أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - كيف تم بيع روسيا بثلاثة فلسات - الجزء الرابع















المزيد.....

كيف تم بيع روسيا بثلاثة فلسات - الجزء الرابع


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7698 - 2023 / 8 / 9 - 18:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



الكسندر سامسونوف
كاتب صحفي وباحث سياسي روسي

29 يونيو 2023

• اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

تعد الخصخصة أكبر جريمة نفذت بإسم "الإصلاحات الديمقراطية" في روسيا. تعرضت بلادنا وشعبنا للسرقة بوقاحة - سرقوا مئات المليارات !.

روسيا المنهوبة تنقذ الغرب من أزمة الرأسمالية

كما ذكرنا سابقًا (كيف أصبحت روسيا بقرة مربحة للغرب) ، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ، تعرضت روسيا للسرقة بوقاحة. لقد سرقوا احتياطيات الذهب ، ودفعوا البلاد إلى عبودية الديون (كما دفع غورباتشوف ويلتسين روسيا إلى عبودية الديون) ، وصنعوا مثل هذا النظام الذي سمح بتدفق رأس المال والموارد المادية الثمينة إلى الغرب كالسيل الجارف.

تم بيع النفط والغاز والأخشاب والمعادن النادرة وما إلى ذلك مقابل لا شيء ، وأصبحت روسيا "أنبوبًا" ، يضخ المواد الخام للغرب الجماعي (كيف تحولت روسيا إلى شبه مستعمرة للمواد الخام). الغرب اعتبر روسيا غنيمة حرب له .
كل المكاسب لم يحصل عليها إلا الغرب ، وجزئياً الشرق و "الروس الجدد" - فريق من لصوص الغنائم الذين ساعدوا في نهب البلاد، ومنهم تشكلت البرجوازية الكمبرادورية والأوليغارشية والبيروقراطية اللصوصية التي تخدم مصالحهم.

في 12 حزيران (يونيو) 1992 ، بدأ الاحتفال بيوم إعلان سيادة دولة "الاتحاد الروسي" واطلق عليه – يوم روسيا. لكن ماذا كان سبب الاحتفال؟ انهيار دولتنا العظمى وسرقة الثروة ؟! خلق هذا النموذج شبه الاستعماري ، عندما أصبح معظم أفراد الشعب الروسي فقراء .
من الناحية الرسمية ، هناك لروسيا سيادة ونشيد وعلم ، مع الأسلحة النووية. ولكن هذا كان مجرد مظهر كاذب ، في الواقع أصبحت روسيا شبه مستعمرة من قبل الغرب. (حتى اليوم ينتقد العديد من الروس الإحتفال بهذا العيد رغم إعلانه عطلة رسمية ويعتبرونه يوم النكبة بالنسبة لهم - المترجم).

"جماعة البيريسترويكا" ، "أنصار الديمقراطية" ساعدوا "الشركاء" الغربيين على "تنظيف" العالم الروسي حتى النخاع . أولئك الذين كان من المفترض أن ينتهي بهم الأمر في السجن استولوا على السلطة !.

يكفي أن نتذكر أن انهيار الاتحاد السوفياتي أدى إلى توفير أموال وموارد ضخمة لروسيا الجديدة ، والتي كانت تذهب عادة لمساعدة حلفائنا المتعددين في أوروبا الشرقية وإفريقيا وآسيا. كما قامت روسيا بتقليص البرامج العسكرية الرئيسية لتحديث وإعادة تسليح الجيش والبحرية. هذه مئات المليارات من الدولارات والروبلات . أين ذهبت ؟ لقد اختفت دون أن تترك أثرا! تسربت إلى الغرب – الولايات المتحدة ، ألمانيا ، بريطانيا ودول أخرى من "المليار الذهبي" وساهمت في إزدهار تلك الدول على حساب الشعب الروسي.

حينها، أنقذت روسيا الغرب من انفجار "الدُّمَّل" الوشيك لأزمة الرأسمالية. أصبحت روسيا ، التي تعرضت للسرقة وبدأت في الانقراض بسرعة ، قاطرة نمو الاقتصاد الأمريكي في التسعينيات. صحيح ، لبضع سنوات فقط ، في أواخر التسعينيات ، واجه الغرب مرة أخرى مسألة الحاجة إلى "إعادة شحن" النظام.

ثروات روسيا

لا يشمل مفهوم "الثروة الوطنية" فقط المشاغل والمصانع والمناجم والطرق والموانئ والمطارات ، وجميع أنواع البنية التحتية والإسكان والخدمات المجتمعية ، وبراءات الاختراع والتراخيص ، ومستوى تأهيل موارد العمل والموارد الطبيعية ، سواء المتجددة ( المياه والغابات) والتي لا يمكن الاستغناء عنها – في باطن الأرض.
الثروة الوطنية – هي ما يتم استخدامه أو يمكن استخدامه يومًا ما في الاقتصاد.
الأصول – هي ما يدخل بالفعل في حجم التداول الاقتصادي. أي أن الثروة الوطنية هي دائمًا أكثر من مجرد أصول.

