أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الخالق الفلاح - الأمم والإفراط بقيم ومبادئ الأخلاق














المزيد.....


الأمم والإفراط بقيم ومبادئ الأخلاق


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 7717 - 2023 / 8 / 28 - 11:30
المحور: الادب والفن
    


في أركان الوجود الاجتماعي يشكل الأخلاق ركنا أساسيا منه و سر بقاء الأمم، قال تعالى في سورة الأحزاب: اية 21 (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) أنّ الحياة الفرديّة للإنسان، لا لَطافةَ ولا شفافيّة لها بدون الأخلاق. ولن تصل البشرية إلى برِّ الأمان من دونها، ولكنّ الأهمَّ من ذلك هو الحياة الإجتماعيّة للبشر، فما لم يتمسك أفراد المجتمع بالأخلاق، فستكون نهاية المجتمع أليمة وموحشة جدّاً. ولا بقاء لأمة تفرط في أخلاقها وتتهاون في قيمها ومبادئها الروحية وفي حياة المجتمعات الإنسانية لا تستقيم من غير القيم الأخلاقية ، ويمثل نسقا حيويا في نسيج الحياة الإنسانية المعاصرة.وهو نظام يوجه حياة الفرد وينهض بها إلى أرقى مستوياتها القيم الإنسانية. والإنسان لا يحقق جوهره الإنساني إلا في صورته الأخلاقية، والصورة الوحيدة في مملكة الكائنات الحية الذي يضحي برغباته وميوله على مذابح السمو الأخلاقي، سعيا إلى تجسيد قيم الحق وكل القيم والفضائل التي تشكل جوهر الحياة الأخلاقية وغايتها.مثل الخير، والجمال، والشرف، والكرامة، والإيثار، والتسامح، والشجاعة، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه ((وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين) 133 ، 134 آل عمران
ويقول الشاعر معروف الرصافي:
هي الأخلاق تنبت كالنبات...اذا سقيت بماء المكرمات
تقوم إذا تعهدها المربي... على ساق الفضيلة مثمرات
ان أهميّة الأخلاق العظيمة للفرد تتجلى في العديد من الأفعال والسلوك،
حيث انها تمنح الفرد إمكانيّة اختيار السلوك الصادر عنه، و الإسهام في تشكيل شخصيّة الفرد، وتحديد أهدافه في الحياة. و الشعور بالأمان؛ والتّحلّي بها كي يتمكّن الفرد من مواجهة ضعف نفسه، ومجابهة التّحديات والعقبات التي تواجهه في حياته ، وتساعده على ضبط شهواته وهواه ومطامع نفسه وتنسق على ضوء ما يتحلّى به من الأخلاق الحُسنة. وتسمو بالإنسان فوق الماديّات المحسوسة، فيرتفع الإنسان بالأخلاق إلى درجاتٍ رفيعةٍ من الإنسانيّة. و تُكسِب الاخلاق الحسنة الفرد جزاءً حسناً في الحياة الآخرة بالجزاء و الأجر الكريم، والثواب الحَسن من رضا الله تعالى، والقبول منه، والفوز بجنّته.
المقصود بالقيم هي عدم التعدي اللفظي على أي شخص، وعدم الخوض في تجارب سيئة، وعدم فعل الفواحش، وعدم ارتكاب أي فعل مخالف للآداب العامة. قيم عقلية: وتلك القيم التي يستوجب فيها حفظ العقل من التلف، ومن أهانته بالتفكير في المحرمات و إن الضمير هو الذي يخبر في ما هو الخير والشر. الشعور بالواجب : ليحقيق الخير أو السعي إليه ، وعلينا ان نتصور حياة مجتمع أهملت فيه الأخلاق الفاضلة، وسادت بين أفراده الخيانة والفسق والكذب والغش والسرقة وسفك الدماء، والتعدي على الحرمات والحقوق، كيف يمكن أن تكون هذه الحياة؟ لا شك في أن هذه الحياة تكون جحيماً لا يطاق، ويتحول الناس إلى وحوش ضارية بعد أن تخلوا عن كل المعاني الإنسانية، ويشقون شقاء ما بعده شقاء، لأن الإنسان سيكون في هذا المجتمع أداة هدم وتدمير، سيكون وحشاً ضارياً لا يهمه إلا تحقيق أطماعه وإشباع غرائزه ونزعاته؛ نزعات التسلط والتجبر والأنانية والانتقام والكبر والطغيان، وإذا استخدم هذه القوى في الفساد أهلك الحرث والنسل، وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾ [البقرة: 205].
يقول الفيلسوف البريطاني المعاصر "برتراندرسل" أن الإنسان أكثر تعقيداً في نزعاته ورغباته من أي حيوان آخر، فهو ليس اجتماعياً تماماً مثل النمل والنحل، ولا هو انفرادي تماماً مثل الأسود والنمور، ولأننا لسنا اجتماعيين تماماً فنحن في حاجة إلى أخلاق لتوحي لنا بالأهداف، وإلى قواعد أخلاقية لتفرض علينا قواعد التصرفات، واخيرا فأن أكثر المسائل الاخلاقيّة لها أثرها في واقع الحياة الإجتماعيّة للإنسان، سواء كانت ماديّة أم معنويّة، فالمجتمع البشري إذا تجرد من الاخلاق ، سينقلب إلى حديقةِ حيوانات " اجلكم الله " لا يُجدي معها إلاّ الأقفاص، لِردع أفعال الحيوانات البشريّة عن أفعالها الضّارة، وستُهدر فيها الطّاقات، وتحطّم فيها الإستعدادات، وسيكون الأمان والحريّة لعبة بيد ذوي الأهواء، وستفقد الحياة الإنسانية مفهومها الواقعي.



