لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)
الحوار المتمدن-العدد: 7444 - 2022 / 11 / 26 - 22:32
المحور:
كتابات ساخرة
-*سخّرها بقنوط العالم : لخضر خلفاوي*
* كنتُ غير مهتمّ بكأس العالم لكرة ( الهَمّ) المُقدّم في جلد منفوخ (على فشوش )، الرّاكل فيها المركول … لا لأن هذه الكأس التي وقع اختيار تنظيمها منذ سنوات على ( إِمَيرَة ) صغيرة عربية ، كبلد منظّم للدورة و هي ( قَطَر) و خلفيات ملف ترشيح هذه الأخيرة لمقارعة الكبار في تاريخ الدورة تنظيما و ممارسة .. عزوفي مع تقدم العمر هو مبني على الرغبة في اجتناب العبث البصري و العقلي و تضييع وقتي في ( لهو الأقوام و الأمم )، و كوكبنا يسبح في الفساد و الفوارق الاجتماعية و الظلم الاقتصادي و السياسي . مذّ أن أُختيرَ ترشيح قطر و أُكّد فوزها بتنظيم كأس العالم و الإعلام الغربي لم يهدأ في تشويه صورة الأشقاء هناك و نعتهم بكل النعوت ، بل رُفعت دعاوى قضائية تُطالب بكشف ملابسات و خلفيات ضلوع بلد ( البتروكيمئيات)- بترول و غاز -؛ في قضية شراء ضمير و شفافية ( الفيفا ) و أعضائها المصوّتين بأغلبية لترشيحها و أنّ مبالغا مهولة قد مُنحت و أُعطت -كرشوة- تحت الطاولة ، لشراء ذمة أبرز أعضاء الفيفي أين كان يرأسها المثير للجدل دوما ( جوزيف بلاتير Joseph Blatter الذي كان قائد أوركسترا ـ عصابة الفيفاـ ) و هي تشبه إلى حدّ بعيد (عصابة مجلس الأمن لهيئة الأمم المتحدة ) كما يعلم الجميع . و لو أن أمر هذه القضية كان مريبا و فيه كثير من نقاط الظل الغامضة إلا أنّي لم استوعب وقتها تلك الحملة المسعورة الإعلامية و حتى من طرف بعض الساسة و النّواب على مستوى كل بلد أوروبي … كل ما كنت أعلمه أن الرئيس الفرنسي وقتها "نيكولا ساركوزي " كان له باع كبير في تغليب كفة ملف قطر بحكم العلاقة الممتازة جدا، جدا بينه و بين ( النظام القطري ) و الأسرة الحاكمة… و لا يخفى على أحد قوة و تأثير منصب اللاعب الدولي الفرنسي السابق ( ميشال بلاتيني ) في هكذا ملفات و خيارات و هو العضو الفاعل و المقرّب جدا الحميم لبلاتير و ساركوزي أىضا و الشلّة الدائمة داخل ( إمارة الفيفا) !. للتذكير ، مازال الرئيس الفرنسي السابق " نيكولا سركوزي" ملفه القضائي عالقا و لم يحسم بعد فيما يتعلق بضلوعه و دوره الضاغط لصالح دولة قطر و النظام القطري .. و هو متهم بتلقيه أموالا كثيرة من قبل مسؤولين من قطر تربطه بهم علاقة جد وطيدة و حميمة !. -لمّا انطلقت كأس العالم ( القَطرية ) ، تضاعفت العداوة الإعلامية المتكالبية بوضوح .. و ظهور عداء كثير من الجمعيات و التنظيمات اتجاه قطر و صار الحديث الشاغل لبلاتوهات التلفزيونات المختلفة لقنواتهم .. و لم يتوقفوا من إثارة موضوع الفساد في الـ « قطر » و تفصيل موضوع - شرائها - لتنظيم كأس العالم بأموال باهضة و وضع الفيفا و السياسيين من العالم الغربي في جيبها … رمي الحجر صوب ( الإِمَيرَة) أو ( الدُّويلة ) العربية الغنية جدّا يستفزني كثيرا و خصوصا استعمال ملف ( حقوق الإنسان و المثلية الجنسية الذين يعانون الأمرين في هذه الدولة ، حقوق الملايين من العمال الأجانب المُساء -حسبهم - التعامل معهم و يعيشون ظروف قاهرة و -غير إنسانية !. فجأة دولة -قطر - التي كانت دولة صديقة و حبيبة كريمة تغدق على العاصمة الفرنسية باريس و كثير من العواصم الأوروبية بأموال طائلة قصد الاستثمار في الرياضة و النوادي الكبرى و كذلك المشاريع الأخرى و الشراكة في دعم الاسثمار الثقافي ، و الدعم الواضح المالي و العسكري و اللوجيستي في - تدمير بلدنا الشقيق - في المغرب العربي و هي ( ليبيا ) خلال الحرب التي قادها سركوزي ضد ( معمر القذافي و الليبيين باسم محاربة الإرهاب )، كانت دولة و نظام قطر صديقين حميمين موثوق فيهما و مُعوّل عليهما في التحالفات الاستراتيجية و كذلك دفع عجلات التنمية و الاستثمارات داخل بلدان غربية مقابل أن تصبح هذه البلدان « واجهة للمد الدعائي الإعلامي لدولة قطر) و التنازل عن بعض الامتيازات لصالح ( الدّوَيلة الغنية ) التي تبحث عن مكانة مرئية من في العالم الغربي حتى يستعملوا كل ( مجاهرهم العلمية ) لإثبات وجود دولة طموحة و استشرافية في محاولة خلق ( النماء و الثروة الموازية و البديلة و التفكير فيما بعد البترول و الغاز ) من خلال استثمارها لمخزون أراضيها الكبير من الغاز و البترول … هذه هي استراتيجيات لا عجب منها تمارس بين أنظمة دول مستقلة على الساحة الدولية .. ما لم أفهمه كيف تحوّلت قطر كنظام و حكومة دولة صديقة إلى دولة غير مرغوب فيها بحكم عدم حبها للمثليين ، و بحكم أنها دولة لا تجيز بل تحرّم شرب الخمر و المسكِّرات في الأماكن المفتوحة و العمومية ، بحكم أنها لم تفز بتنظيم كأس العالم فوزا نزيها و كانت ( راشية و فاسدة ) حيث أغوت طمع و لعاب أعضاء الفيفا ، و بحكم أن التجهيزات المهولة و العدة التي سخرتها قطر لا تخدم المناخ و البيئة … لا أفهم هذا اللوم و الهجوم المتواصل و التحرش الإعلامي و التنمير المستمرّ تزامنا مع مجويات الدورة الحالية. و استنهاض مستمر لكل الجمعيات المثلية و النسوية و السياسية ضد مبادئ و تعليمات و ثوابت حكومة و دولة قطر التي أفصحت عنها، أو على الأقل التي تعطي فيها الانطباع -إعلاميا و رسميا - بأنها متمسكة بها ! هل يُلامُ و يُقبّحُ ( الرّاشي ) و نتغاضى عن ( المُرتشي)!؟.. قبل لوم قطر بأنها اشترت ـ من خلال شراء الذمم ـ تنظيم تظاهرة كأس العالم بالمال من الفيفا عليهم أوّلا محاسبة من قبض المال تحت الطاولة من فاسدي - إمارة الفيفا الأزلية - . لماذا نتحدث عن البيئة و الاحتباس الحراري بهذا التهويل و الضراط الإعلامي الغربي و السياسي و فاتورة الكاربون و كوكب الأرض ( نكحه بيئيا و عاث فيه و في ثرواته فسادا ) منذ قرون ( إنسان حكومات و دول الجنس الأبيض الغربي الأوروبي إلى غاية كتابة هذه السطور !).. ليس تنظيم قطر لكأس العالم لمدة أيام سيهلك كوكب الأرض لأنها بنت ملاعبا مهولة و ضخمة مجهزة بالمُكيفات العملاقة إلخ !. -بما أنّ لفظة ( النّكاح) سقطت سهوا من لغتي الغاضبة ، فلا بأس أن أشير إلى الحدث ( اللاّحدث) بالنسبة للمرضى بالإحباط مثلي و هو تعيين الراّقصة اللبنانية الإغرائية "مريام فارس " لعرض أردافها و ثدييها و فخذيها و ساقيها على العالم المنفتح على -إِمَيرَة- قَطر الصّاعدة و كان لها - السّرف- و الإسراف في تهييج مشاهدي العالم من خلال الـ « قَطَر » في نسخة (كأس-عالمية) ، النقاط الثلاثة وقعوا من الشرف ؛ أعذروني إذن ، فلا أحد يمكنه إقناعي بأننا أمة مازالت تعتقد أنّ الشرف عملة مهمة و واجبة و مقدسة و سارية المفعول !… أمتنا العربية طبّعت مع - المستحيلات - ؛ لن أحدثكم عن ـ الكيان الذي طبعنا معه و أدخلناه بين أرداف أمتنا ـ ! أمتنا طبّعت مع كل ما لا يحبه الله و يتضاد معه .. الراقصة "مريم البغايا" غنّت لهم عاهرة راقصة ، آبقة بغرور وضاعتها أغنية " نوُكُو ناَكاَ " اعتقد هكذا الرسم الحقيقي الصحيح لعنوان مسخها ( الفني )، و أن هناك حشو نقاطي للعنوان الذي أعلن عنه رسميا !.