في فترة 1980-1990 ، قامت أكاديمية العلوم في الاتحاد السوفياتي ، بناءً على تعليمات من الحكومة ، بحساب الثروة الوطنية للاتحاد. أكبر جمهورية في الاتحاد السوفياتي كانت جمهورية روسيا السوفياتية ، الاتحاد الروسي الحالي ، تم جردها أيضًا. قدرت ثروتها الوطنية بأكثر من 3 تريليونات دولار ، وتم تقدير أصولها بـ 1.5 تريليون دولار. ومع ذلك ، كان هذا التقييم أيضا منقوص. على وجه الخصوص ، لم يتم أخذ براءات الاختراع وknow-how والابتكارات والملكية الفكرية المختلفة في الاعتبار ، كما هو معتاد في حساب ثروات الغرب. كما لم يؤخذ رأس المال البشري في الاعتبار ، وكان الاتحاد السوفياتي يتمتع بجودة ممتازة. كان لدينا أكثر المواطنين تعليما ومهارة في العالم!

وهكذا ، على الرغم من البيريسترويكا ، كان الاتحاد السوفياتي وروسيا المستقبلية غنية جدًا. كان حجم الثروة الوطنية للاتحاد السوفياتي ضعف حجم الثروة الوطنية للولايات المتحدة تقريبًا.

الخصخصة المتوحشة

لقد أصبحت الخصخصة أكثر عمليات السطو وقاحة واتساعا لبلدنا وشعبنا. تعرضت الأصول السوفياتية إلى خفض غير مسبوق في قيمتها وتم توزيعها فعليًا على المالكين الجدد للبلاد.
بدأ تشوبايس" (إقتصادي وسياسي يهودي روسي كان مسؤولا عن ملف الخصخصة ايام يلتسين ، وبقي يعمل في الكرملين حتى بعد حرب أوكرانيا عندما استقال او اقيل، هاجر بعدها إلى فلسطين المحتلة وحصل على الجنسية الإسرائيلية ويقال انه يعيش مع ثروته وأسرته وأسراره في سكوتلندا والباقي عند القراء-المترجم) الخصخصة في خريف عام 1992. ووُعد الشعب بأنه مقابل قسيمة شيك واحدة ، سيكون من الممكن شراء سيارتين من طراز فولغا ، أو ما يعادل 10000 دولار أمريكي.

من أين أتى هذا الرقم؟ أخذ تشوبايس ببساطة التقدير السوفياتي لأصول الاتحاد السوفياتي وقسمه على عدد سكان روسيا آنذاك (150 مليون). علاوة على ذلك ، أدخل "السوق" تعديلاته الخاصة: بلغت قيمة القسيمة 30 دولارًا! واتضح أن جميع أصول روسيا بالكاد تبلغ 5 مليارات دولار! هذه هي عملية احتيال الألفية!

تم بيع 15٪ من الأصول الوطنية بقسائم. ومع ذلك ، فإن الرسملة الكاملة للأصول الروسية حسب تشوبايس لم تتجاوز 30 مليار دولار. في بورصات البلاد ، بلغت قيمة جميع أسهم جميع المشاغل والمصانع في البلاد 30 مليار "دولار" فقط. 50 مرة أقل من قيمتها الحقيقية!

نتيجة لذلك ، تم بيع الشركات الضخمة المملوكة للدولة ، مثل ميناء نوفوروسيسك (الذي تم بيعه مقابل 21.5 مليون دولار فقط) أو شركة الشحن البحري الشمالية (مقابل 20 مليون دولار فقط) ، مقابل فلسات فقط. تم بيع المصانع والموانئ وشركات الطيران والمطارات بأقل 50 إلى 100 مرة من قيمتها! ومن هم الملاك الجدد؟ بطبيعة الحال ، الأشخاص المناسبين - الملاك الجدد لروسيا.

وهكذا تم سلب الشعب في لحظة تاريخية واحدة. لقد سرقوا مئات المليارات من الدولارات من الأصول التي أنشأها العمال العمالقة الروس عبر أجيال كاملة من الشعب السوفياتي.

فيما بعد ، استمرت الخصخصة. ليس بتلك الصراحة والوقاحة ، لكن الثروات الوطنية انتقلت إلى أيدي "الروس الجدد" وشركائهم الغربيين. ومن المثير للاهتمام ، أنه حتى الآن ، عندما يتعين على روسيا القتال على الجبهة الأوكرانية مع الغرب الجماعي بأكمله ، فإنهم يخططون لتنفيذ موجة جديدة من الخصخصة في العمق !!!
على ما يبدو ، من أجل دفن أية إمكانية لإنعاش الاقتصاد الوطني.

