أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان نافل والي - الثنوية في الديانة الزردشتية















المزيد.....


الثنوية في الديانة الزردشتية


سنان نافل والي

الحوار المتمدن-العدد: 7485 - 2023 / 1 / 8 - 18:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تعتبر الديانة الزرادشتية من أكثر الأديان حضورا وتأثيرا في الأديان والعقائد اللاحقة لها(1)خصوصا مع تأسيسها المبكر جدا لفكرة الخالق الواحد للكون وكذلك تركيزها الكبيــر على إبراز الفضائل البشرية الخيرة في الإنسان، حتى أن سوء الأدب في التعامل مع الآخرين يعتبر في مفهومها الأخلاقي من الخطايا إضافة إلى مجموعة من الاخلاقيات جعلت منها ديانة راقية وسامية في كيفية تعامل الناس فيما بينهم فأصبحت القناعة والإحسان ومساعدة الآخرين والسكينة وأهمية العمل من خصائص تعاليمها الأخلاقية والتي من خلالها تحاول أن تقدم صورة مشرقة لطبيعة الإنسان الذي يمكن من خلال الالتزام بهذه التعاليم والمفاهيم الإنسانية أن يكون إنسانا أفضل مما لو استسلم للشكوك والضغينة والحقد والشهوات والانسياق وراء الباطل. وعلى الرغم من شهرة وانتشار الزرادشتية على نطاق واسع حينها، إلا أن المعلومات المتوفرة بشأن مؤسسها، قليلة جدا وأحيانا تكون متضاربة، فالبعض يقول إن "زرادشت"(2) قد عاش إما في الفترة التي عاش فيها النبي إبراهيم (القرن الثامن عشر قبل الميلاد) أو في الفترة التي عاش فيها بوذا (من القرن السادس حتى الخامس قبل الميلاد)(3)بل أن بعضهم يرجعه إلى أكثر من 6000 سنة، إلا أن العديد من الباحثين المتخصصين ومنهم على وجه التحديد الباحث "جاكسون" المتخصص في الدين الزرادشتي، متفقون على أنه ولد في النصف الثاني من القرن السابع ق. م سنة "618"وتوفي في النصف الأول من القرن السادس ق. م سنة "541".(4)أما مكان ولادته فهو محل جدل آخر حيث يذهب المؤرخ "دراميس تيتر" إلى أن مسقط رأسه هو في مقاطعة "ماكنا الميدية"(5)جبال "صاو جبلاق" التي تشرف حاليا على مدينة مهاباد حيث ولد "زرادشت" في جنوب غرب بحيرة أورمية التي تكون الجزء الشمالي من منطقة "مكري" الحالية(6)، بينما يقول آخرون أنه ولد في "ماد- آذربيجان" في الشمال الغربي لإيران وآخرون يذهبون إلى أن مكان ولادته كان في "باكتريا- البلخ" في الشرق(7)أما في "الغاثا أو الكاتا" وهي أناشيد مكرسة للعبادة والصلاة، فإن زرادشت يقدم نفسه كـ "زاوتار" والتي تعني "لسان الأصدقاء" أو "لسان حالهم" وحتى وقتنا الراهن مازال الأكراد يسمونه "زيراديشته كال" وهي قريبة إلى حد كبير من الكلمة السومرية "كال أو كالو" التي تأتي بمعنى الشاعر، المنشد، القوال وهي بذلك تحمل نفس الدلالات في اللغة الكردية وتتوافق مع مهنة زرادشت كمنشد وحكيم ومؤلف الغاثات.(8)وأيا يكن الاختلاف حول زرادشت، فإن الديانة الزرادشتية قد أصبحت هي دين الدولة الرسمي للدولة الأخمينية والبارثية والساسانية في إيران القديمة (9و10)ولكن على الرغم من انتشارها الواسع هذا ولقرون طويلة في البلدان الخاضعة لتلك الإمبراطوريات الثلاث، إلا إنها ما لبثت أن فقدت مكانتها كديانة رسمية وخصوصا بعد هزيمة الدولة الساسانية على أيدي المسلمين في ثلاثة معارك كبيرة "معركة القادسية 637 م، معركة جلولاء ومعركة نهاوند 641م"بعد سنين طويلة تحت الحكم الإسلامي، هاجر العديد منهم إلى الهند وعرفوا هناك تحت اسم "البارسيين" حيث يبلغ تعدادهم الحالي بحدود " 12 ألف" زرادشتي بينما بقي عدد الزرادشتيين حاليا في إيران بحدود " 25 ألف" زرادشتي فقط.



