أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبراهيم جركس - مدرسة الحمقى [2]














المزيد.....


مدرسة الحمقى [2]


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 7625 - 2023 / 5 / 28 - 11:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قضى بوذا سنوت، ولَم يَقضِها فحسب، بل كان منخرطاً في ممارسات روحيّة وتأمّليَّة يستحيل علينا تخيُّلها. ونتيجةً لذلك، اكتشف الحقائق النّبيلة الأربعة والدَّرب الثُّماني، وهي مُتاحة للجميع اليوم.
كما أنَّ تعاليم يسوع والعَهد الجديد مُتاحة للجميع أيضاً، بينما في وقته كانت أفكاراً غير مفهومة حقاً. كيف حَقَّقَ ذلك؟ نحن لا نملك سوى القليل من المعلومات -لكنَّنا نَعلَمُ أنَّه كان أعظم زاهِد. وقد شَهِدَ عنه يوحنّا المَعمَدان. قضى أربعين يوماً في الصَّحراء دون طَعامٍ أو ماء. كان تركيزه في الصَّلاة لدرجة أنَّه كان يَتَفَصَّدُ عَرَقاً دَمَويّاً من شدَّة الإجهاد. لَم يَكُن لقدراته حدود، شَفى أمراضاً لا يمكن شفاؤها، ومَشى على الماء، وحوَّل الماء إلى نَبيذٍ لذيذ، وكَثَّرَ الطّعام أضعافاً مُضاعَفَة، وأقام الموتى. كما أنَّ مَأثَرَتَه الفَذَّة -أن يَمضي إلى الصَّلب طَواعيةً، على العُموم، أمرٌ يفوق كلَّ الأفهام، وكل مَن يقول أنّه لَم يَمُت أو أنَّ جُثَّتِهِ قد سُرِقَت –أقول له: الأمر لا يَدور حول ذلك. إذن عن ماذا يدور الأمر؟ تلك هي الحقيقة أنَّه مَضى برجليه إلى الصَّلب، وأنَّهُ صُلِب. ولكن من يريد تأمُّلَ الموضوع لا يَسَعه سوى أن يقول شيئاً واحداً: "انظروا، هناك صليبٌ على الجبل، وتحته عشرة جنود. تَعَلَّق بِهِ، وعندما تسأم منه، عُدْ. وسِرْ على الماء. سِرْ على الماء. سِرْ على الماء معي…". لا تزال هناك العديد من السّنوات المَخفيَّة، ولكنّنا، من حيث المبدأ، نعرف أكثر ممَّا نحتاجه.
غيَّرَت هذه التَّعاليم البشر والعالَم. ألهَمَت هذه التَّعاليم وصَنَعَت المعجزات. كيف يمكن لأيِّ أحَدٍ أن يُفَسِّرَ دخول هذه الحقائق المُعَقَّدَة التي تبدو في غاية البساطة في حياة الإنسان؟ لابُدَّ أن نتوقَّفَ قليلاً عند هذه النّقطة. لماذا قَبِلَ النّاس في وقتٍ سابقٍ هذا النَّوع من الوحي بمثل هذا الحَماس، ثمَّ تحوَّل فجأةً إلى شيءٍ ساذَجٍ وتافه. لقد تَقَرَّرَ في مرحلةٍ ما أنَّ ذلك كلّه كان مَحضُ خَيال، وأنَّ لا مكان لمثل هذه المعتقدات في حياة إنسانٍ عاقل وجاد. هل بَلَغَ الإنسان أيّ ارتفاعات مقارَنَةً بالماضي؟
نعم، لقد حَقَّقتُ ذلك، ولكن وفقاً للمَسار الثُّماني، من الضَّارّ التَّحَدُّث عن هذه الإنجازات، حتّى لا تُسَمِّمَ نَفسَك والنَّاس مِن حَولِك.
السّؤال حول ماذا يدور؟ كيف يمكن تفسير هذا؟ طريقة واحدة فقط: نحن نعيش في عالَمٍ مُحاطٍ بقوى فائِقَة الذَّكاء لا يمكننا فَهمَها والإحاطَة بها. عالَمَنا المَرئي مُصانٌ ومَحفوظُ فقط بفضل هذه القوى. تتجّلَّى هذه القوى في عالمنا من خلال المعلِّمين العُظَماء، الذين يشرحون لنا كيف يجب أن نعيش في هذا العالم، ويَكشِفون لنا معنى وجودنا. لفهم العالم، على المرء أن يفهم هذه الحقيقة.
لذلك، سوف تبقون هنا اليومَ لفترةٍ طويلة. سوف تُغمَرُ عقولَكُم بالمعلومات المُختارة خصّيصاً لدورتنا التمهيديَّة. سيكون هناك الكثير لرؤيته: دورة متعمِّقة في التَّاريخ، والفلسفة، والأطروحات الدِّينيَّة، والأساطير، والتَّعَرُّف على أعمال مجموعة متنوِّعة من المؤلِّفين الذين حاولوا، عن طريق ندائِهِم الدَّاخليّ، تعريف أنفسهم في هذا العالم، أمثال جون ليلي.
لذا هيَّا بِنا. ولكنَّنا اليوم يجب أن نقول وداعاً لشخصٍ ما. ما نقوم به هنا يَترُكُ بَصمَةً معيَّنَة على حياتنا اليوميَّة. من المستحيل التَّحَدُّث عمَّا هو جميل وصحيح ويكون في حياتنا اليوميَّة، في الوقت نفسه، سبباً في حُزن شخصٍ ما، والخداع، والسرقة، والقَسوة، وكُرهَ البشر. الشَّخص الذي يُغادرنا اليوم لن يُقَدَّمَ للجمهور، لأنَّنا نُراعي مَبدأ "عَدَمَ الإضرار". إنه خطأنا نحن أنَّنا كنَّا مخطئين بشأنه، إنَّه مجرَّد شخصٍ عادي، ولكنَّنا بحاجة إلى المزيد من أجل الُمِضِّي قدماً. إذا كنتُم مُجبَرين على القيام بشيءٍ في العمل يتعارض مع أسُسِكُم الرُّوحيَّة، فهناك الكثير للتَّفكير بشأنه. في هذه الحالة، هناك خيارين على الأقل. الأوَّل، ليذهَب كلّ هذا إلى الجحيم، وغادِر هذا الهيكل. والثَّاني هو جَعل العالَم مكاناَ أفضَل بوعيٍ وهدوءٍ حيث يمكنك القيام بذلك، نعم، خاطِر في بعض الأحيان، وإن لم يكن كثيراً وبشكلٍ غير محسوس، ولكن اجعل العالم، حتى لو كان مَجهولاً، أكثر رحمةً ولطفاً. هذا خيارك.
ماذا؟ ماذا حدث في الحكاية؟ قصّة الحقيبة؟ أوه، حسناً، سألوه بعد ذلك: وماذا حدث في المرَّة الأخيرة؟. قال: أخذوها، ولَم يُعيدوها.

