|
الأضحية بين التراث الديني والتنزيل
طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 7644 - 2023 / 6 / 16 - 23:10
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
وشرع الله عز وجل لعباده ذبح الآضاحي لعدد من الأسباب، أبرزها إحياء لذكرى سيدنا ابراهيم عليه السلام، إذ قال الدكتور سعيد نعمان، مدير عام الدعوة والإعلام الديني بالأزهر سابقا، إن سيدنا ابراهيم عليه السلام، كانت ترواده رؤية لمدة 3 ليالي، يرى فيها أنه يقتل ابنه إسماعيل عليه السلام، وكان ذلك عندما بلغ الـ13 من عمره.
تعليق
من الناحية الجغرافية -لا دليل جغرافي يؤكد على مكانية قصة ذبح إسماعيل فانا استبعد ان تكون الحادثة في مكة وعلى الأرجح ان ولادته - ورؤيا الذبح وقعت بعد خروج إبراهيم ولوط الى الأرض التي بارك الله فيها – فبعد بلوغ إسماعيل السعي وحادثة الذبح خرج إبراهيم وإسماعيل لبناء البيت في مكة -- ونظر لعدم ثبوت الجغرافية المكانية للحدث جعل التراث الإسلامي مكة مركز الحدث وإسماعيل هو الذبيح
نعمان سعيد
رؤية سيدنا إبراهيم عليه السلام وأوضح نعمان، في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن الليلة الأولى التي راودته فيها هذه الرؤية، كانت ليلة 8 من ذي الحجة -التروية- والليلة الثانية كانت 9 من ذي الحجة -يوم عرفة- وهنا عرف ابراهيم، أنها رؤية وعليه تنفيذها، أما المرة الثالثة كانت في 10 ذي الحجة -أول أيام عيد الأضحى- وهنا تأكد من أن عليه تنفيذ أمر الله عز وجل.
ونظر لعدم ثبوت الجغرافية المكانية للحدث جعل التراث التوراتي جبل الرب مركز الحدث وإسحاق هو الذبيح
الكتاب المقدس
وحدث بعد هذه الامور ان الله امتحن ابراهيم.فقال له يا ابراهيم.فقال هانذا. 2 فقال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق واذهب الى ارض المريا واصعده هناك محرقة على احد الجبال الذي اقول لك. 3 فبكر ابراهيم صباحا وشد على حماره واخذ اثنين من غلمانه معه واسحق ابنه وشقق حطبا لمحرقة وقام وذهب الى الموضع الذي قال له الله. 4 وفي اليوم الثالث رفع ابراهيم عينيه وابصر الموضع من بعيد. 5 فقال ابراهيم لغلاميه اجلسا انتما ههنا مع الحمار.واما انا والغلام فنذهب الى هناك ونسجد ثم نرجع اليكما. 6 فاخذ ابراهيم حطب المحرقة ووضعه على اسحق ابنه واخذ بيده النار والسكين.فذهبا كلاهما معا. 7 وكلم اسحق ابراهيم اباه وقال يا ابي.فقال هانذا يا ابني.فقال هوذا النار والحطب ولكن اين الخروف للمحرقة. 8 فقال ابراهيم الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني.فذهبا كلاهما معا 9 فلما اتيا الى الموضع الذي قال له الله بنى هناك ابراهيم المذبح ورتب الحطب وربط اسحق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب. 10 ثم مد ابراهيم يده واخذ السكين ليذبح ابنه. 11 فناداه ملاك الرب من السماء وقال ابراهيم ابراهيم.فقال هانذا. 12 فقال لا تمد يدك الى الغلام ولا تفعل به شيئا.لاني الان علمت انك خائف الله فلم تمسك ابنك وحيدك عني. 13 فرفع ابراهيم عينيه ونظر واذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه.فذهب ابراهيم واخذ الكبش واصعده محرقة عوضا عن ابنه.14 فدعا ابراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يراه.حتى انه يقال اليوم في جبل الرب يرى 15
http://www.enjeel.com/bible.php?ch=12&bk=1
وأشار نعمان، إلى أن سيدنا إبراهيم عليه السلام، توجه إلى ابنه إسماعيل وقال له عن الرؤية التي تراوده، فطلب منه ابنه أن ينفذ أمر الله ويذبحه، وأكمل: «يقال إن إسماعيل طلب من والده أن ينتبه من ملابسه حتى لا تلطخ بالدماء، فتراه أمه فتحزن، كما طلب إسماعيل من إبراهيم، أن يأخذ قميصه كي لا تراه أمه متسخ بدمائه فتحزن».
وأضاف أن في لحظة تسليم كلاهما أمره لله عز وجل وإطاعته، واستعدا لإتمام ما طلبه الله، أنزل الله سبحانه وتعالى بكبش من السماء، فداءً لسيدنا إسماعيل عليه السلام، فذبحه سيدنا إبراهيم بدلا من ابنه، وقال: «ومن هنا أصبحت أمة الإسلام تذبح أضحية في يوم النحر، إحياء لهذه القصة، إضافة إلى أنها تقرب لله، ولولا ذلك، كان زمانا كل سنة بنضحي بأولدنا».