آهورا مزدا والثنوية الزرادشتية


تقوم الديانة الزرادشتية على أساس الصراع القائم بين النور والظلام، بين الخير والشر، بين الحق والباطل. هذه الثنوية التي تميزت بها هذه العقيدة الدينية كانت هي العمود الأساسي الذي استندت عليه في رؤيتها وتفسيرها لبداية وصيرورة الوجود والحياة والإنسان، وعلى الرغم من أن هاتين القوتين متماثلتين ومتساويتين في القوة والمكانة والوجود، إلا أن هذه الثنوية لا تعني في الزرادشتية أن هناك إلهين إثنين، إله النور وإله الظلام إنما هناك إله واحد هو "أهورا مزدا"(11)وهو اسم الإله الأعلى "الجديد" في الديانة الزرادشتية ولكنه القديم بالنسبة إلى الشعوب الهندوأوروبية "آسورا في الفيدا الهندية وآسي في الأساطير الإسكندنافية - الألمانية". يمتاز آهورا مزدا الزرادشتي عن الآلهة الآرية الأخرى بسموه وجوهره الروحي أما الآلهة الآرية العظمى الأخرى فكانت عبارة عن آلهة حربية, مثل "زيوس اليوناني، إيندرا الهندي، بيرون، إله الرعد عند الشعوب السلافية القديمة الذي خلق النور والظلمة وخلق الخير والشر .
وهو أزلي في الوجود ولا يحده زمان أو مكان وهو أيضا من خلق الروح الشريرة "أهريمان" أنكرا ماينو "الشيطان" المحدود في الزمان والمكان. وقد وصف كتاب "الأفستا"(12)الإله آهورا مزدا بالشكل التالي :
(أبدأ بإسم وحمد الذي كان ويكون وسوف يكون، دائما الإله واهب الخير، الأحد في العالم الروحي، واسمه آهورا مزدا، الإله الكبير والعارف والعادل والمعلم والحامي والمنير والخير والواهب)(13و14)وفي نص آخر من"الغاثا أو الكاثا"(أناشيد مكرسة للعبادة والصلاة)، نقرأ :
من هو بالأحداث موجد الحق في البدء ؟
من اختط للشمس مسارها وللنجوم ؟
من جعل القمر بدرا فهلالا فمحاقا ؟
من أرسى الأرض ورفع السماء ؟
من أجرى الماء وأنبت الزرع ؟
من سخر الرياح تجري بالسحاب ؟
أي فنان مبدع أوجد النور والظلمة ، النوم والصحو ؟
من أوجد الصبح والظهيرة والليل لذوي الألباب ؟
"ربي! يا مبدع كل شيء، أعني على معرفتك من خلقك، يا خالق الأشياء طرا من الروح القدس"(15)بمعنى آخر، أن النور والظلمة في الزرادشتية هما مبدآن محدثان وليس مبدآن أصلان، على الرغم من أن النور أو الخير هو كيان وماهية قائمة بذاتها والظلام أو الشر هو كيان وماهية قائمة بذاتها إلا أنهما صدرا لاحقا في وقت ما ولسبب ما، عن علة واحدة أو سبب واحد هو "آهورا مزدا" الإله الأزلي القديم الواحد العلي الذي خلق في البدء روحان توأمان هما (سبينتا ماينو "الروح القدس" و أهريمان "أنكرا ماينو") ومنحهما حرية الإختيار بين طريق الخير والنور أو طريق الشر والظلمة، فأختار سبينتا ماينو طريق الخير وسمي بالروح القدس بينما أختار أنكرا ماينو طريق الشر فأصبح يسمى "الروح الخبيث" (16)إن العلاقة بين النور والظلمة هنا أو بين هذين الروحين، هي علاقة صراع دائم منذ اللحظة الأولى لوجودهما حيث نقرأ نصا من كتاب "الأفستا" حول طبيعة تلك العلاقة المتضادة بينهما :
"أتحدث عن الروحين في بداية الوجود، حين قالت روح الخير لروح الشر: "لا تتفق أبد عقولنا، تعاليمنا، مشيئتنا، معتقداتنا، كلماتنا، أفعالنا، ولا نفوسنا أو أرواحنا"(17)، ونقرأ في نص آخر:
"الحق أقول لكم أن هناك توأمين يتنافسان منذ البداية. اثنان مختلفان في الفكر وفي العمل. روح خبيث اختار البهتان وثابر على فعل الشر وروح طيب اختار الحق وثابر على فعل الخير ومرضاة آهورا مزدا. وعندما تجابه الاثنان لأول مرة أبدعا الحياة ونقيضها. ولكن عندما تحين النهاية، فإن من أتبع البهتان سوف يرد إلى أسوأ مقام ومن أتبع الحق فسوف يرد إلى أسمى مقام"(18و19) أن أهم ما يميز الثنوية في الديانة الزرادشتية هو:
1 - إنهما كتوأمين، موجودان منذ البدء وبنفس الوقت. أي ليس هناك أسبقية في وجود أحدهما على الآخر وبالتالي هناك مساواة في القدرة والفعل لكل منهما، سواء في جانب الخير أو جانب الشر.
