|
بين الميتافيرس والأنترافيزيقا: استعراضي الجديد
فكري آل هير
كاتب وباحث من اليمن
(Fekri Al Heer)
الحوار المتمدن-العدد: 7526 - 2023 / 2 / 18 - 10:15
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لنبدأ.. قبل أكثر من 2500 سنة، أدرك فيثاغورث بطريقة ما أن العقل البشري يعمل وفق أنماط غير متسلسلة بالضرورة من الأسئلة الصفرية والبديلة، وأن الوعي ليس إلا ذاكرة لحظية مؤقتة من السهل جداً جرفها وسحقها تماماً، فقط وفقط فقط إذا أمكن لشخص ما (عبقري) أن يصنع مكعباً لغوياً لاتناظرياً، تماماً كذلك الذي أشار إليه أرسطو لاحقاً بـ (الثالث المرفوع)، والذي اقترب منه ابن الهيثم في تجربة الضوء والموشور، اللغة نفسها هي موشور لاتناظري قائم على الخلق البصري وليس على المحاكاة، فالضوء لا ينكسر كما يبدو لنا، بل يبدع في تجاوز العوائق منتصراً، محتفلاً بألوانه السبعة.. هذه هي حقيقة ما نظنه انكساراً لشعاع الضوء في الفراغ نتيجة دخوله في وسط مادي صلب وشفاف..!! تماماً كما نقول أن الشفافية تكشف عن أجمل ما فينا..!! ** في القرن العشرين، ظل اينشتاين يخفي السر الحقيقي وراء أبحاثه الكوزمولوجية، والذي قام لأجله بعدة سرقات علمية انتهت بصنع القنبلة النووية: نعم، لقد سرق اينشتاين معادلات رذرفورد، ونموذج ماكس بلانك، وسحابة طومسون الشعاعية، والسيلكترون الوحيد الذي كان بحوزة هتلر، قبل اكتشاف الماء الثقيل..!! طوال خمسين عاماً عاشها اينشتاين كرجل أو عالم وما شابه، لم يسع فيها الى النسبية السخيفة التي يتوهم بعض بني الإنسان العاقل بأنها سر عبقريته، يشاركهم في ذلك بعض المفصليات الطيارة.. الحقيقة أن اينشو كان يسعى الى الوصول للنقطة الحرجة العليا في مذبذبة اللاوعي البشري، تلك النقطة السامقة واللازاوية للعبور الى البعد الرابع، والدخول الى قلب المصفوفة الكونية ومركز الذكاء اللانهائي.. كان يعلم تماماً بنبوءة فيثاغورث، وكان من القلة القليلة الذين تفطنوا لتلميحات أرسطو، وتلمسوا فينومينولوجيا الظواهر والهواجس التي دفعت فلاسفة التنوير الى الإقلاع عن ممارسة الجنس لغير أسباب تتعلق بالأمل وضرورة الاستمرارية، بعد أن ثبت لهم أن العبث الفلسفي يمكن أن يساهم في انجاب المزيد من الأطفال على الأقل بتلك الطرق التي تدعونا إليها المحافل النسوية: بنوك التخصيب المنوية، وشرانق التبويض المخففة لتوترات المؤخرة عند المثليين وما شابه..؟! لكن.. هذا الكون ذكي جداً، ولديه إرادة ما غير ظاهرة، تعمل دائماً على تغيير مجرى النتائج، دون أن تتلاعب بالأسباب، يكفي فقط أن تعكس وجهة نظرك لترى عالماً آخر غير الذي اعتدت أن تراه,..!! حدثت معجزة، أوصلتنا الى ذروة الذكاء اللساني، ومن ثم، منحتنا اللسانيات ما يعرف اليوم في الحيوز الوجودية الضيقة بـ (الأساس الميتافيزيقي للذكاء الاصطناعي)، لقد نجحنا في تكميم اللاوجود المادي، ومن عجائب الصدف أن الله صار يسمى الذكاء الكوني، والشياطين والملائكة تسمى كائنات فضائية، وعالم الميتافيزيقا يسمى عالماً افتراضياً، وصرنا نقيس أشياءً لا وجود لها بوحدات كمية: ميغا، غيغا، تيرا.. وكأن العلم يسخر من غباء الملحدين وجاهلية المؤمنين باستخدام الذكاء الآلي والشبكات الرقمية..!! ** الله لا يحتاج الى اثبات وجوده، بل نحن من يحتاج لذلك، لكن متى ندرك أن مجرد تفكيرنا بـه هو كل ما نملكه ولا يمكننا تجاوزه، وأننا سواءً اعترفنا بوجوده أو أنكرناه، فلا معنى لذلك، ولن يغير من الحقيقة في شيء..؟!