وأوضح نعمان، أن الكبش جاء رحمة من الله عز وجل بعباده، إذ قال: «أطاعا ربهما لهذا رحمهما من البلاء، وأنزل الكبش فداءً لسيدنا اسماعيل عليه السلام».
https://www.elwatannews.com/news/details/6184927
تعليق
لم يذكر القران الأضحية نهائيا سوى هديا يقدمه المتمتع بالعمرة الى الحج وله حق العدول عنه في حالة العسر المادي بما يقابله صيام عشرة أيام ثلاثة في الحج وسبعة إذا رجعتم – فالهدي يخص الحجيج فقط ولا علاقة لبقية المسلمين به
فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }البقرة196
تعليق
بما ان الله لم يأمر نبيه ولا الذين امنوا معه بالأضحية كشعيرة دينية - إذا ما نقله التراث الإسلامي عن الأضحية لا صحة له
التراث الإسلامي
البخاري ومسلم عن أنس قال: (ضحى النبي بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده ، وسَمَّى وكَبَّرَ ، ووضع رجله على صِفَاحِهِمَا).
البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: (من ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين)،
الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: (قومي إلى أضحيتك فاشهديها، فإنه يغفر لك عند أول قطرة من دمها كل ذنب عملتيه)،
لما كبر إسماعيل وبلغ السعي مع أبيه اخذ يبحث عن مكملات الحياة كالزوجة وطلب الرزق وهذا أمر طبيعي يمر به كل رجل .. ولكن إبراهيم كان غير متأكد منه الناحية العقائدية ولا سيما مع اقتراب الرحيل الى مكة لبناء البيت – فكان يبحث عن شيء ليختبره به- فأرى إبراهيم في المنام انه يذبح ابنه –فقال -. قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى – فأول اختبار لإسماعيل - فانظر ماذا ترى – بمعنى ما هو رد فعلك اتجاه هذا الأمر . فكان جوابه.. قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ .. إذعان إسماعيل لطاعة أبية بدون أي تردد يكشف مدى احتوائه للرؤيا فحلمه وإدراكه أوعز له انه لا يمكن لأبيه ان يقتل إنسان ظلما وزورا – كما ان الله لا يحكم بالقتل إلا على من قتل نفسا بغير حق - موافقة إسماعيل على الذبح أرغمت أبيه على تنفيذ الأمر فورا - فلا مجال أمام إبراهيم إلا الاستسلام لواقع الحال .. فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ. أوقف الله ذلك الأمر . وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ{104} قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{105}.انتهت تلك الأحداث - وفديناه بذبح عظيم ..
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ{102} فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ{103} وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ{104} قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{105}
الحادثة ليس فيها أي تشريع للأضحية لا للمسلمين ولا لبقية الديانات الأخرى مجرد تصحيح التراث الديني لمن كان يعتقد خلاف تلك الحقيقة – فمن عليه نذر أو أراد الهدي لوجه الله غير الأضحية فلا خلاف في ذلك
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إبراهيم بين تحطيم الأصنام والتشدد الديني
-
اللعب والعبثية
-
طه - 2
-
يا يمه انطيني الدربيل انظر حبي وشوفه عيد الفطر 1444
-
طه - 1
-
ليلة القدر بين التراث الإسلامي والتنزيل
-
مريم - 2
-
مريم - 1
-
يوسف - 7
-
يوسف - 6
-
الرأسمالية والربح الفاسد
-
يوسف - 5
-
يوسف - 4
-
يوسف - 3
-
يوسف - 2
-
حاضرة البحر – وتجارة يوم السبت
-
الطواغيت وتجارة الخمور
-
دور الكتب الصفراء في طغونت المجتمعات
-
طواغيت الشعوب
-
مكافحة الإرهاب والسرقات في الإسلام
المزيد.....
-
ترامب يعلق على تحطم طائرة صغيرة في فيلادلفيا
-
سوريا.. فيديو ودلالة هدية أحمد الشرع إلى أمير قطر ورد فعل ال
...
-
السعودية.. فيديو ما فعله وافد يمني ومواطن بالشارع العام يشعل
...
-
تونس تُطلق مبادرة لدعم دخول شركاتها إلى أسواق موريتانيا والس
...
-
مسؤولون أوكرانيون لـCNN: قوات كورية الشمالية انسحبت من الخطو
...
-
عاجل| نيويورك تايمز: إدارة ترامب تخطط لمراجعة دقيقة لعملاء ف
...
-
ماسك يبدأ تنفيذ تكليف ترامب.. وهذا ما فعله بموظفي الحكومة
-
ترامب يعاقب عناصر -إف بي آي- المشاركين في التحقيقات بشأنه
-
من بينهم مصريون.. محكمة تحدد مصير -المحتجزين في ألبانيا-
-
رغم الحذر السائد قبيل قرار ترامب مؤشر أسهم أوروبا يقفز لمستو
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|