2 - إن الإله "آهورا مزدا" ليس طرفا مباشرا في الصراع القائم بين الإثنين فهو متسام في وجوده وعليائه إنما هناك ملائكته الخيرة أو النورانيــة التي تقود عالم الخيــر والنور في صراعه مع الكائنات الظلامية الشريرة بقيادة "أهريمان". (20)
3 - إن مركز الصراع الحقيقي بين الخير والشر هو الإنسان نفسه ومحاولة كل من الطرفين جذبه إليه وذلك من خلال التركيز على مبدأ إعطاء الإنسان حرية الاختيار وتحمل مسؤلية اختياره، سواء كان اختياره للخير أو الشر، كما كان الأمر عند خلق الروحين المتضادين حينها.
4 – انتصار عالم الظلام أو الشر على عالم النور أو الخير ولكن بشكل مؤقت عندما أستطاع أهريمان أو الشيطان أن يلوث الخلق الذي أنشأه الخالق وذلك من خلال بثه أفكاره المنحرفة والشريرة وتسميم ذلك الخلق بوسائل مختلفة وبالتالي إجبار عالم النور على خوض الصراع وبشروطه هو.
5 - حسم الصراع النهائي بين النور والظلام أو بين الخير والشر في نهاية الأمر بنصر مؤكد وحاسم على العالم الظلامي والشرير وبقاء عالم النور والخير في نهاية الأمر .


المصادر والهوامش

(1) كان للزرادشتية تأثيرا كبيرا وملحوظا على الديانة اليهودية حيث اقتبس اليهود العديد من الصفات التي تنسب الى الإله الزرادشتي "آهورا مزدا " ونسبوها الى إلههم "يهوه"، فحاولوا إضفاء مفهوم الوحدانية والشمولية على " يهوه " كإله عالمي وكوني بعد أن كان إلها خاصا بهم وحدهم مثلما نقرأ في سفر "إشعيا: "أنا الرب وليس آخر، لا إله سواي، أنا الرب وليس آخر، مصور النور وخالق الظلمة، صانع السلام وخالق الشر، أنا الرب صانع كل هذه.." وهي من صفات "آهورا مزدا" وكذلك اقتبسوا فكرة الجنة والجحيم، ومن الأفكار الرئيسية التي اقتبسوها أيضا، فكرة "ساووشيان" أي المنقذ أو المخلص الذي أطلقوا عليه تسمية "المسيح" حيث بلغ عدد الذين أدعوا أنهم المسيح المنتظر "عدا يسوع" حوالي 24 شخصا وكلهم ظهروا في المناطق التي سادت فيها الديانة الزرادشتية. أما تأثير الزرادشتية في المسيحية، فهو الآخر كبير جدا حيث أثرت "الميثرانية (نسبة الى ميثرا الملاك "الإله الزرادشتي بعد وفاة زرادشت") في الديانة المسيحية بشكل واضح، خصوصا وأن الميثرانية والتي احتوت معظم الطقوس الزرادشتية، قد بانت ملامحها الرئيسية في كل التفصيلات المسيحية حيث تؤمن الميثرانية بالسلام على الأرض والخلود والإيمان بالبعث والمحاسبة بعد الموت وتؤمن أيضا بطقس التعميد والمناولة (باستخدام الخبز والماء والخميرة) إضافة الى ذلك فقد كان "ميثرا" هو الوسيط بين الله والبشر وكان مولده في الخامس والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) وكان له اثنا عشر حواريا ومات ليخلص البشر من خطاياهم ودفن لكنه عاد الى الحياة وقام من قبره وصعد الى السماء وكان يدعى منقذا ومخلصا ويوصف أنه "كالحمل الوديع". أما في الديانة الإسلامية، فقد كان للزرادشتية حضورها