أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - غزوة المونديال













المزيد.....

غزوة المونديال


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7439 - 2022 / 11 / 21 - 21:23
المحور: كتابات ساخرة
    


كثيرة هي الغزوات الإسلامية التي قام بها المسلمون الأوائل لنشر ثقافة قبيلة قريش، أو ما عرف لاحقاً، بالإسلام، وقد يصعب تحديد وسرد أسماء كل هذه الغزوات الإسلامية في محيط يثرب وجوارها، إلى أن تكون للنخبة الإسلامية، صاحبة الدعوة، يومها، جيش من المقاتلين والمتطوعين، استطاع من خلالها التوجه، والزحف، نحو العاصمة الروحية للمسلمين، أم القرى، واجتياحها، ورفع راية "التوحيد" فوقها، وإخضاعها لسلطة النخبة الإسلامية يومها. واستمرت "الغزوات" و "الفتوحات" (أطلق على الغزوات لاحقاً، وتلطيفاً، اسم الفتوحات)، حتى وصلت لجنوب فرنسا "بواتيه" والأندلس غرباً، وإلى الصين شرقاً، ويتباهى المسلمون بذلك بقيامهم وقعودهم. واستمروا بذلك حتى بلوغ دولة الخلافة العام 1310 هـ، تقريباً، حين انهارت الخلافة العثمانية، تحت ضربات العلمنة والصحوة الفكرية الأوروبية والثورة الصناعية، وبدت "الخلافة" كعجوز مترهلة، حتى أطلق عليها في أواخر أيامها، بـ"رجل أوروبا المريض". ومن هنا يصعب تعداد وسرد أسماء كل تلك المعارك والفتوحات والغزوات التي جرت خلال 14 قرناً تقريباً، وتوّجها، ابن لادن ورفاقه الجهاديون، بغزوة نيويورك، وتفجير مبني التجارة العالمي الـTwin Towers، ظهيرة الحادي عشر من سبتمبر للعام 2001، وكان العالم العربي والإسلامي، قد شهد، ومع اكتشاف البترول، ما تسمى "الصحوة الإسلامية"، التي أفضت لاحقاً لظهور "داعش" وأخواتها الصحويات في استمرار لعملية الغزو الفكري والعسكري التي شهدتها دول المنطقة اعتباراً من ذلك التاريخ السحيق، وهدفها جميعاً برمجة وأدلجة وتدجين وإخضاع شعوب المنطقة، وإلحاقها فكرياً، ومن ثم سياسياً، بالجزيرة العربية، التي أخذت أنظمتها السياسية، حالياً، على عاتقها، مهمة الدعوة الإسلامية باعتبارها صاحبتها، ومهد الوحي ومن أرضها انتشرت وانتقلت فكرة الخلافة (السلطة الدينو-سياسية المطلقة)، إلى بقية دول العالم، ولهم فيها غايات سنأتي عليها في مقالا قادم.
إذن، كان جوهر "الغزوات" و "الفتوحات"، ومن ثم ظهور منظمات "الدعوة الإسلامية" رسمياً في الخليج العربي، واستفراخ التنظيمات الجهادية والدعوية، التي توجت بـ"داعش" و "النصرة" في "الغزوة الشامية"، هو نشر الدين الحنيف و"إرشاد الضالين"، وإقامة دولة الخلافة أي تسييل الإسلام السياسي.
ويبدو أن معترك، وميدان الرياضة الحيادي، لم ينج من استراتيجيات الإسلام السياسي، تلك، وأسلمة وتعريب الحداثة وكل ظواهرها ومشتقاتها، وكما دأب واستمرأ ذلك على الدوام، ومع كل حدث رهط العرب والأعراب والعروبيون والمستعربون والمتأسلمون. فإن اخترعوا "نكاشة بابور كاز" لأتحفوك بمعلقات رائية وعينية ويائية عن فضل العرب أثرهم على الحضارة ووجود البشرية، وأنه لولا العرب والمسلمون لما قيض الله للبشرية الاستمرار بالوجود، من أيام أسطورة الأخ الشرير قابيل وهابيل التوراتية، التي أسلموها هي الأخرى، وحتى وقتنا الراهن (على فكرة اسم قابيل وهابيل أسماء توراتية، أيضاً، على غرار أسماء ملائكة الله المزعوم التوراتية عزرائيل وجبرائيل وميكائيل وإسرافيل).
ويبدو أن الحدث الكوني اليوم، المتمثل بمونديال قطر 2022، لم يخرج عن سياق الأسلمة والتعريب المعهود، الذي اختطه العرب والإسلاميون والمستعربون(أدعياء العروبة من غير العرب الأقحاح)، في العقود الماضية، لأنفسهم، وهم يتصنعون التمظهر الحضاري، والإعجاز العلمي، وتسخير وتطويع وتجيير وتدوير كل شيء وكل حرف قيل في سياق مختلف، ووضعه في سياق حداثي، ليصبح نظريات إسلامية باكورية في الفضاء والصناعة والتكنولوجيا، وأن المسلمين تحدثوا عن ذلك، قبل هذا بكثير، لمجرد ورود مفردة في مكان ما من ركام التراث تتحدث مثلاً عن شجرة الزيتون، أو الرعد والبرق، والشهب، علماً أنه هناك فتاوى تحريم، لكل أنواع الرياضات باستثناء الرماية، والسباحة، وركوب الخيل، التي طلب مؤسس الإسلام من أتباعها إتقانها، وهي التي كانت موجودة وسائدة وقتذاك.
ومن هنا، ومع "دحش" وإقحام "الإسلام، في الخطاب الرياضي العام، ودعوة ما قيل عن داعية شبه معاق عقلياً، ويبدو على ملامحه العته، والبلاهة، والإعاقة، لينظم إلى أسطول وطابور "دعاة المونديل" المروجين للإسلام، والدعوة له، واستغلال الحدث الرياضي خطابياً ودعوياً، والطلب من الضيوف اعتناق الإسلام ولو صوريا، وناهيكم عن سماجة الطلب، وعدم لباقة الفعل وثقل الأمر على المتلقين بشكل عام، وخاصة الضيوف الغربيين، الذين طووا حقبة الأديان وخرافاتها، ما استجلبت لهم من ويلات، وراء ظهورهم ولا يهتمون لا بالمسيحية ولا بالإسلام، فإنه يصح القول وبعد كل هذه الضخ و"الزن" والطنين الدعوي، بأننا أمام غزوة إسلامية تبشيرية جديدة، تتخذ من كرة القدم ميداناً لها، لنشر الدين الحنيف، لا يصح فيها عندها القول والوصف إلا بـ"غزوة المونديال"....
تكبيرررررررررر....يا .............ررر



