أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - هل -التقصير- فعلاً هو -المذنب- في فاجعة الحمدانية؟!














المزيد.....

هل -التقصير- فعلاً هو -المذنب- في فاجعة الحمدانية؟!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 7753 - 2023 / 10 / 3 - 22:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ان إعتقلت وزارة الداخلية 9 أشخاص من الذين لهم علاقة بقاعة حفل الزواج، عزت سبب الجريمة الى حدوث "تقصير" ووجهت التهمة لهم وفق هذا الاساس! أي ان "تقصير" جمع من العمال والموظفين والفنيين والاداريين هو من يقف وراء هذه الماساة الاليمة التي يلتسع لها قلب كل أنسان شريف، ماساة أودت بحياة أكثر من مئة إنسان بريء معظمهم من الأطفال وجرح ما يقارب 80 شخص. أناس أتوا للفرح والاحتفال، ليصدموا باكبر مصيبة ضربت مدينتهم.
رمت الوزارة المصيبة على عاتق جمع من "المقصرين"، وإنتهى الامر! كل شيء باق في مكانه، ليس له صلة بالحادث، بل حتى تحدث بعضهم عن نسبة الحادث الى "مجهول"، او ان الامر جراء تماس كهربائي، وفق "تفسير" أصحاب القاعة وغيرها من مبررات مبتذلة. وبتصريحها في بيان خاص بهذا الصدد، تخلي الوزارة والسلطة كاهلهما بصورة صريحة .
ان هذه ليست المرة الاولى، فقد سبقتها حادثة العبّارة التي راح ضحيتها غرقاً مئات الابرياء. لا يعود الأمر الى "تقصير" و"غياب سبل السلامة والأمان" وغيرها، ولا الى "مسؤول ما" في المدينة او المحافظة ولا الى تقصير أحد. إن "الإهمال" و"التقصير" هما نتيجة وليست مبرر ولا سبب ولا اساس القضية. القضية أكبر من هذا بكثير.
انها فساد نظام ومنظومة وتعفنها التام. منظومة ليس للأنسان وأمانه وحقوقه أي مكان فيها، ليست مسؤولة بقدر ذرة عن المجتمع، عن أطفاله، كباره، مسنيه، خدماته، أمانه، مستقبل أجياله. انها منظومة سلطة أحزاب وجماعات مليشياتية وإجرامية لا صلة له بهذا المجتمع سوى نهب ثرواته وإفقاره وتجويعه وهدم كل معالم إجتماعية وسياسية وإقتصادية متعارفة ومألوفة. إنها منظومة حفنة من قطاع الطرق الاسلاميين والطائفيين والقوميين والعشائريين وغيرهم. إنها مليشيات ليس في قلبها أي ضمير وإنسانية وقيم الا قيم اللصوصية والبلطجة والاستهتار بحياة الناس.
بخلاف كل إدعائات أطراف هذه السلطة، فإن لم تكن مثل هذه المشاريع، قاعة الحفل، هي مشاريع حزبية صرف، فانها مشاريع لأناس يرتبطوا بالف وشيجة ووشيجة ربح ومصالح ومنافع متبادلة مع هذه الجماعات المليشياتية. ليس ثمة مشروع في العراق دون أن تكون لهذه الاحزاب صلة مباشرة به. والأخيرة نفسها بيدها وتحت سطوتها سلاح وسلطة الشرطة والقضاء لتمييع مثل هذه القضايا ودفنها وحماية المسؤولين المباشرين وصيانتهم من أن يُقادوا للمكان الذي من المفترض أن يُقادوا له، السجون! هل يعرف أحد ما حلً بالمسؤولين عن قتل المئات في عبارة الموصل؟! هل وُجِهت أصابع الإتهام الى المسؤول عن مجزرة سبايكر أو إنفجار مخازن السلاح والعتاد في الاحياء الشعبية وراح ضحيتها ما يقارب مئة بريء، وهل نال أحد جزاءه؟! وهل حُكِمَ على أحد؟! لم نسمع إن أحدا قد أقتيد للتحقيق والمحاكمة رغم كل المصائب التي ألحقوها بالبلد!
نعم هناك تقصير دون شك. بيده انه ليس الكهربائي الفلاني ولا البناء الفلاني ولا مصمم القاعة الفلاني ولا المشرف على القاعة ولا..... انه الطبقة السياسية المجرمة الحاكمة ومشاريعها وشركاتها التي لا تضع اي حساب للانسان وحاجياته وأمانه من الاساس. ان المقصر والمسؤول الأول والأخير هو السلطة السياسية الحاكمة بكل أطرافها وقواها سيئة الصيت. سلطة أبتلعت البلد كله في عملية نهب منظم جاري على قدم وساق منذ 2003 ولحد الآن. ولهذا، حين طرد اهالي المدينة وزير الهجرة وباقي المسؤولين ورفضوا إستقبالهم، فانهم عملوا ما هو صحيح، إذ رفضوا أن ينطلي عليهم هذا الرياء المنافق لمسؤولي السلطة الذين أتوا لذرف دموع التماسيح على ضحايا وقعوا فريسة هذه السلطة واستهتارها ونهم وجشع شركات أطرافها ومشاريعهم.
أن ثمة حقيقة برهنت عليها أكثر من 23 عام من حكم هذه السلطة المليشياتية بكل قواها هي: طالما ان هذه السلطة جاثمة على قلوب الجماهير، لن يجني أحد غير مصائب وويلات مثل التي جرت بالحمدانية وعبّارة الموصل. إن ما ينبغي عمله هو ليس إنتظار تفسيرها لما جرى أو أن تتحفنا بمبرراتها حول هذه الجريمة! ما ينبغي عمله هو توحيد وتنظيم حركة جماهيرية واسعة وعريضة لإزاحة هذه السلطة وكنسها مرة وإلى الابد من حياة المجتمع. إذا ننشد مجتمع لا تتكرر فيه جريمة الحمدانية والعبّارة وعشرات الجرائم غيرها باشكالها المختلفة، ينبغي إنهاء عمر هذه السلطة وهذه المنظومة كاملة.

