أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - تلخيص كتاب رينيه ديكارت -قواعد لتوجيه الفكر- (الجزء الثاني)














المزيد.....


تلخيص كتاب رينيه ديكارت -قواعد لتوجيه الفكر- (الجزء الثاني)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7556 - 2023 / 3 / 20 - 02:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لماذا الحساب والهندسة أكثر يقينا من جميع التخصصات الأخرى؟
هنا يظهر ديكارت نفسه على أنه عقلاني، على عكس التجريبية التي سنجدها لاحقا عند جون لوك.
بالنسبة له، يأتي هذا من حقيقة أنهما وحدهما يتعاملان مع موضوع خالص وبسيط لدرجة أنهما لا يعترفان بعد ذلك بأي شيء على الإطلاق جعلته التجربة غير مؤكد، وأنهما يتمثلان بالكامل في استخلاص النتائج عن طريق الاستنباط العقلاني.
وبينما تعتبر الفلسفة الإمبريقبية التجربة مصدرا للحقيقة لأنها تمثل أصل معرفتنا، تكون بالنسبة للفلسفة العقلانية مصدرا للأخطاء (كما يتضح من مثال العصا القائمة في الماء والتي تبدو مكسورة)، إذ العقل وحده يتيح لنا الوصول إلى الحقيقة.
إن الأسبقية التي يعطيها ديكارت لهذين العلمين محدودة: لا ينبغي أن نستنتج من هذا أنه يجب على الإنسان دراسة الحساب والهندسة فقط، ولكن يجب عليه أن يهتم فقط بالأشياء التي يمكن من خلالها الحصول على يقين مماثل ليقين استدلالات الحساب والهندسة.
ولذلك فإن هذا النموذج لا "يبطل" التخصصات الأخرى، ولكنه يشكل نموذجا حقيقيا، يجب اتباعه ليصبح العلم علما حقيقيا.
في القاعدة الثالثة، يعرّف ديكارت الحدس والاستنباط بأنهما الملكتان القادرتان على تقديم حقيقة معينة، ورفض أي سلطة.
يقول: "يجب أن نسعى [فقط] إلى ما يمكن أن يكون لدينا عنه حدس واضح وبديهي، أو ما يمكننا استنباطه على وجه اليقين؛ لأنه ليس بطريقة أخرى يكتسب العلم".
ﻳﻌﺘﱪ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﺃﻥ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﻜﻦ ﻣﻦ ﺑﻠﻮﻍ الحقيقة ﳘا: ﺍﳊﺪﺱ ﻭﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ، ﻭﻳﻌﲏ ﺍﳊﺪﺱ ﰲ ﻧﻈﺮﻩ ﺇﺩﺭﺍﻛﺎ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﺑﺴﻴﻄﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﻋﻘﻞ ﺧﺎﻟﺺ ﻭﻳﻘظ، ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻌﻪ ﺃﺩﱏ ﺷﻚ، ﺃﻣﺎ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻓﻬﻮ ﻣﺼﺪﺭ ﻏﲑ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺃﻭﱃ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﺇﻥ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺑﺪﻳﻬﻴﺔ، ﻓﺎﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻳﻀﻤﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺑﲔ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ.
ويرى مؤلف التأملات أنه يمكن أن تكون قراءة أعمال القدماء مفيدة بالتأكيد، لكن يجب أن نتذكر أنها قد تحتوي على أخطاء، وألا نأخذها على أنها حقيقة مثبتة. ينتقد ديكارت هنا التعليم المدرسي، الذي تلقاه كطالب، والذي يصرح بأفكار أرسطو على أنها حقائق إنجيلية. نحن نعلم أنه خلال المسابقات الخطابية التي شارك فيها فيلسوفنا تحت إشراف مثل هذه المدارس، تم أحيانا استخدام حجة السلطة "قال أرسطو" (هذا صحيح لأن أرسطو قال ذلك).
يرتبط هذا النوع من التدريس بالتاريخ أكثر من ارتباطه بالعلم في حد ذاته.
أصل كل أخطائنا هو الخلط بين اليقيني والاحتمالي. وقد حذرنا ديكارت من أنه يجب ألا نخلط تخمينا واحدا مع أحكامنا على حقيقة الأشياء. من هذا أيضا تنشأ الخلافات والنزاعات.