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيم الاخلاقية و الانسانية ونشر المحبة
- الانسانية والشعور بالسعادة
- المنتديات الثقافية والاجتماعية ..نقطة التقاء
- بين الحقيقة والحدس
- الفيليون ..والرؤية المستقبلية
- دور الإعلام في التسخين والتصعيد
- - لكل غادر لواء يوم القيامة -*
- القارة الافريقية ، و ارتفاع وتيرة الانقلابات
- الشواذ والمثليين ورقة الغزو الجديدة
- النظام العالمي والتغييرات القطبية
- أسباب خفية وراء حرق القرآن
- القوانين والدستور والقيادات الدينية
- التسول حقيقة ام تجارة والمسؤولية
- ثورة تموز - لم تكن تابعة لأحد-
- ما هو طريق التنمية .. الابعاد والاهداف
- الايفادات الحكومية الغير ضرورية والحلول
- الانبار من جديد بوابة القلق
- قوات فاغنر ومستقبل المخاطر
- القيادة والتحولات الحديثة
- روسيا - بوتين- وتجربة - فاغنر-


المزيد.....




- المفكر التونسي الطاهر لبيب: سيقول العرب يوما أُكلنا يوم أُكل ...
- بعد مسيرة حافلة وجدل كبير.. نجمة كورية شابة تفارق الحياة في ...
- ما الأفلام التي حصدت جوائز البافتا لهذا العام؟
- سفيرة الفلكلور السوداني.. وفاة المطربة آسيا مدني بالقاهرة
- إيهاب الؤاقد :شاعر يقتل الحظ والفوضى !
- الفنان وسام ضياء: الدراما عليها الابتعاد عن المال السياسي وع ...
- لون وذاكرة.. معرض تشكيلي لفناني ذي قار يشارك فيه نحو 60 فنان ...
- إطلاق الدورة الـ14 من جوائز فلسطين للكتاب
- وفاة المطربة آسية مدني مرسال الفلكلور السوداني
- ليلى علوي تخطف الأضواء بالرقص والغناء في حفل نانسي بالقاهرة ...


المزيد.....

- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الخالق الفلاح - الأمم والإفراط بقيم ومبادئ الأخلاق