وتأثيرا القوي أيضا مثل التشابه في عدد الصلوات الخمسة، الوضوء، وفي موضوع الإسراء والمعراج وكذلك لفكرة أو تفسير معنى "الصراط المستقيم" حيث هو نفسه (جسر جينفــات) في الزرادشتية الذي هو جسر أدق من الشعرة وأحد من السيف، فمن كانت أعماله صالحة، عبره بأمان ومن كانت أعماله سيئة، سيسقط عنه الى جهنم، وكذلك فكرة الغيبة والرجعة للإمام المنتظر وغيرها من التشابهات والأفكار الزرادشتية. أنظر: فارس عثمان: زرادشت والديانة الزرادشتية. ص 98-114، ويضيف خليل عبد الرحمن في كتابه "أفستا – الكتاب المقدس للديانة الزرادشتية". ص44، أن قصة خلق آدم من تراب في اليوم السادس للخلق وكذلك قصة الوحي والهجرة النبوية وما لاقاه (محمد) بين قومه، تتماثل مع قصة زرادشت ونبوته هجرته وما لاقاه بين قومه
(2) معنى اسم زرادشت هو "صاحب الجمل الأصفر" حيث أن المقطع الأول يعني - الأصفر - بينما المقطع الثاني بكلتا صورتيه اللفظيتين - فيعني الجمل - وباليونانية حرف اسمه الى "زورواسترا" وتعني- النجم الذهبي- (خليل عبد الرحمن: أفستا الكتاب المقدس للديانة الزرادشتية. ص22) أما ريتشارد سي فولتز في كتابه " الروحانية في أرض النبلاء " ص 41 فيقول إن معنى اسم " زرادشت " يعني شيئا يشبه - سائس الجمل - مما يعطينا لمحة عن الرجل ونوع المجتمع الذي عاش فيه. بينما يقدم فارس عثمان في كتابه "زرادشت والديانة الزرادشتية" ص20 تفسيرا آخر لمعنى الاسم حيث يقول: "تعددت التفاسير حول معنى اسمه، ففسرها البعض بصاحب الجمل الأصفر وآخرون بصاحب اللسان القويم- زار- لسان، دشت- قويم أو صحيح.
(3) خليل عبد الرحمن: أفستا- الكتاب المقدس للديانة الزرادشتية. ص 23
(4) ريتشارد سي فولتز: الروحانية في أرض النبلاء. ص41
(5) سعيد مراد: المدخل إلى تأريخ الأديان. ص141
(6) ميديا وتعني - الوسط - في اللغة السنسكريتية و "ماراداي" باللغة اليونانية و "اماداي" في اللغة الآشورية ، وتأتي جميعها بمعنى - المحارب أو - المقاتل أو المتمرد الجبلي . وقد ورد اسم ميديا مرات كثيرة في العهد القديم " سفر التكوين، إشعيا، دانيال". وفي سنة 612 ق.م دمر الملك "كياكسار" الميدي إمبراطورية الآشوريين وأسس الإمبراطورية الميدية الكبرى التي بلغت أوج مجدها في عهده حيث امتدت حدودها من "باكتريا- البلخ شرقا الى نهر "قزيل إيرمان" وشمال شرق سوريا غربا، ومن بحر قزوين شمالا مرورا ببحيرة أورمية الى الخليج العربي جنوبا وأغلب هذه الأراضي كانت تخضع سابقا للحوريين والأورارتيين والميثانيين. أنظر: خليل عبد الرحمن: أفستا - الكتاب المقدس للديانة الزرادشتية. ص13
(7) فارس عثمان : زرادشت والديانة الزرادشتية . ص39
(8) عبد الله العباداني: تأريخ الديانة الزرادشتية. ص 47
(9) مارينا آبايدن: تطور الدين والعرق والمجتمع في إيران القديمة. ص195
(10) الدولة الأخمينية: والتي تسمى في المصادر الفارسية بالأسرة الهخامانشية، كانت خاضعة للدولة الميدية ويحكم ملوكها الإقليم نيابة عن الميديين وترتبط مع الأسرة الميدية المالكة برباط المصاهرة حيث كان الملك الأخميني كورش، حفيد الملك الميدي "إستياغ" من جهة ابنته، قد استغل (559- 530 ق. م) ضعف الدولة الميدية وكبر سن جده فثار عليه وتمكن من تأسيس دولة جديدة باسم الامبراطورية الأخمينية- الميدية، امتدت من الهند شرقا وحتى بحر إيجة ومصر غربا
- الدولة البارثية: في أواسط القرن الثالث قبل الميلاد ، ثارت القبائل الآرية في منطقة "بارثوا" في شمال شرق إيران ضد السلوقيين وتمكنوا من طردهم وتأسيس دولة جديدة عرفت بالدولة البرثية أو الفرثية وتعرف أيضا باسم الدولة الأشكانية نسبة الى مؤسسها "أرشاك الأول" 248-246 ق.م" بينما أطلق العرب على هذه الدولة اسم دولة "الطوائف" والتي شملت فارس وميديا وبلاد بابل والشام حتى شرق نهر الفرات وأشهر ملوكهم، الملك مهرداد الذي بنى عاصمته طيسفون على بعد 25 كيلو متر جنوب غرب بغداد.
- الدولة الساسانية: في سنة 224 بعد الميلاد، قام أحد الأشراف الإقطاعيين في منطقة بارس "فارس" بجنوب إيران بثورة كبرى ضد الدولة البرثية وهو "أردشير الأول" الذي تمكن من الدخول إلى العاصمة البرثية طيسفون والقضاء على الدولة البرثية وتأسيس دولة جديدة، عرفت بالدولة الساسانية "نسبة الى ساسان أحد أجداد أردشير". أنظر: فارس عثمان: زرادشت والديانة الزرادشتية. ص7-11
(11) هو الإله الأسمى، فهو مبدع جميع الأشياء الروحية والمادية على حد سواء. وكان خلقه يأتي إلى حيز الوجود بوساطة الروح القدس أو بتعبير آخر، أنه أبدع العالم عن طريق الفكر. وآهورا مزدا إله خالق وقدوس وقويم، يقطن في ملكوته وهو ملكوت سوف تفسده هجمات الشر غير أنه يستعاد نقاؤه في آخر الحياة ويرد في نقش رستم العائد الى الملك داريوس الكبير (522 – 486 ق.م) أن آهورا مزدا كان ربا كبيرا خالقا " الآله العظيم آهورامزدا الذي خلق هذه الأرض وخلق هناك السماء . الذي خلق الإنسان وخلق سعادة الإنسان ". أنظر: أسامة عدنان يحيى: الديانة الزرادشتية . ملاحظات وآراء . ص11. ويضيف خليل عبد الرحمن في كتابه " أفستا - الكتاب المقدس للديانة الزرادشتية . ص98 ، أن " آهورا مزدا " ( من آهورا : السيد الإله ، ومازدا : العارف ، الحكيم ).
(12) أفستا ، تعني - الأساس ، الأصل ، الحمى ، الملاذ - كونها مشتقة من كلمة " أوباستا " بمعنى الأساس وأفستا تعني - بداية الحياة - في اللغة الكردية الهورامانية ، وفي الكردية الكرمانجية تحمل دلالة - الحمل - التي تتضمن أيضا - الماء - فربما كان الماء بداية الحياة كما هي أفستا مثلما يكون " الحمل " بداية لحياة جديدة . ويعتقد بعض الباحثين بأن جذور الكلمة تعود الى أصلها الأري " فيد " التي منها أتخذ الكتاب السنسكريتي اسمه " فيدا " وتعني المعرفة . أنظر : خليل عبد الرحمن : أفستا – الكتاب المقدس للديانة الزرادشتية . ص7.