# ستيفان فلاديميرَفيتش زافيالوف
# ترجمة إبراهيم قيس جركس



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدرسة الحمقى [3]
- مدرسة الحمقى [1]
- جدليّة السّلطة والشرعيّة: منظور اجتماعي وسيكولوجي وأخلاقي
- الدين في سياق التّطوّر البشري: الجزء الأول (التّطوّر المشترك ...
- ألبير كامو: العَبَثية، والعَدَميّة، والتضامن
- هل نحن مُستَمتعون، أم نحن مُدمِنون مُخَدّرون؟ -المسلسلات الر ...
- كارل ياسبرز، ولماذا علينا أن نقرأ الفلسفة؟
- محمد معناه -الصّنم-
- الكينونة والزمان [3]: ((الوجود في العالم)) سيمون كريتشلي
- الكينونة والزمان [2]: ((الأنا)) سيمون كريتشلي
- الكينونة والزمان [1]: لماذا هيدغر يهمّنا؟ سيمون كريتشلي
- شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]32 ((عَنْ الفضيلة ...
- شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]32 ((عَنْ الفضيلة ...
- شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]32 ((عَنْ الفضيلة ...
- شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]31 ((عَنْ الموت اخ ...
- ما علّمني إياه نيتشه
- شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]30 ((عَنْ الزواج و ...
- شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]29 ((عَنْ لدغة الأ ...
- شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]28 ((عَنْ المرأة ش ...
- شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت]27 ((عَنْ طريق الم ...


المزيد.....




- مصطفى شعبان بمسلسل -حكيم باشا- في رمضان
- شاهد: أصدقاء وأقارب الأسيرة الإسرائيلية آغام بيرغر يحتفلون ب ...
- حركة حماس تعترف بمقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف
- القاهرة: لا لتهجير الفلسطينيين من أرضهم
- عمّان.. رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين
- حماس تنعى عددا من كبار قادتها العسكريين وفي مقدمتهم القائد ا ...
- سـوريـا: مـا هـي طـبـيـعـة الـمـرحـلـة الـجـديـدة؟
- الدولي المغربي حكيم زياش ينضم إلى نادي الدحيل متصدر الدوري ا ...
- العراق ومصر يجددان رفضهما لتهجير الفلسطينيين
- الجيش الفرنسي يسلّم آخر قاعدة له في تشاد


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبراهيم جركس - مدرسة الحمقى [2]