البصمة الأمريكية

في الوقت نفسه ، قاد الأمريكيون تشوبايس" مباشرة خلال عملية سطو لم يسبق لها مثيل في التاريخ. كما قال الرئيس السابق للجنة ممتلكات الدولة ، فلاديمير بوليفانوف ، كان لدى تشوبايس 35 مستشارًا وموظفًا أمريكيًا من الشركات الأجنبية. والمال اللازم لدفع رواتب رواد "الخصخصة" الروس جاءت من خلال معهد هارفارد للتنمية الدولية Harvard Institute for International Development والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID. كما رعى البنك الدولي عملية "الإصلاحات" .

كان المنسق الشخصي لتشوبايس هو الأمريكي "لاري سمرز" Larry Summers من إدارة كلينتون (وزير الخزانة). في وقت لاحق ، قام الثنائي Chubais-Summers بارتكاب عملية احتيال أخرى بسرقة روسيا - آلية السندات قصيرة الأجل.

بينما كان يتم بيع روسيا مقابل فلسات ، وخلال نفس الفترة ، كانت أصول الشركات الأمريكية الغربية تنمو بسرعة من حيث القيمة. في التسعينيات ، زادت القيمة الإجمالية للشركات الأمريكية عدة مرات! في بلدنا ، على العكس من ذلك ، تم التقليل من شأنها 30-50 مرة.

وهكذا ، فإن الغربيبن وشركائهم الروس ، "الإصلاحيين الشباب" ، قللوا من قيمة ثروة روسيا وسرقوا البلاد. في الوقت نفسه ، إنضم "المديرون الفعالون" إلى "النخبة" في الاتحاد الروسي ، وتم خلق نظام لتحويل الثروة الوطنية الروسية إلى الغرب والشرق بشكل مستمر.

لقد حصلوا على السلطة ، وسبحوا في الدولارات وعلموا الروس باستمرار أنه "إذا كنتم تريدون كسب المال ، فهناك الكثير من الأماكن الرائعة حيث يمكنكم القيام بذلك بشكل أسرع وأفضل. انه البزنيس ".

يتبع الجزء الخامس.....



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تحولت روسيا إلى شبه مستعمرة للمواد الخام – مثل -بيافرا ش ...
- كيف قاد غورباتشوف ويلتسين روسيا إلى عبودية الديون – الجزء ال ...
- حرب البحر الأسود يشتد أوارها - رأي الخبراءф
- سياسي أوكراني مرموق انضم الى روسيا منذ 2014 يكشف بعض اسرار ا ...
- حزب الغاضبين في موسكو يطالب بالرد على استهداف قاعدة الأسطول ...
- كيف أصبحت روسيا بقرة حلوب للغرب - الجزء الأول
- الصحافة الروسية تناقش الموضوع لأول مرة –المسيرات تصل إلى موس ...
- لعنة جسر القرم : إستسلام أوكرانيا يأتي من البحر الأسود
- ضبع أوروبا. هل روسيا بحاجة لصداقته ؟
- ألكسندر دوغين خارطة طريق لحل المشكلة الديموغرافية في روسيا
- فقد الجيش (الإسرائيلي) هالته التي لا تقهر
- ألكسندر دوغين عن ثورة الضواحي في فرنسا
- روسيا – البحث عن القيم والمعاني
- تركيا – لماذا لم تحدث ثورة ملونة؟
- أوكرانيا تخسر اوديسا وساحلها على البحر الاسود
- ألكسندر دوغين - تعليمات دوغين: النصر والعدالة - المبادئ
- روسيا – نريد النصر والعدالة معا - بيان هام من التيار الوطني ...
- بخصوص مشاركة (إسرائيل) في الحرب في أوكرانيا
- المسيرات التي هاجمت موسكو والقرم يمكن أن تكون من أصل إسرائيل ...
- ألكسندر دوغين الاطماع البولندية في غرب أوكرانيا


المزيد.....




- مراوح قارب تسحق ذراع شاب أثناء غطسه في البحر.. والسائق معتذر ...
- ترامب يعلن مواصلته عقد تجمعات بأماكن مفتوحة بعد محاولة اغتيا ...
- ألمانيا.. ازدياد شعبية الحزب المعارض لإمدادات الأسلحة إلى ال ...
- -سرايا القدس- تعلن السيطرة على طائرة استطلاع إسرائيلية في خا ...
- فرنسا لا تستبعد ضلوع طرف أجنبي في أعمال تخريب شبكة القطارات ...
- أستراليا تحظر استخراج اليورانيوم من أحد أكبر المناجم في العا ...
- صحيفة أمريكية: نتنياهو بين نارين بعد طلب واضح من قادة الديمق ...
- إسرائيل تقدم للإدارة الأمريكية مقترحا معدلا لصفقة التبادل وو ...
- نعيم قاسم: أعيش أفضل حياة لن أتخلى عنها وحسن نصر الله أسعد إ ...
- سلسلة انفجارات تدوي في مدينة دنيبر الأوكرانية


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - كيف تم بيع روسيا بثلاثة فلسات - الجزء الرابع