قصيدتان - اِنْتِفَاضَةُ الشِّعْرِ
- أَهْلُكِ يَمْشُونَ كَالْأَشْبَاحِ
- قصيدتان
- كتاب -100 سنة من حقوق الطفل عالميا ومغربيا: حكايات ومسارات- ...
- كتاب -100 سنة من حقوق الطفل عالميا ومغربيا: حكايات ومسارات- ...
- كتاب -100 سنة من حقوق الطفل عالميا ومغربيا: حكايات ومسارات- ...
- قراءة تعريفية لرواية التلوث الكبير – جيبول 70 الجزء السادس و ...
- قراءة تعريفية لرواية التلوث الكبير – جيبول 70 الجزء الخامس
- قراءة تعريفية لرواية التلوث الكبير – جيبول 70 الجزء الرابع
- قراءة تعريفية لرواية التلوث الكبير – جيبول 70 الجزء الثالث
- قراءة تعريفية لرواية التلوث الكبير – جيبول 70 الجزء الثاني
- قراءة تعريفية لرواية التلوث الكبير – جيبول 70
- الطريق
- منازلنا
- على هامش الظلم
- إلى روح أمي
- صناع الفرحة


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسين الوميكي - من يصف رجال المقاومة بالحيوانات من يكون؟