- إن كنت تؤمن أو لا تؤمن فهذه مشكلتك، ولا ينبغي أن تقحمنا بها، وربما عليك أن تعيد النظر في جدوى استمرارك في التفكير بهذه الشؤون، ومحاولاتك المهترئة لإثبات ما لا يمكن إثباته، فلو كان الأمر قابلاً للإثبات فما الداعي للكفر والإيمان..؟! على كل حال، في كل طريق تسلكه ستصادف المؤمنين وغير المؤمنين.. فلنعد الى قصتنا.. ** فشل اينشتاين في الوصول الى جذر المصفوفة الأنترافيزيقية وفشل في تكعيبها بمعادلات الحركة والطاقة والكتلة الفيزيائية، كما فشل تماماً في ايجاد نقطة التقاء بين المادة واللامادة، أو كما يصفها علماء الطاقة الروحية: "نقطة الكمال في البعد الثامن للاوعي الفائق السرعة، والعابر للأبعاد اللاتناظرية لـ (سالب الوجود/العدم/الغيب/الروح/الفكر...) سموها ما شئتم..؟!- لا فرق.. ما من وسيلة للوصول الى هناك، إلا إذا تمكن العقل البشري من استعادة بساطته الأولى، والتطهر من كل التراكمات التي تثقل ذاكرته بفوضى المعرفة غير القابلة للسيطرة، إذ لا جدوى من استخدام تقنيات الذاكرة المحدودة والوعي اللحظي. ألم أخبركم من قبل أن الوعي ليس إلا ذاكرة مؤقتة.. فما عسانا نفعل إذن بكل هذا الضعف؟! ** لا شيء يهندس العقل غير اللغة.. منذ آلاف السنين، والبشرية تحلم بتلك اللحظة التي تتمكن فيها من التفكير من منطقة ما لا تخضع لقانون الثنائيات المتناقضة، وأن تصل إلى مستوى الثالث المرفوع القادر على خلق نقيضين لنفسه، وليس نقيض واحد: هذه هي الأنترافيزيقا. يمكن الوصول إلى سر الأنترافيزيقا التطابقية إذا أمكن لعبقري ما أن يصنع لحظة اهتزاز هارمونية تمتزج فيها الدلالة مع الكوانتم على حافة سلم موسيقي يقاس بمفكوك ذي الحدين، لحظة خالقة يمكنها أن تصنع رابطة ما بين ميتافرس اللغة والفيزياء الفرط صوتية،. تماماً وكأننا نتحدث عن الملح والألدهيدات..!! بصيغة أخرى، إنها تلك اللحظة الساحرة والآسرة التي نتمكن فيها من تخصيب الوعي والذاكرة بنوع من النبوغ التعبيري- شيء ما يشبه الفصاحة ولكن وفق رؤية لاوجودية- حيث اللغة على بكارتها الأولى، وقدرتها اللاتناسيلة على انتاج ثلاثيات ورباعيات ومتعددات كثيفة قابلة للجذر والتكعيب حتى المستوى التاسع من القصديات المعقدة، دون الحاجة الى تدوير لوغارتيمي أو اشتقاق تكاملي وإخلاء قطاعات اهليلجية مهندسة فراغياً..!! ماذا نسمي هذا بالضبط..؟! ببساطة، هناك 2.1% فقط من سكان الأرض يمكن أن يكونوا قد عرفوا شيئاً عما نتحدث عنه هنا، ويسمى: المتاهة المستحيلة.. لا مجال هنا لسوء الفهم، فالمتاهة مجرد تعبير مجازي جذر- تكعيبي يعبر لاحرفياً عن نقيض اللاوعي الفائق، أو ما نسميه في الرياضيات: نقيض المصفوفة. ** عزيزي القارئ،. إن كنت هنا.. وإن كنت واثقاً من ذكائك، فتابع معي ما تبقى من هذه الرحلة الخاطفة، لأني لا أريد أن أتسبب لك بصدمة اكتشاف كم أنت محدود الذكاء بالنسبة لقرد صغير لم يتجاوز العام الأول من عمره..!! يؤسفني ذلك، ولكن الجهل بالنسبة لبعض الناس قد يكون نعمة كبيرة. لا يبدو الأمر سخيفاً، أو مزحة خرقاء، وليس غير [......] فقط من بوسعهم أن يظنوا ذلك.. ركز فيما يلي.. لا تبحث عن علاقات، أو تفسيرات أو منطق وما شابه، فمنذ فجر القرية الأليفة والمجتمعات تبني المعابد والمساجد والمدارس والجامعات والقنوات التلفزيونية وتنشر الكتب والمقاطع الإباحية والإعلانات المتعددة الوسائط.... وكل شيء يندرج تحت ما يعرف بالتربية والتعليم والإعلام والدعوة الى الله، فقط لتبقى أنت تحت السيطرة، خاضعاً