أفكارٌ حول أهمية الإنسان -جبران خليل جبران-

زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)

الحوار المتمدن-العدد: 7510 - 2023 / 2 / 2 - 15:08
المحور: الادب والفن
    

في تعليقي الخاص ، على الحلقة النقاشية في " التجمع العربي للتنوير " حول المفكر المبدع والأديب الألمعي " جبران خليل جبران "
أمكنني القول أنّ هناك عشرات المزايا ، التي يُمكن انْ نعتبرها ركيزة صلبة ، في خضم تأكيدنا على أهمية المنجز الابداعي الفكري لهذا الأديب الإنساني " جبران خليل جبران" .
منها على سبيل المثال لا الحصر :
- مزيّة الإلهام الذهني والابداعي:
فالملاحظ أنه مازال حتى الآن يُنظر إلى كتابات جبران، على أنها مصدر للإلهام والإرشاد ، وتوقير للرصانة والحكمة و سعة البصيرة في أعظم أسئلة الحياة العامة .
- مزيّة الأهمية الروحية:
وهذه الصفة الجلية ، يُمكننا أن نراها بوضوح ، عندما نقرأ أعماله ، مثل "النبي" ، ونجد كيف تستكشف موضوعات روحية وفلسفية عميقة وببساطة ، مما يجعلها ذات صلة وشيجة بالقراء من مختلف الأعمار، بل ومن جميع الخلفيات والمعتقدات المختلفة.
- مزيّة الديمومة العالمية :
في تقديري ، تظهر في كيف أضحت موضوعات ورسائل جبران ذات شهرة عالمية دائمة، وبالطبع لأسباب كثيرة ، منها
أولا : استكشاف المشاعر الانسانية ، والطواف على مجموعة واسعة من المشاعر والتجارب ، من الفرح والحب إلى الألم والحزن ، مما جعل أعماله ذات صدى عاطفي للقراء.
وثانياً : لأنها تتطرق إلى مواضيع مثل الحب والموت والحرية التي تهم جميع الناس بغض النظر عن الثقافة أو الدين أو الفترة الزمنية ،التي ينتمون إليها . وهذه المزية بصراحة لا يبزّه فيها أو يماثله بها - في رأي الشخصي - سوى كتاب عالميين كبار ـمثال : دياستوفسكي وانطون تشيخوف و وليم شكسبير .
- مزيّة جمال البيان وعذوبة اللغة :
وهي في زعمي احدى اهم مزايا كتابات جبران ، التي تسببت بشهرته بين الناس، وذلك لما تحمله بين ثناياها من جمال تراكيب لغوية وسلاسة في التعبير الانسيابي للافكار، بالاضافة إلى نوعيتها الغنائية ، التي كشفت عن استطاعة عارمة وإجادة تامة ، من قبل صاحب كتاب " الآلهة المتمردة - العواصف - النبي .. الخ في اسلوب استخدام المفردات الرهيفة، وتوظيفها بشكل مذهل ، ممّا مَكنهُ من أسر فؤاد الانسان القارئ ، ولفت انظار وعيه وحميم عواطفه ، بأسلوب نثري وشاعري فريد ومبتكر .
- مزيّة الأهمية الثقافية والاهتمام العام :
يُعتبر جبران - بلا شك - شخصية مهمة في الثقافة اللبنانية والعربية ، وكلنا يعلم كيف تُرجمت أعماله إلى لغات عديدة ، ومازالت تتوالى الطبعات على معظم كتبه ، الامر الذي كرّسه أيقونة أدبية عالمية. و جعل منه قامة ابداعية لا تُنسى و لا يُشق لها غبار .
- مزيّة انخراطه الذهني في الفلسفة الإنسانية:
لقد أكدت الافكار الإنسانية والفلسفية لجبران بوضوح شديد ، على أهمية الحرية الفردية والكرامة ، حيث يُنظر إلى كتاباته لدى مختلف الأقوام ، على أنها صوت صادق ، صافٍ ، للسلام والتفاهم.
- مزيّة التعليقات الاجتماعية والسياسية:
لقد شملت أعمال جبران أيضًا تعليقًا منه على القضايا الاجتماعية والسياسية، وقد ألهمت بالفعل آراؤه حول العدالة والمساواة والحرية، العديد من الأفراد للعمل من أجل التغيير الإيجابي في بحر هذا الواقع المعيش والمتلاطم بإختلافاته .
قصارى القول :
أغلب الظن عندي، أن إرث " جبران خليل جبران " الابداعي ذو المزايا الكثيرة، سيبقى إلى أمدٍ بعيدٍ يُلهم الأجيال الجديدة. والتي ستنظر إلى اعماله بإعجاب وإمتنان لما لعبته من دور فعالٍ ومستمرٍ ، في الحفاظ على التراث الثقافي وقيم العالم في المشرق العربي.
وكما نرى الآن جميعاً ، فإن أعماله ماتزال شائعة، بل ومقروءة على نطاق واسع ، حتى بعد أكثر من قرنٍ من وفاته.
ولعل من أصدق ما قال لنا يوماً :
الخيرُ في الناسِ مصنوعٌ إذا جُبروا والشرُّ في الناسِ لا يفنى وإِن قُبروا ..
وأكثرُ الناسِ آلاتٌ تحركها أصابعُ الدهر يومًا ثم تنكسرُ ...
فلا تقولنَّ هذا عالم علمٌ ولا تقولنَّ ذاك السيد الوَقُرُ ...
فأفضل الناس قطعانٌ يسير بها صوت الرعاة ومنْ لم يمشِ يندثرُ
zakariakurdi

#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات