أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ: لماذا دارت واشنطن ظهرها الى الراحل احمد الجلبي؟














المزيد.....

من ذاكرة التاريخ: لماذا دارت واشنطن ظهرها الى الراحل احمد الجلبي؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7529 - 2023 / 2 / 21 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اقتحمت قوات من الشرطة العراقية مدعومة بقوات الاحتلال الأمريكي مقر ومنزل رئيس المؤتمر الوطني العراقي الراحل احمد الجلبي يوم 19 أيار 2004. عضو مجلس الحكم العراقي الراحل الجلبي وقع ضحية الصراع ما بين وزارة الخارجية الامريكية وجهاز الاستخبارات المركزية من جهة و صقور وزارة الدفاع من جهة ثانية . المنزعجون من الراحل الجلبي هم CIAووزارة الخارجية الامريكية حيث ان كلاهما اعتبروا ان المعلومات التي قدمها الراحل الجلبي الى الادرة الامريكية حول امتلاك العراق أسلحة جرثومية واسلحة الدمار الشامل كانت كاذبة وان صقور وزارة الدفاع هم الذين جروا الجيش الأمريكي الى حرب هم ليس بحاجة لها. تغلب صوت الرافضين للحرب على الداعمين له في العراق وادى الى تقلص نفوذ الراحل الجلبي في الإدارة الامريكية وان امكن طرده من العملية السياسية في العراق . هذا هو السبب في الهجوم على مكتبه في بغداد والذي كان السبب المعلن للاقتحام هو الخطف , السرقة , تعذيب , وسوء تصرف في الأموال العامة.
الا ان حقيقة تخلي الإدارة الامريكية عن المرحوم الجلبي هو اتهام واشنطن له بانه قد زود ايران بمعلومات استخباراتية خطيرة قبل شهر بعد ان قطعت الإدارة الامريكية مساعداتها المالية لجماعته . المسؤولون الامريكيون أفادوا بانه قبل ما يقارب من ستة اشهر اخبر الجلبي مسؤول محطة بغداد في وزارة الاستخبارات والامن الإيرانية بان الولايات المتحدة تقرا الرسائل الصادرة والواردة الى دائرة الاستخبارات الإيرانية . وأضاف هؤلاء المسؤولين ان المسؤول الإيراني في بغداد الذي كان يبدو وكانه غير مقتنع بصحة معلومات الجلبي بعث برسالة عبر الكابل الى طهران يخبر فيها رؤساءه بتفاصيل محادثة مع الجلبي , مستخدما في رسالته الشيفرة نفسها التي تمكن الأمريكان في فكها . وهذا ما ساعد الامريكيون على اعتراض الرسالة و قراءتها ومعرفة ان الجلبي كشف عملية فك الشيفرة الإيرانية .
لم يصدق الكثير من ساسة العراق وامريكا رواية المسؤولين الأمريكيين. ريتشارد بيرل وهو احد مهندسي الحرب ضد صدام اعتبر مساعي تحجيمه " مؤامرة ... لعبت وكالة المخابرات فيها دورا مشينا ", وطالب بإتاحة الفرصة " للسيد الجلبي للتحرك بحرية والمشاركة في بناء عراق ديمقراطي حر علماني كما كان يحلم دائما". اما الواشنطن بوست فقد كتبت على يد جم هوكلاند " ان هذا الاقتحام في هذا الوقت ... سوف يؤدي الى تعميق الاعتقاد من ان الإدارة الامريكية ليست جادة في احترام تعهداتها في العراق". قادة المؤتمر الوطني من جانبهم صرحوا من ان الحملة ضد الجلبي كانت بقيادة احد أعضاء حزب البعث و ان عملية الاقتحام هندسة من قبل البعثيين " الذين هم الان يسيطرون على جهاز الشرطة". وكشفت ال استوشيت برس , ان إدارة بوش ستمضي قدما للتأكد من ان الرجل الذي جعل اسقاط الرئيس صدام حسين وظيفتا له سوف لن يجد العون في مستقبله السياسي في العراق وذلك بسبب التشنجات ما بين الاثنين خلال الأشهر الماضية وهي : اتصالات السيد الجلبي بإيران , امتعاض الامريكان من تدخل الجلبي في المطالبة بالتحقيق في مخالفات المالية خلال برنامج النفط مقابل الغذاء , مطالبة الولايات المتحدة بمنح العراقيين كامل السلطة , وعدم موافقته على القرار الأمريكي من إعادة كبار البعثيين الى قيادة السلطة .