إذا لم نتمكن من العثور على حقائق معينة في الكتب والتعليم، فكيف يمكننا المضي قدما؟ ينبغي ان نقوم نحن انفسنا بالتفكير . لدينا في الواقع ملكتان، أو بالأحرى فعلان يتمان في فهمنا، يمكننا بواسطتهما الوصول إلى معرفة الأشياء دون أي خوف من الخطإ: الحدس والاستنباط.
لا ينبغي بالطبع أن يؤخذ الحدس بالمعنى الذي يُفهم به عادةً، أي ذلك الموجود مثلا في تعبير "الحدس الأنثوي"، أي استشعار شبه سحري لحدث مستقبلي.
يعرّف ديكارت الحدس على أنه تمثيل سهل للغاية ومتميز بحيث لا يوجد شك حول ما نفهمه منه، (تمثيل) ينشأ من النور الوحيد للعقل.
لذلك لا يوجد شيء غير منطقي في الحدس الديكارتي. يعطي ديكارت عدة أمثلة:
يمكن للجميع أن يرى بالحدس أنه موجود، وأنه يفكر، أن المثلث محدد بثلاثة خطوط فقط، والكرة بسطح واحد، [إلخ]..
وإذا كان الحدس بمعنانا الحديث نوعا من الهبة التي تمنح فقط لقلة مختارة، فإن الحدس الديكارتي يمتلكه الجميع.
لسوء الحظ، غالبا ما يتم تجاهل الحدس الديكارتي، لأن الحقائق التي يكشف عنها بسيطة. لكننا مخطئون تماما، لأنه موجود أيضا في قلب "فعل الفهم" الثاني الذي يجعل من الممكن اكتشاف الحقائق المعقدة: الاستنباط.
يجب بالفعل التحقق من صحة المراحل المختلفة للاستنباط واحدة تلو الأخرى من قبل العقل الذي يقوم بتشغيله. إنه يدرك، عن طريق الحدس، حقيقة كل مرحلة من هذه المراحل، وكذلك حقيقة الانتقال من مرحلة إلى أخرى.
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرنسا: من السيناريو الكارثي لإصلاح التقاعد إلى إعصار مشروع ق ...
- تلخيص كتاب رينيه ديكارت: -قواعد لتوجيه الفكر- (الجزء الأول)
- إصلاح التقاعد في فرنسا: لماذا من غير المرجح أن تتم الإطاحة ب ...
- الجزائر: الرئيس تبون يُجري تعديلاً وزارياً كبيراً في الحكومة
- الإسلام السياسي والليبرالية والتوافق في الشرق الأوسط من وجهة ...
- ماريو بارغاس يوسا: كان تروخيو يتحقق من إخلاص وزرائه عن طريق ...
- قراءة في رواية -العيش في ضوئك- لعبد الله الطايع
- رسالتان من آلان باديو إلى آلان فينكيلروت
- فرنسا: تحقيق صحفي حول قضية الفنان الكوميدي بيير بالماد
- الحرب في أوكرانيا: كييف تدعي أن أكثر من 1000 روسي لقوا حتفهم ...
- مفهوم الجمال في الفلسفة الغربية
- مفهوم الجمال في الفلسفة الغربية (الجزء الثامن)
- الديوان الملكي يرد على بيان حزب العدالة والتنمية بشأن موقف ا ...
- مفهوم الجمال في الفلسفة الغربية (الجزء السابع)
- هل من شان الاتفاق بين ألسعودية وإيران أن يبدد قدرة أمريكا عل ...
- مفهوم الجمال في الفلسفة الغربية (الجزء السادس)
- بسبب تغريدة البي بي سي توقف برنامج -مباراة اليوم- الذي يقدمه ...
- مفهوم الجمال في الفلسفة الغربية (الجزء الخامس)
- أهمية باخموت بالنسبة لروسيا وأوكرانيا
- مفهوم الجمال في الفلسفة الغربية (الجزء الرابع)


المزيد.....




- فيديو جديد يظهر لحظة الكارثة الجوية في واشنطن.. شاهد ما لاحظ ...
- عملية سرقة مجوهرات -متفجّرة- في متحف.. كيف نفّذها لصوص الفن؟ ...
- -قلق من جيش مصر-.. سفير إسرائيل يثير تفاعلا بحديث عن القوة ا ...
- حماس وإسرائيل.. إطلاق سراح الرهينتين عوفر كالديرون وياردين ب ...
- -واشنطن بوست-: ترامب يطهر FBI.. إنذارات بالاستقالة أو الفصل ...
- الرئيس الصومالي يعارض اعتراف واشنطن بأرض الصومال
- رسوم جمركية جديدة يفرضها ترامب على الصين، فما تأثيرها؟
- جدل في ألمانيا - هل سقط -جدار الحماية- من اليمين الشعبوي؟
- تقرير: أكثر من 50 ألف مهاجر قاصر مفقود في أوروبا
- مظاهرة في ساحة الأمويين بدمشق تطالب بإنهاء سيطرة -قسد- على ش ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - تلخيص كتاب رينيه ديكارت -قواعد لتوجيه الفكر- (الجزء الثاني)