و هذا دليل على حرص المنظمين و المسؤولين في هذه الدولة العربية على إبقاء عامل و عنصر الاتزان في السلوك المحايد و المنصف ، فأرادوا إنصاف ( الشيطان ) بإسراف مبالغا ضخمة بدعوتهم و استضافة العاهرات و الراقصات و الماجنات و تسخير فضاءات للجمهور الغربي الوافد من كل القارات الغير مسلم و الشارب للخمر علانية بالقرب من المركبات الرياضية. . و توفير سبل الراحة و العبث و اللهو .. و في ذات الوقت إنصاف دّين التوحيد و الله باستضافة دعاة و مُبشّرين بالجنة و فقهاء مشهورين للمساهمة في تلقين العناصر الضيفة و القادمة من كل حدب و تلقينهم على المنهج العربي الأصيل : ( أسس النفاق و الكذب على الله و الناس أجمعين )، تلقينهم مبدأ أن تكون مسلما تمسكُ بعصا الله من طرف بيمينك و تمسكُ في ذات الوقت بشمالك طرفها الآخر من عصا إبليس اللعين ، هكذا لا ( نزَعَّل الشيطان و لا نزعّل حدود الله !)، بمعنى مُبسّط متداول ، ماسكين العصا من المنتصف، و - اللّي- يحب انتعال حذاء الشيطان فله ذلك و من يرغب احتذاء حذاء العفة و التقوى فهو حر و لا تُجزى كل نفس إلا بما كسبت !.. والله ما تفعله قطر هو ( الكاشف ) أو المرآة الحقيقية للخصوصية العربية المسلمة ( فاسقون - مؤمنون )… لا نقوَ على زعل الشيطان ونتعاطف معه و نخجل و نستحي في عدم الامتثال لخطواته و في ذات الوقت نحاول ان نُقنع الله بأننا نتّبع خطواته و نحاول الكذب عليه بأننا نخادع الشيطان و ما نحن إلا منتعلون لأثر السلف الصالح !… هي يا سادة « اسكيزوفرينيا » مهولة موجودة في « جِينوم العرب » و عظيمة تشكّل للأسف عقلية و نمطية الفرد العربي الذي -يدّعي - رياء الناس - إيمانه و إسلامه !!!.. لا أدري أهيَ من مساوئ الصدف أو من سخريات القدر أن يتصادف و يتزامن حملة ( تحسين صورة قطر و بعثها عالميا في أححححححححححححلى حلّة !) في أعين العالميين و ذلك بالتعاقد مع الراقصة العاهرة " مريم" صاحبة ( نوكُو ناكاَ) في ذات الوقت نهلّل و نستبشر و نحن نستقبل أشهر داعية إسلامي على وجه المعمورة الهندي السيد ( ذاكِر نَايَكْ)….
- فقها و لغة اسم ( الذّاكِر) بتخفيف ( الذّال ) معناه الشخص المستديم غير منقطع - الذِّكر - في إبقاء علاقته بخالقه أو بأقرب الناس إليه ، أنا هنا أُعطيكم المفاهيم على الطريقة ( الخِضرَوَيّة) و قد يكون ( الذَّاكِرُ) بتضخيم الذّال ( فزمن الذلّ و الهوان بقتضي ذلك !) ؛ أي صفة من له ( ذكَر) مُميّز و كبير !.. نتحدث هنا عن ( العضو التناسلي ). الفرق بين أمة محمد و الأمم الأخرى هو أن الأمم الأخرى واضحة و حليفة -علنا - مع الشذوذ و الشيطان و متخاصمة متباعدة علنا مع الله حسب ( أهواءها الدنيوية )، نحن -علنا - لَبِقون ، نستحي و نعطي الانطباع أننا نحب الله و متصالحون معه و لكننا في ذات الوقت -علنا و سرّا- متسامحون و تربطنا علاقات -علنا - و -سرّا- جد حسنة مع الشيطان . بصراحة تحضرني لشرح هذه الحالة ( الاسكيزوفرينية) السلوكية تعبيرا و -تلفيظا- أو لفظة تابعة لمعجمي ( الخِضروي ) الخاص و هي (القَحْبَشَرِيفَة) أو « القَحْشَرِيفَة » ، نحن امّة قحبَشَريفة بامتياز !.
* والله لقد ذُقتُ و ضقتُ -ذرعا- و -ذُعرا- بالمصادفات الغريبة التي في أوقاتي السيئة نفسيا و ترتمي أمامي تجبر فكري الساخط بالتفاعل للإدلاء بدلوه الطافح ، و أقول : -لماذا هذه الثنائية ( مريام فارس) الفاسق و الداعية ( نَايَكْ)!؟. ، لماذا لم أعد أرى ( الذّاكِر) بالداعية و لم أعد أرى ( مريام ) هذه بالرّاقصة العاهرة فحسب ، بل تشكلت في خيالي المتعب مشاهد ( النّايَكْ و المَنيُوكة!)… و أنا أختم فقراتي هذه متحدثا بغضب و سخط في خُلدي بلهجة جزائرية : ( اتْناكَتْ ! اتْنَاكتْ يا خِضر !) و أنا أقصد أمة "لا إله إلا الله و محمد رسول الله!".
— -باريس الكبرى جنوبا في 26 نوفمبر 2022
#لخضر_خلفاوي (هاشتاغ)
Lakhdar_Khelfaoui#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