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكبة عمر أبو ريشة: لا مكان لأمته بين الأمم المحترمة
- لماذا كل ملائكة الله عبرانيون وإسرائيليون؟
- بوتين: أي نظام عالمي؟
- خرافة الشعب السوري الواحد
- مفهوم المواطنة واللا مواطنة عند بدو قريش
- أمة عربية واحدة: ذات رسالة خالدة
- قصص وذكريات مع الشعر
- شجرة السنديان: هؤلاء هم العلويون الأطهار
- مبادئ أساسية في السياسات الدولية
- روسيا والغرب: صراع قيم وحضارات وثقافات
- الأوراق المطلوبة للمنصب العام
- أردوغان وعودة الوعي: هل هو اعتذار عثماني للعلويين؟
- رهان أردوغان على علويي تركيا
- ما الفرق بين الله وبقية الأصنام؟
- ناسا: وجهاً لوجه مع قريش
- أعياد النصيرية: بأية حال عدت يا عيد؟
- مناشدة ورجاء حار، وطلب من طلابنا الراسبين والناجحين شحط:
- جريمة التطبيع مع العرب
- إذا كان رب البيت للطبل ضارب
- السيد وزير العدل السوري/ المحترم


المزيد.....




- رسميًا إلغاء مواد بالثانوية العامة النظام الجديد 2024-2025 . ...
- مسرح -ماريينسكي- في بطرسبورغ يستضيف -أصداء بلاد فارس-
- “الجامعات العراقية” معدلات القبول 2024 في العراق العلمي والأ ...
- 175 مدرس لتدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية
- عبر استهداف 6 آلاف موقع أثري.. هكذا تخطط إسرائيل لسلب الفلسط ...
- -المُلحد-.. إبراهيم عيسى: الفيلم هو الدولة المدنية التي نداف ...
- ساويرس يرد على سؤال بشأن فيلم -الملحد-.. وهذا ما قاله عن -من ...
- -رأس الخس- يلاحق تراس من جديد ويخرجها من المسرح (فيديو)
- هيفاء وهبي تعلق على قرار منعها من التمثيل والغناء بمصر بآية ...
- بعد أزمة فيلم -الملحد-.. هل تأجل العرض بمصر أم مُنع العمل؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - غزوة المونديال