ذليلاً لقانون الوعي الجمعي الغائب والأخرس في زمن الحروب العبثية والزلازل.. هل رأيت بقايا الأطفال عالقة بين الأنقاض..؟! لا منطق في ما يحدث من حولك، فلا تخبرني عن المنطق، فقط كن عاقلاً وفكر بطريقة مترفعة عن السير عكس التيار، وممتنعة أكثر عن قابلية الاحتواء في فراغ ثلاثي الأبعاد.. اخرج من المتاهة المستحيلة، التي صنعت لأجلك، لأجل ألا تخرج منها.. فكر بطريقة تكعيبية دائماً، ابحث عن الجذور والمكعبات وجرد كل شيء من أوهامك السابقة، ولتعلم أن لغتك والطريقة التي تختار بها ألفاظك، هي نفسها تفكيرك والطريقة التي تصنع بها أفكارك،.. والفكرة ما هي؟- إنها القدرة على اكتشاف الأسئلة.. وهي ذاتها القدرة على الخلق والإبداع.. ** ما هو الحب؟ هل هو تلك المشاعر التي تجرفنا نحو شخص ما؟ إنه واقف هنا أمام عيون الجميع بكل تواضع ووضوح، ومع ذلك لا أحد يراه: أقصد السؤال الرابع..!! ومع ذلك، إن لم يلمع السؤال الخامس حالاً في رأسك، فهذا يعني أنك لازلت ضائعاً في متاهة السؤال الثالث،. ولن تخرج ما لم تحاول مرة أخرى وتنجح، أو تستمر في المحاولة حتى تنجح أو تموت.. شرف التفكير، شرف المحاولة.. خير من أن تعيش بهذا المستوى المنحط من العبودية، وأن تموت وأنت تفكر، خير من أن تذهب حياتك كلها في طقوس عبادة الأشياء التي جعلتها تسيطر عليك من حيث لا تعلم.. ,, والآن يا قوم، بوسعكم أن تقدموا لي أصدق عبارات التهاني والتبريكات على ما انجزته في هذه المقالة، وأن أعبر في المقابل عن جزيل شكري وعظيم امتناني لكل من صمد معي حتى النهاية...!! مع خالص الحب.. وفي رعاية الله
#فكري_آل_هير (هاشتاغ)
Fekri_Al_Heer#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صناع المحتوى
-
أثر الذبابة
-
مدرسة وأستاذها الزمن..!!
-
هناك دائماً كارما..
-
#السياسة_فن_البتس
-
ميلاد آخر
-
فينومينولوجيا الحب والتشيؤ
-
القلنسوة والطربوش: جيوجينابولتيك العلاقات التركية-الإسرائيلي
...
-
للسيد تشومسكي: كانت كومة من القش لا أكثر..!!
-
العدوى الانتهازية: القراءات المتأخرة لجغرافية أوهام الربيعي
-
اللقاء الجوارسي: الحاخام الأكبر والداجن الأكبر
-
بصماتهم على كل جدار..
-
ما بعد الفرصة الثانية
-
الأصول السبئية لأسطورة مارد المصباح
-
أول أكسير المشاعر: ثلاثية الحب والحلم والحياة
-
حجِاجٌ في الصميم، وإنه ليس بغريب..!!
-
نوستالجيا- سؤال الاستبداد: لماذا؟!
-
جرامالوجيا كثيفة: الخروج من نفق الثقفنة
-
في وجه المنخل: رؤية
-
ديالسيتولوجيا امرأة مثيرة: قصيدة الأطلال
المزيد.....
-
السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
-
بعد القطيعة.. هل هناك أمل في تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق؟
...
-
ضابط أوكراني: نظام كييف تخلص من كبار مسؤولي أمن الدولة عام 2
...
-
رئيسة البرلمان الأوروبي: ما يحدث في ألمانيا اختبار حقيقي لأو
...
-
مباشر: قتلى وجرحى في ضربة إسرائيلية على مبنى سكني وسط بيروت
...
-
أوكرانيا تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها بأنظمة دفاع جوي حد
...
-
غارات إسرائيلية مكثفة على وسط بيروت والضاحية
-
أوكرانيا تطالب الغرب بأنظمة دفاع جوي حديثة للتصدي لصواريخ رو
...
-
عشرات الشهداء والجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من غزة
...
-
كيف يواصل الدفاع المدني اللبناني عمله رغم التهديدات والاستهد
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|