(13) قارن هذا الوصف بما يذكره كتاب "كنزا ربا" في وصف "هيي قدمايي":
" ما كان لولا أنه كان ، ولا يكون لولا أنه كائن " . كنزا ربا . يمين : الكتاب الأول .ص
(14) فارس عثمان : زرادشت والديانة الزرادشتية . ص 50.
(15) فراس السواح : الموسوعة الخامسة - الزرادشتية - المانوية - اليهودية - المسيحية . ص35
(16) يذكر ر. س . زينهير في كتابه " الزرادشتية " ص 212 ، أن الروحين التوأمين كانتا تعرفان منذ البداية بأنهما الروح الخيرة والروح الشريرة . ومن المحتمل أن زرادشت قصد بقوله هذا أن آهورا مزدا قد خلق روحين من عقله الخاص وطلب منهما أن يقوما باختيارهما الحاسم بين الخير والشر في بداية الحياة ، وباختيارهما صارت الروح القدس والروح المدمرة ويستنتج من هذا أن الرب هو صانع الروحين حيث اختارت الروح الأول الخير واختارت الروح الأخرى الشر.
(17) خليل عبد الرحمن: أفستا- الكتاب المقدس للديانة الزرادشتية. ص80
(18) فراس السواح: الرحمن والشيطان . ص 92 .
(19) يذكر خليل عبد الرحمن في كتابه " أفستا - الكتاب المقدس للديانة الزرادشتية ". ص39، بأن روح أفستا تظهر في أشعار "التوراة- كتابات ما بين العهدين " بشكل لا ريب فيه بحيث تترك انطباعا بأنك تقرأ أفستا وليس التوراة :
" وقد هيأ للإنسان روحين كي يسير بهما حتى لحظة مجيئه :
وهما الروحان ( الاثنان ) للحق والضلال .
فمن منهل النور أصل الحقيقة ، ومن نبع الظلمات أصل الضلال ..."
" بلى ، أنه هو الذي خلق الروحين ( الإثنين ) للنور والظلمة ،
وعلى هذين ( الروحين الإثنين ) أسس كل عمل ... "
" ذلك أن الله هيأ هذين ( الروحين الإثنين ) بأجزاء متساوية حتى الحد الأقصى ، ورمى كرها أبديا بين صفيهما ( الإثنين ) :
كره للحقيقة هي أعمال الإثم ،
وكره للإثم هي دروب الحقيقة كلها ... "
" وقد وزع هذين ( الروحين الإثنين ) بين أبناء الإنسان
حتى يعرف هؤلاء الخير ( ويعرفوا الشر )
( ولكي ) تأتي حصص كل حي وفقا لروحه
( في يوم الحساب ) والمجيء ".
(20) يذكر أحمد علي عجيبة في كتابه " دراسات في الأديان الوثنية القديمة. ص 112-118 " أن أساس الزرادشتية القول بوجود قوة عليا هي قوة الخير وتسمى " آهورا مزدا " أي النور العظيم وبجانب هذه القوة ، سبعة ملائكة قديسيون يمثلون الفضائل السبعة : الحكمة ، الشجاعة ، العفة ، العدل ، الإخلاص ، الأمانة ، الكرم . وبالمقابل توجد شخصية " أهريمان " الشريرة ، قوة الشر والظلام ويعاونها سبعة من القوى الشيطانية تمثل الرذائل الإنسانية : النفاق ، الخديعة، الخيانة ، الجبن ، البخل ، الظلم ، إزهاق الأرواح . ويضيف فارس عثمان في كتابه " زرادشت والديانة الزرادشتية . ص51-52 " أن آهورا مزدا يعتمد في حكم العالم على مجموعة من الملائكة " الأمشاسبندات " أي الخالدون المقدسون وهم ستة، خلقها بنفسه وهذه الملائكة تحمل بعض صفات أو مظاهر آهورا مزدا



#سنان_نافل_والي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المندائية في دراسات المستشرقين
- الطوفان في المصادر البابلية والمندائية
- الشيخ صحن والدولة العثمانية
- في منتصف الطريق
- أبو علاوي _ قصة قصيرة
- انتظار _ قصة قصيرة
- الرحيل _ قصة قصيرة
- المندائية في كتابات الغرب والشرق
- أول المعرفة .... سؤال


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان نافل والي - الثنوية في الديانة الزردشتية