فاشية سافرة:
في مواقف مثل هذه، لا تستطيع الفاشية الاسلامية والداعشية الحكومية الا ان تكشف عن وجهها القبيح! إذ ليست قليلة تلك الخطب التي يقوم بها الملالي وخطباء الجوامع الذين استغلوا جريمة الحمدانية لينفثوا سمومهم الاسلامية. إذ تعالت اصواتهم من منابرهم المسمومة بالحديث: "هذا تحذير لكم يا أمة المسلمين. أتعرفون لماذا حل هذا البلاء بأهل الحمدانية لانهم كانوا يرقصون ويغنون وينشرون الفساد والرذيلة.. بلمحة بصر حلّ الله غضبه بهم... أيتصورون ان عذاب الرب بعيد عنهم، بلحظة جعل النيران تتهاطل عليهم"!
كيف لأناس من مثل هؤلاء أعمتهم أيديولوجيتهم وعقيدتهم الدينية لهذا الحد من رؤية الالاف التي تصرخ وتبكي وتبحث بايديها في الانقاض عن أم لهم او إبن أو كبير في العمر؟! كيف يستطيعون إغماض أعينهم بصلافة وجلافة وبربرية عن رؤية ذلك الصراخ الذي يدمي القلب؟!! من اين يأتوا بكل هذا؟! ليتصوروا قليلاً ان هؤلاء هم أمهم وأبنهم وبنتهم وجدهم، أيتخذون الموقف ذاته؟! إن عقيدة ندفع البشر لمثل هذا السلوك لهي عقيدة يجب حذفها من تاريخ البشر، وليتم فضحها بوصفها شيء ينتمي الى ما قبل التاريخ الانساني. فهذا المكان الذي تستحقه!
من الواضح انهم خرجوا من منظومة ليس عندها أي ربط أو صلة بالانسانية. إنها داعشية سافرة ترعاها أطراف هذه السلطة المقيتة. كيف لإنسان يتمتع بذرة حس إنساني أن يتشفى بعشرات العوائل المفجوعة ببناتها وابنائها وأطفالها في يوم فرح وعرس. من أين يأتون بكل هذا الحد من الهمجية والبشاعة؟! إنهم أناس خارج اي منظومة إنسانية، واي تمدن وثقافة وحضارة وتطور وعلوم. إنها ذات الفاشية التي تطرب لقتل فاشنيست او مثلي أو اي إنسان بدم بارد وإستهتار.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمة مصلحة للنظام الراسمالي في بقاء النزعة الذكورية!
- لن يفيدكم الخلط المغرض للقضايا!
- منصور حكمت ومنهجية الحرب (القسم الثاني والاخير)
- (حول حرق القرآن في السويد)! حرية التعبير بدون أي قيد وشرط!
- منصور حكمت ومنهجية الحرب: (الجزء الاول)
- انتخابات تركيا: صراع فاشيتين إسلامية-قومية وقومية-أتاتوركية!
- بقاء (8) من اذار يعني ان الظلم ضد المراة والنضال ضد هذا الظل ...
- حول العشائرية.... وحمامات الدم في مدن العراق!
- مكاسب انتفاضة جماهير ايران!
- حول سمات هبّة جماهير ايران
- شكرا لكم -لطفكم-، ولكن لتكف اياديكم عن النساء!
- كيف أطاح نضال المرأة في إيران، بـ-صروح- نظرية بالية؟!
- ما الهدف السياسي وراء ضجيج -عاشوراء والاربعينية- هذا العام؟!
- ان ما يبعث السرور هو وجود هذه الراديكالية العمالية والنسوية ...
- إنه نموذج لانعدام المسؤولية السياسية والأخلاقية!
- صور أفلتت كل هذه العفونة!
- حدود وأهداف حركة التيار الصدري الاخيرة!
- بصدد أهداف -الصلاة الموحدة-
- -قانون تجريم التطبيع-: -عرب وين ... طنبورة وين-!
- تكتيك مفضوح!


المزيد.....




- قارنت ردة فعله بصدام حسين.. إيران تعلق على مقتل يحيى السنوار ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو معدلًا من مسيرة يقول إنه يصور لح ...
- أبرز ردود فعل قادة ومسؤولين دوليين على مقتل يحيى السنوار
- مصر تعلن تعديل أسعار البنزين ومشتقات الوقود ابتداء من اليوم ...
- بسبب صورة.. شقيقة زعيم كوريا الشمالية توبخ سلطات جارتها الج ...
- الجيش الإسرائيلي: رصد إطلاق 15 صاروخا من لبنان باتجاه إسرائي ...
- تقرير: هكذا تلقى الأمريكيون خبر مقتل السنوار
- وزير الدفاع الياباني يعد بإرسال معدات عسكرية إضافية إلى أوكر ...
- اختبار جديد بالليزر يكشف عن الخرف بمختلف أنواعه في ثوان
- العلماء يكتشفون أصل معظم النيازك التي ضربت الأرض


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - هل -التقصير- فعلاً هو -المذنب- في فاجعة الحمدانية؟!