-آداب السياسة وأصولها-

شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي
(Shakir Kitab)

الحوار المتمدن-العدد: 7651 - 2023 / 6 / 23 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

1- السياسة عقل وتخطيط ومبادئ. السياسي يعمل على تغيير الواقع القائم الى واقع جديد أفضل وأرقى. لهذا التغيير هناك خطط وأساليب عمل. هذه الأساليب لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تكون بعيدة عن المبادئ التي يلتزم بها السياسي. ونقصد حتما بالمبادئ هنا الإيجابي منها والتقدمي والإنساني والوطني قبل كل شيء. فالواقع القائم والواقع الحلم وطرق النضال ثلاثي يمثل جوهر السياسة لاسيما في فترة المعارضة.
2- وعلى الضد من ذلك فإن السياسة هي ليست لواتة ولا شيطنة ولا فنيات ولا خداع وكلاوات وألاعيب وأكاذيب. من يفعل ذلك فهو لا يقوم سوى بنقل آداب السوقية والوضاعة الى ساحة السياسة. ومن يتحجج بالبراغماتية فهو يزيد الطين بلة ويضيف عنصرا خطيرا الى صورته القبيحة. هذا العنصر هو المراوغة واللف والدوران.
3- البراغماتية في أحد معانيها مماشاة الواقع او الممكن وعدم التناطح مع الصخر او الجدران. صحيح جدا. لكن البراغماتية لا تعني ابدا التخلي عن المبادئ الصحيحة أو تأجيلها. بالإمكان ان تكون براغماتياً وبروح مبدئية في الوقت ذاته. البراغماتية لا تعني الذيلية وانتظار مائدة بني إسرائيل من السماء. البراغماتية عمل وإنتاج لتطبيق المنهج المتفق عليه وبروح المبادئ الوطنية منها خاصة.
4- السياسة مرآة تعكس كل شيءٍ عنك وعن أفكارك ونواياك ونزاهتك وعزة نفسك وكرامتك. انت والناس الذين تمثلهم والذين معك. أما ان تظن أنك غير مرئي وأنك تلبس طاقية الإخفاء لأنك " لوتي ومشيطن " فهذا ما يمكنك ان تبيعه على نفسك وعلى أمثالك لا على الناس الذين خبروا السياسة والسياسيين في الصيف والشتاء وعرفوهم في مكر الليل والنهار.
5- للسياسة آدابها. وأنصحك قبل ان تدخل دورات او ورش تعليمية وأخرى تأديبية ان تدرس سيرة العشرات ان لم أقل المئات من القادة والسياسيين من بلادنا والوطن العربي والعالم من التاريخ والحاضر. ستكتشف يا صغير الطول والعقل إن آداب السياسة شيء وآداب الشوارع شيء آخر.
6- للسياسة أصول في التعامل والتعاطي مع الناس والقوى الأخرى والأعضاء والأهل والأصدقاء والمحيط. أما الغرور فليس سوى تنفير الناس منك. وتعلّم انك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا.

#شاكر_كتاب (هاشتاغ)       Shakir_Kitab#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات