الطرح الاشتراكي في رواية -سادة الندى- جاك رومان

رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7728 - 2023 / 9 / 8 - 02:57
المحور: الادب والفن
    

في بداية العقد الثامن من القرن الماضي صدر عن مؤسسة الأبحاث العربية في بيروت سلسلة "ذاكرة الشعوب" وهي مجموعة روايات تتناول فكرة الاشتراكية، وكيف تناولها كاتب في العالم، الرواية صدرت عام 1944 في المكسيك وتم ترجمتها إلى العربية بواسطة عبد الرزاق جعفر وصدرت عام 1981، الرواية تتحدث عن منطقة ريفية في المكسيك يعمل فيها الفلاحين الذين يتنازعون فيهما بينهم، رغم أن مشكلتهم الحقيقية تتمثل في شح الماء، وهنا يأتي دور المثقف الثوري الذي يطرح أفكارا ترسخ فكرة تحرر الفلاحين مما هم فيه ن بؤس: "ـ نحن السكان الزنود حفاة الأقدام، محتقرون، تساء معاملتنا.
ـ تسألني عن حالنا؟ سوف أرد عليك: حسنا، نحن هذه البلاد، ولا يمكن أن يتم شيء بدوننا، لا شيء أبا، من الذي يزرع؟ من الذي يسقي؟ من الذي يحصد؟ القهوة، والقطن، والرز، والقصب، والكاكاو، والذرة، والموز، والأغذية، وكل الثمار، إن لم يكن نحن الذين نزرعها فمن الذي يزرعها؟ مع هذا نعيش فقراء" ص67، فالطرح الطبقي جاء بشكل حوار وهذا ما جعله مقبولا للمتلقي الذي سيجد أن هناك هوة اقتصادية لا تعطي من يعمل حقه في الحياة الكريمة.
وبما أن الفكر الاشتراكي يدعو إلى توحيد العمال والفلاحين لمواجهة الرأسمالي والإقطاعي فقد أكدت الرواية هذا الطرح: "أن أعظم شيء في العالم هو أن يصبح الناس كلهم أخوة، وأن لهم ثقلا واحدا في ميزان البؤس والظلم" ص86و87، فهنا نجد مقولة "يا عمال العالم اتحدوا" ضمن النص الروائي وقدم بصيغة جديدة، لكنها توصل فكرة وحدة الكادحين في العالم.
بما أن الرواية تتحدث عن فلاحين وعمل في الأرض فكان لا بد من استخدام لغة تناسب عقليتهم، فكيف استخدم الكاتب هذه اللغة، وكيف قدمها للقراء في المكسيك؟: "الأرض، إنها مثل المرأة التي تتمنع في بداية الأمر، ثم ما تلبث أن تأتي قوة الرجل، حينئذ يخيم العدل، فتقول: "تمتع!" ص13، اللافت في هذا الاستخدام أنه يخاطب العقلية الفلاح الذي ينحاز لفكرة قوة الرجال وإخضاع المرأة لرغباته، ودقة هذا الاستخدام تكمن في أن الأرض والمرأة مؤنث، وتحتاج إلى حرث وعمل: "الأرض شبيهة بالمرأة الصالحة، إذا أسأنا معاملتها تمردت" ص36، وهنا تقدم الرواية فكرة عطاء وخصب الأرض إذا أحسن التعامل معها، وجذبها وتصحرها إذا أهملت.

#رائد_الحواري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات