أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبداللطيف هسوف - اتحاد المغرب (العربي) الكبير:‏‎ ‎ضخامة تكلفة انقسام ‏














المزيد.....

اتحاد المغرب (العربي) الكبير:‏‎ ‎ضخامة تكلفة انقسام ‏


عبداللطيف هسوف

الحوار المتمدن-العدد: 1716 - 2006 / 10 / 27 - 06:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن رأينا في مقال سابق أن اتحاد المغرب (العربي) تشكل ليحل بعد ذلك نتيجة البحث عن الزعامتن ‏الفارغة وتغييب مصلحة شعوب المنطقة، نعود اليوم للحديث عن حجم التكلفة التي أدى ويؤدي إليها انقسام ‏المغرب العربي. ‏

‏1- إعاقة التنمية الاقتصادية: ‏
لقد تم التأكيد دائما على كون المغرب العربي يتوفر على مؤهلات هائلة أمام الاتحاد الأوروبي، مؤهلات ‏تتمثل في موارد الطاقة الهائلة، مواد أولية، منتجات سمكية، دون أن ننسى الصناعة السياحية. كل هذا تنقصه ‏الاستثمارات الأجنبية الكافية والتي تتوجس خيفة من الاستثمار في دول المغرب العربي. حذر المستثمرين ‏المحتملين، ليس فقط الأجانب وإنما أيضا المستثمرين الوطنيين، يعود في أغلب أسبابه إلى عدم تجسيد تجمع ‏المغرب العربي الكبير على أرض الواقع. النتيجة إذن هي ضعف في الاقتصاد يرفع نسبة البطالة، خاصة بطالة ‏الشباب وحاملي الشهادات، كما يؤثر في السياسات التربوية والصحية، وكذا في التطور والتجهيزات الجهوية... ‏الخ. ‏
رغم التكاملية الحقيقية بين الدول المغاربية الخمس، تبقى المبادلات راكدة. وعندما نعلم أن معظم المشاريع ‏الكبرى للتجهيز قد توقفت، خصوصا في ميدان التواصل عبر دول المغرب العربي، ندرك ما يخلفه انقسام ‏المغرب العربي من سلبيات، ونتأسف لكون المساعدات المالية العالمية، وخاصة الأوروبية، توقفت عن تمويل ‏المشاريع الرئيسية للاندماج المغاربي. كل هذا أدى إلى ضعف كل دولة دولة في الاتحاد المغاربي أمام محاوريها ‏الأوروبيين. لا ننكر العلاقات الثنائية بين دولتين أو بين دولة ومنظمات إقليمية أو دولية، لكن هذا النوع من ‏العلاقات تطبعه نواقص عديدة: أولها هو عدم التوازن بين دولة من الجنوب ودولة في الشمال المتوسطي (على ‏المستوى الاقتصادي)، ثانيها هو أن النقاش لا يعنى بالأبعاد المغاربية، وإنما فقط ما يخص كل دولة على حدة. ‏

‏2- إعاقة التنمية الاجتماعية: ‏
إن النتائج السلبية الناجمة عن انقسام المغرب العربي على المستوى الاقتصادي تتعمق إذا أضفنا إليها ‏النتائج المتردية المسجلة على المستوى الاجتماعي. فانقسام المغرب العربي يؤدي أيضا إلى توقيف المبادلات ‏البشرية واليد العاملة. ومن الواضح أن العلاقات التجارية والمالية لا يمكن أن يقيمها إلا أشخاص يتواصلون مع ‏شركائهم، زبائنهم ومزوديهم داخل مقاولات، بنوك، مؤسسات التكوين المهني، جمعيات، منظمات ثقافية ‏ومنظمات تعاون لا مركزي... الخ. إن هذا التواصل بتعدد مشاربه، هو الذي يهيأ التعارف والتفاهم المتبادل، ‏وتغيير العقليات والتعامل في كل ميادين الحياة الاجتماعية. ‏
لكن للأسف نبيت لنصبح على قرار بسد الحدود بين هذه الدولة وتلك من دول المغرب العربي. من يتأثر ‏أكثر؟ طبعا ليس الزعماء، وإنما الجماهير الشعبية التي تتاجر على امتداد الحدود، وكذا المستثمرين الذين يثقون ‏بزعمائهم حين تفتح الحدود لوقت قصير فيتوجهون للتصدير والاستيراد مع دول الجوار.‏
‏ ‏
‏3- إعاقة التطور السياسي: ‏
إن انقسام المغرب العربي كلف ثمنا باهظا على مستوى تثبيت أسس الديمقراطية وإقرار دولة الحق ‏والقانون، الشيء الذي يعني أن هذا الانقسام يشكل أيضا خطرا على التطور السياسي. إن اتحادا مغاربيا منفتحا ‏على نفسه أولا، ثم على العالم الخارجي، لو قدر له أن يصمد، كان بإمكانه أن يكون قادرا على تحقيق المطالب ‏السياسية ويشكل كذلك حقلا ملائما لتطور دولة الحق والقانون وتحرير الحياة السياسية من قبضة دول ذات حكم ‏مطلق حتى لا نقول ذات حكم ديكتاتوري. ‏
إن انكماش بعض الدول الأطراف في اتحاد الغرب العربي على نفسها يؤدي إلى توقف التطور السياسي. ‏كما أن هناك ثغرات ونقائص في الإطار القضائي، وإن تم تحقيق بعض التقدم في المجال التجاري، البورصة ‏والتأمين، فإن المشكل يرتبط بالأساس بالنظام القضائي والإداري الذي لا يأخد بعين الاعتبار التقدم الطارئ في ‏مجال التجارة والتبادل والاستثمار... أضف إلى ذلك أنه في دول المغرب العربي ليس هناك سوى ديمقراطيات ‏الواجهات.‏
‏ لهذه الأسباب مجتمعة، فإن انقسام المغرب العربي في ظل الظرفية الجيوسياسية الحالية يكلف ثمنا باهظا، ‏إذ ينظر إلى المنطقة من طرابلس إلى نواكشوط كمنطقة خطر قد تنفجر في أي وقت.‏



#عبداللطيف_هسوف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب (العربي) الكبير مؤجل إلى حين: السعي وراء زعامات فارغة ...
- المغرب خلال عشر سنوات الأخيرة: تعددية حزبية مفبركة وحكومة تن ...
- حزب الاتحاد الاشتراكي المغربي: انفتاح على فعاليات وطنية بديل ...
- المغرب: انعدام الأمن وإرهاب المواطنين في وضح النهار، من المس ...
- في الكتابة وعشق الكلام المرصع
- الثماني المباركون في القاهرة يتآمرون على الرباعي المنبوذ بحض ...
- عروبة مفقودة
- الدين الرسمي وأحزاب اليسار في مواجهة الأحزاب الإسلاموية: ردو ...
- شافيز ذاك الرئيس المدهش: وصف بوش بالشيطان ودعا الأمريكيين لق ...
- توالد الذرائع بعد ذريعة 11 سبتمبر‏
- لم تكن محقا يا بابا الفاتيكان.
- المحافظون الجدد بأمريكا، الصهاينة والحكام العرب: تحالف ضد من ...
- ما بعد 11 سبتمبر، الفوضى الخلاقة أم الضغط يولد الانفجار؟
- 11سبتمبر في الاذهان وإن تبدل المكان
- سبتمبر الأسود
- غرباء يحبون وطنهم
- في كل جيل أباطيل
- نعرفهم جميعا...
- كيف كان المستعمر الفرنسي ينظر إلى المغاربة وسلاطينهم؟
- الإثنيات المغربية: التشكيلة المتنوعة، محاولة المستعمر تعميق ...


المزيد.....




- فيديو رفض الجيش الإسرائيلي نشره للحظة قتل مسعفين فلسطينيين ف ...
- اليمن: مقتل وجرح العشرات في غارات استهدفت محافظة صنعاء والمح ...
- سعد الدين الهلالي يدعو لـ-المساواة في الميراث-، ويثير جدلاً ...
- بحث صعب عن آخر المجرمين النازيين الأحياء
- رئيس وزراء اليابان يرسل قرابين إلى معبد مثير للجدل.. ويمتنع ...
- مسلحو كييف يطلقون النار على جنود روس يرفعون أعلاما بيضاء أثن ...
- وفد وزاري رسمي سوري يزور واشنطن للمرة الأولى منذ أكثر من عقد ...
- تركيا.. استبدال شواهد القبور الرخامية بالبلاستيك
- بيستوريوس يتحدث عن علاقة -حميمة- بين الألمان والأسلحة
- تصاعد القصف الإسرائيلي على غزة يودي بحياة 8 مواطنين ويفاقم ا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبداللطيف هسوف - اتحاد المغرب (العربي) الكبير:‏‎ ‎ضخامة تكلفة انقسام ‏