الا ان هناك من السياسيين عراقيين لا يخفون من ان الملك عبد الله الثاني لعب دورا رئيسا في اسقاط الجلبي من اعين الامريكان . حيث ذكر احد أعضاء مجلس الحكم لصحيفة الحياة " ليس سرا لدى مجلس الحكم ان الملك عبد الله حمل معه ملف الجلبي الى الرئيس بوش مطالبا بإقصائه بزعم انه مسؤول عن أخطاء قاتلة ارتكبت في العراق بصفته رئيس لجنة اجتثاث البعث , ما ساهم في تعزيز صفوف المناوئين للأمريكيين وقادت الهجمات العسكرية بتيار كبير من المعارضين للوجود الأمريكي من صفوف حزب البعث , وهو تيار في غالبيته الساحقة من السنة".
الاتهامات الامريكية للسيد الجلبي لم تأخذ في نظر الاعتبار حتى من قبل مجلس الحكم العراقي واعتبرت دوافع اقتحام بيت ومقر حزب الجلبي هي دوافع سياسية وليست قانونية واعرب أعضاء المجلس تضامنهم الكامل مع الدكتور محملين سلطة التحالف مسؤولية هذا العمل .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة التاريخ : فيدرالية - اقليم نينوى- بدون علم المحافظ!
- زلزال تركيا وسوريا كشف انواع من القلوب البشرية
- و تبين ان زلزال تركيا و سوريا المدمر كان من صنع امريكا!
- انخفضت قيمة الدولار في العراق, فهل ستنخفض اسعار المواد ايضا؟
- من الرابح والخاسر من قرار بغداد رفع قيمة الدينار؟
- ازمة صرف الدولار في العراق , من هو المستهدف الحقيقي ؟
- من ذاكرة التاريخ: فشل مشروع فيدرالية محافظة ديالى العراقية
- من ذاكرة التاريخ: فشل تحويل محافظة صلاح الدين العراقية الى ا ...
- من ذاكرة التاريخ : من الذي دعا الى فيدرالية جنوب العراق ومن ...
- حقائق مذهلة حول قلب الانسان , وكيفية العناية به
- كيف تصبح الميزانية العامة عبء على الاجيال القادمة ؟
- البصرة كشفت مقدار حب العراقيين لبلدهم
- النموذج الياباني احسن لبغداد في معالجة الاكتظاظ فيها
- بعض النظريات التي تتحدث عن سبب الحرب في اكرانيا
- مشكلة ايران في العراق
- حقيقة الحرب في اكرانيا
- جذور تراجع الثقافة الوطنية في العراق
- تجار بغداد .. لا تقلقوا , انه الفساد وليس الاقتصاد
- دعم الطبقة الوسطى الطريق الامثل للتقدم الاقتصادي في العراق و ...
- العرب يتحدثون عن التهديد الروسي الاخير للغرب


المزيد.....




- ترامب: روسيا عرضت تنازلا كبيرا عبر عدم احتلال أوكرانيا بأكمل ...
- هل يتحرك نتنياهو بمفرده عسكريا ضد إيران؟
- هل يكون زلزال إسطنبول الأخير مقدمة للزلزال الأكبر المنتظر؟
- الجيش الإسرائيلي: مقتل قائد دبابة بنيران قناص في معارك شمال ...
- إطلاق نار على الحدود اللبنانية السورية ودمشق تتهم -حزب الله- ...
- وزيرا الطاقة الروسي والنفط الإيراني يضعان إكليلا من الزهور ع ...
- واقع مرير خلَّفته الحرب في كهرباء السودان
- طفل مصاب يستغيث وسط ركام الموت في غزة
- -مقاومة كشمير-.. فصيل مسلح ولد بعد إلغاء الحكم الذاتي
- ترامب يهاجم جامعة هارفارد ويتهمها بالتطرف


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ: لماذا دارت واشنطن ظهرها الى الراحل احمد الجلبي؟